معرض الدار البيضاء للنشر والكتاب ينهي دورته الـ24 بـ«ارتياح تنظيمي»

استبعدت كل إصدار «يمس بالثوابت أو يحرض على الكراهية»

جانب من المعرض
جانب من المعرض
TT

معرض الدار البيضاء للنشر والكتاب ينهي دورته الـ24 بـ«ارتياح تنظيمي»

جانب من المعرض
جانب من المعرض

جاءت دورة هذه السنة من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء وفية لآمال وانتظارات المنظمين، شكلاً ومضموناً. خلاصة نقلها بيان لوزارة الثقافة والاتصال، أعلنت فيه أن عدد زوار الدورة الـ24 التي اختتمت أول من أمس، سجل ارتفاعاً مهماً، بلغ 520 ألف زائر، وذلك بنسبة ارتفاع بلغت 72 في المائة، مقارنة بدورة السنة الماضية التي كانت قد سجلت رقم 350 ألفاً، وهو ما يعكس «جاذبية المعرض»، على حد قول المنظمين.
وشددت الوزارة، في بيان لها، على أنها حرصت مع شركائها على أن يعكس المعروض من الرصيد الثقافي قيم التعايش التي تطبع المغرب، مستبعدة، في سبيل ذلك، كل إصدار يمس بثوابت المملكة أو يزدري بالأديان أو يحرض على الكراهية والعنف أو العنصرية.
واستعرض بيان الوزارة عدداً آخر من المعطيات والأرقام، بخصوص حصيلة دورة هذه السنة، التي أريد لها أن تكرس «المكانة الدولية المرموقة التي صار يحظى بها المعرض ضمن قائمة المعارض العالمية المهداة للنشر والكتاب»، وأن تؤكد كيف «صار حدثاً ثقافياً دولياً يكرس الوجه الحداثي للمغرب كأرض لحوار الثقافات».
وفي هذا السياق، تحدث بيان الحصيلة عن استضافة جمهورية مصر العربية، مع مشاركة أكثر من 700 عارض مباشر وغير مباشر، من 45 بلداً، عرضوا رصيداً وثائقياً ناهز 125 ألف عنوان، صدر أكثر من نصفه خلال آخر ثلاث سنوات.
وزاد البيان أن العناوين المعروضة توزعت على حقل الأدب بنسبة 21 في المائة، وكتاب الطفل بنسبة 16 في المائة، والعلوم الاجتماعية بنسبة 15 في المائة، والديانات بنسبة 9 في المائة، والعلوم الحقة والتطبيقية بنسبة 8 في المائة، والتاريخ والجغرافيا بنسبة 7 في المائة، والفلسفة بنسبة 6 في المائة، والاقتصاد والقانون بنسبة 6 في المائة، واللغات بنسبة 6 في المائة، والفنون بنسبة 2 في المائة، بالإضافة إلى العموميات بنسبة 4 في المائة. فيما بلغ عدد فقرات البرنامج الثقافي العام 791 نشاطاً، توزعته الندوات واللقاءات والتوقيعات، بالإضافة إلى البرنامج الخاص بالأطفال، في وقت ناهز فيه عدد المشاركين 1566 متدخلاً.
وشهدت الدورة تنظيم عدد من الندوات الموضوعاتية، والليالي الشعرية، واللقاءات المباشرة حول عدد من التجارب الإبداعية، والاحتفاءات بأسماء إبداعية وبحثية، سواء ممن لا يزالون يواصلون إنتاجهم أو الذين رحلوا، مع الكثير من الفقرات الثابتة المهداة إلى الكتاب وإلى الحوار مع جغرافيات ثقافية أخرى.
وفضلاً عن البرمجة الخاصة بضيف المغرب، والتي توزعتها ندوات فكرية ولقاءات إبداعية وفنية ومحاورات ثقافية سعت إلى إلقاء الضوء على جديد الساحة الثقافية المصرية وعلى أسئلتها الراهنة، احتفت «أمسية الأركانة» بالشاعر الطوارقي خواد الفائز بـ«جائزة الأركانة العالمية للشعر» في دورتها الـ12؛ كما تم تسليم «جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة» التي ينظمها المركز العربي للأدب الجغرافي، و«جائزة القراءة» التي تنظمها شبكة القراءة بالمغرب، والتي تهدف إلى تشجيع الناشئة والشباب على القراءة.
كما تضمن برنامج الدورة فقرات أخرى، من قبيل «تجارب في الكتابة»، و«ليالي الشعر»، و«ساعة مع كاتب»، و«ذاكرة»، و«أسماء فوق البوديوم»، و«أدباء قادمون»، و«ثنائيات: لقاء بين كاتبين من جيلين مختلفين»، و«ثقافات متقاطعة»، و«في حضرة كتاب»؛ علاوة على عدد من الندوات التي سعت، حسب المنظمين، إلى «تسليط الضوء على طبيعة العلاقة الرفيعة التي يؤسسها أو يسعى إلى ترسيخها الخطاب الأدبي، باعتباره فعالية تعبيرية تستثمر في الكتابة لمساءلة الإنسان والعالم، في علاقته بمختلف الفنون التعبيرية والجمالية الأخرى، من قبيل السينما والتشكيل والموسيقى والتصوير الفوتوغرافي والمسرح والدراما التلفزيونية، باعتبارها فنوناً سمعية بصرية».


مقالات ذات صلة

انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

يوميات الشرق «معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)

انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

انطلقت، الخميس، فعاليات «معرض جدة للكتاب 2024»، الذي يستمر حتى 21 ديسمبر الجاري في مركز «سوبر دوم» بمشاركة نحو 1000 دار نشر ووكالة محلية وعالمية من 22 دولة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
كتب الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)

«حياتي كما عشتها»... محمود ياسين يروي ذكرياته مع الأدباء

في كتاب «حياتي كما عشتها» الصادر عن دار «بيت الحكمة» بالقاهرة، يروي الفنان المصري محمود ياسين قبل رحيله طرفاً من مذكراته وتجربته في الفن والحياة

رشا أحمد (القاهرة)
كتب «عورة في الجوار»... رواية  جديدة لأمير تاجّ السِّر

«عورة في الجوار»... رواية جديدة لأمير تاجّ السِّر

بالرغم من أن الرواية الجديدة للكاتب السوداني أمير تاج السر تحمل على غلافها صورة «كلب» أنيق، فإنه لا شيء في عالم الرواية عن الكلب أو عن الحيوانات عموماً.

«الشرق الأوسط» (الدمام)
كتب «البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

«البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

في كتابه الأحدث «البؤس الأنثوي... دور الجنس في الهيمنة على المرأة»، يشير الباحث فالح مهدي إلى أن بغيته الأساسية في مباحث الكتاب لم تكن الدفاع المباشر عن المرأة

محمد خضير سلطان
خاص الكاتب الغزي محمود عساف الذي اضطر إلى بيع مكتبته لأحد الأفران (حسابه على «فيسبوك»)

خاص غزة تحرق الكتب للخبز والدفء

يعاني سكان قطاع غزة، خصوصاً في شماله، من انعدام تام لغاز الطهي، الذي يُسمح لكميات محدودة منه فقط بدخول مناطق جنوب القطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)

الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
TT

الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)

دعا الشاعر السوري أدونيس من منفاه في فرنسا الأربعاء إلى "تغيير المجتمع" في بلده وعدم الاكتفاء بتغيير النظام السياسي فيه بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.

وقال أدونيس (94 عاما) خلال مؤتمر صحافي في باريس قبيل تسلّمه جائزة أدبية "أودّ أولا أن أبدي تحفّظات: لقد غادرتُ سوريا منذ العام 1956. لذلك أنا لا أعرف سوريا إذا ما تحدّثنا بعمق". وأضاف "لقد كنت ضدّ، كنت دوما ضدّ هذا النظام" الذي سقط فجر الأحد عندما دخلت الفصائل المسلّحة المعارضة إلى دمشق بعد فرار الأسد إلى موسكو وانتهاء سنوات حكمه التي استمرت 24 عاما تخلّلتها منذ 2011 حرب أهلية طاحنة.

لكنّ أدونيس الذي يقيم قرب باريس تساءل خلال المؤتمر الصحافي عن حقيقة التغيير الذي سيحدث في سوريا الآن. وقال "أولئك الذين حلّوا محلّه (الأسد)، ماذا سيفعلون؟ المسألة ليست تغيير النظام، بل تغيير المجتمع". وأوضح أنّ التغيير المطلوب هو "تحرير المرأة. تأسيس المجتمع على الحقوق والحريات، وعلى الانفتاح، وعلى الاستقلال الداخلي".

واعتبر أدونيس أنّ "العرب - ليس العرب فحسب، لكنّني هنا أتحدّث عن العرب - لا يغيّرون المجتمع. إنّهم يغيّرون النظام والسلطة. إذا لم نغيّر المجتمع، فلن نحقّق شيئا. استبدال نظام بآخر هو مجرد أمر سطحي". وأدلى الشاعر السوري بتصريحه هذا على هامش تسلّمه جائزة عن مجمل أعماله المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية.

ونال أدونيس جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس وتحمل اسم شاعر كتب باللغتين الكتالونية والإسبانية.