خسائر بصفوف الأكراد والأتراك بعفرين... والنظام يخرق هدوء الغوطة بالقصف

عناصر بـ«الجيش السوري الحر» يحملون مدفع هاون خارج عفرين (رويترز)
عناصر بـ«الجيش السوري الحر» يحملون مدفع هاون خارج عفرين (رويترز)
TT

خسائر بصفوف الأكراد والأتراك بعفرين... والنظام يخرق هدوء الغوطة بالقصف

عناصر بـ«الجيش السوري الحر» يحملون مدفع هاون خارج عفرين (رويترز)
عناصر بـ«الجيش السوري الحر» يحملون مدفع هاون خارج عفرين (رويترز)

عاودت قوات النظام السوري خرق هدوء الغوطة الشرقية، عبر جولة جديدة من القصف المدفعي، مستهدفة عدة مناطق في البساتين الممتدة بين مدينتي حرستا ودوما، ما أدى لوقوع أضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ورصد المرصد السوري، اليوم (الأحد)، استهداف قوات النظام بخمس قذائف تلك المناطق، بعد الهدوء النسبي منذ أمس، بينما استمرت قوات النظام بالحشد في محيط الغوطة الشرقية، بهدف تنفيذ عملية عسكرية بالمنطقة.
وجاء هذا الهدوء الحذر في أعقاب قصف النظام، الذي استهدف مدينة دوما وبلدة مسرابا بـ13 صاروخاً يعتقد أنها من نوع أرض - أرض وقذائف مدفعية تسببت بمقتل مدنيتين وسقوط 14 جريحاً.
وفي مخيم اليرموك بالقسم الجنوبي من العاصمة دمشق، تراجعت وتيرة الاشتباكات بين هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) من جانب، وتنظيم داعش من جانب آخر، بعد الهجوم العنيف والمستمر للأخير، وذلك لليوم الرابع على التوالي، في محاولة من تنظيم داعش لتوسعة سيطرته على حساب «تحرير الشام»، متمكناً من تحقيق تقدم في المنطقة وفرض سيطرته على مناطق جديدة داخل المخيم. وفي ساعات الصباح الأولى، سقطت خسائر بشرية، جراء عمليات القصف المدفعي والصاروخي والاستهدافات المتبادلة بين الجانبين، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان ما لا يقل عن 7 مقاتلين من «هيئة تحرير الشام»، قضوا في هذه الاشتباكات، فيما قتل أكثر من 5 من عناصر تنظيم داعش في هذه الهجمات العنيفة. فيما ذكرت معلومات للمرصد عن سقوط المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، وتسود حالة من القلق لدى المدنيين القاطنين في مناطق سيطرة «هيئة تحرير الشام» من تقدم التنظيم وانتقامه منهم.
ولا يزال لتنظيم داعش وجود في 4 قرى وبلدات هي هجين وأبو الحسن والشعفة والباغوز عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، كذلك يوجد التنظيم في الجزء الواقع بريف دير الزور الشمالي الشرقي، والمتصل مع ريف الحسكة الجنوبي الذي لا يزال يضم 22 قرية ومنطقة، من ضمنها: تل الجاير وتل المناخ وأم حفور والريمات وفكة الطراف وفكة الشويخ والحسو والبواردي والدشيشة وبادية البجاري المتاخمة لبادية الصور، التي تشمل الحدود الإدارية بين دير الزور والحسكة، إضافة إلى أن التنظيم يفرض سيطرته على مناطق واسعة في القسم الجنوبي من العاصمة دمشق، وأجزاء واسعة من مخيم اليرموك ومن حي التضامن ومناطق واسعة من حي الحجر الأسود، كما يوجد التنظيم في 14 تجمعاً في البادية الشرقية لمدينة السخنة بالريف الشرقي لحمص وفي منطقة الطيبة بشمال السخنة.
وفي شمال سوريا الغارقة في الحرب منذ سبع سنوات، أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» استهدافها مراكز عسكرية داخل الأراضي التركية، رداً على الهجوم الذي تقوده أنقرة منذ نحو شهر ضد منطقة عفرين.
وهذه المرة الأولى التي تعلن فيها «قوات سوريا الديمقراطية»، استهداف الأراضي التركية. ولم يصدر أي تعليق رسمي تركي على الحادثة.
وتشن القوات التركية مع فصائل سورية موالية لها منذ 20 يناير (كانون الثاني) هجوماً في منطقة عفرين، تقول إنه يستهدف مقاتلي «الوحدات» الكردية الذين تصنفهم أنقرة «إرهابيين».
وأعلنت «قوات سوريا الديمقراطية»، في بيانها، أن «قواتنا نفذت عملية استهداف نوعية ضد مركز تجمع لجنود الغزو التركي وإرهابيي جبهة النصرة - داعش وغرفة عملياتها المباشرة، في مركز ناحية قرة خانة التابعة لولاية هاتاي التركية».
ويتهم الأكراد، الفصائل السورية التي تقاتل إلى جانب أنقرة، بالانتماء إلى تنظيم داعش أو جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام حالياً). ولم توضح «قوات سوريا الديمقراطية» أي تفاصيل حول العملية أو توقيتها.
ودعا البيان «المدنيين إلى الابتعاد من نقاط تمركز جيش الغزو التركي وإرهابيي جبهة النصرة - تنظيم داعش، ذلك أن كل المراكز العسكرية هي أهداف مشروعة لقواتنا».
وأوردت وسائل إعلام تركية أن جنديين وخمسة مقاتلين سوريين أصيبوا جراء قذيفة هاون استهدفت مركزاً لشرطة الحدود في منطقة قره خان في محافظة هاتاي.
ومنذ بدء الهجوم التركي، وقع عدد من القتلى والجرحى جراء سقوط قذائف على مناطق تركية قريبة من الحدود. واتهمت أنقرة «الوحدات» الكردية بإطلاقها.
إلا أن القائد العام لـ«الوحدات» الكردية سيبان حمو قال قبل أيام خلال اتصال مع صحافيين: «منذ تشكيل (وحداتنا) وحتى اليوم، لم نقم بأي عملية على الأراضي التركية ولم نرمها بحجر واحد».
وتتلقى «قوات سوريا الديمقراطية» و«الوحدات» الكردية دعماً أميركياً في مواجهة تنظيم داعش شرق البلاد، لكن واشنطن لا تقدم لها أي دعم في عفرين.
وتتواصل الاشتباكات على محاور عدة عند أطراف منطقة عفرين، حيث تمكنت القوات التركية والفصائل الموالية لها من السيطرة حتى الآن على 27 قرية وبلدة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ووثق المرصد مقتل نحو 95 مدنياً جراء الهجوم التركي، فيما تنفي أنقرة استهداف المدنيين في عمليتها التي تقول إنها موجهة ضد المواقع العسكرية للمقاتلين الأكراد.
وفيما يتعلق بالخسائر بصفوف «وحدات حماية الشعب الكردية»، أعلنت «الوحدات» اليوم، مقتل ثلاثة أجانب قاتلوا في صفوفها خلال المعارك المستمرة ضد تنظيم داعش في شرق سوريا وضد القوات التركية في منطقة عفرين شمالاً.
وذكرت «الوحدات» الكردية، في بيان باللغة الإنجليزية، أن المقاتلّين أوليفييه فرنسوا جان لو كلانش (41 عاماً) والإسباني سامويل برادا ليون (25 عاماً) قتلا «خلال اشتباكات مع المحتلين في جبهة جنديريس في العاشر من فبراير (شباط)».
وتقع جنديريس في منطقة عفرين بالقرب من الحدود التركية، وتعرضت منذ بدء هجوم أنقرة والفصائل السورية الموالية لها قبل نحو شهر لقصف عنيف دفع غالبية سكانها للنزوح.
وتدور اشتباكات حالياً بالقرب منها في محاولة من قبل القوات التركية للتقدم.
وانضم الرجلان إلى صفوف «الوحدات» الكردية، وفق البيان، في صيف العام 2017 لقتال تنظيم داعش.
وطردت «قوات سوريا الديمقراطية»، فصائل كردية وعربية، على رأسها «الوحدات»، التنظيم المتطرف من مناطق واسعة في شمال وشمال شرقي سوريا، بينها مدينة الرقة معقله الأبرز سابقاً في البلاد. وأضاف البيان أن «الرفيقين بذلا جهوداً كبيرة لتحرير مراكز تنظيم داعش الأساسية، ومنها مدينة الرقة».
أما الشاب الثالث فهو الهولندي الجنسية شورد هيغر، وقد قتل في 12 فبراير بمحافظة دير الزور، حيث لا تزال «قوات سوريا الديمقراطية» تخوض معارك لطرد تنظيم داعش من آخر جيوب له فيها.
يذكر أنه خلال السنوات الماضية، انضم المئات من المقاتلين الأجانب إلى صفوف «الوحدات» الكردية لقتال المتطرفين.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.