هيئة الانتخابات المصرية تُحفز المقيمين بالخارج على التصويت

عددهم يقدر بنحو 9.4 ملايين شخص حسب أحدث إحصائية رسمية

TT

هيئة الانتخابات المصرية تُحفز المقيمين بالخارج على التصويت

أصدرت «الهيئة الوطنية للانتخابات» في مصر، أمس، بيانا لتحفيز المواطنين المقيمين بالخارج على التصويت في الانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها في الخارج على مدار ثلاثة أيام، تبدأ في 16 من مارس (آذار) المقبل، وتجرى في الداخل خلال فترة زمنية مماثلة تبدأ في 26 من الشهر نفسه.
ودعا المستشار لاشين إبراهيم، رئيس الهيئة: «المقيمين والموجودين خارج مصر خلال فترة الانتخابات الرئاسية إلى الحرص على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات»، وقال إن «التصويت سيكون داخل مقار البعثات الدبلوماسية المصرية، والمتمثلة في السفارات والقنصليات والمقار الأخرى، التي تحددها الهيئة بناء على ترشيح من وزارة الخارجية».
وأضاف إبراهيم مخاطبا المقيمين في الخارج، الذين يقدر عددهم بنحو 9.4 مليون شخص، بحسب أحدث إحصائية رسمية، أن «المصريين في الخارج جزء أصيل من أبناء الوطن وأحد أعمدته الأساسية، ومشاركتهم في هذا الاستحقاق الأهم من بين الاستحقاقات الانتخابية، تساهم في بناء مستقبل بلدهم وترسيخ الديمقراطية، والهيئة لن تألو جهدا لتوفير جميع التيسيرات وسبل الراحة أمامهم في العملية الانتخابية». وتأتي دعوة «الوطنية للانتخابات» في وقت تدعو فيه أحزاب وشخصيات سياسية إلى المقاطعة، متذرعة بـ«غياب المنافسة» وانحسارها بين الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، وافر الفرص بالفوز، ومنافسه الأقل فرصاً موسى مصطفى موسى.
وشن رئيس البرلمان المصري علي عبد العال هجوما قاسيا ضد دعوات المقاطعة، خلال الجلسة العامة للبرلمان أول من أمس، ووصف الداعين لها بـ«الأقلية»، معتبرا أنهم يسعون إلى «هدم الدولة».
ولفت رئيس «الوطنية للانتخابات»، إلى أن «انتخابات المصريين بالخارج ستجرى تحت إشراف أعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي، وبمساعدة أمناء من العاملين بوزارة الخارجية، والتصويت سيكون على غرار الانتخابات بداخل البلاد عن طريق الاقتراع السري المباشر»، مشددا على أن «العملية الانتخابية برمتها تخضع لإدارة وإشراف ومتابعة الهيئة الوطنية للانتخابات». كما أوضح أن توقيت التصويت «في العملية الانتخابية سيكون اعتبارا من الساعة التاسعة صباحا، وحتى التاسعة مساء، وفقا لتوقيت الدولة التي يجرى بها الاقتراع»، ومنوها بأنه في حال «كان الناخب من ذوي الاحتياجات الخاصة على النحو الذي يمنعه من الإدلاء بصوته بنفسه في بطاقة التصويت، فله أن يبديه على انفراد لرئيس اللجنة الذي يثبته في البطاقة».
ونبه إبراهيم إلى عدم جواز إدلاء «الناخب بصوته داخل لجنة الاقتراع ذاتها أكثر من مرة، أو أن يدلي بصوته أمام لجنة اقتراع أخرى داخل أو خارج الدولة، التي أدلى فيها بصوته، أو أن يدلي بصوته مرة أخرى في الانتخابات التي ستجرى داخل مصر».
من ناحية أخرى، حث رئيس «الوطنية للانتخابات» الناخبين الوافدين على «سرعة التوجه إلى مقار المحاكم الابتدائية، أو مكاتب التوثيق والشهر العقاري، لتسجيل طلباتهم بتعديل الموطن الانتخابي من المحافظة محل الإقامة المثبتة في بطاقة الرقم القومي (الهوية)، إلى المحافظة التي سيوجدون بها خلال الأيام المحددة للانتخابات الرئاسية داخل البلاد»، لافتا إلى أن «لجان تلقي وتسجيل طلبات الناخبين الوافدين بتعديل موطنهم الانتخابي خلال الانتخابات الرئاسية، تعمل طوال أيام الأسبوع، بما فيها أيام الجمعة، ولا تتقيد في عملها بأي إجازات أو عطلات». وأوضح في السياق ذاته أن «تلك اللجان موجودة بداخل 38 محكمة ابتدائية، و390 مكتبا للشهر العقاري والتوثيق».
وأبرز إبراهيم أنه «يمكن انتقال لجان المحاكم الابتدائية - بداخل دائرة كل محكمة - إلى أماكن تجمعات العمالة الوافدة والمواطنين، الذين تحول ظروف عملهم دون انتقالهم، حيث تقوم تلك اللجان، التي تكون برئاسة قاض وعدد من الموظفين، بالانتقال إلى أماكن التجمعات، التي تضم أعدادا من المواطنين لتسجيل طلباتهم في تعديل الموطن الانتخابي».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.