ولاية ألمانية تتحدث عن خطر إرهابي داهم

خبراء الشرطة يزيلون 83 % من الدعاية الإرهابية على الإنترنت

إجراءات أمنية مشددة في كرنفال الراين في دسلدورف يوم أمس («الشرق الأوسط»)
إجراءات أمنية مشددة في كرنفال الراين في دسلدورف يوم أمس («الشرق الأوسط»)
TT

ولاية ألمانية تتحدث عن خطر إرهابي داهم

إجراءات أمنية مشددة في كرنفال الراين في دسلدورف يوم أمس («الشرق الأوسط»)
إجراءات أمنية مشددة في كرنفال الراين في دسلدورف يوم أمس («الشرق الأوسط»)

قال توماس شتروبل، وزير داخلية ولاية بادن فورتمبيرغ (جنوب غرب)، بأن ولايته معرضة إلى خطر إرهابي داهم. وأكد الوزير، من الحزب الديمقراطي المسيحي، يوم أمس (الاثنين) عدم وجود أدلة على عمليات إرهابية يجري التحضير إليها من قبل الإرهابيين، إلا أنه وصف خطر التعرض إلى عملية إرهابية بالكبير.
واستشهد الوزير بآخر تقرير لدائرة حماية الدستور (مديرية الأمن العامة) في الولاية يشير إلى أن عدد «الخطرين» فيها ارتفع من 60 إلى 93 خلال أشهر قليلة. وتصنف الوزارة المتشددين المستعدين للتنفيذ العمليات الإرهابية أو المشاركة فيها في قائمة «الخطرين».
وتجري النيابة العامة تحقيقات مكشوفة، وأخرى سرية، في كافة الاتجاهات بهدف الكشف عن مخططات الإرهابيين. وأضاف شتروبل أن وزارته تتعاون مع الوزارات الأخرى على مستوى الولايات، وعلى المستوى الاتحادي، وتتبادل المعلومات حول تحركات المشتبه فيهم وتفرزها بلا كلل. وتصنف دائرة حماية الدستور الاتحادية نحو 1000 إسلامي متشدد في قائمة الخطرين على المستوى الاتحادي، كما تتحدث مصادرها عن 970 متشددا من ألمانيا التحق بفصائل «داعش» الإرهابية في سوريا والعراق منذ سنة 2014.
وفي ولاية سكسونيا السفلى تحدث زيغفريد ماتيه، رئيس قسم حماية الدولة في شرطة الولاية، عن ارتفاع عدد الخطرين من 50 إلى 70 منذ مطلع العام الجاري. وحذر ماتيه من نشاط «داعش» على الإنترنت، وقال إن خبراء الشرطة والأمن يزيلون 83 في المائة من الدعاية الإرهابية على الإنترنت، إلا أن النسبة المتبقية تتسرب إلى كومبيوترات الشباب في ألمانيا. وتحدث ماتيه عن «داعش - 2» ينهض على الإنترنت بعد هزائمه على الأرض في العراق وسوريا. وقال إن داعش يسعى إلى «دولة افتراضية» على الشبكة العنكبوتية.
وبعد قرار الولاية السابق ربط أرجل «الخطرين» بقيود إلكترونية تكشف تحركاتهم عبر الأقمار الصناعية، يجري الحديث الآن عن إمكانية وضع أطفال العائلات المتشددة تحت رعاية دوائر رعاية الشباب.
وقال مصدر أمني لمجلة «دير شبيغل» بأن الولاية تدرس إمكانية سحب حق رعاية بعض الأطفال من ذويهم المتشددين كإجراء احترازي. وتحدث المصدر عن 15 عائلة متشددة في ولاية سكسونيا السفلى تخضع للرقابة الأمنية، وتدرس الولاية إمكانية وضع أطفالها تحت رعاية دوائر الشباب أو تحت رعاية مشتركة.
اعتبر المصدر الإجراء احترازياً لحماية لأطفال من الوقوع تحت تأثير ذويهم المتشددين، وضمانة على عدم تحول الأطفال، في كنف هذه العائلات، إلى مصدر خطر مستقبلي.
وأثار تقرير «دير شبيغل» النقاشات حول الموضوع في ولاية سكسونيا السفلى. فقالت إنيا بيل، من كتلة حزب الخضر البرلمانية، بأن من الصعب تقدير متى ينبغي أن تتدخل الدولة لحماية الطفل من تأثيرات ذويه. وحذرت بيل من تحويل «تدخل الدولة في بنية العائلة» إلى إجراء طبيعي.
واختلف معها في الرأي ينز ناكه، من الحزب الديمقراطي المسيحي، الذي دعا إلى توسيع صلاحيات دوائر الشباب في قضايا العائلات الإسلامية المتشددة. وقال ناكه لمجلة «دير شبيغل» أن الإجراء حماية الأطفال من تأثير ذويهم، وضمانة على عدم تحول الأطفال إلى «خطرين» في المستقبل.
على صعيد ذي صلة، توقع شتيفان غورتس، الخبير في شؤون الإرهاب في شرطة الجنايات الاتحادية، أن تتعرض أوروبا وألمانيا إلى المزيد من العمليات الإرهابية. وقال غورتس في مقابلة مع صحيفة «بوتسدامر نويسته ناخرشتن» إن «داعش» يغير تكتيكه بين فترة وأخرى، وأن فقدانه لنحو 90 في المائة من الأراضي التي كان يحتلها في سوريا والعراق، تدفعه لتوجيه دفة الإرهاب نحو الخارج.
وقدر الخبير، مستشهداً بتقارير دائرة حماية الدستور الاتحادية، نسبة أنصار وناشطي «داعش» بين موجات اللاجئين بأقل من 1 في المائة. وتوقع أن يستمر تأثير «داعش» في المشهد الإعلامي المتشدد لفترة 15 - 20 سنة مقبلة، وأكد عدم وجود ضمانات تامة على عدم تعرض ألمانيا لعمليات إرهابية مقبلة رغم كل الإجراءات الأمنية المتخذة.
جدير بالذكر أن هانز - جورج ماسن، رئيس دائرة حماية الدستور الاتحادية، تحدث قبل فترة عن «خطاب» جديد لـ«داعش» على الإنترنت يخاطب عقول الأطفال والمراهقين.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.