طرابلس وعمان يتفقان على تأسيس علاقات استراتيجية تعززها المصالح المشتركة

زيدان عبر عن رغبة بلاده في الاستفادة من الخبرات الأردنية في بناء قدراتها الأمنية

الأمطار الغزيرة أغرقت شوارع العاصمة الليبية طرابلس وأعاقت المرور في أغلب الأحياء (أ.ف.ب)
الأمطار الغزيرة أغرقت شوارع العاصمة الليبية طرابلس وأعاقت المرور في أغلب الأحياء (أ.ف.ب)
TT

طرابلس وعمان يتفقان على تأسيس علاقات استراتيجية تعززها المصالح المشتركة

الأمطار الغزيرة أغرقت شوارع العاصمة الليبية طرابلس وأعاقت المرور في أغلب الأحياء (أ.ف.ب)
الأمطار الغزيرة أغرقت شوارع العاصمة الليبية طرابلس وأعاقت المرور في أغلب الأحياء (أ.ف.ب)

ركزت المباحثات التي أجراها رئيس الوزراء الليبي علي زيدان في أول زيارة له للأردن أمس مع رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور على بناء علاقات استراتيجية حقيقية بين البلدين تعززها المصالح المشتركة وتدعمها، وتوفر الإرادة السياسية والرغبة الحقيقية في تنميتها. وأبدى زيدان خلال المباحثات التي ضمت الوفد الوزاري الذي يرافقه رغبة بلاده في الاستفادة من الخبرات الأردنية، وخصوصا في مجال التدريب وبناء القدرات في المجال الدفاعي والشرطي وفي مجالات المياه والنقل والمواصلات والثقافة والإعلام.
وقال زيدان: «لقد تأخرنا في هذه الزيارة للأردن، وكان الواجب أن نقوم بها مبكرا للتعبير عن الشكر والتقدير للجهود التي بذلها الأردن في مساعدة ليبيا». ولفت إلى أن بلاده تقدر للأردن معالجة الجرحى والمرضى الليبيين، مشيرا إلى أن التأخير في سداد تكلفة المعالجة يعود إلى أن الدولة الليبية لم تكتمل آلية أدائها بعد، وخصوصا المالية والمصرفية، موضحا أنه جرت تغطية نحو 80 في المائة من هذه التكلفة والبقية موجودة في المصرف المركزي.
وقال رئيس الوزراء الليبي: «نحن نعيش في تجربة مريرة، حيث لم تكن علاقات ليبيا في الفترة السابقة مؤسسة على أسس راسخة»، مضيفا: «إننا نريد علاقات رصينة مع جميع الدول بما يضمن حقوق جميع الأطراف». وشدد على أن الشعب الليبي شعب محافظ ويرنو إلى إقامة دولة ترتكز على التقاليد وتنحو إلى الحداثة «وهذا عامل أساسي من عوامل الالتقاء بين الأردن وليبيا».
واتفق الجانبان على تفعيل اللجنة العليا الأردنية - الليبية المشتركة وعقد اجتماع لها خلال الأشهر القليلة المقبلة. وكان الأردن شارك مع قوات حلف الشمال الأطلسي (الناتو) بمساعدة الثورة الليبية للإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي من خلال سلاح الجو الملكي الأردني والإمدادات اللوجيستية، إضافة إلى علاج الجرحى والمصابين في المعارك، حيث بلغ عدد المعالجين في المستشفيات الأردنية العامة والخاصة أكثر 50 ألف ليبي، حيث تراكمت ديون لهذه المستشفيات وبلغت أكثر من 120 مليون دولار مقابل العلاج والإقامة في الفنادق.
وقال مصدر أردني إنه جرى الاتفاق مع الجانب الليبي على أسس جديدة للتعامل مع المتدربين الليبيين في أكاديمية الشرطة، إضافة إلى إرسال مدربين وخبراء أردنيين للمساعدة في بناء الدولة الليبية على أسس واضحة وتجاوز الثغرات التي حدثت في السابق. كما أن العلاقات الاقتصادية والتجارية ازدادت بعد الثورة إلا أن عمليات النقل البري عبر مصر قد تقلصت بسبب الظروف الأمنية في سيناء.
وقال النسور خلال المباحثات، إننا نتطلع باهتمام لهذا اللقاء الذي تأخر عقده نتيجة الأوضاع غير المستقرة التي شهدتها ليبيا خلال الفترة الماضية، والتي حالت دون مزيد من الاتصالات، معربا عن الأمل بأن تسهم هذه الزيارة في توفير دفعة قوية للعلاقات الأخوية بين البلدين.
وأبدى النسور استعداد بلاده للتعاون مع ليبيا وتزويدها باحتياجاتها من الخبرات الأردنية في جميع القطاعات، لافتا إلى أن الأردن يدرك أن الثورة الليبية أحدثت تغييرات كبيرة في أركان الدولة، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في استكمال أدوار المؤسسات. وأضاف: «إن الأردن الذي يمتلك الكفاءات البشرية مستعد لتقديم العون والمساعدة في هذا المجال».
ومن المنتظر أن يلتقي رئيس الوزراء الليبي والوفد المرافق اليوم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وكبار المسؤولين العسكريين، إضافة إلى زيارة بعض المؤسسات الرسمية الأمنية والعسكرية.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.