قائد الشرطة الإسرائيلية يتهم نتنياهو بمطاردة المحققين في ملفه حتى بيوتهم

TT

قائد الشرطة الإسرائيلية يتهم نتنياهو بمطاردة المحققين في ملفه حتى بيوتهم

صرح المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، روني الشيخ، بأن «جهات متنفذة عليا» جمعت معلومات عن المحققين الذين يتعاملون مع ملفات رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لدرجة الوصول إلى الأحياء التي يعيشون فيها، ويسألون الجيران ويحاولون معرفة أمور سلبية عنهم. وقد فهم نتنياهو أنه المقصود بهذا الاتهام، فأصدر بياناً هاجم فيه قائد شرطته بشكل غير مسبوق. وحاول إقناع الجمهور بأن هذه الشرطة تحت هذا المفتش لا تتخذ مواقف مستقيمة؛ ولذلك فإن اتهامها له بالفساد هو نفسه فاسد.
وكانت قيادة الشرطة قد عقدت اجتماعاً لتلخيص التحقيقات مع نتنياهو، الليلة قبل الماضية، بمشاركة رؤساء طواقم دائرة التحقيق في جرائم المال. وأجمع الحاضرون على أن هناك أساساً متيناً لتوجيه لائحة اتهام. لكنهم لم يحسموا الأمر بخصوص بنود الاتهام. فهل تكون تلك بنود تلقي رشوة مقابل خدمات قدمها نتنياهو لمن رشوه، أم تلقي رشوة من دون خدمات؟... ومع أن كلا البندين يعنيان أن هناك رشوة، إلا أن الفارق بينهما هو في مدة الحبس الفعلي. وقرروا عقد جلسة أخرى قريبة لهذا الغرض، وأكدوا أنهم سيوصون على النيابة العامة تقديم لائحة اتهام في الأسبوع المقبل.
وخلال هذا الاجتماع، بث برنامج «عوفداه» التلفزيوني (القناة الثانية)، لقاءً مع الشيخ، كشف فيه عن أن «هناك ضغوطاً على المشاركين في التحقيق، وأن هناك فرقة محققين خصوصيين يتم تفعيلها ضد محققي الشرطة، يحومون حولهم ويشتَمّون الأمور، لجمع معلومات عن حياة الضباط الشخصية». وأضاف: «هذا يعني أنهم يبدأون بطرح أسئلة حول محققي الشرطة والتجوال حول جيرانهم، ونحن نعلم أن هذه هي مهنة هؤلاء الأشخاص». وأضاف الشيخ، أن الجهات التي تقف وراء المحققين الخصوصيين هي جهات «متنفذة». وقال: «في النهاية نحن نعرف من هي هذه الجهات، وكما يبدو، فإن شخصاً يجب أن يدفع لهم؛ لذلك فقد أزعجنا هذا الأمر كثيراً».
وقال الشيخ: إن الشبهات التي نشرت حول مفوض الشرطة اللواء روني ريتمان، بأنه تحرش جنسياً بإحدى الموظفات، تدخل في هذا الباب، وإنها شبهات كاذبة. وعندما سئل عما إذا كان هؤلاء المحققون يهتمون بما يحدث في ملفات رئيس الوزراء، رد الشيخ بالإيجاب. وسئل الشيخ عن سبب عدم قيام الشرطة بالتحقيق في جميع هذه المعلومات؟ فأجاب: «هذا لا يخدم دائماً تحقيقنا الرئيسي في هذا الوقت؛ لذلك، أحياناً هناك حالات لا نشعر فيها بالارتياح لفتح تحقيق بشأن شيء معين كي لا نعيق أو نلوث تحقيقاً آخر».
وحال بث الخبر عن توصية الشرطة المتوقعة وبث تصريحات الشيخ، نشر نتنياهو، على حسابه في «فيسبوك» تغريدة غاضبة هاجم فيها قائد شرطته، وقال: «من المثير للذهول الاكتشاف أن المفتش يكرر التلميح المهووس والكاذب بأن رئيس الوزراء نتنياهو أرسل محققين خاصين ضد ضباط الشرطة الذين يحققون معه. من المثير للذهول أن نكتشف أنه كرر أمام الصحافيين، أيضاً، التلميح الكاذب والمهووس عن ريتمان، كما لو أن رئيس الوزراء كان متورطاً في شكوى ضابطة الشرطة ضد ريتمان بسبب التحرش الجنسي بها».

وسأل نتنياهو: «كيف يمكن أن يترأس ريتمان الوحدة التي تحقق مع رئيس الوزراء ويشارك، شخصياً، في صياغة التوصيات ضده؟ كل شخص مستقيم سوف يسأل نفسه كيف يمكن للناس الذين يقولون مثل هذه الأشياء المهووسة عن رئيس الوزراء، إجراء تحقيق موضوعي معه والتوصية بشأنه بنزاهة».
وحسب نتنياهو، فقد «تم إلقاء ظل كبير مساء اليوم (أمس) على تحقيقات الشرطة وتوصياتها في موضوع رئيس الوزراء نتنياهو». وطالب نتنياهو بالتحقيق في ادعاءات الشيخ، وقال: «إن تلميحات مفوض الشرطة خطيرة، تحتم إجراء تحقيق فوري وموضوعي بشأن الادعاء بأن رئيس الحكومة أرسل محققين – وبعد أن يتضح عدم وجود صلة كهذه – يجب استخلاص النتائج المتعلقة بإجراء التحقيق وصياغة التوصيات ضد رئيس الحكومة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.