لم تمنع دعوة الأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا لمدة شهر على الأقل في سوريا، التصعيد الميداني الذي انتهجه النظام، وأسفر عن مقتل 47 مدنيا، بينهم عشرة أطفال في الغوطة الشرقية، فيما وسع القصف شمالا من ريف إدلب إلى ريف حمص الشمالي، بموازاة معارك عسكرية يخوضها النظام في مثلث حلب - حماة - إدلب، لطرد «داعش» من جيب محاصر.
وبينما دعت الأمم المتحدة إلى قيام هدنة «لاعتبارات إنسانية»، ارتفعت حصيلة القتلى جراء الغارات الكثيفة لقوات النظام أمس الثلاثاء على مناطق عدة في الغوطة الشرقية قرب دمشق إلى 47 مدنيا، بينهم عشرة أطفال، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، وهي «الحصيلة الأكبر في الغوطة منذ بدء التصعيد قبل شهر ونصف الشهر».
وإذ أشار المرصد إلى مواصلة النظام غاراته الجوية، استهدفت الطائرات الحربية مدينة دوما التي تعد معقل جيش الإسلام، كما استهدفت مدن عربين وحمورية وسقبا وزملكا، وبلدات كفر بطنا ومديرا ومسرابا، وحرستا وحزة، كذلك تسبب القصف الجوي في إصابة نحو 197 مواطنا على الأقل بجراح متفاوتة الخطورة، بينهم عشرات المواطنات والأطفال. وقال «المرصد»: «لا تزال أعداد الشهداء قابلة للازدياد لوجود جرحى بحالات خطرة، ولوجود مفقودين تحت أنقاض الدمار الذي خلفه القصف الجوي على الغوطة الشرقية».
واعتبرت منصات المعارضة أن ما يجري هو «حملة إبادة شاملة»، فيما تحدث ناشطون عن أن فرق الدفاع المدني وطواقم الإسعاف في الغوطة الشرقية تواجه مصاعب كبيرة في متابعة نقاط القصف الذي لا يتوقف وإسعاف المصابين.
وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قد دعا في بيان له أول من أمس (الاثنين)، مجلس الأمن الدولي إلى التحرك الفوري لوقف ما سماه «جرائم الحرب والإبادة التي يمارسها نظام الأسد وروسيا بحق الشعب السوري». واعتبر الائتلاف الوطني أن تلك «الهجمة المسعورة التي يشنها الاحتلال الروسي ونظام الأسد» في المناطق السورية، تتطلب من المجتمع الدولي إدانة واضحة والعمل على جميع المستويات لوقفها وإنقاذ المدنيين في جميع المناطق السورية.
وفي المقابل، تجدد سقوط القذائف على مناطق متفرقة من العاصمة دمشق وضواحيها، إذ استهدفت القذائف أماكن في ضاحية الأسد ومدينة جرمانا، وأماكن أخرى في حي باب توما، حيث قتل 3 أشخاص في باب توما، بالإضافة إلى إصابة نحو 10 آخرين بجراح، بينهم مواطنة وطفل دون سن الـ18.
وتراجعت وتيرة القصف في إدلب، بعد يومين من التصعيد، وتمكنت فرق الدفاع المدني وبعد عمل لقرابة 48 ساعة بشكل متواصل من انتشال جثامين ثمانية قتلى مدنيين من عائلة واحدة، كانوا تحت ركام المبنى المدمر جراء استهداف الطيران الحربي الروسي في مدينة إدلب.
وعلى صعيد القتال، تجددت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، وعناصر تنظيم داعش من جانب آخر، على محاور في الدائرة المحاصرة والممتدة في أرياف حلب الجنوبية وحماة الشمالية الشرقية وإدلب الجنوبية الشرقية، حيث سيطرت قوات النظام منذ إطلاق هجومها في 3 فبراير (شباط)، على 25 قرية وتلة ومنطقة.
هذا، وأعلنت «هيئة تحرير الشام»، التقدم إلى نقاط جديدة بريف إدلب الجنوبي الشرقي على حساب قوات النظام. ونقلت وكالة «إباء» الناطقة باسم «تحرير الشام»، عن مصدر عسكري في الهيئة، قوله إنهم «تمكنوا من استعادة السيطرة على «تل كلبة، وقرية الذهبية بريف إدلب الجنوبي الشرقي بعد معارك مع النظام».
من جانبها، ذكرت غرفة عمليات «دحر الغزاة» عبر معرفاتها الرسمية، أنها تمكنت من السيطرة على «تل البنديرة» بريف إدلب الجنوبي الشرقي.
عشرات القتلى في أعنف حملة قصف على غوطة دمشق
عشرات القتلى في أعنف حملة قصف على غوطة دمشق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة