مشروع قرار في البرلمان الأوروبي عن حقوق الإنسان في تركيا وعملية عفرين

TT

مشروع قرار في البرلمان الأوروبي عن حقوق الإنسان في تركيا وعملية عفرين

أعلن البرلمان الأوروبي في بروكسل، أن جلسات الأعضاء التي تنطلق الاثنين وتستمر حتى الخميس في ستراسبورغ، ستشهد جلسة الثلاثاء حول ملف حقوق الإنسان في تركيا والهجمات العسكرية التي تقوم بها تركيا على عفرين في سوريا.
وقال بيان للبرلمان الأوروبي إنه «من المتوقع أن يشجب النواب حملة الاعتقالات من جانب الحكومة التركية في محاولة منها لفرض رقابة على الانتقاد بسبب عملياتها العسكرية». وأضاف: «جرى إعداد مشروع قرار حول الموقف الأوروبي من حالة حقوق الإنسان سيطرح للتصويت في جلسة عامة تنعقد الخميس».
وتوقعت مصادر في بروكسل أن يتضمن القرار انتقادات لأنقرة في هذا الملف؛ ما ينذر بتوتر جديد في العلاقات بين الجانبين عقب فترة من الهدوء أعقبت انتقادات تركيا للجانب الأوروبي بسبب تأخر مسار انضمام انقره لعضوية الاتحاد الأوروبي.
وكان نواب في البرلمان الأوروبي ينتمون إلى مجموعات مختلفة طالبوا مؤسسات ودول الاتحاد باتخاذ موقف حازم تجاه تركيا ووقف عدوانها العسكري على منطقة عفرين السورية. وأشار البرلمانيون، الذين عقدوا مؤتمراً صحافياً عاجلاً بناءً على مبادرة مجموعة اليسار الأوروبي الموحد، إلى أن تركيا «تسعى لتدمير نموذج السلام والتنوع القائم في عفرين وشمال سوريا حالياً»، قائلين إن «العملية التركية تمثل خروجاً عن القانون الدولي».
وأضافوا: «ما تقوم به تركيا حالياً من عمليات عسكرية ضد عفرين التي تسكنها مجموعات عرقية متنوعة يؤدي إلى نشر الرعب والإرهاب وليس محاربته»، معربين عن قناعتهم بأن «القوات التركية تستهدف المدنيين والبنى التحتية بالدرجة الأولى». ولم يفت النواب توجيه انتقادات لاذعة لمنسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، واصفين موقفها من العملية العسكرية التركية بـ«الضعيف وغير الكاف». وأوضحت البرلمانية الأوروبي غابي زيمر (مجموعة اليسار الأوروبي الموحد – ألمانيا)، بأن «على كافة الدول والمؤسسات أن تتحرك وتطالب تركيا بسحب قواتها من عفرين، ومن المخجل أن نشهد على هذا الضعف الأوروبي في الوقت الذي يتم فيه استهداف المدنيين». وعبّرت عن صدمتها لطريقة تعامل المجتمع الدولي مع التحرك العسكري التركي في عفرين. ورأى البرلمانيون الأوروبيون في عفرين ومنطقتها «مساحة سلام وأمن» لمجموعات دينية وعرقية متعددة وسط محيط مضطرب.
وأوضح المشاركون في المؤتمر الصحافي في مداخلاتهم، أن «تركيا هي التي تسعى لتأجيج الوضع وتصعيد العنف، عبر زج عناصر من تنظيم القاعدة ضمن قواتها في تركيا»، قائلين إن «تركيا تنشر الإرهاب في عفرين ولا تحاربه كما تدعي». كما طلب النواب من المؤسسات الأوروبية تجميد مفاوضات الشراكة فوراً مع تركيا؛ فهم لا يرون أي فرصة لأنقرة للالتحاق بالركب الموحد.
وعمل البرلمان الأوروبي على إدخال تعديلات على القرار المقرر التصويت عليه حول حقوق الإنسان في تركيا، ليتضمن فقرات تُخصص لمطالبة أنقرة بوقف انتهاكاتها وعملياتها العسكرية في عفرين والشمال السوري.
وجاء ذلك بعد أن رفض الاتحاد الأوروبي التعليق على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في شأن نية توسيع العملية التي تقوم بها قوات بلاده في شمال سوريا ضد المجموعات الكردية. واكتفت المتحدثة باسم موغيريني، بالتأكيد على أن موقف الاتحاد الأوروبي لم يتغير منذ بدء العملية، حيث «سبق وقلنا إننا نشعر بالقلق مما يجري».
ولم تعلق كاترين راي، على التقارير التي تحدثت عن استعانة الجيش التركي في عمليته بمقاتلين ينتمون إلى «مجموعات متشددة تُصنف بالإرهابية»، في وقت تجنبت المتحدثة إعطاء أي توصيف للعملية التركية، مستندة إلى تصريحات موغيريني الأسبوع الماضي، التي تجاهلت تماماً القول فيما إذا كان التدخل التركي في شمال سوريا، يمثل انتهاكاً لأراضي دولة ذات سيادة.
وسبق أن أكد الاتحاد الأوروبي على التزامه بفتح قنوات اتصال مباشرة على أعلى المستويات مع تركيا التي ما زال يعتبرها بلداً مرشحاً وشريكاً رئيسياً في الكثير من المجالات.
جاء هذا الموقف خلال اجتماع عُقد الأسبوع الماضي في بروكسل بين موغيريني، ووزير الشؤون الأوروبية في الحكومة التركية عمر تشيليك. وأعادت موغيريني التأكيد على أن المسؤولين الأوروبيين سيتابعون حوارهم مع نظرائهم الأتراك بشأن السياسية الخارجية والتعاون في قطاعات مختلفة.
وتركز النقاش على الصراع في سوريا، وبخاصة العملية العسكرية التركية في عفرين شمال البلاد. كما تمت مناقشة موضوعات تتعلق بالعلاقات الثنائية، وكذلك الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وجاء هذا اللقاء في ظل تردد أخبار عن نية الاتحاد الأوروبي الدعوة لقمة مع تركيا في وقت لاحق هذا العام.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».