شهدت الغوطة الشرقية أمس تصعيداً عسكرياً لليوم الثاني على التوالي بعد الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار في المنطقة، حيث كثّفت الطائرات الحربية قصفها في موازاة التصعيد الذي طال مناطق عدة في ريف دمشق وفي إدلب شمال سوريا، موقعاً عشرات القتلى والجرحى، في وقت أعلنت فيه فصائل في المعارضة إطلاقها المرحلة الثالثة من معركة «وإنهم ظلموا» ضد قوات النظام في منطقة حرستا.
وأكد كل من المرصد السوري لحقوق الإنسان والإعلام الحربي التابع لـ«حزب الله»، عن «تجدد القتال الضاري في منطقة الغوطة الشرقية، أمس، بعد فترة من الهدوء النسبي في أعقاب الإعلان عن اتفاق الهدنة».
ولفت المرصد إلى أن «قتالاً ضارياً اندلع وكان مصحوباً بانفجارات ضخمة وقصف مكثف وغارات جوية بعد هجوم شنته فصائل معارضة»، مشيراً إلى أن قوات النظام كانت قد أطلقت عشرات الصواريخ والقذائف على الغوطة الشرقية منذ ورود أنباء عن بدء وقف إطلاق النار. وقال ساكن من دمشق لوكالة «رويترز» إن «دوي قصف تردد من ناحية الغوطة الشرقية صباح اليوم وشوهد دخان يتصاعد».
ونقل موقع «الدرر الشامية» عن مصادر محلية قولها إن «الطائرات الحربية والمروحية تناوبت على قصف مدينة سراقب منذ الصباح، مستخدمة الصواريخ والبراميل المتفجرة، ما أسفر عن مقتل 7 مدنيين كحصيلة أولية، وجرح نحو 20 آخرين، نقلوا إلى أقرب نقطة طبية، كذلك أدى القصف الذي استهدف مدينة دوما إلى سقوط ما لا يقل عن 5 مدنيين وإصابة آخرين».
وفي حين نفى القيادي في «جيش الإسلام» محمد علوش في تصريح لـ«الشرق الأوسط» وجود أي اتفاق هدنة حول الغوطة، وهو لا يعدو كونه مبادرة روسية لم ينفذ منها شيء، لفت وائل علوان المتحدث باسم «فيلق الرحمن» لـ«الشرق الأوسط»، إلى تصعيد كبير شهدته الغوطة أمس، إثر محاولة قوات النظام اقتحام إدارة الركبات وإحباط الفصائل لها، معتبراً أن الإعلان عن الهدنة ليس إلا فقاعة إعلامية حاولت روسيا عبره القول إنها الداعمة والراعية لعمليات وقف إطلاق النار والمسار السياسي للحل، لكن ما حصل ويحصل اليوم من التصعيد العسكري يكشف حقيقة كل هذه الأمور، وأن إعلانها لم يكن سوى محاولة للضغط على المعارضة للمشاركة في مؤتمر سوتشي.
وعلى وقع التصعيد، أعلنت فصائل المعارضة السورية في الغوطة بدء المرحلة الثالثة من معركة «وإنهم ظلموا» ضد قوات النظام والمسلحين الموالين لها بعد نحو شهر من إطلاق المرحلة الثانية.
وقال قائد عسكري، في غرفة عمليات «وإنهم ظلموا» في ريف دمشق لوكالة الأنباء الألمانية: «بدأت فجر اليوم المرحلة الثالثة بشن هجوم على موقع لقوات النظام في محيط إدارة المركبات في مدينة حرستا شمال شرقي دمشق، بتفجير سيارة مفخخة في موقع متقدم لهم سقط خلاله أكثر من 13 قتيلاً».
وأضاف أن «الفصائل فجرت أيضاً نفقاً لقوات النظام قرب مبنى إدارة المركبات، ما أدى لمقتل كل من بداخله». من جانبها، قالت مصادر إعلامية مقربة من قوات النظام للوكالة نفسها، إن «قوات النظام فجرت سيارة يقودها انتحاري قرب مبنى إدارة المركبات قبل وصولها إلى نقاط تابعة لها»، وأكدت المصادر «تصدي قوات النظام لهجوم واسع شنته فصائل المعارضة في محيط إدارة المركبات»، مشيرة إلى شن الطيران الحربي عدة غارات استهدف مواقع المسلحين وسط استمرار المعارك.
وقال المرصد: «عادت عمليات القصف المدفعي والجوي والصاروخي للتصاعد بعد توقفها بشكل مفاجئ، بالتزامن مع إيقاف فصائل هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام لهجومهما على إدارة المركبات بالقرب من مدينة حرستا»، مشيراً إلى سقوط أكثر من غارة جوية ونحو 40 صاروخاً يعتقد أنها من نوع أرض - أرض مناطق في مدينة حرستا وأطرافها ومحيطها، كما طال القصف مناطق في مدينة عربين، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى والقتلى.
وأطلقت فصائل المعارضة نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي المرحلة الثانية من معركة الفصائل ضد إدارة المركبات واستطاعت السيطرة على مساحات واسعة من المقرات، وفرض حصار كامل عليها بعد السيطرة على كتل أبنية تحيط بها من جهة الأوتوستراد الدولي دمشق - حمص.
وكان مسؤول من المعارضة قال في وقت متأخر من يوم الجمعة الماضي، إن روسيا وعدت وفد المعارضة في محادثات السلام في فيينا بأن تضغط على دمشق لتطبيق هدنة في الغوطة الشرقية. ولم يؤكد النظام وقف إطلاق النار بشكل علني. ويزداد القلق الدولي بشأن مصير 400 ألف شخص يعيشون في الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة وتحاصرها قوات النظام مع إسهام نقص الأغذية والأدوية الحاد فيما تصفه الأمم المتحدة بأسوأ موجة سوء تغذية جراء الحرب.
وفي موازاة التصعيد في ريف دمشق، استمر القصف في إدلب، شمال سوريا، حيث قتل 5 مدنيين في غارة على معرة النعمان بريف إدلب، في حين تعرضت مدينة كفرنبل لغارة جوية ما أسفر عن مقتل مدني، كما طالت غارات مماثلة بلدتي كفرعميم ومرديخ قرب مدينة سراقب.
وقال المرصد: «شهد ريف إدلب هجمة عنيفة من قبل الطائرات الحربية والمروحية الروسية والتابعة للنظام، حيث سجل تنفيذ الطائرات الحربية والمروحية ما لا يقل عن 93 غارة وبرميل متفجر استهدفت مناطق في بلدتي سراقب وأبو الضهور وقرى فروان وتل السلطان وتل طوكان وتل مرديخ ومحيط الزرزور ومشيرفة شمالي والخوين وأم الخلاخيل ومناطق في بلدة كفرنبل ومناطق أخرى في ريفي إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي».
8:17 دقيقة
تصعيد عسكري في الغوطة وإدلب... وهجوم جديد للمعارضة في حرستا
https://aawsat.com/home/article/1157906/%D8%AA%D8%B5%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%88%D8%B7%D8%A9-%D9%88%D8%A5%D8%AF%D9%84%D8%A8-%D9%88%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D8%B1%D8%B3%D8%AA%D8%A7
تصعيد عسكري في الغوطة وإدلب... وهجوم جديد للمعارضة في حرستا
محمد علوش نفى لـ {الشرق الأوسط} وجود اتفاق هدنة
- «الشرق الأوسط» وكارولين عاكوم
- «الشرق الأوسط» وكارولين عاكوم
تصعيد عسكري في الغوطة وإدلب... وهجوم جديد للمعارضة في حرستا
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة