وفاة طفلين في غزة جراء انقطاع الكهرباء

فلسطيني وأطفاله يتدفأون أمس أمام منزلهم في بيت حانون شمال قطاع غزة الذي يتعرض لمنخفض جوي (إ.ب.أ)
فلسطيني وأطفاله يتدفأون أمس أمام منزلهم في بيت حانون شمال قطاع غزة الذي يتعرض لمنخفض جوي (إ.ب.أ)
TT

وفاة طفلين في غزة جراء انقطاع الكهرباء

فلسطيني وأطفاله يتدفأون أمس أمام منزلهم في بيت حانون شمال قطاع غزة الذي يتعرض لمنخفض جوي (إ.ب.أ)
فلسطيني وأطفاله يتدفأون أمس أمام منزلهم في بيت حانون شمال قطاع غزة الذي يتعرض لمنخفض جوي (إ.ب.أ)

عادت أزمة الكهرباء في قطاع غزة لتطفو على السطح من جديد، بعدما تسبب انقطاعها في وفاة طفلين وإصابة 5 آخرين، بعد أسبوعين من تحسن طفيف طرأ عليها مع عودة الخطوط الإسرائيلية كافة للعمل، عقب قرار السلطة الفلسطينية إعادة كمية الكهرباء التي كان قد تم تقليصها في قرارات تصفها حركة حماس بـ«العقوبات» ضد سكان القطاع.
وأعلنت مصادر طبية رسمية في غزة عن وفاة الطفلة الرضيعة جمانة دغمش (5 أشهر)، إثر حريق شب في منزل عائلتها التي كانت تشعل الشموع لإضاءة منزلها المعتم، في ظل انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 24 ساعة متواصلة بسبب الأزمة الجديدة التي ظهرت خلال الأيام الأربعة الماضية جراء المنخفض الجوي الذي يضرب المنطقة، والذي تسبب في قطع خطوط كهرباء إسرائيلية ومصرية. وتبع ذلك الإعلان عن وفاة الطفل سراج اللوح (13 عاماً) نتيجة البرد الشديد، وعدم توافر وسائل كهرباء تقيه شدة البرودة.
وقالت هيئة «الحراك الوطني لكسر الحصار عن قطاع غزة» إن الطفل اللوح توفي جراء «الحصار الظالم على غزة»، مشيرة إلى أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو مصاب بالشلل وكان بحاجة ماسة للكهرباء ووسائل التدفئة الآمنة التي تلائم ظروفه الصحية الصعبة، وناشدت «كل الضمائر الحية والمؤسسات الحقوقية والمجتمع الدولي التدخل العاجل لإنقاذ غزة التي تعيش أسوأ كارثة إنسانية لم يسبق لها مثيل».
وتزامن ذلك مع إصابة الرضيع محمد شعبان (شهر واحد) بجروح خطيرة إثر حريق شب في منزل عائلته ببلدة جباليا، شمال قطاع غزة، إثر استخدام وسائل تدفئة غير آمنة جراء عدم توافر الكهرباء. كما أصيب 3 أطفال ووالدتهم بجروح متفاوتة إثر حريق في منزل أحد المواطنين الغزيين بحي التفاح، شرق مدينة غزة.
ويشهد قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي أزمة كهرباء مع تطبيق جدول جديد للتغذية، بعد انقطاع خطوط إسرائيلية ومصرية. وأوضحت شركة الكهرباء أن الجدول المعمول به حالياً 4 ساعات تغذية مقابل 16 ساعة انقطاع.
وأطلق تجمع مؤسسات خيرية نداء عاجلاً باسم «أنقذوا غزة». وقال أحمد الكرد، المتحدث باسم التجمع، في مؤتمر صحافي، إن الوضع في قطاع غزة أصبح «كارثياً»، ووصل إلى حد الانهيار، نتيجة الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع، مشيراً إلى أن نسبة البطالة وصلت إلى أكثر من 50 في المائة، نصفهم من الشباب والخريجين، وأن 80 في المائة من المصانع أغلقت جزئياً أو كلياً بسبب الوضع الاقتصادي. وقال إن الوضع الإنساني في غزة «يجب ألا يخضع للاختلافات السياسية»، داعياً الحكومة المصرية إلى فتح معبر رفح بشكل مستمر، وتسهيل حركة المرور ودخول البضائع.
وفي غضون ذلك، هاجم صلاح البردويل، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، حركة فتح، واتهمها بمحاولة فرض شروط وابتزازات لإنهاء الانقسام الذي قال إنه بات «لعبة يحرق فيها الوقت والأعصاب»، مشيراً إلى أن الحالة الفلسطينية لا تزال تراوح مكانها عند نقطة إنهاء الانقسام.
وأكد البردويل، خلال ندوة لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، على تمسك حماس بـ«المقاومة والوحدة الوطنية، كطريق لمواجهة التحديات الإسرائيلية والأميركية»، مشدداً على ضرورة استعادة الوحدة «ضمن استراتيجية واضحة، وضمن شراكة وطنية كاملة»، وقال: «نتحدث عن المصالحة وإنهاء الانقسام، لا المصالحة تحققت ولا الانقسام ينتهي بهذه الطريقة المملة التفصيلية، التي يعاقب فيها شعب كامل تحت شعارات فارغة»، متهماً السلطة الفلسطينية بالوقوف خلف محاولات «معاقبة الشعب الفلسطيني بغزة، وحرف البوصلة الوطنية».
من جانبه، دعا جميل مزهر، عضو المكتب السياسي لـ«الجبهة الشعبية»، إلى ضرورة «إنقاذ قطاع غزة من الوضع الكارثي والحياتي»، مشدداً على ضرورة تسريع خطوات المصالحة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».