أفورقي ينفي وجوداً عسكرياً مصرياً على حدود إريتريا مع السودان

تقارير تكشف تراجع إبراهيم غندور عن استقالته إلى البشير

TT

أفورقي ينفي وجوداً عسكرياً مصرياً على حدود إريتريا مع السودان

كشفت تقارير صحافية ومواقع سودانية عن تراجع وزير الخارجية إبراهيم غندور عن استقالته من منصبه بعد قبولها من الرئيس عمر البشير عقب تدخل قيادات عليا في الدولة أثنته عن ذلك، ولم يصدر بيان رسمي يؤكد أو ينفي صحة هذه المعلومات. وجاء ذلك في وقت نفى الرئيس الإريتري آسياس أفورقي وجود قوات مصرية على حدود بلاده مع السودان، متهماً من سماهم «أصحاب المصالح» في الخرطوم وأديس أبابا بمحاولة خلق صدام بين بلاده والسودان.
وذكرت تقارير نُشرت في الخرطوم وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، أن الوزير إبراهيم غندور قدّم استقالته الأسبوع الماضي من منصبه إلى الرئيس عمر البشير الذي وافق عليها، لكن الأول عاد وتراجع عن الاستقالة عقب وساطة قامت بها قيادات عليا في الحكومة. وأوردت صحيفة «السوداني» الصادرة صباح أمس في الخرطوم أن غندور دفع بالاستقالة إلى البشير الذي وافق عليها ولم تذكر أسباب إقدامه على هذه الخطوة. لكن موقع صحيفة «التحرير» الإلكترونية نقلت عن مصدر لم تكشفه أن «غندور ذكر في استقالته أنه تعرض لمضايقات وتدخل مباشر في عمله من قيادات في الحكومة تقوم بمهامه نفسها». ووفق الموقع، وافق البشير على الاستقالة غير أن رئيس مجلس الوزراء بكري حسن صالح ومدير عام جهاز الأمن والمخابرات محمد عطا المولى نجحا في إثناء وزير الخارجية عن مغادرة منصبه.
وتشكو الخارجية السودانية من تداخل مؤسسة الرئاسة وحزب المؤتمر الوطني الحاكم، بما يربك عملها في اتخاذ القرارات المناسبة ويقود إلى اضطراب في المواقف. وظهر التناقض بين الخارجية ومؤسسة الرئاسة عند إعلان مساعد الرئيس ونائبه في حزب المؤتمر الوطني إبراهيم محمود، عقب اجتماع المكتب القيادي الخميس الماضي، عن وجود تهديدات أمنية محتملة من مصر وإريتريا في شرق البلاد، غير أن غندور قال في تصريحات أخرى أول من أمس، الأحد، إن حكومته لا تتحدث عن حشود من دولة معينة بل عن تهديد لأمنه من الناحية الشرقية. ويُعتقد أن وزير الخارجية ليست لديه ميول لتصعيد الموقف بين الخرطوم والقاهرة، على عكس مجموعة نافذة مقربة من الرئيس البشير تتبنى مواقف متشددة وتقف وراء تصعيد التوتر على خلفية ما تعتبره إساءات للبشير صدرت من قنوات وصحف مصرية.
إلى ذلك، قال الرئيس الإريتري آسياس أفورقي إن «أصحاب المصالح في السودان وإثيوبيا هم الذين يحاولون خلق صدام بين أسمرا والخرطوم»، نافياً بشدة وجود أي قوات مصرية في قاعدة «ساوا» العسكرية القريبة من الحدود السودانية. لكنه أوضح أن بلاده لديها معلومات عن محاولة نشر قوات إثيوبية على الحدود السودانية - الإريترية على أن تتولى الخرطوم تمويلها.
وقلل أفورقي في مقابلة مع التلفزيون الحكومي في أسمرا من اتهامات السودان حول وجود قوات مصرية في قاعدة «ساوا» في إقليم «القاش بركة» على الحدود الإريترية مع ولاية كسلا شرق السودان. وقال إن «هناك جهات في الخرطوم وإثيوبيا تحاول أن تدفع إريتريا للحرب»، مشيراً إلى استعراض صور تظهر التعزيزات العسكرية في أجهزة الإعلام السودانية. وأضاف: «الخرطوم وأديس أبابا هما من يروج لمعلومات غير صحيحة وهذه الاتهامات محاولة للهروب إلى الأمام».
وأعرب أفورقي عن رفضه لوجود عسكري في جزيرة «سواكن» على ساحل البحر الأحمر. وقال إن «الوجود العسكري في سواكن في الساحل السوداني غير مقبول... لست متأكداً من الوجود العسكري التركي (هناك)... ولكن وجوده في الصومال لا يساهم في استقرار المنطقة»، مشدداً على أن أنقرة تنفذ أجندة جماعة «الإخوان المسلمين» في البحر الأحمر بدعم من وصفهم بقوى الهيمنة العالمية التي تسعى لفرض نفوذها في المنطقة.
وكان أفورقي أنهى الثلاثاء الماضي زيارة للقاهرة أجرى خلالها مباحثات مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي تركزت حول أمن البحر الأحمر عقب زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للخرطوم نهاية العام الماضي وإعلانه أن أنقرة ستدير جزيرة «سواكن» وبناء أحواض الصيانة للسفن الحربية والمدنية.
وأعلن السودان لأول مرة بشكل رسمي الخميس الماضي أنه يتحسب لتهديدات أمنية من جارتيه مصر وإريتريا بعد تحركات عسكرية لهاتين الدولتين في منطقة «ساوا» المتاخمة لولاية كسلا شرق البلاد.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.