كشف ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي، أمس، أن المغرب عارض قرار المقاطعة الاقتصادية لغواتيمالا، بعد إعلان اعتزامها نقل سفارتها إلى القدس، خلال اجتماع اللجنة المصغرة للدول العربية لمتابعة قرار الرئيس الأميركي القاضي بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، لكون قرار المقاطعة «يعد بمثابة الكيل بمكيالين ما دمنا لم نستطع مقاطعة أميركا».
وأوضح بوريطة، الذي كان يتحدث أمس خلال اجتماع عقدته لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج بمجلس النواب، (الغرفة الأولى في البرلمان) خصص لتدارس قرار رئيس الولايات المتحدة الأميركية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، أن «القدس بالنسبة للمغرب تعتبر قضية محورية، والقضية الفلسطينية تعد قضية أساسية، وتكتسي أهمية بالنسبة لكافة المغاربة، وهو ما يقتضي التعامل بحكمة»، وزاد قائلاً إن المغرب «يدعو إلى إجراءات عملية لدعم القضية الفلسطينية والقدس، وعدم الاقتصار على بيانات ومواقف الإدانة والشجب فقط».
وبخصوص الموقف العربي من القضية، قال بوريطة إن «السياق معروف وصعب جداً، حيث الصراعات بين الدول العربية تطغى على أي تنسيق»، مذكراً بتوقف مسلسل السلام منذ سنة 2014، واستمرار الانقسام الفلسطيني، وفشل كل محاولات المصالحة للتغلب على هذا الانقسام.
ودعا بوريطة إلى «اليقظة والتنسيق بين الدول العربية، خصوصاً في ظل التطورات الإقليمية والدولية، من أجل محاصرة القرار الأميركي من خلال إقناع عدد من الدول بعدم دعم القرار»، مسجلاً أن «بعض الدول (لم يسمها) مطالبة بالعمل على الاعتراف بالقدس عاصمة لفلسطين».
وأبرز بوريطة أن القرار الأميركي «الذي يتناقض في جوهره مع ما دأبت عليه الإدارات الأميركية السابقة من مراعاة لخصوصية المدينة المقدسة، من شأنه أن يعطي ذريعة أخرى للسلطات الإسرائيلية للمضي قدماً في سياسة التهويد الممنهج للمدينة المقدسة، وطمس معالمها الدينية والروحية، وتقويض ما تبقى من فرص السلام»، مشيراً إلى أن المغرب كان قد دعا إلى «تبني تحركات عملية مكثفة لمواجهة القرار الأميركي بشأن القدس، واستنفاذ كل الأدوات الدبلوماسية والقانونية للدفاع عن هذه المدينة المقدسة».
وذكَّر الوزير المغربي خلال الاجتماع، بالمبادرات، التي قام بها الملك محمد السادس، بصفته رئيساً للجنة القدس، ومن بينها الرسالة التي وجهها إلى الرئيس دونالد ترمب، والتي أعرب فيها عن انشغاله الشخصي العميق والقلق البالغ الذي ينتاب الدول والشعوب العربية والإسلامية إزاء هذه الخطوات، ورسالة ثانية إلى الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة في الموضوع ذاته.
وأضاف بوريطة أنه بتعليمات من الملك محمد السادس تم استدعاء القائمة بأعمال سفارة الولايات المتحدة بالرباط، وسفراء باقي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بحضور سفير دولة فلسطين بالمغرب، ومطالبتهم باضطلاع دولهم بكامل مسؤولياتهم في الحفاظ على الوضع القانوني والسياسي للقدس. كما أعلن بوريطة أن المغرب سيواصل العمل بتنسيق مع الطرف الفلسطيني والأطراف العربية والإسلامية الأخرى على تكثيف المساعي والجهود للتعامل مع هذا التطور الخطير، لافتاً إلى الجهود المبذولة من قبل الوفد الوزاري العربي المصغر، الذي يضم ست دول عربية (المغرب والأردن وفلسطين ومصر والسعودية والإمارات) من أجل بحث أفضل السبل لمواجهة تداعيات القرار الأميركي.
الرباط تدعو لإجراءات عملية لدعم القضية الفلسطينية
وزير خارجية المغرب: عارضنا قرار مقاطعة غواتيمالا لأنه «كيل بمكيالين»
الرباط تدعو لإجراءات عملية لدعم القضية الفلسطينية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة