لهجة ترمب الحربية «دفعت بيونغ يانغ إلى التهدئة»

مجلس الأمن يرحب بالمحادثات بين الكوريتين

قوات البحرية الكورية الجنوبية تتسلم أول من أمس مروحيات ذات قدرات مرتفعة (إ.ب.أ)
قوات البحرية الكورية الجنوبية تتسلم أول من أمس مروحيات ذات قدرات مرتفعة (إ.ب.أ)
TT

لهجة ترمب الحربية «دفعت بيونغ يانغ إلى التهدئة»

قوات البحرية الكورية الجنوبية تتسلم أول من أمس مروحيات ذات قدرات مرتفعة (إ.ب.أ)
قوات البحرية الكورية الجنوبية تتسلم أول من أمس مروحيات ذات قدرات مرتفعة (إ.ب.أ)

رغم التلاسُن المستمرّ بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، منذ وصوله إلى الحكم، والزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون، على وقع تجارب بيونغ يانغ الصاروخية الأخيرة، بدَّل الاثنان نبرتهما في الأسابيع الأخيرة، وأظهرا مرونة واستعداداً لنزع فتيل الأزمة. لكن يرى خبراء مطلعون على الملف الكوري أن موافقة بيونغ يانغ على استئناف الحوار مع سيول قد تكون ناجمة جزئياً عن الخوف من أن تنفذ الولايات المتحدة التهديدات التي أطلقها الرئيس ترمب بشن حرب.
ويرى هؤلاء أنه مهما كانت القدرات الفعلية لكوريا الشمالية والإعلانات الصادرة عن أجهزتها الدعائية، فإن الخطاب الحربي للرئيس ترمب، ترك في نهاية الأمر أثراً لدى نخب النظام الكوري الشمالي، التي قد تكون حاولت خفض حدة التوتر بدافع القلق من احتمال حصول حرب، كما صرح خبير روسي التقى بعض المسؤولين في كوريا الشمالية.
وبعد سنتين من تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية، شهد الوضع فجأة هدوءاً بعد أول محادثات بين الكوريتين، الثلاثاء، ومع قرار بيونغ يانغ إرسال وفد إلى الألعاب الأولمبية الشتوية المرتقبة في الجنوب الشهر المقبل. وهذا ما كانت ترغب الصين في حدوثه، وهي حليفة كوريا الشمالية التي يهمها تجنب أي مجابهة عسكرية في المنطقة.
وقال مكتب رئيس كوريا الجنوبية مون جيه - إن، أمس (الخميس)، إن الرئيس الصيني شي جين بينغ رحب بالتقدم الأخير الذي أحرزته المحادثات، وذلك خلال مكالمة هاتفية مع مون. واتفق الجانبان على حل المشكلات عبر الحوار واستئناف المشاورات العسكرية لتجنب أي صراع قد يحدث بشكل عرضي. وقال البيت الأزرق الرئاسي في سيول، في بيان، كما نقلت عنه وكالة «رويترز»، إن شي عبر عن مساندته لموقف مون من أن التقدم في المحادثات الكورية يجب أن يسير (بالتوازي) مع نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة.
ألكسندر فورونتسوف مدير معهد دراسات الشرق في الأكاديمية الروسية للعلوم حضر، في نهاية السنة الماضية، عدة اجتماعات في بيونغ يانغ، كما كتبت الصحافة الفرنسية. وكتب، أول من أمس (الأربعاء)، على موقع «38 نورث» أنه اجتمع مع مسؤولين كوريين شماليين «كانوا يخشون أن تكون الولايات المتحدة تحضر ميدان المعركة لعملية عسكرية ضد الشمال». وأضاف: «لقد بدوا مندهشين فعلاً من أن الجنوب ليس مدركاً أن ترمب كان يمضي بحزم نحو الحرب».
وأكدوا أن بيونغ يانغ «لم يكن لديها أي أوهام» حيال هذا الأمر. وأشار إلى «قلق متزايد» في بيونغ يانغ من أنه يجري التحضير لهجوم، وأن «ساعة الصفر لم تعُد بعيدة جداً».
وأول من أمس (الأربعاء)، قال ترمب إنه منفتح بشروط على إجراء مباحثات مباشرة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وذلك خلال محادثة هاتفية بينه وبين نظيره الكوري الجنوبي. واستبعد الرئيس الأميركي أن تكون هناك تجهيزات أميركية لـ«حرب مقبلة»، وقال إن هناك تعزيزات عسكرية أميركية هدفها «ضمان السلام من خلال القوة».
تصريح ترمب جاء رداً على سؤال لصحافي نرويجي خلال مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض مع رئيسة الوزراء النرويجية إرنا سولبرغ، بشأن ما قاله جنرال أميركي لجنود أميركيين متمركزين في النرويج بأن «هناك حرباً مقبلة». وقال ترمب، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية: «لا أتوقع ذلك.. أعتقد أننا نسعى لإحلال السلام من خلال القوة. أعتقد أنه ستكون لدينا فترة طويلة من السلام. أتمنى أن نفعل».
وأشار ترمب إلى أن تعزيزاته العسكرية هي وسيلة للحفاظ على السلام في العالم رغم «المشكلات» مع كوريا الشمالية. وأضاف أن محادثات هذا الأسبوع بين الكوريتين الشمالية والجنوبية لها «طاقة إيجابية».
منذ تولي الزعيم كيم يونغ أون السلطة في 2011 حققت كوريا الشمالية تقدماً سريعاً نحو تحقيق هدفها بتطوير صاروخ يمكن أن يُجهَّز برأس نووي، ويمكن أن يضرب الأراضي الأميركية. ومن غير المعروف إذا كانت بالفعل قادرة على إطلاق صاروخ مجهَّز بقنبلة نووية قادر على الوصول إلى البر الأميركي، لكن تقدمها التكنولوجي والعسكري أسهم في تعزيز موقفها الدبلوماسي تحسباً لاحتمال استئناف المفاوضات.
وقال كيم جون أونغ في خطابه بمناسبة رأس السنة إن كوريا الشمالية «يمكنها مواجهة أي تهديد نووي من الولايات المتحدة. إنها تملك ردعاً قوياً قادراً على منع الولايات المتحدة من اللعب بالنار».
وأكد مسؤولو إدارة ترمب عدة مرات أن الخيار العسكري مطروح على الطاولة كما أن الولايات المتحدة شاركت في 2017 في عدة مناورات مشتركة مع اليابان وكوريا الجنوبية، ونشرت في الوقت نفسه ثلاث حاملات طائرات في المنطقة. ومنذ وصوله إلى السلطة أهان ترمب الزعيم الكوري الشمالي عبر وصفه بأنه «قصير وسمين»، واعداً بصب «النار والغضب» على النظام، كما أنه عارض علناً وزير خارجيته ريكس تيلرسون، حول احتمال إجراء اتصالات مباشرة مع بيونغ يانغ.
وبذلك اعتبر عدد من المحللين أن الرئيس الأميركي يستخدم «نظرية الرجل المجنون» التي كان يلجأ إليها الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون وتقوم على أساس إعطاء الانطباع بأن رئيس الولايات المتحدة متهور وغير منطقي بهدف إخافة الخصوم وحملهم على تقديم تنازلات.
في الجمعية العامة للأمم المتحدة وصل ترمب إلى حد التهديد بـ«التدمير الكامل» للنظام الكوري الشمالي. واعتبر كيم يونغ أون آنذاك أن هذه التصريحات صادرة عن «مريض عقلي». وكتب آنذاك أحد معلِّقِي صحيفة «نيويوركر» أنه «لم يتحدث قطّ في السابق زعيمان يترأسان دولتين نوويتين بهذا الوضوح عن مواجهة».
ورأى غو ميونغ هيون من معهد «اسان» للدراسات السياسية أن البيت الأبيض تمكن من «زرع خوف كبير لدى بيونغ يانغ». وقال، لـ«الصحافة الفرنسية»، إن الكوريين الشماليين «أتوا للمحادثات مع الجنوب لاستعادة بعض المجال الاستراتيجي». وأول من أمس (الأربعاء)، شكر الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي أن نظيره الأميركي على جهوده مشيداً بدوره «المهم جداً».
لكن وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري اعتبر من جهته أن تغريدات الرئيس الأميركي خلقت «فوضى سياسية»، في حين رأى كثير من الخبراء أن موقف ترمب سيؤتي على المدى الطويل نتائج عكسية.
وكتب روبرت كيلي من جامعة بوسان الوطنية في الأيام الماضية أن الرئيس الأميركي «كان يتحدث إلى الدولة الأخطر في العالم وكأنها ولد لا يُطاق». وقال: «بصراحة أن ترمب قام ببساطة بتصعيد الأمور وخطابه أقنع بالتأكيد النخبة في نظام كيم بأن البرنامج النووي قرار حكيم».
وفي سياق متصل، رحّب مجلس الأمن الدولي بالمحادثات التي جرت بين الكوريتين، معرباً عن أمله في أن تمهد هذه الخطوة الطريق أمام جعل شبه الجزيرة الكورية خالية من السلاح النووي.
وقال سفير كازاخستان لدى الأمم المتحدة خيرت عمروف الذي تتولى بلاده الرئاسة الشهرية لمجلس الأمن في تصريح للصحافيين إن «مجلس الأمن يرحب بالخطوات والاتصالات التي جرت بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وجمهورية كوريا».
وأضاف، في تصريحات نقلتها «الصحافة الفرنسية»، أن «أعضاء المجلس أشاروا إلى أن حواراً مبدئياً بين الكوريتين يمكن أن يفتح إمكانيات أمام بناء الثقة في شبه الجزيرة الكورية للحد من التوترات والوصول إلى نزع السلاح النووي». ولفت عمروف إلى أن «أعضاء المجلس يعربون عن أملهم في أن يؤدي هذا التفاعل إلى جعل شبه الجزيرة الكورية منطقة خالية من الأسلحة النووية».
وقال السفير السويدي لدى الأمم المتحدة أولوف سكوغ الذي تؤدي بلاده دوراً كبيراً في العلاقات بين كوريا الشمالية والمجتمع الدولي: «نرحب بالتقدم المحرز في محادثات بانمونجوم». وأضاف سكوغ أن «احترام الهدنة الأولمبية ومشاركة جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية في الألعاب الأولمبية يمثلان تطوراً إيجابياً، وقد شددنا باستمرار على أهمية قنوات الاتصال هذه لتفادي سوء الفهم والحد من التوترات».

- الألعاب الشتوية نافذة أمل لنزع فتيل الأزمة
اتفق الجانبان على مشاركة كوريا الشمالية في أولمبياد بيونغشانغ الشتوية الشهر المقبل وتخفيف التوترات العسكرية والمضي قدماً بشكل فعال في حوارات مدفوعة بالتصميم. ومن المتوقَّع أن ترسل كوريا الشمالية ما يتراوح ما بين 400 و500 شخص إلى الألعاب، طبقاً لما ذكرته وكالة «يونهاب»، نقلاً عن رئيس الوزراء كوريا الجنوبية لي ناك يون. وما زال يتعين على الجانبين الكشف عن التفاصيل.
وكان أكبر وفد أرسلته كوريا الشمالية على الإطلاق إلى جارتها الجنوبية لأحد الأحداث الرياضية هو أكثر من 600 شخص. وإلى جانب الرياضيين والإداريين، سافر 300 مشجع إلى كوريا الجنوبية من الشمال لحضور الألعاب الآسيوية عام 2002 في مدينة بوسان بكوريا الجنوبية. وجاء الاتفاق فيما أعادت بيونغ يانغ فتح خط ساخن عسكري مع سيول، الذي كان مغلقاً منذ فبراير (شباط) 2016.



«العدل الدولية» تقضي بعدم اتخاذ إجراءات طارئة بشأن تصدير أسلحة ألمانية لإسرائيل

«العدل الدولية» تقضي بعدم اتخاذ إجراءات طارئة بشأن تصدير أسلحة ألمانية لإسرائيل (رويترز)
«العدل الدولية» تقضي بعدم اتخاذ إجراءات طارئة بشأن تصدير أسلحة ألمانية لإسرائيل (رويترز)
TT

«العدل الدولية» تقضي بعدم اتخاذ إجراءات طارئة بشأن تصدير أسلحة ألمانية لإسرائيل

«العدل الدولية» تقضي بعدم اتخاذ إجراءات طارئة بشأن تصدير أسلحة ألمانية لإسرائيل (رويترز)
«العدل الدولية» تقضي بعدم اتخاذ إجراءات طارئة بشأن تصدير أسلحة ألمانية لإسرائيل (رويترز)

قضت محكمة العدل الدولية، اليوم (الثلاثاء)، بعدم اتخاذ إجراءات طارئة لوقف صادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل، مضيفة أنها ما زالت تشعر بقلق بالغ إزاء الأوضاع في غزة.

وبحسب «رويترز»، رفضت المحكمة طلباً ألمانياً بوقف نظر القضية، وهو ما يعني أنها ستمضي قدماً.

من جانبها، رحبت ألمانيا بالحكم، وجاء في بيان لوزارة الخارجية الألمانية على منصة «إكس»: «لا أحد فوق القانون. وهذا ما يوجه تصرفاتنا».

ورفضت محكمة العدل الدولية طلباً قدّمته نيكارغوا تطالبها فيه باتخاذ إجراءات عاجلة بعد اتهام ألمانيا بانتهاك اتفاقية 1948 لمنع الإبادة الجماعية بتزويدها إسرائيل أسلحة تستخدمها في حربها مع «حماس» في غزة.

وأوضحت المحكمة: «ترى المحكمة أن الظروف التي عرضت على المحكمة ليست كذلك ولا تستدعي اتخاذ تدابير احترازية».


انطلاق مؤتمر دولي حول أنظمة الأسلحة ذاتية التشغيل في فيينا

يناقش المؤتمر المخاوف الناجمة عن تطور الأسلحة ذاتية التشغيل (أ.ف.ب)
يناقش المؤتمر المخاوف الناجمة عن تطور الأسلحة ذاتية التشغيل (أ.ف.ب)
TT

انطلاق مؤتمر دولي حول أنظمة الأسلحة ذاتية التشغيل في فيينا

يناقش المؤتمر المخاوف الناجمة عن تطور الأسلحة ذاتية التشغيل (أ.ف.ب)
يناقش المؤتمر المخاوف الناجمة عن تطور الأسلحة ذاتية التشغيل (أ.ف.ب)

انطلق في فيينا، الاثنين، مؤتمر دولي يستمر يومين بشأن الأسلحة ذاتية التشغيل، بتحذيرات من استخدام «العناصر الإرهابية» و«مجرمي الحرب» لمثل هذه الأنظمة.

ووفق وكالة الأنباء الألمانية، حذرت ميريانا سبولجاريك إيجر، رئيسة اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر»، خلال المحادثات، من أنه لا يوجد في الوقت الحالي ضمانات تفيد بأن هذه الأنظمة التي تعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي، لن تقع في أيدٍ غير أمينة.

وقالت: «لذلك، فإنه من المهم للغاية التصرف، والتصرف بسرعة كبيرة».

ونظمت النمسا المؤتمر الذي يحمل اسم «الإنسانية عند مفترق الطرق: أنظمة الأسلحة ذاتية التشغيل وتحدي الضوابط»، بعد أن فشلت مفاوضات خبراء تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف على مدار الأعوام العشرة الماضية في أن تؤدي إلى محادثات على المستوى الدبلوماسي.

ومن المتوقع أن يحضر المؤتمر ممثلون عن نحو 130 دولة، إلى جانب الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية ومعاهد أبحاث.

وتمثل أنظمة الأسلحة التي تختار الأهداف، وتضربها بشكل مستقل باستخدام الذكاء الاصطناعي صلب اهتمام المشاركين في المؤتمر، خصوصاً في ظل الصراعات المستمرة في قطاع غزة وأوكرانيا.

وتقول القوات المسلحة الإسرائيلية إنها تستخدم نظاماً مدعوماً بالذكاء الاصطناعي لاختيار الأهداف بسرعة عالية.

وتنشر أوكرانيا طائرات مسيرة يمكنها تحديد أهداف باستخدام الذكاء الاصطناعي حتى عندما تخضع للتشويش الإلكتروني الروسي، وفقاً لما ذكرته تقارير إعلامية ومعلومات من دوائر دبلوماسية.

وتؤدي هذه التطورات التكنولوجية إلى إنتاج أسلحة ذاتية التشغيل بشكل كبير مع مدخلات بشرية منخفضة.

ويناقش المؤتمر في فيينا المدى الضروري للسيطرة البشرية على مثل هذه الأسلحة. كما سيكون استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من قبل الإرهابيين ومخاطر حدوث سباق التسلح مدعوماً بالذكاء الاصطناعي على جدول الأعمال.

وسوف يعدّ المشاركون في المؤتمر تقريراً لتقديمه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي سيعرضه على الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة.

وفي حين أشارت دول عدة إلى استعدادها لوضع مدونة سلوك غير ملزمة بشأن هذه المسألة، فقد عارضت روسيا اتخاذ قرار سريع بشأن فرض قيود.


أمين عام «الناتو»: لم يفت الأوان بعد لتنتصر أوكرانيا في الحرب

زيلينسكي وستولتنبرغ بمؤتمر صحافي مشترك في كييف اليوم (أ.ف.ب)
زيلينسكي وستولتنبرغ بمؤتمر صحافي مشترك في كييف اليوم (أ.ف.ب)
TT

أمين عام «الناتو»: لم يفت الأوان بعد لتنتصر أوكرانيا في الحرب

زيلينسكي وستولتنبرغ بمؤتمر صحافي مشترك في كييف اليوم (أ.ف.ب)
زيلينسكي وستولتنبرغ بمؤتمر صحافي مشترك في كييف اليوم (أ.ف.ب)

عدَّ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو»، ينس ستولتنبرغ، خلال زيارته إلى كييف، اليوم الاثنين، أنه «لم يفُت الأوان بعدُ لتنتصر أوكرانيا» على روسيا، رغم الانتكاسات الأخيرة لجيشها على الجبهة، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأكد، خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أن «مزيداً من المساعدات في الطريق»، قائلاً إنه يتوقع إعلانات جديدة في هذا الاتجاه «قريباً».

من جانبه، دعا زيلينسكي حلفاءه الغربيين إلى تسريع إمدادات الأسلحة إلى كييف «لإفشال» هجوم جديد تُحضّر له روسيا. وقال زيلينسكي: «معاً علينا أن نُفشل الهجوم الروسي»، مضيفاً أن «سرعة الإمدادات تعني حرفياً استقرار خط الجبهة».

من جهتها، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن قوات البلاد تقدمت في عدة مناطق على طول خط المواجهة في أوكرانيا، الاثنين، إذ سيطرت على قرية في منطقة دونيتسك وحققت تقدما في مواقع استراتيجية في منطقة خاركيف وصدت عددا من الهجمات الأوكرانية.وتسيطر روسيا على حوالي 18 بالمائة من الأراضي الأوكرانية في المناطق الشرقية والجنوبية، وتواصل التقدم منذ فشل الهجوم المضاد الذي شنته كييف عام 2023 في تحقيق تقدم كبير ضد القوات الروسية.

وفي فبراير (شباط)، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القوات الروسية بالتوغل بشكل أكبر داخل أوكرانيا بعد السيطرة على بلدة أفدييفكا إذ قال إن القوات الأوكرانية اضطرت إلى الفرار وسط الفوضى فيما أعلنت أوكرانيا انسحابها من أفدييفكا.وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها سيطرت على قرية سيمينيفكا شمال غرب أفدييفكا. وقالت روسيا إنها هزمت القوات الأوكرانية والمرتزقة الأجانب في عدد من القرى الأخرى بالمنطقة.وأعلنت روسيا عن هزيمة القوات الأوكرانية في مناطق سينكيفكا في منطقة خاركيف وفي عدد من النقاط الأخرى على طول خط المواجهة. وقالت أيضا إنها استهدفت ورش الطائرات المسيرة الأوكرانية.وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن قواتها تصدت لهجمات العدو بالقرب من سيمينيفكا مضيفة أن جنودها صدوا عددا من الهجمات الروسية الأخرى.وتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022 في مقتل آلاف الأشخاص وتسبب في أسوأ أزمة علاقات لروسيا مع الغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.


ديناميكيّة العالم... من الصورة الكبرى إلى الصغرى

جندي أوكراني يطلق مسيّرة مخصصة للتجسس (أرشيفية - أ.ف.ب)
جندي أوكراني يطلق مسيّرة مخصصة للتجسس (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

ديناميكيّة العالم... من الصورة الكبرى إلى الصغرى

جندي أوكراني يطلق مسيّرة مخصصة للتجسس (أرشيفية - أ.ف.ب)
جندي أوكراني يطلق مسيّرة مخصصة للتجسس (أرشيفية - أ.ف.ب)

تقوّم وتُصنّف الدول بناء على ما تملك من ثروات وقدرات، وبناءً عليها يُرسم سلّم التراتبيّة في النظام العالميّ. يُحدّد بعض الخبراء أن هناك عوامل أربعة ترتكز عليها الدول لبناء مجدها، أو للحفاظ على ديمومة كيانها، وهي: القدرة العسكريّة، السياسيّة، الاقتصاديّة والتكنولوجيّة. لكن لا يكفي للدولة أن تملك العناصر الأربعة هذه؛ إذ لا بد لها من رسم الاستراتيجيات الكبرى لحفظ دورها، وحتى فرضه في النظام العالمي إذا لزم الأمر. هكذا تتصرّف القوى العظمى. أما الدول المُصنّفة عادية في النظام العالمي، فهي تسعى قدر الإمكان لحفظ دورها، وذلك عبر التموضع لتقديم الخدمات الاستراتيجية التي تحتاج إليها القوى المهيمنة. إذن، استراتيجيّة التموضع، هي فعل جيو - سياسيّ وبامتياز.

قد تُعلن دولة ما عن نواياها للعظمة كرسالة تحذير للآخرين. هكذا فعل الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت، عندما حضّر الأسطول الأبيض العسكري الأميركي العظيم، وجعله يدور حول العالم من عام 1907 وحتى عام 1909. سُمي بالأبيض لأن لون القطع البحرية كان أبيض؛ كون هذا اللون يعكس النوايا السلميّة. لكن في الوقت نفسه كانت الرسالة أن الولايات المتحدة الأميركية أصبحت قوّة بحريّة عالميّة وهي جاهزة للعب دور عالميّ. ألا تقوم السياسة على شعائر وإيحاءات خاصة بها؟

تحاول الصين حالياً تبوُّء مركز الصدارة في العالم. هذا هو حلم الرئيس الصيني. هو ضدّ الهيمنة والمهيمنين. فالهيمنة تهدّد الاستقرار والسلم العالميين. وحسب فكر الرئيس الصيني، شي جينبينغ، يتشارك العالم ككلّ بالمستقبل نفسه، والذي من المفروض أن يكون مزدهراً ومستقرّاً.

الرئيس الصيني شي جينبينغ يصافح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بكين (أرشيفية - رويترز)

وزير الخارجيّة الأميركيّ أنتوني بلينكن في الصين لطلب وقف المساعدات الصينيّة الحربيّة لروسيا. بعدها يزور بلينكن إسرائيل للنظر في شأن الحرب المستمرّة على غزّة.

تكثّفت اللقاءات العلنيّة بين مسؤولين رفيعيّ المستوى، من كل روسيا، بلاروسيا، الصين، إيران وكوريا الشماليّة. ألا يوحي هذا الأمر بتشكّل محور جديد مناهض للغرب وهيمنته؟ في هذه المعادلة، تخوض روسيا الحرب على أوكرانيا. تزوّد إيران روسيا بالأسلحة خاصة المُسيّرات. تزوّد الصين روسيا بالتكنولوجيا اللازمة لتحديث المسيّرات الإيرانيّة. تزوّد كوريا الشماليّة روسيا بالذخيرة والأسلحة. لتردّ روسيا الجميل بتخطّي العقوبات الغربيّة على كوريا الشماليّة.

نشرت مجلّة «فورين افيرز» في العدد الأخير لها مقالاً، تشرح فيه تشكّل هذا المحور الثوريّ والذي يضمّ الدول المذكورة أعلاه. لا يرى المقال، أن هناك تحالفاً رسميّاً بين هذه الدول. لكن الأكيد، أنهم كلّهم متّفقون على تقويض أسس النظام العالمي الذي شكّلته أميركا بعد الحرب العالميّة الثانية.

في المقابل، تزّود الهند الفلبين بثلاث بطاريات بحريّة متنقّلة لصواريخ براهموس الفرط - صوتيّة والمضادة للسفن. مع الوعد بتسليم الفلبين قريباً صواريخ بريّة من النوع نفسه.

من مناورات عسكرية مشتركة بين الفلبين وأميركا (أرشيفية - إ.ب.أ)

تعدّل الولايات المتحدة الأميركيّة تموضعها العسكريّ في الشرق الأقصى، وتُحدّثه في الوقت نفسه. تعزّز تواجدها في اليابان، وتزوّدها بأحدث الصواريخ من نوع توما هوك. كما شكّلت أميركا فوجاً جديداً من بحريّة المشاة الأميركيّة، والذي سيتمركز في جزيرة أوكيناوا، خاصة وأن هذه الجزيرة سوف تلعب دور حاملة طائرات عائمة، بدل تعريض الحاملات الأميركيّة لخطر الصواريخ الصينيّة. وإذا ما أضفنا هذا التعزيز مع اليابان، إلى التواجد الأميركيّ المهم في كوريا الجنوبيّة. فقد يمكننا القول إن هذا التحالف يسيطر على بحر اليابان، كما يسيطر على الجهّة الشرقيّة للبحر الأصفر، ضمناً الممر البحريّ بين اليابان وكوريا الجنوبيّة ذي القيمة الاستراتيجيّة الكبرى.

حصلت أميركا مؤخراً من الفلبين على حق استعمال الكثير من القواعد البحريّة العسكريّة، كما القواعد الجويّة. وإذا ما أضفنا دور أستراليا في اللعبة الأميركيّة الجيو - سياسيّة (ضمن تحالف الأوكوس)، كما إضافة حركيّة أميركا في منطقة الأندو - باسفيك. فقد يمكننا القول إن أميركا تسعى إلى تشكيل طوق بحريّ حول الصين بهدف احتوائها. من هنا تضمّنت حزمة المساعدات العسكريّة الأميركيّة الأخيرة والتي اقرّها الكونغرس، مبلغ 8.1 مليار دولار للحلفاء في شرق آسيا ضمنا تايوان ومنطقة الاندو - باسفيك.

في الختام، يقول الكاتب الأميركيّ غريغ ايب، في مقال له في «وول ستريت جورنال» إن حال الاقتصاد الأميركيّ هو على الشكل التالي: الدولار قويّ، العجز كبير، نمو اقتصادي مهمّ، وذلك بالإضافة إلى تبوّء الدخل القومي الأميركي المركز الأوّل بنسبة 26.3 في المائة من الدخل القوميّ العالميّ والمقدّر بـ88 تريليون دولار. احتلّت أوروبا ككل، مع بريطانيا المركز الثاني. حلّت الصين في المركز الثالث. اليابان، والهند في المركزين الرابع والخامس. غابت روسيا عن التصنيف.


محكمة استئناف بنيويورك تلغي حكماً يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب

المنتج الهوليوودي السابق هارفي واينستين (أ.ف.ب)
المنتج الهوليوودي السابق هارفي واينستين (أ.ف.ب)
TT

محكمة استئناف بنيويورك تلغي حكماً يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب

المنتج الهوليوودي السابق هارفي واينستين (أ.ف.ب)
المنتج الهوليوودي السابق هارفي واينستين (أ.ف.ب)

ألغت محكمة استئناف في نيويورك، اليوم الخميس، حكماً يدين المنتج الهوليوودي السابق هارفي واينستين في قضايا اغتصاب واعتداءات جنسية عام 2020، وأمرت بإجراء محاكمة جديدة.

ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، أشارت المحكمة إلى ارتكاب أخطاء إجرائية، خلال المحاكمة التي شكلت انتصاراً لحركة «مي تو». وأُدينَ واينستين (72 عاما)، في فبراير (شباط) 2020، بتهمة الاغتصاب والاعتداء الجنسي، وحُكم عليه لاحقاً بالسجن 23 عاماً ضمن محاكمة منفصلة أُجريت في لوس أنجليس.

وأشارت القاضية في محكمة الاستئناف، جيني ريفيرا، إلى أنه جرى، خلال المحاكمة، قبول شهادات تتعلق بأفعال غير تلك المرتكبة بحق أصحاب الدعوى «على نحو خاطئ»، وعدَّت أنّ هذه الشهادات «أعطت صورة ضارة جداً» عن واينستين. وأضافت أن الحل لهذه الأخطاء الصادمة يكون بمحاكمة جديدة.

وصوّت أربعة قضاة لصالح إلغاء هذه الإدانة، وثلاثة ضدّه.

وكتبت القاضية مادلين سينغاس، التي عارضت إلغاء الحكم بالإدانة: «بهذا القرار تُواصل المحكمة التصدّي للانتصارات المستمرة التي ناضلت من أجل تحقيقها ناجيات من العنف الجنسي... باتت النساء اللاتي يعانين صدمة مرتبطة بالعنف الجنسي (...) منسيات».

وأُدينَ واينستين، في فبراير (شباط) 2020، بتهمة الاغتصاب والاعتداء الجنسي في نيويورك، وحُكم عليه بالسجن 23 عاماً.

ثم حُكم عليه، عام 2023، في لوس أنجليس بالسجن 16 سنة؛ لإدانته بأفعال مماثلة.

ودأب واينستين على نفي الاتهامات الموجهة إليه مؤكداً أن علاقاته الجنسية كلها حصلت بالتراضي.

ويقبع واينستين راهناً في أحد سجون ولاية نيويورك، وفق وسائل إعلام أميركية.

وتكشّفت فضائحه الجنسية عام 2017، لتنطلق على أثرها حركة «مي تو» (أنا أيضاً) التي أعطت صوتاً لمئات النساء للكشف عن انتهاكات جنسية تعرّضن لها بأماكن العمل.

واتهمت عشرات النساء واينستين بارتكاب انتهاكات جنسية في حقهنّ.

ونالت الأفلام التي أنتجها واينستين ترشيحات وجوائز كثيرة في الأوسكار، مما أكسبه شهرة منعت ضحاياه من التحدث علناً عمّا تعرّضن له، خوفاً من تداعيات ذلك على حياتهن المهنية.

ومنذ عام 2017، اتهمت عشرات النساء؛ بينهنّ أنجلينا جولي، وغوينيث بالترو، المنتج الهوليوودي السابق بالتحرش أو الاعتداء الجنسي عليهن، لكنّ كثيراً من هذه القضايا سقط بالتقادم.

ويتناول فيلم «شي سِد» (She said)، الذي صدر عام 2022، التحقيق الذي أجراه صحافيان في «نيويورك تايمز» بشأن اعتداءات واينستين الجنسية.


توجيه اتهامات إلى 5 مراهقين بارتكاب جرائم إرهابية بحادث طعن في كنيسة بسيدني

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس وزراء نيو ساوث ويلز كريس مينز ينضمان إلى سياسيين آخرين حيث يضعون الأزهار بمكان حادثة الطعن الجماعي في سيدني (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس وزراء نيو ساوث ويلز كريس مينز ينضمان إلى سياسيين آخرين حيث يضعون الأزهار بمكان حادثة الطعن الجماعي في سيدني (أ.ف.ب)
TT

توجيه اتهامات إلى 5 مراهقين بارتكاب جرائم إرهابية بحادث طعن في كنيسة بسيدني

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس وزراء نيو ساوث ويلز كريس مينز ينضمان إلى سياسيين آخرين حيث يضعون الأزهار بمكان حادثة الطعن الجماعي في سيدني (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس وزراء نيو ساوث ويلز كريس مينز ينضمان إلى سياسيين آخرين حيث يضعون الأزهار بمكان حادثة الطعن الجماعي في سيدني (أ.ف.ب)

وُجّهت إلى خمسة مراهقين تهم بارتكاب جرائم إرهابية وسط تحقيق مستمر في طعن شخصين بكنيسة في سيدني في وقت سابق من الشهر الحالي، حسبما ذكرت الشرطة الاتحادية الأسترالية الخميس.

شرطة الطب الشرعي ومركباتها خارج كنيسة «المسيح الراعي الصالح» في ضاحية واكلي الغربية بسيدني (أ.ف.ب)

وقالت الشرطة في بيان: «تم توجيه الاتهام إلى خمسة أحداث بينما يواصل الفريق المشترك لمكافحة الإرهاب في سيدني التحقيق مع شركاء الجاني المزعوم الذي نفذ عملية الطعن في كنيسة واكلي».

ونفذ أكثر من 400 شرطي 13 مذكرة تفتيش في أنحاء سيدني مساء الأربعاء. وألقي القبض على سبعة شبان. وذكر البيان أن خمسة أشخاص آخرين، بينهم رجلان وثلاثة صبية مراهقين، ساعدوا الشرطة أيضاً في تحقيقاتها.

وفي الأسبوع الماضي، اتهم صبي (16 عاماً)، بارتكاب جريمة إرهابية فيما يتعلق بعملية الطعن في كنيسة «المسيح الراعي الصالح» في واكلي، غرب سيدني في 15 أبريل (نيسان).

وأصيب رجل (53 عاماً)، بجروح خطيرة في رأسه، بينما أصيب رجل (39 عاماً) بتمزقات وجرح في الكتف عندما حاول التدخل.

كما اتُهم مراهقان آخران يبلغان من العمر 16 عاماً بالتآمر للمشاركة في التحضير لعمل إرهابي أو التخطيط له، في حين تم توجيه التهمة نفسها لمراهق آخر بالإضافة إلى حيازة سكين في مكان عام.

وتم رفض الإفراج بكفالة عن المراهقين الخمسة، ومن المقرر أن يمثُلوا أمام محكمة الأحداث يوم الخميس.

يشار إلى أن إعلان جريمة ما عملاً إرهابياً يمنح الشرطة سلطات تحقيق إضافية، لتحديد ما إذا كان الشخص قد تصرف بمفرده أو كان جزءاً من شبكة أوسع. وكان الأسقف مار ماري عمانوئيل تعرّض للطعن في الرأس والصدر، في حادثة نفّذها فتى في السادسة عشرة من العمر في كنيسة «المسيح الراعي الصالح» الآشورية، بينما كان الأسقف يلقي عظة.

وعلى مرأى من المصلّين داخل الكنيسة، ومتابعي العظة عبر الإنترنت، انقضّ المهاجم بسكينه على الأسقف، في هجوم أثار حالة من الذعر والغضب العارمين في أوساط أتباع الكنيسة الآشورية في غرب سيدني.

وصنّفت الشرطة الحادثة «عملاً إرهابياً»، فشُكّل فريق عمل لمكافحة الإرهاب من عناصر الشرطة الفيدرالية والإقليمية والمخابرات، وفتَحَ تحقيقاً في المسألة.

وقال ديفيد هدسون، نائب مفوض شرطة نيو ساوث ويلز، للصحافيين: «منذ تلك الحادثة الأولية، تم التعرف على عدد من الشركاء الذين نعتقد أنهم يحتاجون إلى مزيد من المراقبة والتحقيق من قِبل الشرطة». وأضاف: «سنزعم أن هؤلاء الأفراد ينتمون إلى آيديولوجيا متطرفة وعنيفة ذات دوافع دينية».

صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني

والأسقف الذي تلقى عظاته بالعربية والإنجليزية متابعة واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي، اكتسب شهرة واسعة بسبب مواقفه المثيرة للجدل من انتقاده للقاحات «كوفيد - 19» وإجراءات الحجر الصحي إلى الدفاع عن العقيدة المسيحية أمام الديانات الأخرى بما في ذلك الإسلام. وكثيرون من أبناء الرعية الآشورية في سيدني فرّوا من الاضطهاد والنزاعات في العراق وسوريا.

وهو نقل إلى المستشفى إثر الهجوم وحياته ليست في خطر.


ملالا يوسفزاي تؤكد دعمهما للفلسطينيين بعد انتقادات لمشاركتها هيلاري كلينتون إنتاج مسرحية

الناشطة الباكستانية الحائزة جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي كانت قد أصيبت في هجوم لطالبان بوادي سوات (أ.ف.ب)
الناشطة الباكستانية الحائزة جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي كانت قد أصيبت في هجوم لطالبان بوادي سوات (أ.ف.ب)
TT

ملالا يوسفزاي تؤكد دعمهما للفلسطينيين بعد انتقادات لمشاركتها هيلاري كلينتون إنتاج مسرحية

الناشطة الباكستانية الحائزة جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي كانت قد أصيبت في هجوم لطالبان بوادي سوات (أ.ف.ب)
الناشطة الباكستانية الحائزة جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي كانت قد أصيبت في هجوم لطالبان بوادي سوات (أ.ف.ب)

نددت الباكستانية ملالا يوسفزاي حاملة جائزة نوبل، الخميس، بإسرائيل وأعادت التأكيد على دعمها للفلسطينيين في غزة، في أعقاب انتقادات عنيفة لمشاركتها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون في إنتاج مسرحية موسيقية.

وواجهت يوسفزاي التي نالت جائزة نوبل للسلام عام 2014 ردود فعل عنيفة في موطنها باكستان لعملها مع كلينتون المؤيدة الصريحة لحرب إسرائيل في غزة. وتتناول المسرحية الموسيقية التي تحمل عنوان "Suffs" وتعرض في برودواي في نيويورك منذ الأسبوع الماضي نضال المرأة الأميركية للحصول على حق التصويت في القرن العشرين.

وكتبت يوسفزاي على إكس "أريد ألا يكون هناك أي لبس بشأن دعمي لشعب غزة"، مضيفة "لا نحتاج لرؤية المزيد من الجثث والمدارس المقصوفة والأطفال الذين يتضورون جوعا لندرك أن وقف إطلاق النار أمر ملح وضروري".

أضافت "لقد أدنت الحكومة الإسرائيلية وسأظل أدينها بسبب انتهاكاتها للقانون الدولي وجرائم الحرب التي ترتكبها".

وشهدت باكستان العديد من الاحتجاجات القوية المؤيدة للفلسطينيين منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقالت الكاتبة الباكستانية المعروفة مهر ترار على منصة إكس "إن تعاونها المسرحي مع هيلاري كلينتون (...) التي تمثل الدعم الأميركي المطلق للإبادة الجماعية للفلسطينيين (...) يشكّل ضربة قوية لمصداقيتها كناشطة في مجال حقوق الإنسان". أضافت "أنا أعتبر الأمر مأساويا تماما".

وفي حين أيدت كلينتون الحملة العسكرية للقضاء على حماس ورفضت المطالب بوقف إطلاق النار، إلا أنها دعت أيضا إلى توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين. ونددت يوسفزاي علنا بسقوط ضحايا مدنيين ودعت إلى وقف إطلاق النار في غزة.

وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" أن ملالا البالغة 26 عاما وضعت دبوسا باللونين الأحمر والأسود خلال افتتاح المسرحية الخميس الماضي للدلالة على دعمها لوقف إطلاق النار. لكن الكاتبة والأكاديمية نيدا كيرماني اعتبرت على منصة إكس أن قرار ملالا مشاركة كلينتون "يثير الجنون ويفطر القلب في نفس الوقت. يا لها من خيبة أمل مطلقة".

وشغلت كلينتون منصب وزيرة الخارجية خلال إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما التي أشرفت على حملة غارات بالطائرات المسيّرة استهدفت مقاتلي طالبان في باكستان والمناطق الحدودية الأفغانية. وحصلت يوسفزاي على جائزة نوبل للسلام بعد إصابتها برصاصة في رأسها على يد حركة طالبان الباكستانية عندما كانت تطالب بتعليم الفتيات عام 2012.

ومع ذلك، تسببت حرب الطائرات المسيّرة بمقتل وتشويه عشرات المدنيين في المنطقة التي عاشت فيها ملالا، ما تسبب بمزيد من الانتقادات عبر الإنترنت التي استهدفت أصغر حائزة على جائزة نوبل، عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها. وغالبا ما يُنظر إلى يوسفزاي بريبة في باكستان، حيث يتهمها منتقدوها بالترويج لأجندة سياسية نسوية وليبرالية غربية في الدولة المحافظة.


300 مليون شخص يواجهون أزمة غذائية حادة حول العالم

أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
TT

300 مليون شخص يواجهون أزمة غذائية حادة حول العالم

أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)

تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العالم خلال عام 2023، وارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون منه إلى 282 مليوناً، وفق تقرير أصدرته 16 منظمة للأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى أمس (الأربعاء).

ويشكل هذا العدد زيادة قدرها 24 مليوناً مقارنة بعام 2022، ولا تزال الآفاق «قاتمة» للسنة الراهنة على ما جاء في التقرير العالمي الأخير حول الأزمات الغذائية، الذي تعدّه شبكة المعلومات حول الأمن الغذائي.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في مقدمة التقرير: «في عالم يتمتع بالوفرة، ثمة أطفال يموتون جراء الجوع. وتؤدي الحروب والفوضى المناخية وأزمة غلاء المعيشة، المترافقة مع تحرك غير مناسب، إلى مواجهة نحو 300 مليون شخص أزمة غذائية حادة في 2023»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأضاف أن «التمويل غير متناسب مع الحاجات. على الدول زيادة الموارد المتوافرة للتنمية المستدامة»، خصوصاً أن تكلفة توزيع المساعدات زادت أيضاً.

وهذه السنة الخامسة على التوالي التي تشهد ارتفاعاً في عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.


«فيتو» روسي ضد مشروع قرار بمجلس الأمن لمنع نشر أسلحة نووية في الفضاء

سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا (أرشيفية - رويترز)
سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا (أرشيفية - رويترز)
TT

«فيتو» روسي ضد مشروع قرار بمجلس الأمن لمنع نشر أسلحة نووية في الفضاء

سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا (أرشيفية - رويترز)
سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا (أرشيفية - رويترز)

استخدمت روسيا، الأربعاء، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة صاغته الولايات المتحدة ويدعو الدول إلى منع سباق تسلح في الفضاء الخارجي، وهي خطوة دفعت الولايات المتحدة إلى التساؤل عما إذا كانت موسكو تخفي شيئا ما.

وجاء التصويت بعد أن اتهمت واشنطن موسكو بتطوير سلاح نووي مضاد للأقمار الصناعية لوضعه في الفضاء، وهو ما نفته روسيا. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو تعارض نشر أسلحة نووية في الفضاء.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد للمجلس بعد التصويت «حق النقض اليوم يطرح هذا السؤال: لماذا؟ لماذا، إذا كنتم تتبعون القواعد، لا تدعمون قرارا يعيد التأكيد عليها؟ ما الذي يمكن أن تخفوه؟... هذا أمر محير ومشين»، وفق ما نقلته «رويترز».

واتهم سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا واشنطن بمحاولة تشويه صورة موسكو، وقال إن روسيا ستبدأ قريبا مفاوضات مع أعضاء المجلس بشأن مشروع قرار من جانبها يهدف إلى الحفاظ على السلام في الفضاء.

وأضاف «نريد حظرا على نشر أي نوع من الأسلحة في الفضاء الخارجي وليس فقط (أسلحة الدمار الشامل). لكنكم لا تريدون ذلك... دعوني أطرح عليكم نفس السؤال: لماذا؟»، موجها سؤاله للسفيرة الأميركية.

وطرحت الولايات المتحدة واليابان مشروع القرار للتصويت بعد ما يقرب من ستة أسابيع من المفاوضات. وحصل القرار على تأييد 13 صوتا بينما امتنعت الصين عن التصويت واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو).

ويؤكد نص مشروع القرار الالتزام بمعاهدة الفضاء الخارجي ويدعو الدول إلى «المساهمة بفاعلية في تحقيق هدف الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي ومنع سباق التسلح في الفضاء الخارجي».

وتمنع معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967 الموقعين عليها، ومنهم روسيا والولايات المتحدة، من وضع «أي أجسام تحمل أسلحة نووية أو أي نوع آخر من أسلحة الدمار الشامل في مدار حول الأرض».


300 مليون شخص يواجهون أزمة غذائية حادة حول العالم

أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
TT

300 مليون شخص يواجهون أزمة غذائية حادة حول العالم

أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)

تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العالم خلال عام 2023، وارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون منه إلى 282 مليوناً، وفق تقرير أصدرته، الأربعاء، 16 منظمة للأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى. ويشكل هذا العدد زيادة قدرها 24 مليوناً مقارنة بعام 2022. ولا تزال الآفاق «قاتمة» للسنة الراهنة على ما جاء في التقرير العالمي الأخير حول الأزمات الغذائية، الذي تعدّه شبكة المعلومات حول الأمن الغذائي. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في مقدمة التقرير: «في عالم يتمتع بالوفرة، ثمة أطفال يموتون جراء الجوع. وتؤدي الحروب والفوضى المناخية وأزمة غلاء المعيشة، المترافقة مع تحرك غير مناسب، إلى مواجهة نحو 300 مليون شخص أزمة غذائية حادة في 2023»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأضاف أن «التمويل غير متناسب مع الحاجات. على الدول زيادة الموارد المتوافرة للتنمية المستدامة»، خصوصاً أن كلفة توزيع المساعدات زادت أيضاً.

صدمات جديدة

وهذه السنة الخامسة على التوالي التي تشهد ارتفاعاً في عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، الذي يشير إلى وضع تكون فيه حياة الفرد أو سبل عيشه مهددة بخطر داهم لأنه عاجز عن توفير الغذاء بشكل مناسب.

600 ألف شخص على شفا المجاعة في غزة (رويترز)

وهذا التفاقم الأخير ناجم جزئياً أيضاً عن زيادة في عدد المناطق المشمولة بالتقرير. وأوضحت فلور فوتيرس، المديرة المساعدة لمكتب حالات الطوارئ والقدرة على الصمود في منظمة الفاو، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن الوضع عائد أيضاً إلى «صدمات جديدة أو متفاقمة»، فضلاً عن «تدهور ملحوظ في أزمات غذائية رئيسية مثل السودان وقطاع غزة». وثمة 700 ألف شخص على شفا المجاعة في 2023، بينهم 600 ألف في غزة. وقد ارتفع هذا العدد في قطاع غزة خلال السنة الراهنة بسبب استمرار الحرب التي تشنّها إسرائيل، وانتشار الجوع ليصل إلى 1.1 مليون نسمة.

تفاقم الحروب

منذ أن بدأت الشبكة العالمية لمكافحة الأزمات الغذائية، التي تمثل تحالفاً من منظمات أممية وأخرى تابعة للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومنظمات إنسانية، في بدء إعداد التقرير عام 2016: «انتقل عدد الأشخاص الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي من 108 ملايين إلى 282 مليوناً، في حين أن معدل الانتشار (نسبة السكان المعنيين في منطقة معينة) انتقل من 11 في المائة إلى 22 في المائة»، بحسب فلور فوتيرس. والأزمة الغذائية متواصلة منذ ذلك الحين في أفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا ونيجيريا، فضلاً عن سوريا واليمن، بحسب المصدر نفسه.

تسببت الحرب بالسودان في تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في البلاد (أ.ف.ب)

من جهتها، قالت مديرة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين خلال عرض للتقرير عبر الإنترنت: «نُدرك جميعاً سبب ارتفاع الجوع في مناطق كثيرة من العالم، ونعرف ما الحلول. لكن في غياب الموارد والإرادة السياسية الضرورية لتطبيقها، سنستمر في الطريق الحالية». ورأت منظمة «أوكسفام» غير الحكومية أن «الأزمة الغذائية العالمية هي في الأساس أزمة أخلاقية»، مضيفة: «إنه أمر لا يغتفر أن يعاني أكثر من 281 مليون شخص من الجوع الحاد، في حين يستمر أغنى أغنياء العالم في تحقيق أرباح طائلة؛ بما يشمل شركات صناعات الطيران والدفاع التي تغذي النزاعات، السبب الرئيسي للجوع». وأشارت فلور فوتيرس إلى أن تطور الوضع في 2024 «سيكون رهناً بوقف القتال»، مضيفة أنه ما إن تتمكن المنظمات الإنسانية من الدخول إلى غزة والسودان، فستساهم المساعدة «سريعاً» في خفض الأزمة الغذائية. كما قالت إن ثمة كثيراً من عدم اليقين بشأن هايتي: «حيث استولت مجموعات مسلحة على أراض زراعية (...) ونهبت محاصيل». إلى ذلك، قد تؤدي ظاهرة إل نينيو المناخية «إلى جفاف حاد في غرب أفريقيا وجنوبها».