فينغر: الهدف من الكرة إسعاد الناس لكن لا يمكن تحقيق ذلك دائماً

المدير الفني لآرسنال عادل الرقم المسجل باسم فيرغسون بخوض 810 مباريات بالدوري الإنجليزي

فينغر عندما وصل إلى آرسنال عام 1996... والآن
فينغر عندما وصل إلى آرسنال عام 1996... والآن
TT

فينغر: الهدف من الكرة إسعاد الناس لكن لا يمكن تحقيق ذلك دائماً

فينغر عندما وصل إلى آرسنال عام 1996... والآن
فينغر عندما وصل إلى آرسنال عام 1996... والآن

عاد المدير الفني لنادي آرسنال الإنجليزي، آرسين فينغر، للعب بأربعة لاعبين في الخط الخلفي - وهي الطريقة التي اعتمد عليها لسنوات طويلة - لكن العودة لهذه الطريقة ستكون سيئة بكل تأكيد لسياد كولاسيناك الذي تعاقد معه النادي الصيف الماضي قادماً من شالكه الألماني، والذي يرى فينغر أنه جناح أيسر وليس ظهيراً أيسر.
ومنذ تغيير طريقة اللعب، والاعتماد على أربعة مدافعين في الخط الخلفي، وليس ثلاثة أمام وستهام يونايتد في 13 ديسمبر (كانون الأول)، لم يعد فينغر يستعين بخدمات كولاسيناك، ووضعه على مقاعد البدلاء في مباريات الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز، واعتمد بدلاً من ذلك على أينسلي ميتلاند نايلز في مركز الظهير الأيسر المدافع.
وقال فينغر: «أعتقد أن كولاسيناك سيلعب مرة أخرى، أنا أمنحه بعض الراحة. إنه مناسب للغاية للعب كجناح وكظهير، والقيام بالدور الهجومي بصورة أكبر. إنه يعمل بكل قوة وأعتقد أنه سيلعب في طريقتنا التي تعتمد على أربعة لاعبين في الخط الخلفي أيضاً».
وكان فينغر قد اعتمد على ثلاثة لاعبين في الخط الخلفي بعد الهزيمة الكارثية أمام كريستال بالاس بثلاثية نظيفة في العاشر من أبريل (نيسان)، لكن هذه الطريقة جعلت الفريق يبدو سلبياً، ويلعب بشكل متوقع ومعروف للفرق المنافسة، فخلال تسع مباريات خاضها الفريق خارج ملعبه لم يسجل سوى تسعة أهداف فقط، من بينها خمسة أهداف في مرمى إيفرتون. يقول فينغر: «لم نسجل عدداً كافياً من الأهداف خارج ملعبنا، وهذا هو السبب في تغيير طريقة اللعب».
واعترف فينغر بأنه يفضل دائماً اللعب بأربعة لاعبين في الخط الخلفي، وقال مبتسماً: «من أعماق قلبي، أنا أفضل اللعب بمدافع واحد فقط».
وحقق آرسنال الفوز في الجولة الأخيرة على كريستال بالاس في إطار مباريات الأسبوع العشرين للدوري الإنجليزي الممتاز بثلاثة أهداف مقابل هدفين على ملعب «سلهرست بارك». وكانت هذه هي المباراة رقم 810 للمدير الفني الفرنسي في الدوري الإنجليزي الممتاز، ليعادل بذلك الرقم القياسي المسجل باسم المدير الفني السابق لنادي مانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون.
ويعزي فينغر استمراره مع آرسنال طوال هذه السنوات لعدة عوامل، من بينها التفاني في العمل والتضحية والحظ والحالة الصحية الجيدة، وقبل كل شيء العثور على نادٍ يقدر قيمته. وكان فينغر قد بدأ مسيرته مع المدفعجية بالفوز على بلاكبيرن روفرز بهدفين مقابل لا شيء في أكتوبر (تشرين الأول) 1996.
يقول فينغر: «يتمثل الشيء الأكثر أهمية في الإيمان بقدرات الأشخاص. عندما تقضي مثل هذا الوقت الطويل في هذه المهنة، فأنت لست ساذجاً. أنت تعرف جميع نقاط القوة والضعف، وكيف يتسم البعض بالأنانية، لكن يتعين عليك أن تؤمن بأن هناك جانباً مضيئاً في كل إنسان يمكنك استغلاله».
ويضيف: «إذا كنت مجنوناً بالشك فلا تعمل في هذه المهنة. لديك كل الأسباب التي تجعلك تشعر بالشك تجاه الآخرين، لكن يجب أن يكون لديك قوة الإيمان بالبشر، وهي الصفة التي تجعلك تجتاز أكثر اللحظات الصعبة».
ويتابع: «الناس لا يريدون أن يعرفوا ما إذا كانت الأندية الأخرى لديها موارد أكبر منك، وكل ما يريدونه منك هو أن تحقق الفوز. لكن وظيفتك هي أن تساعد لاعبي فريقك على تقديم أقصى ما لديهم وإظهار الإمكانات التي يتمتعون بها. والهدف النهائي هو أن تجعل الناس يشعرون بالسعادة. للأسف، لا يمكنك القيام بذلك دائماً، لكنك تحاول».
ويتذكر فينغر أول مباراة له مع آرسنال، التي كانت بملعب «إيوود بارك»، والتي سجل فيها إيان رايت هدفي الفوز للمدفعجية. ومن الإنصاف القول بأن فينغر لم يكن يتوقع أن يستمر طيلة هذه السنوات مع الفريق.
يقول المدير الفني الفرنسي: «لو قال لي شخص إنني سأستمر كل هذه المدة لقلت له إنه مجنون، وإنه لا توجد أي فرصة لحدوث ذلك، لأن كل مباراة هي عبارة عن مغامرة غير مضمونة. كل مباراة تلعبها تشبه لعبة الروليت الروسية، ولذا كنت أتوقع خروج الرصاصة في رأسي في أي وقت». يذكر أن لعبة الروليت الروسية هي لعبة حظ مميتة نشأت في روسيا، ويقوم الشخص خلالها بوضع رصاصة واحدة في المسدس، ثم يقوم بتدوير الأسطوانة التي يمكن أن تحمل ست رصاصات عدة مرات، بحيث لا يعرف ما إذا كانت الرصاصة ستطلق أم لا، ومن ثم يوجه المسدس نحو رأسه، ويسحب الزند.
ويضيف المدير الفني الفرنسي: «عندما كنا نستقل الحافلة في طريقنا لمواجهة بلاكبيرن، منعت اللاعبين من تناول الشوكولاته، وأتذكر أن اللاعبين كانوا يغنون: نريد قطع الشوكولاته التي نحبها». وعندما سئل فينغر عما يغنيه اللاعبون اليوم، رد قائلاً: «الآن، يستمعون إلى الموسيقى».
وبالنسبة للمدير الفني الفرنسي، فإن جوهر كرة القدم لم يتغير، لكن الشيء الذي تغير هو المجتمع والسلوك. ويقول: «لقد أصبحنا أكثر فردية. إننا نعيش في مجتمع عنيد يحتم علينا بذل المزيد من الجهد. تكمن المشكلة في أوروبا في أن احترام الأشياء الأساسية أصبح أقل مما كان عليه قبل 20 عاماً من الآن؛ أشياء مثل احترام كل منا للآخر. لقد تنامى الشعور بالشك في كل الوظائف والأعمال، وهو ما يعني أن المجتمع أصبح أقل استقراراً».
ويضيف: «ما زال الأمر يتعلق بالقيم، والمدير الفني هو الشخص المسؤول عن إرساء تلك القيم. إذا لم يكن هناك استقرار، فستكون هذه القيم محل شك. الاستقرار الفني مهم أيضاً، وربما تكون الأندية اليوم بحاجة إلى أن تكون أقوى من الداخل حتى يمكنها المقاومة».
يتابع: «لو شاهدنا مرة أخرى المباراة التي خسرناها أمام كريستال بالاس في أبريل (نيسان) الماضي، فسوف ترون أنها لم تكن بالسوء الذي يتحدث عنه الجميع. لا تتأثروا بالحديث عن السلبيات، وحاولوا أن تحللوا المباراة بأكبر قدر من الموضوعية. وحتى في حال تحقيق الفوز، يجب القيام بنفس الشيء».


مقالات ذات صلة

فليك: تركيز برشلونة ينصب على ليغانيس

رياضة عالمية الألماني هانز فليك مدرب برشلونة (إ.ب.أ)

فليك: تركيز برشلونة ينصب على ليغانيس

قال هانز فليك، مدرب برشلونة، السبت، إن فريقه يوجه كل تركيزه إلى مباراة ليغانيس المقررة الأحد.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)

سيميوني: لو نورمان سيحصل على فرصة المشاركة مع أتلتيكو

قال دييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، السبت، إن روبن لو نورمان سيحصل على فرصة اللعب لفترات أطول.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية الإسباني لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي (أ.ف.ب)

إنريكي: أقدّم أفضل موسم في مسيرتي

أصر الإسباني لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي، السبت، على أنّ الأرقام تؤكد أنّه يخوض «الموسم الأفضل» في مسيرته.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان يواصل مهاجمة لاعبيه (أ.ف.ب)

فونسيكا: على لاعبي ميلان الارتقاء لمستوى النادي العريق

قال باولو فونسيكا، مدرب ميلان، اليوم (السبت)، إن لاعبي الفريق بحاجة إلى تحسين نهجهم وموقفهم والارتقاء إلى مستوى التاريخ العريق للنادي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية أتالانتا هزم كالياري وابتعد بصدارة «السيريا إيه» (أ.ب)

الدوري الإيطالي: أتالانتا يبتعد بالصدارة

حقق أتالانتا رقماً قياسياً جديداً للنادي بفوزه العاشر على التوالي في دوري الدرجة الأولى الإيطالي بتغلبه 1-صفر على كالياري، السبت.

«الشرق الأوسط» (كالياري)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».