عاد المدير الفني لنادي آرسنال الإنجليزي، آرسين فينغر، للعب بأربعة لاعبين في الخط الخلفي - وهي الطريقة التي اعتمد عليها لسنوات طويلة - لكن العودة لهذه الطريقة ستكون سيئة بكل تأكيد لسياد كولاسيناك الذي تعاقد معه النادي الصيف الماضي قادماً من شالكه الألماني، والذي يرى فينغر أنه جناح أيسر وليس ظهيراً أيسر.
ومنذ تغيير طريقة اللعب، والاعتماد على أربعة مدافعين في الخط الخلفي، وليس ثلاثة أمام وستهام يونايتد في 13 ديسمبر (كانون الأول)، لم يعد فينغر يستعين بخدمات كولاسيناك، ووضعه على مقاعد البدلاء في مباريات الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز، واعتمد بدلاً من ذلك على أينسلي ميتلاند نايلز في مركز الظهير الأيسر المدافع.
وقال فينغر: «أعتقد أن كولاسيناك سيلعب مرة أخرى، أنا أمنحه بعض الراحة. إنه مناسب للغاية للعب كجناح وكظهير، والقيام بالدور الهجومي بصورة أكبر. إنه يعمل بكل قوة وأعتقد أنه سيلعب في طريقتنا التي تعتمد على أربعة لاعبين في الخط الخلفي أيضاً».
وكان فينغر قد اعتمد على ثلاثة لاعبين في الخط الخلفي بعد الهزيمة الكارثية أمام كريستال بالاس بثلاثية نظيفة في العاشر من أبريل (نيسان)، لكن هذه الطريقة جعلت الفريق يبدو سلبياً، ويلعب بشكل متوقع ومعروف للفرق المنافسة، فخلال تسع مباريات خاضها الفريق خارج ملعبه لم يسجل سوى تسعة أهداف فقط، من بينها خمسة أهداف في مرمى إيفرتون. يقول فينغر: «لم نسجل عدداً كافياً من الأهداف خارج ملعبنا، وهذا هو السبب في تغيير طريقة اللعب».
واعترف فينغر بأنه يفضل دائماً اللعب بأربعة لاعبين في الخط الخلفي، وقال مبتسماً: «من أعماق قلبي، أنا أفضل اللعب بمدافع واحد فقط».
وحقق آرسنال الفوز في الجولة الأخيرة على كريستال بالاس في إطار مباريات الأسبوع العشرين للدوري الإنجليزي الممتاز بثلاثة أهداف مقابل هدفين على ملعب «سلهرست بارك». وكانت هذه هي المباراة رقم 810 للمدير الفني الفرنسي في الدوري الإنجليزي الممتاز، ليعادل بذلك الرقم القياسي المسجل باسم المدير الفني السابق لنادي مانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون.
ويعزي فينغر استمراره مع آرسنال طوال هذه السنوات لعدة عوامل، من بينها التفاني في العمل والتضحية والحظ والحالة الصحية الجيدة، وقبل كل شيء العثور على نادٍ يقدر قيمته. وكان فينغر قد بدأ مسيرته مع المدفعجية بالفوز على بلاكبيرن روفرز بهدفين مقابل لا شيء في أكتوبر (تشرين الأول) 1996.
يقول فينغر: «يتمثل الشيء الأكثر أهمية في الإيمان بقدرات الأشخاص. عندما تقضي مثل هذا الوقت الطويل في هذه المهنة، فأنت لست ساذجاً. أنت تعرف جميع نقاط القوة والضعف، وكيف يتسم البعض بالأنانية، لكن يتعين عليك أن تؤمن بأن هناك جانباً مضيئاً في كل إنسان يمكنك استغلاله».
ويضيف: «إذا كنت مجنوناً بالشك فلا تعمل في هذه المهنة. لديك كل الأسباب التي تجعلك تشعر بالشك تجاه الآخرين، لكن يجب أن يكون لديك قوة الإيمان بالبشر، وهي الصفة التي تجعلك تجتاز أكثر اللحظات الصعبة».
ويتابع: «الناس لا يريدون أن يعرفوا ما إذا كانت الأندية الأخرى لديها موارد أكبر منك، وكل ما يريدونه منك هو أن تحقق الفوز. لكن وظيفتك هي أن تساعد لاعبي فريقك على تقديم أقصى ما لديهم وإظهار الإمكانات التي يتمتعون بها. والهدف النهائي هو أن تجعل الناس يشعرون بالسعادة. للأسف، لا يمكنك القيام بذلك دائماً، لكنك تحاول».
ويتذكر فينغر أول مباراة له مع آرسنال، التي كانت بملعب «إيوود بارك»، والتي سجل فيها إيان رايت هدفي الفوز للمدفعجية. ومن الإنصاف القول بأن فينغر لم يكن يتوقع أن يستمر طيلة هذه السنوات مع الفريق.
يقول المدير الفني الفرنسي: «لو قال لي شخص إنني سأستمر كل هذه المدة لقلت له إنه مجنون، وإنه لا توجد أي فرصة لحدوث ذلك، لأن كل مباراة هي عبارة عن مغامرة غير مضمونة. كل مباراة تلعبها تشبه لعبة الروليت الروسية، ولذا كنت أتوقع خروج الرصاصة في رأسي في أي وقت». يذكر أن لعبة الروليت الروسية هي لعبة حظ مميتة نشأت في روسيا، ويقوم الشخص خلالها بوضع رصاصة واحدة في المسدس، ثم يقوم بتدوير الأسطوانة التي يمكن أن تحمل ست رصاصات عدة مرات، بحيث لا يعرف ما إذا كانت الرصاصة ستطلق أم لا، ومن ثم يوجه المسدس نحو رأسه، ويسحب الزند.
ويضيف المدير الفني الفرنسي: «عندما كنا نستقل الحافلة في طريقنا لمواجهة بلاكبيرن، منعت اللاعبين من تناول الشوكولاته، وأتذكر أن اللاعبين كانوا يغنون: نريد قطع الشوكولاته التي نحبها». وعندما سئل فينغر عما يغنيه اللاعبون اليوم، رد قائلاً: «الآن، يستمعون إلى الموسيقى».
وبالنسبة للمدير الفني الفرنسي، فإن جوهر كرة القدم لم يتغير، لكن الشيء الذي تغير هو المجتمع والسلوك. ويقول: «لقد أصبحنا أكثر فردية. إننا نعيش في مجتمع عنيد يحتم علينا بذل المزيد من الجهد. تكمن المشكلة في أوروبا في أن احترام الأشياء الأساسية أصبح أقل مما كان عليه قبل 20 عاماً من الآن؛ أشياء مثل احترام كل منا للآخر. لقد تنامى الشعور بالشك في كل الوظائف والأعمال، وهو ما يعني أن المجتمع أصبح أقل استقراراً».
ويضيف: «ما زال الأمر يتعلق بالقيم، والمدير الفني هو الشخص المسؤول عن إرساء تلك القيم. إذا لم يكن هناك استقرار، فستكون هذه القيم محل شك. الاستقرار الفني مهم أيضاً، وربما تكون الأندية اليوم بحاجة إلى أن تكون أقوى من الداخل حتى يمكنها المقاومة».
يتابع: «لو شاهدنا مرة أخرى المباراة التي خسرناها أمام كريستال بالاس في أبريل (نيسان) الماضي، فسوف ترون أنها لم تكن بالسوء الذي يتحدث عنه الجميع. لا تتأثروا بالحديث عن السلبيات، وحاولوا أن تحللوا المباراة بأكبر قدر من الموضوعية. وحتى في حال تحقيق الفوز، يجب القيام بنفس الشيء».
فينغر: الهدف من الكرة إسعاد الناس لكن لا يمكن تحقيق ذلك دائماً
المدير الفني لآرسنال عادل الرقم المسجل باسم فيرغسون بخوض 810 مباريات بالدوري الإنجليزي
فينغر: الهدف من الكرة إسعاد الناس لكن لا يمكن تحقيق ذلك دائماً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة