«كل يوم»... معرض يهبط من فضاء «إنستغرام» إلى أرض القاهرة

رصد لقطات حيّة من الشارع عبر 58 صورة فوتوغرافية

صور تجسد جزءا من المشروع الهادف إلى توثيق الحياة اليومية في مصر («الشرق الأوسط»)
صور تجسد جزءا من المشروع الهادف إلى توثيق الحياة اليومية في مصر («الشرق الأوسط»)
TT

«كل يوم»... معرض يهبط من فضاء «إنستغرام» إلى أرض القاهرة

صور تجسد جزءا من المشروع الهادف إلى توثيق الحياة اليومية في مصر («الشرق الأوسط»)
صور تجسد جزءا من المشروع الهادف إلى توثيق الحياة اليومية في مصر («الشرق الأوسط»)

وسط زحام القاهرة، يتبارى عدد من المصورين المصريين والأجانب تاركين العنان لعدساتهم، لالتقاط صورة مميزة في هذه الحارة أو لقطة مختلفة في هذا الميدان، كون الشارع المصري مادة ثرية للغاية يمكن من خلاله رصد عادات ومظاهر وثقافات متعددة.
ولا تتوقف هذه اللقطات عند حدود الكاميرا، أو إلقاء هؤلاء المصورين بضاعتهم في الفضاء الإلكتروني بشكل عشوائي؛ بل توضع هذه الصور الفوتوغرافية ضمن مجموعة «القاهرة كل يوم» (everydaycairo)، على موقع «إنستغرام» لتبادل الصور والتواصل الاجتماعي، حيث تعد هذه الصور جزءا من مشروع لتوثيق ثقافة مصر والتعرف على معالمها وحضارتها، وهو ما يلقى رواجا كبيرا على الموقع، حيث تجذب المجموعة إعجاب 68 ألف متابع.
ولتوسيع قاعدة المتابعين وانتشار فكرة المجموعة على أرض الواقع، يحتضن مركز «بيت الصورة» بالعاصمة المصرية حاليا المعرض الثاني لـ«Everydaycairo»، الذي يعرض مجموعة مختارة من أفضل صور الشارع التي تم التقاطها عبر مصوري المجموعة، بعد أن تم إطلاق المعرض الأول قبل عامين.
يضم المعرض 58 صورة فوتوغرافية، بعد أن تم اختيارها كونها الأفضل من بين مئات الصور التي نشرت على حساب «إنستغرام» الخاص بالصفحة، والموجودة كذلك على هاشتاغ «everyday _Cairo#».
من بين أعضاء المجموعة، يقول المصور أيمن عارف لـ«الشرق الأوسط»: «خضعت الصور المعروضة حاليا لعملية تصفية وأكثر من مرحلة للاختيار، حيث شارك فريق المجموعة المكون من 12 مصورا بفرز جميع الصور واختيار الأفضل منها، لتشارك في المعرض، وذلك وفق محددات معينة مثل التلقائية والحيوية واللمسة الجمالية والمسحة الإنسانية».
ويلفت إلى أن المعرض في دورته الأولى التي نظمت عام 2015. نالت ردود فعل إيجابية كبيرة من الجمهور، وهو ما كان دافعا لتنظيم المعرض هذا العام، والذي أيضا ينال تفاعلا كبيرا وحضورا قويا من محبي فن الصورة سواء متخصصين أو هواة.
ويوضح «عارف» أن مجموعة «القاهرة كل يوم» جاءت فكرتها من خلال المصور البلجيكي «ماتياس برايم» حينما كان في زيارة لمصر، الذي وقع في حبها خاصة القاهرة، وصمم حساب على موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام» في عام 2014 لنشر صوره من مصر، للتعريف بحضارتها ونقلها لأكبر عدد من الجمهور، قبل أن يشرف على تجميع فريق من المصورين المصريين والأجانب لعرض صورهم بالمجموعة.
ويبين عضو المجموعة أن الفريق بدأ بـ7 مصورين، فيما يبلغ عددهم الحالي 12 مصورا، تتنوع اتجاهاتهم بين أنواع التصوير، إلا أن أكثرهم ينتمي لعالم التصوير الصحافي، وهناك هواة مثل المُصورة السودانية شيماء إدريس، وهي في الأصل طبيبة أسنان، وهو ما يعمل على تنوع الموضوعات والرؤية التي يتم بها التقاط الصور.
ويختتم «عارف» حديثه بالإشارة إلى أن الفريق ينوي التوسع خلال المرحلة المقبلة، من خلال تنظيم ورش عمل لمحبي التصوير، إلى جانب التفكير في تحديد أماكن بالقاهرة والخروج للتصوير بشكل مجمع عبر اشتراك عدد من المصورين وأعضاء المجموعة.



مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت مصر استعادة قطع أثرية من آيرلندا، تضمَّنت أواني فخارية ومومياء وقطعاً أخرى، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدولة المذكورة.

وقالت وزارة الخارجية المصرية إنّ جهود استعادة القطع الأثرية من آيرلندا استمرّت طوال عام ونصف العام، وأوضحت في بيان، الجمعة، أنّ «القطع الأثرية التي استُردَّت من جامعة (كورك) الآيرلندية، هي مومياء مصرية وعدد من الأواني الفخارية والقطع الأثرية الأخرى، والجامعة أبدت تعاوناً كبيراً في تسهيل إجراءات إعادتها».

وتمثّل القطع المُستعادة حقبة مهمّة من التاريخ المصري القديم، وجزءاً من التراث الثقافي المصري الذي يحظى باهتمام الجميع، ومن المقرَّر عرضها في المتاحف المصرية، وفق بيان «الخارجية».

وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، الدكتور محمد إسماعيل خالد، أنّ «استرداد هذه القطع جاء وفقاً للاتفاق الثنائي الموقَّع مؤخراً بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة (كورك) الآيرلندية»، مشيراً في بيان لوزارة السياحة والآثار، إلى أنّ الجامعة كانت قد حصلت عليها بين الأعوام 1920 و1930؛ ومن بينها تابوت خشبي ملوَّن بداخله بقايا مومياء ومجموعة من الأواني الكانوبية المصنوعة من الحجر الجيري بداخلها أحشاء المتوفّى.

القطع الأثرية المُستردّة تعود إلى حقب تاريخية مهمّة (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، كشف مدير الإدارة العامة لاسترداد الآثار، المُشرف على الإدارة المركزية للمنافذ الأثرية، شعبان عبد الجواد، عن أنّ «الأواني الكانوبية التي استُردَّت لكاهن يُدعى (با ور)، من الأسرة 22 من العصر المتأخر؛ كان يحمل ألقاباً من بينها (حارس حقول الإله). أما التابوت الخشبي فهو من العصر الصاوي لشخص يُدعى (حور)، وكان يحمل لقب (حامل اللوتس)؛ وتوجد بداخله بقايا مومياء وعدد من أسنانها»، وفق بيان الوزارة.

وأعلنت مصر، في وقت سابق، استرداد أكثر من 30 ألف قطعة أثرية من 2014 حتى أغسطس (آب) 2024، كما استُردَّت أخيراً 67 قطعة أثرية من ألمانيا. وكانت وزارة الخارجية قد أعلنت في يناير (كانون الثاني) 2023 استرداد 17 قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأميركية، أبرزها «التابوت الأخضر».

في هذا السياق، يرى عالم الآثار المصري الدكتور حسين عبد البصير، أنّ «استعادة القطع الأثرية والمومياوات فرصة لإثراء بحثنا الأثري والتاريخي، إذ تساعدنا في الكشف عن جوانب جديدة من التاريخ المصري»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المقتنيات توفّر رؤى قيّمة حول أساليب الدفن والعادات الثقافية القديمة التي كانت جزءاً من الحياة اليومية للمصريين القدماء».

ويعدُّ عبد البصير هذه الاستردادات إسهاماً في تعزيز الهوية الوطنية، إذ تُساعد في الحفاظ على التراث الثقافي من أجل الأجيال القادمة، مؤكداً أنّ «وزارة الخارجية المصرية تلعب دوراً حيوياً في استرداد الآثار من خلال التفاوض مع الدول الأجنبية والتنسيق الدبلوماسي للوصول إلى حلول تفاوضية تُرضي الأطراف المعنيّة»، لافتاً إلى أنّ استرداد القطع يأتي بالتزامن مع زيارة الرئيس المصري إلى آيرلندا؛ مما يؤكد اهتمام الدولة على أعلى مستوياتها باسترداد آثار مصر المُهرَّبة من الخارج.

قطع متنوّعة من الآثار استردّتها مصر من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

«وتسهم الاتفاقات الثنائية التي تعقدها مصر مع الدول في استعادة الآثار؛ منها 5 اتفاقات لمكافحة تهريبها والاتجار في الآثار المسروقة مع سويسرا وكوبا وإيطاليا وبيرو وكينيا»، وفق عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، الخبير الآثاري الدكتور عبد الرحيم ريحان، الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «العلاقات القوية بين مصر وآيرلندا منذ تولّي الرئيس السيسي الحُكم أسهمت في استعادة هذه الآثار»، مشيراً إلى أنّ «مصر استعادت نحو 30 ألف قطعة أثرية منذ تولّيه الرئاسة، من الولايات المتحدة الأميركية، وإنجلترا، وفرنسا، وإسبانيا، وهولندا، وكندا، وألمانيا، وبلجيكا، وإيطاليا، وسويسرا، ونيوزيلندا، وقبرص، والإمارات، والكويت، والأردن».

ويتابع: «جاء ذلك بعد جهود حثيثة من إدارة الآثار المُستردة بالمجلس الأعلى للآثار، وبمتابعة مستمرّة لكل المزادات العلنية، وكل ما يُنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر وكالات الأنباء الدولية عن الآثار المصرية المنهوبة، وعن طريق مفاوضات مثمرة، بالتعاون بين وزارات السياحة والآثار والخارجية والداخلية في مصر».