ليبيا: الانتخابات الرئاسية والبرلمانية قبل سبتمبر المقبل

حفتر يعفو عن 100 معتقل والبرلمان يرد الاعتبار لبني وليد

أنصار حفتر في مسيرة مؤيدة له في بنغازي الأسبوع الماضي (رويترز)
أنصار حفتر في مسيرة مؤيدة له في بنغازي الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

ليبيا: الانتخابات الرئاسية والبرلمانية قبل سبتمبر المقبل

أنصار حفتر في مسيرة مؤيدة له في بنغازي الأسبوع الماضي (رويترز)
أنصار حفتر في مسيرة مؤيدة له في بنغازي الأسبوع الماضي (رويترز)

أكد عماد السائح، رئيس المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا، أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في بلاده ستنطلق قبل نهاية شهر سبتمبر (أيلول) العام المقبل، بحسب خريطة الطريق التي طرحتها الأمم المتحدة. وقال السائح: إن «عملية تسجيل الناخبين تجري بشكل جيد، كما أن عدد المسجلين في السجل الانتخابي في تصاعد مستمر»، مشيراً إلى أن «عدد الناخبين المسجلين في سجل الانتخابات وصل لمليون ناخب».
واعتبر في تصريحات بثتها وكالة أنباء «شينخوا» الصينية، أن «ترشح سيف الإسلام النجل الثاني للعقيد الراحل معمر القذافي للانتخابات، أو أي شخص آخر، ليس من اختصاصه الفصل فيها».
وبعدما أكد أنه «يحق لجميع الليبيين المشاركة طالما لديهم رقم وطني»، اعتبر أن «أعوان ومؤيدي ورجال النظام السابق، هم أيضاً ممن يحق لهم المشاركة في الانتخابات المقبلة».
وتابع: «وعلى كل حال، هو وأي مواطن ليبي يحمل رقماً وطنياً وتنطبق عليه شروط الترشح، عليه التقدم لخوض المنافسة، لكن إلى الآن لا يوجد قانون يحدد شروط المشاركة في الانتخابات المقبلة، ونحن ننتظر صدور ذلك القانون».
وأضاف: «بحسب خطة الأمم المتحدة، الكل يشترك في العملية الانتخابية، ولا وجود لأي تصنيفات أو مسميات، ما يهم أنه شخص ليبيي بغض النظر من يكون»، مؤكداً «عدم وجود أي نوع من الإقصاء لأي طرف»، بحسب السائح.
من جهتها، دعت مصر مجدداً على لسان السفير بسام راضي، الناطق الرسمي باسم الرئاسة، إلى ضرورة إجراء انتخابات رئاسية ليبية خلال العام الحالي، والاكتفاء بهذا الحد من الفترات الانتقالية.
ولفت راضي في تصريحات له إلى أن بلاده على طول الخط مع وحدة الأراضي الليبية، ولمّ شمل الليبيين، وبسط الأمن والاستقرار في ليبيا، مشيراً إلى ما وصفه بدور مصر الكبير من خلال دعم المؤسسات الليبية، بدءاً بالمؤسسة العسكرية التي أكد أنها تقوى حالياً.
وأكد أيضاً على أن مصر دائماً مع دعم الحكومة المركزية، والجيش الوطني الذي يتبع أي حكومة، وضد الميليشيات المسلحة تماماً، ولا تعترف بها مصر نهائياً ولا تساعدها، مشيراً إلى أن الموقف المصري يدعم دائماً المواطنة، ضد العرقية والطائفية والتقسيم المذهبي.
وكان غسان سلامة، رئيس بعثة الأمم المتحدة، قد طرح خريطة عمل جديدة حظيت بدعم مجلس الأمن الدولي، لحل الأزمة الليبية تنتهي بانتخابات رئاسية وبرلمانية في البلاد لإنهاء الصراع السياسي.
إلى ذلك، ألغى مجلس النواب الليبي القرار رقم (7) لعام 2012 الصادر عن المؤتمر الوطني العام (لبرلمان) المنتهية ولايته في العاصمة طرابلس، واعتبره بمثابة تعدٍ من السلطة التشريعية على اختصاصات السلطة القضائية والتنفيذية، وانتهاكٍ لمبدأ الفصل بين السلطات المنصوص عليها في الإعلان الدستوري.
وبعدما أكد المجلس أن قرار البرلمان السابق «منعدم لصدوره ممن لا ولاية له»، وطالب مؤسسات الدولة بكشف ملابسات إصدار القرار وكيفية تنفيذه والانتهاكات والآثار التي ترتبت عليه ومعالجته.
كما دعا مؤسسات الدولة إلى التزام الحيادية، وأن تكون في خدمة كل الليبيين، وتحقيق مصالح الدولة، ويرفض أي توظيف لها لأي اعتبارات جهوية أو إيديولوجية.
وحمّل المجلس المسؤولية لكل من ساهم في إصدار هذا القرار، أو عمل على تنفيذه، وترتب على ذلك جرائم ضد الإنسانية، وفق أحكام قانون العقوبات والقوانين المكلمة له، مضيفاً: «يعامل ضحايا مدينة بني وليد معاملة شهداء الواجب جراء تنفيذ القرار».
وكانت المدينة بمثابة المعقل السابق للعقيد القذافي، علماً بأنها تقع على قمة تل على بعد 145 كيلومتراً جنوب شرقي العاصمة طرابلس.
وسبق أن قال عبد الرحمن السويحلي، رئيس مجلس الدولة في ليبيا والمنتمي لمدينة مصراتة المنافسة لبني وليد: إن «مشكلة بني وليد أنهم (سكانها) وقفوا في صف القذافي، وأنه (القذافي) خسر وهم لا يتقبلون ذلك». ويظهِر العداء بين بني وليد ومدينة مصراتة، مدى عمق الانقسامات.
إلى ذلك، أصدر المشير خليفة حفتر، القائد العام للقوات الجيش الوطني الليبي، عفواً هو الأول من نوعه بحق 100 موقوف.
وقال بيان للجيش: إن حفتر أصدر تعليمات بشأن إصدار عفو عن هؤلاء المعتقلين على ذمة الاشتباه الأمني، معرباً عن أمله في أن يساهم هذا العفو بالتزام المواطنين بتنفيذ القانون والإبلاغ على كل ما يمس أمن المواطن والوطن وسيادته.
وأعلن أمس مسؤول في المؤسسة الوطنية الليبية للنفط إعادة فتح ثلاثة مرافئ لشحن النفط بعد إغلاق مؤقت استمر أربعة أيام، بسبب سوء الأحوال الجوية.
وقال مصدر بالمؤسسة: إن «حالة (القوة القاهرة) رفعت عن ثلاثة مرافئ لشحن الخام، ودخلت ناقلات الشركات الأجنبية لنقل شحناتها التي تأخرت بسبب سوء الأحوال الجوية خلال الأيام الماضية».
ودفع سوء الأحوال الجوية إلى إغلاق ثلاثة مرافئ (البريقة والزويتينة والسدرة) تقوم بشحن أكثر من نصف صادرات النفط الليبي، في منطقة الهلال النفطي شرقي ليبيا الخميس الماضي، بشكل مؤقت؛ ما أدى إلى انخفاض في صادرات البلاد النفطية.
وقدر المصدر الخسائر الناجمة عن إغلاق المرافئ الثلاثة بعشرات الملايين من النقد الأجنبي.
وتعتبر حالة «القوة القاهرة» حماية يوفرها القانون بمواجهة الالتزامات والمسؤولية القانونية الناشئة عن توقف أداء العقود، نتيجة أحداث خارجة عن سيطرة أطراف التعاقد.
وتضم منطقة الهلال النفطي التي تبعد 500 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس، المخزون الأكبر لليبيا من النفط.
وشهدت ليبيا خلال الأيام الماضية موجة طقس بارد ورياح وأمطار رعدية لم تشهدها منذ سنوات؛ ما تسبب في تعطيل المؤسسات الحكومية وحركة السير في معظم أنحاء البلاد.
ولقي ثلاثة عمال بينهم سودانيان حتفهم في حادث بحقل زلطن، الذي يعد أحد أكبر وأهم الحقول النفطية في ليبيا، ويبعد نحو 170 كيلومتراً جنوب ميناء البريقة بمنطقة الهلال النفطي شرق البلاد.
وقال مصدر: إن الثلاثة توفوا إثر استنشاقهم الغاز أثناء أعمال صيانة بالحقل، في حين نقل شخص رابع إلى المستشفى لتلقي العلاج، بينما لم تُعرف حتى كتابة الخبر جنسية الشخص الثالث.
وأعلنت المؤسسة الوطنية أنها اتخذت إجراءات فورية عاجلة لمتابعة الحادث، حيث أصدر رئيسها مصطفى صنع الله، قراراً بفتح تحقيق فوري، ومراجعة مدى الالتزام بإجراءات الأمن والسلامة، وإحالة جميع من له علاقة بالحادث إلى التحقيق.
والحقل تابع لشركة «سرت لإنتاج وتصنيع النفط والغاز»، ويضخ ما بين 35 و40 ألف برميل يومياً.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».