لطالما وُصفت الصحافة بأنها «مهنة المتاعب»، بيد أنّها على الرغم من ذلك، استطاعت أن تكون المهنة الأكثر جذباً وتشويقاً في مختلف مجالات العمل. وبقيت للصحافي مكانته الخاصة في تقصّي الأخبار وكتابتها لتقديمها مادة دسمة للجمهور حول العالم، يكشف من خلالها أسراراً وحقائق ويلقي الضوء جلياً على كثير من الأمور الغامضة.
للسنة الثانية على التوالي يسجّل عدد العاملين في مجال الإعلام المعتقلين حاليا حول العالم، رقما قياسيا، إذ بلغ 300 مقارنة بالعام الماضي 259. ولا تزال دول مثل تركيا والصين ومصر وسوريا وإيران وفيتنام، تضمّ أكثر من نصف عددهم، تجمعهم تهمة واحدة، حجّتها «مكافحة الإرهاب». فيما بلغ عدد الصحافيين السجناء بتهم «أخبار كاذبة» نحو21، حسبما جاء في تقرير نشرته منظمة «مراسلون بلا حدود».
وفي عام 2017 قتل نحو 65 صحافياً وعاملاً في المجال الإعلامي، خلال تأدية عملهم. ويعد هذا العدد الأعلى خلال الـ14 سنة الماضية. فيما قتل 39 آخرون عمدا، بسبب تقارير أعدوها هدّدت مصالح سياسية أو اقتصادية أو «جنائية».
وحسب المنظمة؛ فقد احتلت سوريا طليعة الدول الأخطر على الصحافيين لهذا العام، حيث قتل فيها 12 صحافيا، تليها المكسيك بحصيلة 11 قتيلا، على الرغم من أنّها ليست في حال حرب، ثمّ أفغانستان والعراق والفلبين.
وفي طهران لا تزال الصحافية البريطانية إيرانية الأصل نازانين زاغاري راتكليف مسجونة باعتبارها مواطنة إيرانية، حسب تصريح وزارة الخارجية الإيرانية، وهي ليست السجينة الوحيدة مزدوجة الجنسية في طهران. فيما لا تزال السلطات التركية تلاحق الصحافيين بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو (تموز) 2016 بتهمة ممارستهم أنشطة تخلّ بالأمن الوطني. أمّا في الصين فيقبع 41 صحافياً في السجون، حسبما ذكرت إيلينا بيسير، مديرة تحرير في «لجنة حماية الصحافيين» والتي عملت سابقاً محررة في وكالات أنباء عالمية، في تقرير أعدته، خاص لـ«لجنة حماية الصحافيين في العالم».
عالمياً، هناك 194 صحافياً سجيناً على خلفية اتهامات بمناهضة الدولة، أي ما يشكل 74 في المائة من مجموع الصحافيين السجناء. وثمة 35 صحافياً في العالم مسجونون من دون الإفصاح علناً عن الاتهامات الموجهة إليهم.
ومن بين النتائج التي يتضمنها إحصاء الصحافيين السجناء الذي تعده «لجنة حماية الصحافيين»، أن 97 في المائة من السجناء، صحافيون محليون.
أمّا الصحافيات السجينات فقد بلغ مجموعهنّ في العالم 22 صحافية، أي ما يشكل 8 في المائة.
وظهرت في إحصاء هذا العام، بلدان للمرة الأولى خلال الأشهر الـ12 الماضية، وهي الجزائر وكمبوديا وجمهورية الدومينيكان وجمهوية الكونغو الديمقراطية والإكوادور وغينيا الاستوائية وغواتيمالا والعراق والمغرب والنيجر وباكستان وجمهورية الكونغو والصومال وأوغندا وأوكرانيا.
جدير بالذكر أنّ الإحصاء لا يتضمن الصحافيين المختفين أو المحتجزين لدى جماعات؛ من قبيل حالات عدة لصحافيين يمنيين تعتقد «لجنة حماية الصحافيين» أنّهم محتجزون لدى الحوثيين. وتصنف اللجنة حالات هؤلاء الصحافيين ضمن «المفقودين» أو «المختطفين».
تزايد الانتهاكات بحق الصحافيين
تزايد الانتهاكات بحق الصحافيين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة