الجزائر: تفريق متظاهرين... وعودة الهدوء إلى منطقة القبائل

احتجوا على رفض البرلمان توفير الموارد لتعميم تعليم الأمازيغية

الجزائر: تفريق متظاهرين... وعودة الهدوء إلى منطقة القبائل
TT

الجزائر: تفريق متظاهرين... وعودة الهدوء إلى منطقة القبائل

الجزائر: تفريق متظاهرين... وعودة الهدوء إلى منطقة القبائل

فرقت قوات الشرطة أمس محاولة جديدة للتظاهر في مدينة البويرة بمنطقة القبائل في الجزائر، في وقت بدا فيه أن الهدوء عاد إلى باقي المدن التي يتحدث أهاليها الأمازيغية، وذلك بعد أسبوع من الاحتجاجات، بحسب صحافيين وسكان.
وتظاهر مئات الطلاب من الجامعة والثانويات خلال أسبوع في مدن منطقة القبائل ضد رفض البرلمان تعديلا يهدف إلى توفير الموارد المالية لـ«تعميم تعليم الأمازيغية في كل المدارس العامة والخاصة»، تطبيقاً لتعديل دستوري تم إقراره في 2016 يجعل اللغة الأمازيغية رسمية إلى جانب العربية.
وحاول العشرات من طلاب الجامعة والثانويات تنظيم مسيرة صباح أمس في شوارع البويرة (100 كلم جنوب شرقي العاصمة)، لكن تم تفريقهم بسرعة من قبل قوات الأمن، حسبما أفاد مراسل محلي لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف المراسل أن «قوات الأمن انتشرت في كل أنحاء المدينة»، موضحاً أن العديد من رجال الشرطة انتشروا في محيط الجامعة، حيث بدأت المظاهرات، ما دعا عميدها إلى إغلاقها منذ الأربعاء.
وفيما ذكر أحد سكان المنطقة أن الوضع كان متوترا صباح أمس، قال شهود عيان في المقابل إن الهدوء عاد إلى باقي مدن منطقة القبائل، كما في تيزي وزو وبجاية، الواقعتين على التوالي على بعد 100 كلم و250 كلم شرق العاصمة، بحسب السكان.
وذكر موظف في جامعة تيزي وزو أن «غضب المتظاهرين قد تلاشى على ما يبدو».
وشهدت المنطقة خلال الأسبوع الماضي مسيرات سلمية، رغم بعض المواجهات مع قوات الأمن الثلاثاء الماضي في البويرة، ما أدى إلى إغلاق الجامعة. كما اندلعت يوم الخميس مناوشات بين الطلاب وقوات الأمن التي سارعت إلى تفريق مسيرة حاولوا تنظيمها في وسط المدينة.
تجدر الإشارة إلى أنه تم الاعتراف بالأمازيغية عام 2002 لغة وطنية ثانية في الجزائر، ثم لغة رسمية في الدستور الجديد عام 2016.
وهي تدرس حاليا في 37 من ولايات الجزائر الـ48، بحسب رئيس المفوضية السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد.
ونظمت المظاهرات إثر رفض لجنة برلمانية نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 تعديلا لقانون المالية تقدم به حزب العمال (يسار متشدد - 11 نائبا) يطالب بـ«تعميم تعليم الأمازيغية في كل المدارس العامة والخاصة» في الجزائر وجعل الأمر «إجباريا».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.