رئيسا الأركان التركي والروسي ناقشا الملفين السوري والعراقي

TT

رئيسا الأركان التركي والروسي ناقشا الملفين السوري والعراقي

عقد رئيسا أركان الجيشين التركي خلوصي أكار والروسي فاليري غيراسيموف لقاء في مقر رئاسة هيئة أركان الجيش التركي في أنقرة في زيارة غير معلنة ومفاجئة للمسؤول الروسي بحسب ما ذكرت رئاسة الأركان التركية.
وقالت رئاسة الأركان التركية في بيان إنه تم خلال اللقاء، الذي عقد مساء أول من أمس، بحث الأوضاع الأمنية بالمنطقة وعلى رأسها الوضع في سوريا والعراق، بالإضافة إلى التدابير اللازمة لمكافحة المنظمات الإرهابية.
وجاء اللقاء بعد يوم واحد من اجتماع أمني عقد الخميس بين رؤساء الأركان التركي خلوصي أكار، ونظيره العراقي عثمان الغانمي، وقائد القوات الأميركية في أوروبا كوتيس سكاباروتي، وقائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي جوزيف فوتيل لبحث الأوضاع الأمنية في المنطقة والتدابير اللازمة لمكافحة المنظمات الإرهابية.
وبحسب مصادر تركية، فإن اللقاء بين رئيسي الأركان التركي والروسي تناول صفقة صواريخ «إس - 400» التي تعاقدت تركيا عليها مع روسيا، وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عقب لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أنقرة الاثنين الماضي إن الجانبين سيكملانها خلال الأسبوع الحالي (الماضي).
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة «خبر تورك» التركية أن روسيا مستعدة لتسليم منظومات «إس - 400» إلى تركيا حرصاً على توفير الأمن للمجال الجوي الذي يشمل شبه جزيرة القرم والبحر الأسود وتركيا وسوريا.
ورفضت روسيا المطالبات التركية بالإنتاج المشترك لمنظومة الصواريخ الروسية، بعد أن لوحت أنقرة بإمكانية التعاقد مع دولة أخرى على منظومة للدفاع الصاروخي، وذلك بسبب عضوية تركيا في الناتو الذي كان قد أبدى معارضة في البداية لحصول تركيا على منظومات دفاعية من دول خارج الحلف، لكنه عاد واعتبر أن من حق تركيا الحصول على المنظومة من الجهة التي تختارها بعد أن أكدت أنقرة أن المنظومة الروسية لن تندمج في أنظمة الناتو.
ووجهت تركيا، مرارا، انتقادات للناتو لعدم تقديمه المنظومات الدفاعية التي تحتاجها في الوقت الذي تبدي فيه واشنطن قلقا حيال مسألة اقتناء تركيا المنظومة الروسية.
وسيتولى خبراء عسكريون روس تدريب العسكريين الأتراك على استخدام المنظومة وتقديم الدعم لهم، ومن المتوقع أن يبدأ تسليم المنظومة لتركيا في عام 2019.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.