إضراب يشل وزارات غزة احتجاجاً على عدم صرف رواتب موظفي «حماس»

TT

إضراب يشل وزارات غزة احتجاجاً على عدم صرف رواتب موظفي «حماس»

عمّ إضراب شامل المؤسسات والوزارات الحكومية في قطاع غزة، أمس؛ احتجاجاً على عدم صرف رواتب للموظفين المعينين بعد منتصف عام 2007، حسبما جاء في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية أمس.
وأغلقت المؤسسات الحكومية، بما فيها المدارس، أبوابها بدعوة من نقابة الموظفين، الذين عيّنتهم حركة حماس في خطوة احتجاجية ضد حكومة الوفاق الفلسطينية، ولم يشمل الإضراب أقسام الطوارئ في المستشفيات الحكومية.
وبحسب نقابة الموظفين في غزة، فإن الإضراب يأتي احتجاجاً على عدم صرف حكومة الوفاق دفعات من رواتب الموظفين في غزة، بموجب اتفاق المصالحة الأخير بين حركتي فتح وحماس في القاهرة، الذي جرى في 12 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، علماً بأن عدد موظفي حماس يزيد على 40 ألف موظف. في غضون ذلك، أعلن عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤول ملف المصالحة فيها، أن الحركة تجري اتصالات مع حركة حماس والوسيط المصري «لإنقاذ مسيرة إنهاء الانقسام من التوقف». وقال الأحمد للإذاعة الفلسطينية الرسمية، أمس: إن «حماس» واصلت جباية الضرائب والرسوم المالية، بما يخالف نص اتفاق المصالحة بشأن تسلم الحكومة كامل مهامها، مضيفاً أن «الذي يعلن أن الحكومة تمكنت في غزة هي الحكومة نفسها، وتبلغ بعدها فتح وحماس بأنها تسلمت زمام الأمور والهيئات، ويتم عقد اجتماع في مصر لتأكيد ذلك».
وحث القيادي في فتح الأطراف كافة على تحمل المسؤولية لدفع مسيرة المصالحة قدماً، ومجابهة أي ضرر يضع العراقيل في طريق تحقيقها.
وكانت حكومة الوفاق قد اشتكت من عدم تسلمها كامل صلاحيتها في قطاع غزة، وقالت: إن العقبة الأخيرة التي تمت إضافتها خلال الساعات الأخيرة تمثلت في «وقف عملية الجباية» التي كانت ستبدأ الأحد الماضي. وذكرت الحكومة أن وقف تمكينها من الجباية «سينعكس سلباً على العملية المالية، وعلى مسؤوليتها في دفع كل المستحقات المالية، وفي مقدمتها مستحقات الموظفين طبقاً لما جاء في اتفاق القاهرة».
وامتنعت «حماس» عن التعقيب على بيان الحكومة، لكن مصادر في الحركة قالت: إن عدم تسليم الجباية المالية لها سببه امتناعها عن الإعلان عن صرف دفعات مالية للموظفين في قطاع غزة.
وكان يفترض أن تنتهي حركتا فتح وحماس من عملية تسليم الحكومة مهامها في قطاع غزة مطلع الشهر الحالي، لكن تم إرجاء الموعد بسبب استمرار الخلافات بين الحركتين.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.