الحكومة المصرية تتحرك لمتابعة هجوم على أحد مواطنيها في الكويت

مطالب بفتح تحقيق موسع في الحادثة.. ووزيرة الهجرة تزوره اليوم

أبراج الكويت تزينت بألوان العلم المصري عقب اعتداء مسجد الروضة الأخير في سيناء - (رويترز)
أبراج الكويت تزينت بألوان العلم المصري عقب اعتداء مسجد الروضة الأخير في سيناء - (رويترز)
TT

الحكومة المصرية تتحرك لمتابعة هجوم على أحد مواطنيها في الكويت

أبراج الكويت تزينت بألوان العلم المصري عقب اعتداء مسجد الروضة الأخير في سيناء - (رويترز)
أبراج الكويت تزينت بألوان العلم المصري عقب اعتداء مسجد الروضة الأخير في سيناء - (رويترز)

في مسعى حكومي لاحتواء واقعة ضرب شاب مصري في الكويت، غادرت القاهرة السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج إلى الكويت اليوم (الخميس) قصد الاطمئنان على الشاب وحيد محمود رفاعي حسن، من مدينة الإسكندرية، الذي تعرض لاعتداء صارخ من قبل مواطن كويتي، بينما تعهدت الخارجية المصرية بالوقوف بجوار المواطن المصري حتى يحصل على حقه ومحاسبة الجاني.
وأثار مقطع فيديو بواقعة الاعتداء على الشاب المصري في مواقع التواصل الاجتماعي حفيظة المصريين، وطالب أعضاء في مجلس النواب (البرلمان) الحكومة بسرعة التدخل.
وقال الشاب المصري عقب خروجه من غرفة العناية الفائقة بعد الاعتداء عليه إنه «كان موجودا في المحل الذي يعمل فيه، فطلب منه الجاني الذي اعتدى عليه ضرورة تصليح الدراجة النارية الخاصة به فوراً... لكني أخبرته أن المسؤول عن ذلك غير موجود، وهو ما أثار غضب الشاب الكويتي، فتهجم عليّ بالضرب المبرح».
وفي تحرك سريع، أكدت القنصلية المصرية في الكويت أمس أن السلطات الأمنية ألقت القبض على الشخص الذي اعتدى على المواطن المصري، مؤكدة أن محققا من السلطات الكويتية سينتقل إلى المستشفى للوقوف على حالة المواطن المصري، واستكمال التحقيقات معه والاستماع إلى أقواله.
من جهتها، أكدت وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، أنها طلبت من السفير المصري لدى الكويت تجهيز مقابلة مع وزيرة العمل الكويتية للوقوف على حقوق المواطن، معربة عن أسفها على وقوع مثل هذه الحوادث الفردية ضد المصريين، وأكدت أنها لن تؤثر على طبيعة العلاقات الطيبة بين الشعبين المصري والكويتي، مشيرة إلى وجود آلاف المصريين الذين يعملون في الكويت ويتمتعون بعلاقات طيبة في بلدهم الثاني.
من جهته، أكد السفير طارق القوني، سفير مصر لدى الكويت، أن السفارة تتابع الحادث منذ وقوعه لحظة بلحظة، موضحا أنه كانت هناك زيارة فورية للشاب المصاب في المستشفى، وأن حالته مستقرة إلى حد بعيد بعد خروجه من العناية المركزة، وذلك في إطار تفاعل وزارة الخارجية مع حادث الاعتداء الذي تعرض له المواطن المصري.
بدوره، قال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، في بيان صحافي أمس، إن سفير مصر لدى الكويت أكد للمواطن المصري خلال الزيارة اهتمام السفارة ومتابعتها لحادث الاعتداء والتحقيقات الجارية بشأنه مع السلطات الكويتية المعنية، التي أبدت تعاونا كبيرا مع الجانب المصري، وقامت بزيارة المواطن في المستشفى والاستماع لأقواله، فضلا عن إلقاء القبض على أحد الجناة والبحث عن الجاني الثاني.
وأضاف أبو زيد أن السفير المصري قام أيضا بمقابلة الطبيب المعالج للمواطن للاطمئنان على حالته، بالإضافة إلى مقابلة زوجته، والتأكيد على وقوف السفارة بجانبها.
وكتب المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية في تدوينة له على «تويتر» أمس: «حمدا لله على السلامة يا وحيد... السفارة والقنصلية المصرية في الكويت ستظل بجوارك حتى تمام شفائك ونيل حقوقك ومحاسبة الجاني... خالص الشكر للسلطات الكويتية على جهودها في ضبط الجاني».
ودخل البرلمان المصري على خط الأزمة، حيث أدانت النائبة سلاف درويش، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، واقعة الاعتداء على الشاب، وطالبت وزارة الخارجية بمخاطبة السلطات الكويتية لتوضيح حقائق الأمور للوقوف على مجريات التحقيق، معربة عن أسفها على وقوع مثل هذه الحوادث الفردية ضد المصريين، ومؤكدة أنها لن تؤثر على طبيعة العلاقات الطيبة بين الشعبين المصري والكويتي، لكن يجب فتح تحقيق موسع في هذا الخصوص، حسب تعبيرها.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».