العاهل المغربي يبعث برسالتي تهنئة إلى الأمير فيليبي ونبيل بن عبد الله

العاهل المغربي يبعث برسالتي تهنئة إلى الأمير فيليبي ونبيل بن عبد الله
TT

العاهل المغربي يبعث برسالتي تهنئة إلى الأمير فيليبي ونبيل بن عبد الله

العاهل المغربي يبعث برسالتي تهنئة إلى الأمير فيليبي ونبيل بن عبد الله

هنأ العاهل المغربي الملك محمد السادس، في اتصال هاتفي، الأمير فيليبي أمير أستورياس، بقرار والده، الملك خوان كارلوس الأول، تسليمه عرش إسبانيا.
وجاء في بيان، صادر عن الديوان الملكي في الرباط عصر أمس، أن الملك محمد السادس أجرى «اتصالا هاتفيا مع الملك خوان كارلوس الأول، ومع الأمير فيليبي، أمير أستورياس». وأضاف البيان أن العاهل المغربي ذكر بالعلاقات العريقة بين الأسرتين الملكيتين في المغرب وإسبانيا، وأنهما كانتا دائما قريبتين من بعضهما بعضا. كما أشار البيان إلى أن ملك المغرب أشاد بحرارة، خلال هذا الاتصال الهاتفي، بالملك خوان كارلوس الأول لدوره الرئيس في عملية الانتقال السياسي والديمقراطي، ولفائدة إرساء قيم الحرية والسلم طيلة عهده.
وأضاف البيان أن العاهل المغربي قدم إثر ذلك تهانيه وتمنياته الصادقة بالتوفيق للأمير فيليبي، بمناسبة قرار الملك خوان كارلوس نقل العرش الإسباني إليه.
وأعلن العاهل الإسباني (76 سنة) صباح أول من أمس قرار التنحي عن العرش لفائدة نجله ولي العهد أمير أستورياس، بعد 39 سنة من الحكم. وتولى خوان كارلوس الحكم في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 1975، وعمره 37 عاما، وذلك بعد يومين فقط من وفاة الجنرال فرانكو، ليقود مند ذلك الحين مسار الانتقال الديمقراطي في بلاده على أنقاض النظام الفاشي للجنرال فرانسيسكو فرانكو، الذي استمر مند توليه الحكم سنة 1939، عقب أربع سنوات من الحرب الأهلية.
من جهة أخرى، هنأ العاهل المغربي نبيل بن عبد الله، بعد فوزه بولاية ثانية على رأس حزب التقدم والاشتراكية المغربي، بحصوله مساء أول من أمس على 97.2 في المائة من أصوات اللجنة المركزية للحزب، وهي الهيئة المخولة بانتخاب الأمين العام وفقا للقانون الأساسي للحزب.
وعقب إعلان نتيجة انتخاب الأمين العام للحزب بعث الملك محمد السادس ببرقية تهنئة إلى بن عبد الله بمناسبة انتخابه لولاية ثانية. وأكد العاهل المغربي أن تجديد الثقة في بن عبد الله يعكس مدى التقدير الذي يحظى به لدى مناضلات ومناضلي الحزب، لما هو مشهود له به «من التزام سياسي قوي، ومن مسار نضالي متميز، وحرص على الحفاظ على رصيد حزب التقدم والاشتراكية، وتعزيز مكانته في المشهد الحزبي الوطني».
وأضافت برقية العاهل المغربي «إننا لواثقون من أنك، بفضل ما هو معهود فيك من غيرة وطنية صادقة، وتشبث مكين بثوابت الأمة ومقدساتها، لن تدخر جهدا من أجل مواصلة حزبك لإسهامه البناء، على غرار الأحزاب الوطنية الجادة، في ترسيخ قيم الديمقراطية والتحديث والعدالة الاجتماعية، باعتبارها من الدعائم الأساسية للنموذج الديمقراطي والتنموي الذي نقوده، لما فيه خدمة المصالح العليا للوطن والمواطنين». وكان المؤتمر العام للحزب قد شهد انسحاب المنافسين الخمسة لابن عبد الله على الأمانة العامة للحزب، إلا أن رئيس مؤتمر الحزب أصر على إخضاع شرعية بن عبد الله لامتحان صناديق الاقتراع، عن طريق التصويت السري لأعضاء اللجنة المركزية للحزب. ولم تكن النتيجة مفاجأة، إذ سبق لابن عبد الله أن صرح لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر، وقبل انسحاب منافسيه، أنه يترقب أزيد من 85 في المائة من أصوات المؤتمرين.
وشهد المؤتمر ارتباكا جعل انتخاب الأمين العام يتأخر لأزيد من 48 ساعة، بسبب تعذر الاتفاق حول تشكيل اللجنة المركزية. وقال بن عبد الله «كان خطأ جماعيا تركنا انتخاب الأمين العام في يد اللجنة المركزية، الشيء الذي حول عضويتها إلى موضوع صراع بين المتنافسين، ومحاولة كل واحد منهم الدفع بأكبر عدد من مناصريه إلى الترشح لعضوية اللجنة المركزية». وترشح 75 في المائة من المؤتمرين لعضوية اللجنة، وبعد أخذ ورد على مدى ثلاثة أيام جرى التوافق في نهاية الأمر على تشكيل لجنة مركزية موسعة، تضم 1020 عضوا بدل 400 عضو.
وقال بن عبد الله إن انتهاء المؤتمر بهذه النتيجة انتصار للديمقراطية، والتوجه الذي يسهر على مبادئ الحزب وهويته اليسارية الاشتراكية والحداثية. وأضاف أن نجاح المؤتمر والنسبة الساحقة التي جرى بها التصويت على وثائقه السياسية يشكلان أفضل رد على المنتقدين لولايته السابقة. وقال في تصريح صحافي عقب انتخابه «المؤتمر أظهر ضعف حجة الذين قالوا إن مشاركتنا في الحكومة قسمت الحزب وشتتته. فمن خلال التصويت على الوثيقة السياسية ظهر جليا أن الحزب ملتحم حول هذه التجربة، وظهر واضحا أن هناك تزكية تامة لقراراتنا خلال السنوات الأربع الماضية». وأشار بن عبد الله إلى أنه سيواصل على النهج نفسه، مؤكدا «سنواصل هذه التجربة مع الحرص والإصرار على إنجاز الإصلاحات الكبرى التي من أجلها شاركنا في الحكومة، دون أن نفرط في مبادئنا وقيمنا واستقلاليتنا».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.