المعارضة السورية: انسحاب الوفد الحكومي من «جنيف» إحراج لروسيا

الناطق باسم {الهيئة التفاوضية}: موسكو في عجلة لإيجاد حل

TT

المعارضة السورية: انسحاب الوفد الحكومي من «جنيف» إحراج لروسيا

قال يحيى العريضي المتحدث باسم وفد المعارضة السورية، أمس، إن قرار الحكومة السورية الانسحاب من محادثات جنيف الأسبوع الماضي، كان إحراجاً لروسيا الداعم الرئيسي لها، التي تريد من الجانبين التوصل سريعاً إلى اتفاق لإنهاء الصراع.
وغادر وفد الحكومة المحادثات التي تدعمها الأمم المتحدة في جنيف يوم الجمعة، وألقى باللوم في انسحابه على طلب المعارضة بألا يكون للرئيس بشار الأسد دور في أي حكومة انتقالية بعد الحرب.
وقال العريضي في الفندق الذي يقيم فيه وفد المعارضة في جنيف لـ«رويترز»: «لا أعتقد أن الذين يدعمون النظام راضون عن الموقف الذي اتخذه النظام. هذا إحراج لروسيا... نتفهم الموقف الروسي الآن. إنهم... في عجلة لإيجاد حل».
ولم يرد أي تعليق فوري من المسؤولين الروس في المحادثات بشأن انسحاب الوفد السوري.
وساعدت روسيا في تحويل دفة الحرب لصالح الأسد وأصبحت القوة الرئيسية في الجهود الرامية للتوصل إلى حل دبلوماسي. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي، إن أي تسوية سياسية يجب أن تتم في إطار العملية التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف.
وباتت المعارضة تتقبل الدور الروسي بعد أن ظلت تتحفظ عليه طويلاً. ويقول دبلوماسيون غربيون إن مبعوث بوتين لدى سوريا ألكسندر لافرينتيف، شارك في اجتماع الرياض الشهر الماضي، حيث أعدت المعارضة بيانها الرافض لأي دور للأسد في المستقبل.
وعندما سئل عما إذا كانت المعارضة مستعدة لتقديم تنازلات بشأن دور الأسد في أي حكومة بعد الحرب، قال العريضي إن مطالب وفده تستند إلى رغبات الشعب السوري. وأضاف: «أعتقد أن مجرد وجودنا في جنيف هو تنازل في حد ذاته. نحن نجلس مع نظام يقوم بكل هذه الفظائع منذ 7 سنوات. أي تنازل آخر يمكن أن نقدمه؟».
وقال مصدر مقرب من وفد الحكومة لـ«رويترز»، أمس، إن دمشق لا تزال تدرس إمكانية المشاركة في المحادثات، وعندما تتوصل إلى قرار فسوف ترسله عبر القنوات الدبلوماسية العادية.
في سياق متصل، قال د. قدري جميل رئيس منصة موسكو في حوار مع الإعلام الروسي، أمس، إن ما أنجز حتى الآن من جنيف، ولو أنه لم يصل إلى حد مستوى التوقعات والآمال والضرورة، فإنه في هذه العملية يجب أن نفهم أن هذه الطريق ذات اتجاه واحد، ولا يمكن العودة فيها إلى الوراء، وما حقق حتى الآن لجهة تشكيل الوفد الواحد الذي كان يجب أن يشكل من الجولة الأولى وأصبح في الجولة الثامنة، ويجب أن نعلم أنه إذا تشكل الوفد الواحد، فهذا يعني أن المفاوضات المباشرة أصبحت جاهزة. أنا أتفهم وأفهم صعوبة هذه العملية بسبب أن المفاوضات المباشرة فيها شيء يجعل المرء أحياناً يتردد إذا كان يعلم أنه مضطر لتقديم تنازلات مؤلمة، وهذه التنازلات مطلوبة من الطرفين.
ووصف بدء هذه العملية، بأن فيه بعض الصعوبة، «ولنقل إنه حاجز نفسي علينا أن نتجاوزه ولا يتعدى ذلك». ووصف ما أنجز إلى الآن، بأنه سيسمح بتسارع عملية الاتفاق، وقال إن الوفد الحكومي لم يعلن مقاطعته للمفاوضات، وإنما أعلن أنه سوف يستفيد من الإجازة التي أعلن عنها دي ميستورا برفع المفاوضات، مؤقتاً، ومن أجل تحديد الموعد الثاني خلال الأسبوع المقبل. وأضاف أنه «يوم الثلاثاء أو الأربعاء يتلقى الوفد الحكومي الدعوة رسمياً ويجيب عنها رسمياً ويحضر رسمياً».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.