يقف فريق الهلال أمام تحدٍ من نوع آخر بعد فراغه من المشاركة الآسيوية وعودته للمشاركة المحلية في دوري المحترفين السعودي؛ حيث يلتقي الأهلي غدا في العاصمة الرياض، وذلك بعد خسارته صانع الألعاب البرازيلي إدواردو حتى نهاية الموسم الحالي لتعرضه لقطع في الرباط الصليبي، إضافة إلى إصابة هداف الفريق؛ السوري عمر خريبين، حيث ضربت رأس القوة الهجومية للفريق.
وسيكون التحدي والهم الأكبر الذي سيحمله المدير الفني للفريق الأوروغوياني رامون دياز هو الوصول إلى الوصفة المناسبة لعلاجه قبل العودة من جديد للدفاع عن لقب الدوري السعودي للمحترفين.
وينتظر أن تشفع أسماء الخبرة التي يمتلكها رامون دياز في الهلال في السير بالفريق لبر الأمان وتجاوز عثرة «الآسيوية» بتحقيق الانتصارات المحلية وإعادة توهج الفريق، وذلك لامتلاكه عددا من لاعبي الخبرة؛ منهم محمد الشلهوب وياسر القحطاني وأسامة هوساوي وسلمان الفرج، الذين يعول عليهم عشاق الأزرق في بث روح الحماسة من جديد داخل نفوس اللاعبين، للمحافظة على اللقب المحلي، وخوض تحد جديد في النسخة الآسيوية الجديدة التي ستكون ورقة الرهان التي تراهن عليها الكتيبة الهلالية من جديد.
ورغم أن بداية فريق الهلال في الدوري ستكون أمام متصدر الترتيب فريق الأهلي في كلاسيكو الكرة السعودية غداً الجمعة، فإن هناك تفاؤلا كبيرا لأنصار الأزرق بقدرة فريقهم على تجاوز منافسهم وإسعادهم ذلك المساء.
كما أن الأسماء الشابة التي يملكها دياز لا تقل قيمتهم الفنية عن الأسماء الأساسية، بوجود نواف العابد ومحمد كنو وريفاس ومختار فلاتة وماجد النجراني، وهذا ما سيسهل مهمة الأوروغوياني في تحريك الأسماء داخل الخريطة الهلالية دون أن يتأثر عطاء الفريق بغياب النجوم الأجانب، فسماء الهلال الزرقاء مكتظة بالنجوم القادرين على صناعة الفارق ومواصلة السير في طريق الحفاظ على اللقب.
وكان فريق الهلال خسر نهائي دوري الأبطال، واستيقظ محبوه على واقع مرير بعد أن حملتهم أحلاهم إلى معانقة الذهب والتتويج بلقب طال انتظاره. ورغم الخسارة المرة، فإنه كسب احترام الجميع على ما قدمه طوال مشواره الحافل في الأدوار التمهيدية والإقصائية، في الوقت الذي تكالبت فيه الظروف عليه وحرمته من أهم أوراقه وأبرز نجومه في الأمتار الأخيرة من السباق نحو اللقب، وهو ما لم يعق الهلال عن استعرض قواه ومحاصرة اليابانيين في عقر دارهم واختراق تقنياتهم الدفاعية، غير أن الحظ كان عنيداً كعادته وأدار ظهره لأبناء الصحراء.
نافذة الأقدار حملت البطولة في نهاية المطاف للفريق الأقل إمكانات والأكبر حظاً، ولم تشفع الإمكانات الكبيرة والأداء الرفيع للهلال في الصعود إلى منصة التتويج، فكان البطل أوراوا كالحمل الوديع في مواجهتي الذهاب والإياب، مكتفياً بتحصين مناطقه الخلفية أمام الأمواج الزرقاء الهادرة، بيد أن قانون كرة القدم لا يرحم: «من يهدر الفرص الكثيرة، حتماً سيقبل الأهداف»، وهو ما حدث في نهائي القارة الصفراء فذهبت البطولة للفريق الذي لم يقبل الأهداف.
ليس الأقوياء من ينتصرون دائماً، لكن الأقوياء هم من لا يستسلمون عند الخسارة، ويعودون أكثر قوة وصلابة للمحاولة من جديد، وكما أن الانتصارات لا تدوم مع الأفراح، مثلها الأحزان لا تدوم مع الخسائر، فالهلال عود الجميع على العودة إلى التعافي من الصدمات سريعاً والاستفادة من الأخطاء ومعالجتها، ولا يرضى بأن ينتهي به المطاف إلا فوق منصات التتويج.
وهذا ما أكده الأمير نواف بن سعد، رئيس النادي، في حديثه الرصين بعد خسارة اللقب، وكان شجاعاً وهادئاً في تصريحاته، ولم يحمل أياً من الأطراف هذه الخسارة، على الرغم من مرارتها عليه قبل اللاعبين والجهازين الفني والإداري وحتى الجماهير، ففي مثل هذه الظروف تتضح الرؤية، ويعرف القائد المحنك القادر على احتواء الموقف وإعادة ترتيب الأوراق من جديد، لأن «وجه السعد» يدرك أن المجد في محاولة الوصول إلى الهدف، وليس عند الوصول إليه.
الأمير نواف بن سعد لم يحمل الموقف أكثر مما يحتمل، واعتذر لجميع الجماهير السعودية قبل الجماهير الهلالية، وشدد على أن البطولة الآسيوية صفحة وطويت، وأنه يجب على الهلاليين الاستفادة من السيناريو الذي أعقب خسارة اللقب في عام 2014 وعدم تكرار ما حدث في ذلك الموسم من النكسات في المسابقات المحلية، فخسر أمام ضيف دوري الأضواء العروبة بهدف دون رد، وظهر آنذاك بمستوى باهت حتى ابتعد عن المنافسة على اللقب، وهو ما لا يريد أنصار الهلال تكراره.
ولعشاق ومحبي الفريق قصة وحب ووقفة جسدت معنى الوفاء لفريقها في الأحزان قبل الأفراح، وأثبت جمهور الهلال أنه العلامة الفارقة في تاريخه وأمجاده المتلاحقة، ومن أهم الأسباب التي دفعته إلى تحقيق البطولات، فبعد الخسارة الأليمة وغير المتوقعة التي معها ذهبت أحلاهم في المشاركة بالمونديال العالمي أدراج الرياح، لم يقسوا الجمهور الهلالي على لاعبي الفريق، وأعدوا العدة لاستقبال يليق ببطل غير متوج، في «درة الملاعب» في العاصمة السعودية الرياض، أمام الأهلي.
هذه هي عادة الهلاليين؛ فشمسهم لا تغيب، وطموحهم لا يتوقف عند حد، فالتعثر في محطة لا يعني نهاية المطاف بالنسبة لهم، فالبطولة الآسيوية محطة من بين عشرات المحطات التي تجاوزها الهلال وفاز بألقابها، فالتاريخ يحفظ له أنه النادي الأكثر وصولاً لنهائي القارة، والأكثر تحقيقاً للقب، والأكثر مشاركة من بين جميع الأندية. ونهاية النسخة الحالية دون أن يحققها «الزعيم» لا تعني نهاية المطاف، وإنما هي بمثابة التحدي الجديد للهلاليين في إثبات علو كعب الكرة السعودية، وقدرتها على العودة بثوب جديد وبصورة أقوى لانتزاع اللقب والعودة به إلى الرياض.
الهلال يراهن على خبرته لتجاوز «كبوة آسيا»
يقف أمام تحد من نوع آخر للدفاع عن سجله البطولي محلياً
الهلال يراهن على خبرته لتجاوز «كبوة آسيا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة