الطيران اليمني يقصف مواقع الحوثيين في عمران ومقتل عشرين

تضارب الأنباء بشأن هجوم على منزل باسندوة

الطيران اليمني يقصف مواقع الحوثيين في عمران ومقتل عشرين
TT

الطيران اليمني يقصف مواقع الحوثيين في عمران ومقتل عشرين

الطيران اليمني يقصف مواقع الحوثيين في عمران ومقتل عشرين

قُتل 20 شخصا، على الأقل، وجرح العشرات، بينهم جنود، في معارك ضارية، شهدتها محافظة عمران شمال البلاد، أمس حيث تدور المواجهات المسلحة بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين منذ أكثر من نصف شهر، وقصف الطيران الحربي لأول مرة، مواقع الحوثي، بالمدخل الجنوبي للمدينة، فيما نفت السلطات تعرض منزل رئيس الحكومة محمد باسندوة إلى إطلاق رصاص عصر أمس.
وذكرت مصادر عسكرية ومحلية، لـ«الشرق الأوسط»، أن ميليشيات الحوثي المسنودة بمقاتلين قبليين، هاجموا فجر أمس، نقطة عسكرية، والسجن المركزي، في بلدة عيال سريح، جنوب مدينة عمران، وسيطروا عليهما لعدة ساعات، قبل أن يتمكن الجيش من استعادتها، وأفادت مصادر محلية بأن أربعة جنود، قتلوا، واختطاف، آخرين، من جانب الجيش، فيما قتل من الحوثيين، 16 مسلحا، على الأقل، وجرح العشرات، خلال هذه المعارك، التي تركزت على جبل ضين، الاستراتيجي، والمدخل الجنوبي لمدينة عمران، ومعاقل الحوثيين، في قرى عمد، وبني الزبير والدقراري. وأكد شهود عيان في قرية بني ميمون، مشاهدتهم أعمدة الدخان تتصاعد من قمة جبل ضين، بعد استهداف مدفعية الحوثي، خزانات الوقود لمحطات الاتصالات. واتهمت وزارة الداخلية، الحوثي، باقتحام السجن المركزي بعمران، وتهريب عشرات المساجين منه. وقالت الوزارة في بيان أمس، إن «عناصر مسلحة من الحوثيين قامت بتهريب نزلاء من داخل الإصلاحية المركزية بمدينة عمران». وطالبت الوزارة «المواطنين للإبلاغ عن الفارين، من السجن، ومساعدة الشرطة في ضبطهم». ويتسع سجن عمران، لأكثر من 650 سجينا، بينهم مساجين محكوم عليهم بالإعدام.
وفي تطور لافت شارك الطيران الحربي، في قصف مواقع الحوثي، في معارك عمران، وهو ما يشير إلى توجه رسمي بالحرب ضد هذه الجماعة، التي قاتلت الدولة في ست حروب، انتهت آخرها عام 2010، وقصفت الطائرات أمس تجمعات للحوثي، في السلاطة، وعمد، وفتحت حاجز الصوت في سماء مدينة عمران، التي يحاصرها الحوثي منذ مطلع مارس (آذار) الماضي. من جانبه اتهم رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن أحمد الأشول أطرافا لم يسمها، بـ«إشعال نيران الحروب والفتن باليمن»، وأوضح الأشول في اجتماع قيادات عسكرية في محافظة البيضاء، أمس أن «هذه الأطراف لن تحقق أهدافها ومآربها العدوانية ضد الوطن والشعب»، في إشارة لجماعة الحوثي، وأكد الأشول أن «الدولة حريصة على تجنب الحروب والصراعات، وتعمل على تغليب الحكمة»، داعيا «الجيش والأمن في القيام بواجباتها الدستورية والقانونية في صد كل المساعي الرامية إلى تقويض الأمن والاستقرار أو الإضرار بمصالح وممتلكات الشعب» بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الحكومية.
من جانبه هدد الناطق الرسمي لجماعة «أنصار الله» وهي التسمية التي يطلقونها على أنفسهم، بمواجهة الدولة إذا ما أعلنت الحرب عليهم، وقال محمد عبد السلام في تصريح نقله تلفزيون «المسيرة» الذي يبث من بيروت: «لن نستقبل الحملة العسكرية بالورود وإنما سندافع عن أنفسنا بكل ما لدينا من قوة»، مشيرا إلى أن مشاركة الطيران الحربي في معارك عمران، «تعتبر تصعيدا ومنزلقا خطيرا للغاية وأمرا غير مقبول من الجماعة، وسيؤدي باليمن إلى حافة الهاوية».
في سياق آخر نفت الحكومة اليمنية أنباء تعرض منزل رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة لإطلاق نار، عصر أمس الاثنين، وقال مصدر أمني مسؤول، «إن المزاعم بتعرض منزل رئيس الوزراء، لإطلاق الرصاص، لا أساس لها من الصحة»، داعيا وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية إلى تحري الدقة فيما تنشره من أخبار والتحقق من صحة المعلومات التي تصلها من مصادرها قبل نشرها، وكانت وسائل إعلامية محلية وعربية، ذكرت أن منزل باسندوة تعرض لإطلاق النار، بعيد خروج المبعوث الأممي جمال بنعمر منه، مشيرة إلى أن الرصاص أطلق من أحد المنازل المقابلة لمنزل باسندوة، ولم يسفر ذلك عن أي إصابات.
وفي محافظة الضالع جنوب البلاد، نجا قائد اللواء 33 مدرع العميد الركن عبد الله ضبعان صباح أول من أمس من محاولة اغتيال، واتهمت وزارة الدفاع، «عناصر تخريبية خارجة عن النظام والقانون»، بالوقوف وراء هذه العملية في إشارة إلى الحراك الجنوبي المسلح، المطالب بالانفصال عن الشمال، وقالت وزارة الدفاع على موقعها الإلكتروني إن ضبعان تعرض لمحاولة الاغتيال أثناء قيامه بزيارة تفقدية لعدد من المواقع العسكرية بمحافظة الضالع، ويجري حاليا تعقب الجناة للقبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة.



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.