الاتفاق في خطر بسبب هزائم «نصف مباريات الدوري»

سعدون: مؤلم ما يحدث للفريق... والدبيخي: هذه إمكانياتهم... والشيحة: لا أعرف ما يجري

خالد الدبل  لا يزال أسيراً لوعوده في عيون مشجعي النادي («الشرق الأوسط») - خسارة الاتفاق من أُحد أثارت ردود فعل غاضبة من أنصار الفريق («الشرق الأوسط»)
خالد الدبل لا يزال أسيراً لوعوده في عيون مشجعي النادي («الشرق الأوسط») - خسارة الاتفاق من أُحد أثارت ردود فعل غاضبة من أنصار الفريق («الشرق الأوسط»)
TT

الاتفاق في خطر بسبب هزائم «نصف مباريات الدوري»

خالد الدبل  لا يزال أسيراً لوعوده في عيون مشجعي النادي («الشرق الأوسط») - خسارة الاتفاق من أُحد أثارت ردود فعل غاضبة من أنصار الفريق («الشرق الأوسط»)
خالد الدبل لا يزال أسيراً لوعوده في عيون مشجعي النادي («الشرق الأوسط») - خسارة الاتفاق من أُحد أثارت ردود فعل غاضبة من أنصار الفريق («الشرق الأوسط»)

اعتبر خبراء مختصون بنادي الاتفاق أن الفريق الأول لكرة القدم بات في وضع صعب جدا في الدوري السعودي للمحترفين، بعد أن تلقى الفريق خامس خسائره في بطولة الدوري بعد مضي عشر جولات وضعته في حسابات الهبوط لدوري الدرجة الأولى.
وأكد المختصون أن الاتفاقيين كانوا موعودين بفريق «يرفع الرأس» ويحقق الطموحات ويعود إلى منصات التتويج في الفترة التي شهدت انتخابات وجمعية عمومية، لاختيار مجلس الإدارة الحالي بقيادة خالد الدبل خلفا للرئيس المخضرم عبد العزيز الدوسري.
وبيّن الاتفاقيون أن الفريق الحالي مثير للقلق مع تذبذب مستويات الفريق الذي نهض في ثلاث جولات فقط وجمع من خلالها سبع نقاط، قبل أن يعود مجددا إلى الدوامة بالخسارة من أحد الصاعدين حديثا لدوري المحترفين الذي بقي لجولات في المركز الأخير.
وشددوا على أن المدرب يتحمل جزءا من المسؤولية، على اعتبار أن الجميع يتحمل النتائج المخيبة للآمال، وفي مقدمتهم الإدارة التي وعدت بأن يكون الفريق قادرا على مقارعة الكبار في الفترة التي تزامنت مع تجديد الدماء في النادي من خلال انتخاب وجوه جديدة لقيادة النادي.
وأبدى الخبراء استغرابهم من المستويات المتباينة لفريق الاتفاق من مباراة إلى أخرى، مشيرين إلى أن الأخطاء الفنية تتكرر منذ الموسم الماضي، وأن استمرار الأزمة والمستويات الفنية المتقلبة تجعل الجميع يعيش في حالة ترقب دائم لما سيقدمه الفريق في كل مباراة.
ومع وجود عدد من الأسماء الاتفاقية البارزة التي فضلت التحفظ عن إبداء رأيها في وضع الفريق حرصا على العلاقة المتوازنة والودية مع الإدارة الحالية، أو خشية اتهامها بكونها من أسباب أي إخفاق يحصل لاحقا، كانت هناك أسماء اتفاقية أبدت صراحتها المعهودة في وصف المشهد الاتفاقي دون أي تحفظ، مع الحرص على النقد الهادف للعمل وليس للأشخاص الذين يعملون في النادي بشكل عام وفي فريق كرة القدم بشكل خاص.
وكان لافتا بعد الخسارة الخامسة للفريق أمام أُحد، قيام رئيس النادي وعدد من أعضاء مجلس الإدارة بحظر عدد من المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي ممن وجهوا انتقادات إلى الإدارة، سواء كانوا من الإعلاميين أو الجماهير أو حتى اللاعبين السابقين، مما يشير إلى حالة الاستياء من النقد.
ويقول الهداف الأبرز في تاريخ النادي، سعدون حمود، لـ«الشرق الأوسط»: «مع كل ظهور وإبداء رأي قد أخسر أشخاصا، كون صراحتي لا تعجب البعض، فأصنف تارة أنني مع الرئيس السابق عبد العزيز الدوسري، وتارة بأنني أبحث عن الإثارة والظهور دون أي اعتبار لمصلحة الفريق».
وأضاف: «أنا اتفاقي منذ الصغر، وتشرفت أن أكون أحد نجومه في الفترة الذهبية، ويؤلمني فعلا ما يحدث بنادي الاتفاق، وأحرص على أن أقول كلمتي في الوقت المناسب، وللإدارة الحق في الأخذ بها أو تجاهلها، لكن لا يحق لأحد مصادرة رأيي ومحاولة منعي من الكلام ما دام أنه في إطار المسؤولية وليس الإساءة للأشخاص».
واستطرد سعدون حمود: «فريق الاتفاق الحالي يمر بأزمة حقيقية لا يتحملها المدرب، على اعتبار أن الإدارة واللاعبين عليهم مسؤولية كبيرة، يؤسفني فعلا أن أرى الروح غائبة عن اللاعبين، لأن الكثير منهم لم يترعرع في هذا النادي بل إنه استفاد من نظام الاحتراف من أجل أن يرتدي شعار فارس الدهناء، هذا الاسم العريق لا يمكن أن يكون من السهل أن يرتديه أي لاعب في العصر الذهبي، كانت التضحيات كبيرة والإحساس بالمسؤولية له الدور الأكبر فيما صنع من تاريخ».
وبين هداف فريق الاتفاق السابق أن أهم المشكلات التي يعاني منها فريقه الحالي تتمثل في الخيارات الأجنبية السيئة جدا، واصفا إياهم بأقل من الطموحات باستثناء العراقي أحمد إبراهيم الذي عده أفضلهم بشكل نسبي.
وأضاف: «في الأندية التي تتفوق في النتائج يكون العنصر الأجنبي صاحب الدور الأبرز، وكما يشاهد الجميع أن بعض الفرق مثل التعاون وغيرها تجاري الفرق الكبيرة لوجود عناصر أجنبية مؤثرة، حتى الهلال أقوى الفرق المحلية قياسا، بالإضافة إلى النواحي الفنية التي يشكلها محترفوه مع الفريق، ودوما العناصر الأجنبية هي من تعمل الفارق».
من جانبه، شدد حمد الدبيخي، نجم الفريق السابق والمحلل الحالي، على أن البعض يعتقد أن الاتفاق قادر على المنافسة كما كان في عهده السابق، وهذا الاعتقاد خاطئ جدا، لأن الوضع مختلف جدا خصوصا من ناحية اللاعبين وقتاليتهم وحرصهم على اسم الفريق ورفعة الكيان.
وأضاف: «قد نقول أيضا إن الإمكانيات المتوافرة في الاتفاق أقل بكثير من الفرق المنافسة على المراكز الأولى، ولذا لا أرى مبررا على استياء البعض من أن الفريق غير قادر على المنافسة على حصد لقب الدوري. الواقعية تقول إن الوضع طبيعي، هناك كثير من المشكلات، سواء الإدارية والفنية والمتعلقة باللاعبين، وكل هذه العوامل تجعل الفريق غير قادر على الاستقرار الفني ومواصلة طريقه بعد النهوض في ثلاث جولات متتالية ومن ثم العودة لدوامة الخسائر أمام أحد».
وأكد أن إقالة المدرب ميودراج ليس حلا أبدا، ففي العام الماضي تم استبدال عدد من المدربين، ومع ذلك نافس الفريق حتى الجولات الأخيرة على البقاء في دوري المحترفين، مشيرا إلى ضرورة جلب أجانب على مستوى عال لتدعيم صفوف الفريق خلال فترة الانتقالات الشتوية، إلى جانب توفير الإدارة الأجواء التي تساهم في المنافسة والسماع للآراء، وأن يكون هناك دور أكثر فاعلية لأعضاء الشرف، وغير ذلك لا يمكن للاتفاق أن ينهض بشكل حقيقي بل يمكن أن ينهض مباراة أو مباراتين ثم يتراجع كما هو حاصل.
وجدد الدبيخي التأكيد أنه ينتقد العمل وليس الأشخاص، ولذا يرى البعض أن كلامه تجاه النادي قاسيا خصوصا الموجه منه إلى مجلس الإدارة في مناسبات كثيرة.
وفي ظل الحديث عن وجود تحركات من قبل مقربين من إدارة النادي، لإقناع عدد من النجوم السابقين للعمل في النادي مثل مروان الشيحة الذي تردد اسمه كثيرا لتولي منصب إداري مهم بالفريق، نفى الشيحة بشدة خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن تكون أي دعوة وصلته رسميا من النادي للعمل في أي منصب إداري.
وحول انتقاده الحاد لوضع الفريق قبل أسابيع إثر التعرض لأربع خسائر متوالية في دوري هذا الموسم، وهل يعتبر ذلك مؤثرا على علاقته الجيدة بالإدارة، قال الشيحة: «همي الأول نادي الاتفاق الكيان الكبير وليس الأشخاص، ما قلته هو قناعات وقد يراها البعض صحيحة، وآخرون يَرَوْن العكس، المهم أنني مقتنع بها».
وعن رأيه في التراجع الذي تعرض له الفريق مجددا قال: «ابتعدت في الفترة الأخيرة عن متابعة مباريات الفريق، ولذا لا يمكن أن أشخص الوضع الدائر في النادي بشكل دقيق».
أما المدرب الوطني فيصل البدين الذي تردد اسمه أيضا كونه من أهم الخيارات الشرفية لقيادة الفريق بدلا من المدرب الصربي ميودراج، خصوصا بعد أن بات متفرغا، إثر نهاية مشواره مع المنتخب الأول، فقد بين أنه مبتعد عن النادي ولم يبلغ بأي تحركات إدارية جدية من أجل توليه قيادة الفريق.
واعتذر البدين عن الحديث عن وضع الفريق فنيا على الأقل، مبينا أنه أخذ على نفسه عهدا بعدم الظهور الذي قد تُفهم منه رسائل في غير أماكنها.
يذكر أن تأجيل مواجهة فريق الاتفاق في الجولة الحادية عشرة للدوري التي كانت ستجمعه بفريق الهلال نتيجة ارتباط الأخير بخوض نهائي الإياب لدوري أبطال آسيا، كان من حسن حظ الاتفاقيين لترتيب الأوراق مجددا قبل خوض مواجهة الاتحاد في الجولة الثانية عشرة من الدوري المقررة أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) على ملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».