في وقت أعلن فيه الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، «النصر» على تنظيم داعش في العراق وسوريا، مستبقاً بغداد ونظام دمشق، بدا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أكثر حذراً برفضه الإعلان عن الهزيمة النهائية لداعش، قبل تنظيف جيوب التنظيم المتطرف المتبقية في الصحراء الغربية.
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس، إن القوات العراقية قضت على تنظيم داعش، «عسكريا»، لكنه أضاف أنه لن يعلن الانتصار النهائي على التنظيم إلا بعد دحر فلوله في الصحراء.
وسيطرت القوات العراقية على بلدة راوة الحدودية يوم الجمعة وهي آخر بلدة كانت تحت سيطرة داعش، مما يشير إلى انهيار الخلافة التي أعلنها التنظيم عام 2014 في العراق وسوريا. ويقول قادة عسكريون إنه لم يبق في الحملة ضد التنظيم سوى تأمين المناطق الصحراوية والحدودية.
وقدم العبادي سببا آخر لوجود داعش، أو ظهورها بشكل جديد، بقوله إن الخلافات السياسية في بلاده يمكن أن تمهد الطريق أمام الجماعة المتشددة لشن هجمات جديدة، وذلك في إشارة إلى النزاع بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان العراق في الشمال بشأن إعلان كردستان الاستقلال عقب استفتاء في 25 سبتمبر (أيلول). وقبل ساعات من بيان العبادي قالت الشرطة العراقية ومصادر طبية أمس، إن 24 شخصا على الأقل لقوا حتفهم، وأصيب 60 آخرون عندما فجر انتحاري شاحنة ملغومة قرب سوق مزدحمة في بلدة طوزخورماتو جنوب مدينة كركوك النفطية.
وفي مؤتمر صحافي أسبوعي، أشاد العبادي بقرار المحكمة الاتحادية العليا الذي قضى بأن الاستفتاء غير دستوري، ودعا الأكراد إلى عدم اللجوء إلى العنف.
- عملية انتحارية في سوق طوزخورماتو
من جهتها، أعلنت الشرطة العراقية أمس، أن 24 شخصا على الأقل قتلوا، وأصيب العشرات بجروح في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدفت سوقا مزدحمة في وسط قضاء طوزخورماتو المتعدد القوميات شمال العاصمة بغداد.
وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية، طالبا عدم كشف هويته، إن «مركبة من طراز كيا يقودها انتحاري، انفجرت وسط سوق شعبية لبيع الخضار والفاكهة» في حي الجمهورية بمدينة طوزخورماتو الواقعة على بعد 75 كيلومترا جنوب كركوك. وأكد قائمقام قضاء طوزخورماتو، عادل شكور البياتي، لوكالة الصحافة الفرنسية «مقتل 24 شخصا وإصابة 85 آخرين بجروح جراء الهجوم». وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى مقتل 21 شخصا وإصابة 80 آخرين بجروح. وأشار ضابط الشرطة إلى أن «جميع الضحايا من المدنيين» لافتا إلى أن الهجوم وقع في وقت الذروة. وطوزخورماتو التي تعد 150 ألف نسمة، تضم قوميات تركمانية وكردية وعربية. ويأتي هذا الهجوم بعد نحو أسبوعين من مقتل ستة أشخاص في هجوم انتحاري في وسط مدينة كركوك.
وكانت كركوك وطوزخورماتو في قلب التوتر السائد بين حكومتي بغداد وأربيل، بعيد إجراء الإقليم استفتاء على الاستقلال في الخامس والعشرين من سبتمبر الماضي، بخلاف رغبة بغداد ودول إقليمية ودولية. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم على الفور، رغم أن تنظيم داعش، عادة ما يتبنى اعتداءات مماثلة. وقال النائب التركماني عن قضاء طوزخورماتو نيازي معمار أوغلو إن «ما جرى هو من أبشع التفجيرات التي لم يشهدها القضاء منذ سنوات». وبعيد ذلك، أعلن رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين والقيادي في منظمة «بدر» مهدي تقي، عن فرض حظر للتجول في القضاء حتى إشعار آخر. لكن هذا الاعتداء يأتي بعد أيام من استعادة القوات العراقية لآخر بلدة خاضعة لسيطرة تنظيم داعش في البلاد.
العبادي: خلافاتنا السياسية تدعم «داعش»
رفض إعلان «النصر» على التنظيم المتطرف إلا بعد الانتهاء من حملة الصحراء
العبادي: خلافاتنا السياسية تدعم «داعش»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة