هجوم حاد على لجنة تعديل قانون انتخاب البرلمان المصري

سياسيون ناشدوا الرئيس منصور التدخل لتحقيق التوافق الوطني العام

هجوم حاد على لجنة تعديل قانون انتخاب البرلمان المصري
TT

هجوم حاد على لجنة تعديل قانون انتخاب البرلمان المصري

هجوم حاد على لجنة تعديل قانون انتخاب البرلمان المصري

شن قادة أحزاب وشخصيات عامة، بينهم عمرو موسى، رئيس لجنة الـ50 لتعديل الدستور، وأعضاء بارزون آخرون في اللجنة، هجوما هو الأعنف ضد لجنة تعديل قانون الانتخابات البرلمانية، قائلين إن «مشروع القانون شابه العوار ويتعارض مع فلسفة الدستور وروح نصوصه»، وأن القانون ضم مواد أول من بدأ العمل بها «الحزب النازي في ألمانيا، وآخر من طبقها كان القائد الإيطالي الفاشي بينيتو موسوليني».

وصدر عن اللجنة المشكّلة من قانونيين وأكاديميين، ويرأسها وزير العدالة الانتقالية، أمين المهدي، مشروع قانون أثار استياء الأحزاب، التي انصبت اعتراضاتها على النسبة المخصصة للقوائم، التي حددها مشروع القانون بـ20 في المائة من عدد المقاعد البالغ 600 مقعد للنواب المنتخبين، كما رفضت الأحزاب أيضا الأخذ بنظام القوائم المطلقة في مشروع القانون.

وقال بيان صدر عن قادة الأحزاب والشخصيات العامة أمس (الأحد)، إن مواد القانون، ومن بينها النسبة بين الفردي والقائمة، وأيضا فكرة القائمة المطلقة: «بدأها الحزب النازي في ألمانيا، وآخر من طبقها كان القائد الإيطالي الفاشي، بينيتو موسوليني، ولا يعرفها أي نظام ديمقراطي في العالم، حيث إنها لا تحقق عدالة التمثيل لأصوات الناخبين».

وأقر مشروع القانون الجمع بين نظامي الفردي والقائمة، وخصص ثماني دوائر للقوائم المغلقة، وهو ما يعني نجاح القائمة بكامل أعضائها، ما إن تحصل على الأغلبية. وترفض الأحزاب القوائم المطلقة، وتطالب باعتماد نظام القوائم النسبية، أي تمثيل كل قائمة بعدد من النواب يتناسب مع الأصوات التي حصلت عليها كل قائمة من القوائم المتنافسة.

ووقع على البيان كل من عمرو موسى والسيد البدوي رئيس حزب الوفد، وعمرو الشوبكي، وهو مقرر لجنة نظام الحكم بلجنة الخمسين، والدكتور عبد الجليل مصطفى، مقرر لجنة الصياغة في لجنة الخمسين، ومحمد أبو الغار رئيس الحزب المصري الديمقراطي، ومحمد سامي رئيس حزب الكرامة، وهما عضوان في لجنة تعديل الدستور أيضا.

وناشد الموقعون على البيان المستشار عدلي منصور، الرئيس المؤقت، بتشكيل لجنة تمثل رؤساء الأحزاب الفاعلة في المجتمع وفقا لنتائج انتخابات مجلس الشعب الماضي (الذي حل بقرار من المحكمة الدستورية العليا)، وممثلي القوى السياسية والخبراء السياسيين وأساتذة العلوم السياسية، لدراسة قانون الانتخابات حتى يكون قانون انتخابات مجلس النواب محلا للتوافق الوطني العام، على أن تنتهي اللجنة من عملها خلال عشرة أيام من تاريخ تشكيلها، وإرجاء إصدار مشروع القانون لحين انتهاء اللجنة من عملها.

وشددت الأحزاب على أن مشروع قانون الانتخابات المطروح يحول «نائب الأمة» إلى «نائب خدمات»، بما يتعارض مع وظيفته الأساسية، وهي الرقابة على الحكومة والتشريع، مشيرة إلى أن وضع رقم مليوني جنيه (نحو 300 ألف دولار) سقفا للإنفاق الانتخابي في الجولة الأولى، ومليون جنيه للإعادة، يفتح الباب لإفساد الناخبين لرشا انتخابية، ويخل بمبدأ تكافؤ الفرص بين من يملك مالا ومن لا يملك، ويحول مجلس النواب إلى مجلس أعيان من أصحاب المصالح، كما كان قبل ثورة 25 يناير (كانون الثاني) التي أنهت ثلاثة عقود من حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك.

وتعد انتخابات مجلس النواب (المسمى الجديد لمجلس الشعب)، الذي غدا بحكم الدستور الجديد الغرفة الوحيدة في البرلمان، الخطوة الأخيرة في خارطة المستقبل التي وضعها الجيش بالتوافق مع قوى سياسية عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، الصيف الماضي، ويعتقد مراقبون أن إنهاء تلك الخطوة يعد طيا للصراع حول شرعية الحكم بين السلطات الجديدة وجماعة الإخوان المسلمين التي أزيحت عن السلطة بعد ثورة 30 يونيو (حزيران).

ومن بين الموقعين على البيان أيضا محمد العرابي رئيس حزب المؤتمر، ومحمد أبو العلا رئيس الحزب الناصري، وأكمل قرطام رئيس حزب المحافظين، وأحمد بهاء الدين شعبان المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، ومحمد أنور عصمت السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية، وعاطف مغاوري القيادي بحزب التجمع.

وقال أحد رؤساء الأحزاب الموقعين على البيان إنه صدر كحصيلة لمناقشات جرت في حزب الوفد قبل ثلاثة أيام، لافتا إلى أن تزامن الاجتماع مع الانتخابات الرئاسية، حال دون صدوره مباشرة، مؤكدا أن باقي الأسماء الموقعة على البيان كانت حاضرة في الاجتماع الذي عقد في مقر حزب الوفد.

وتوحدت الأحزاب السياسية التي انقسمت على خلفية تأييد مرشحي الرئاسة على رفض مشروع القانون، ووجهت الدكتور هالة شكر الله رئيسة حزب الدستور، الذي دعم المرشح الخاسر حمدين صباحي، انتقادات حادة للجنة تعديل قانون مجلس النواب.

وقالت شكر الله، في تصريحات لها، مساء أول من أمس، إنه لم يجرِ توجيه دعوات لأعضاء الحزب لحضور اجتماعات مع المستشار المهدي، مشيرة إلى أن زعمه موافقة الأحزاب السياسية على النظام الفردي، وحديثه بلسانهم، تزييف للحقائق.

وأشارت شكر الله إلى أن جميع الأحزاب التي تحظى بالأرضية الأوسع على الساحة السياسية لم تحضر ذلك الاجتماع الذي تحدث عنه الوزير، لافتة إلى أن أحزاب المصري الديمقراطي والتحالف الشعبي الاشتراكي سبق لها أن حضرت مثل هذا الاجتماع منذ ثلاثة أسابيع، ووجدوا أن معظم الحضور ليس لهم أي صفة حزبية، بل ينتمون إلى شبكة النفوذ والسلطة في فترات سابقة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».