حكومة كردستان تستعيد الاهتمام الدولي وتستعد لمفاوضات متعددة مع بغداد

برهم صالح خلال لقائه مع ماكغورك في أربيل أمس («الشرق الأوسط»)
برهم صالح خلال لقائه مع ماكغورك في أربيل أمس («الشرق الأوسط»)
TT

حكومة كردستان تستعيد الاهتمام الدولي وتستعد لمفاوضات متعددة مع بغداد

برهم صالح خلال لقائه مع ماكغورك في أربيل أمس («الشرق الأوسط»)
برهم صالح خلال لقائه مع ماكغورك في أربيل أمس («الشرق الأوسط»)

أصبحت الأضواء الدولية توجه مرة أخرى إلى إقليم كردستان، الذي يبدو أن المجتمع الدولي لا يريد إضعافه أمام السلطة الاتحادية. فبرغم تمرد وعصيان القيادة السياسية الكردية لأوامر ودعوات الإدارة الأميركية بتأجيل الاستفتاء الذي أجري خلال سبتمبر (أيلول) المنصرم، لكن يبدو أن واشنطن لا تريد تهميش الدور الكردي في العراق كأحد المكونات الأساسية.
وسارعت الإدارة الأميركية إلى إيفاد المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، بريت ماكغورك إلى العراق وكردستان للتمهيد لعقد جولة من المفاوضات متعددة الأطراف، فيما وعدت كل من ممثلية الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي أن تشاركا الجهد الأميركي برعاية المحادثات المقبلة على أساس تحقيق المصالحة والالتزام بالدستور العراقي.
ففي بيان أصدرته حكومة إقليم كردستان، وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، جاء أن «نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة الإقليم التقى مبعوث الرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي لحرب (داعش) بريت ماكغورك، وتباحث معه آخر المستجدات السياسية والأمنية في العراق وإقليم كردستان، وتطرقا إلى العلاقات الثنائية بين الإقليم وأميركا». وأشار البيان إلى أن ممثل الرئيس الأميركي أشاد بأجواء الهدوء الذي يخيم على خطوط المواجهة بين قوات البيشمركة والقوات الاتحادية، ودعا كلاً من بغداد وأربيل إلى الدخول بمفاوضات جدية على أساس الدستور العراقي لحل جميع المشاكل والخلافات العالقة بينهما، معرباً عن استعداده لدعم تلك المحادثات بكل قوة.
وفي السياق ذاته التقى المبعوث الأميركي مع برهم صالح رئيس التحالف من أجل الديمقراطية، وتباحث الجانبان في تطورات العملية السياسية، وشددا على أهمية الحفاظ على الوضع الهادئ بخطوط المواجهة تمهيدا لتهيئة الأجواء أمام انطلاق مفاوضات سياسية لحل المشكلات. وكتب برهم صالح تغريدة على حسابه الخاص بـ«تويتر» قائلا: «الاجتماع مع بريت ماكغورك في أربيل، كان هدفه الحفاظ على الأمن، والتأكيد على الحوار الدستوري، وجعل الأزمات الحالية منطلقا نحو إصلاح النظام السياسي في الإقليم وإحياء الاقتصاد وترسيخ أسس الديمقراطية». فيما كتب المبعوث الأميركي على حسابه أيضا مشيدا باللقاء، وقال في تغريدته: «أبلغنا قادة أربيل بدعمنا الكامل لحكومة قوية وموحدة في إطار وحدة الأراضي العراقية».
من جانب آخر كشفت مصادر حكومية «أن كلاريس باستور ممثل الاتحاد الأوروبي بإقليم كردستان نقل رسالة إلى رئيس حكومة إقليم كردستان أكد خلالها دعم الاتحاد الأوروبي لكردستان قوية، واستعداده لدعم أي جهود تبذلها للتفاوض مع الجانب العراقي لحل الخلافات القائمة»، مؤكداً ترحيبه وارتياحه باستتباب السلام بين الطرفين، ورغبتهما بالمضي في مفاوضات سلمية لحل المشاكل.



قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
TT

قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)

قال الأمين العام لـ«حزب الله» إن الحزب حقّق «انتصاراً كبيراً يفوق النصر الذي تحقق عام 2006»، وذلك «لأن العدو لم يتمكن من إنهاء وإضعاف المقاومة».

وجاءت مواقف قاسم في الكلمة الأولى له بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار يوم الأربعاء الماضي. وقال قاسم: «قررت أن أعلن كنتيجة (...) بشكل رسمي وواضح أننا أمام انتصار كبير يفوق الانتصار الذي حصل في يوليو (تموز) 2006»، في إشارة إلى الحرب الأخيرة بين الجانبين. وأضاف: «انتصرنا لأننا منعنا العدو من تدمير (حزب الله)، انتصرنا لأننا منعناه من إنهاء المقاومة أو إضعافها إلى درجة لا تستطيع معها أن تتحرك، والهزيمة تحيط بالعدو الإسرائيلي من كل جانب» .

وتوجّه قاسم في مستهل كلمته إلى مناصري الحزب، قائلاً: «صبرتم وجاهدتم وانتقلتم من مكان إلى آخر، وأبناؤكم قاتلوا في الوديان، وعملتم كل جهدكم لمواجهة العدو». وأضاف: «كررنا أننا لا نريد الحرب، ولكن نريد مساندة غزة، وجاهزون للحرب إذا فرضها الاحتلال. والمقاومة أثبتت بالحرب أنها جاهزة والخطط التي وضعها السيد حسن نصر الله فعّالة وتأخذ بعين الاعتبار كل التطورات، و(حزب الله) استعاد قوّته ومُبادرته، فشكّل منظومة القيادة والسيطرة مجدداً ووقف صامداً على الجبهة».

 

ولفت إلى أن إسرائيل فشلت في إحداث فتنة داخلية، قائلاً: «الاحتلال راهن على الفتنة الداخلية مع المضيفين، وهذه المراهنة كانت فاشلة بسبب التعاون بين الطوائف والقوى». وعن اتفاق وقف إطلاق النار، قال قاسم: «الاتفاق تمّ تحت سقف السيادة اللبنانية، ووافقنا عليه ورؤوسنا مرفوعة بحقنا في الدفاع، وهو ليس معاهدة، بل هو عبارة عن برنامج إجراءات تنفيذية لها علاقة بالقرار 1701، يؤكد على خروج الجيش الإسرائيلي من كل الأماكن التي احتلها، وينتشر الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني لكي يتحمل مسؤوليته عن الأمن وعن إخراج العدو من المنطقة».

وأكد أن «التنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني سيكون عالي المستوى لتنفيذ التزامات الاتفاق، ونظرتنا للجيش اللبناني أنه جيش وطني قيادة وأفراداً، وسينتشر في وطنه ووطننا».

وتعهّد بصون الوحدة الوطنية واستكمال عقد المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة التي حدّدها رئيس البرلمان نبيه بري، في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل، واعداً بإعادة الإعمار بالتعاون مع الدولة، «ولدينا الآليات المناسبة»، قائلاً: «سيكون عملنا الوطني بالتعاون مع كل القوى التي تؤمن أن الوطن لجميع أبنائه، وسنتعاون ونتحاور مع كل القوى التي تريد بناء لبنان الواحد، في إطار اتفاق الطائف، وسنعمل على صون الوحدة الوطنية وتعزيز قدرتنا الدفاعية، وجاهزون لمنع العدو من استضعافنا».