ألمانيا: اعتقال صومالي بتهمة الانتماء إلى «حركة الشباب»

السلطات تشتبه في قيام متطرف بكتابة منشورات على «فيسبوك» من سجنه

قطع الحجارة لتأمين الحماية ضد الإرهاب في برلين («الشرق الاوسط»)
قطع الحجارة لتأمين الحماية ضد الإرهاب في برلين («الشرق الاوسط»)
TT

ألمانيا: اعتقال صومالي بتهمة الانتماء إلى «حركة الشباب»

قطع الحجارة لتأمين الحماية ضد الإرهاب في برلين («الشرق الاوسط»)
قطع الحجارة لتأمين الحماية ضد الإرهاب في برلين («الشرق الاوسط»)

تشتبه السلطات الألمانية في قيام متشدد، معتقل في برلين، بكتابة منشورات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» من سجنه في العاصمة الألمانية. وقال متحدث باسم السلطات القضائية، أمس، إنه يجري التحقق الآن ما إذا كان المعتقل يكتب منشورات ذات مضامين يعاقب عليها القانون. وأضاف المتحدث أنه تم نقل المعتقل إلى سجن آخر شديد الرقابة. وكانت صحيفة «برلينر مورغنبوست» الألمانية الصادرة الجمعة، ذكرت، استناداً إلى مصادر أمنية، أن هناك منشورات تظهر على حساب باسم مستعار على «فيسبوك» تدور حول زعيم تنظيم القاعدة المقتول أسامة بن لادن وتنظيم داعش.
وبحسب الصحيفة، ترجح المصادر أن هذه المنشورات تُكتب من داخل أحد السجون في برلين، حيث دلت على ذلك صورة للزنزانة منشورة على هذا الحساب.
وقال المتحدث باسم السلطات القضائية لوكالة الأنباء الألمانية إنه تم تفتيش زنزانة المشتبه به عدة مرات، وقال: «المعتقلون المتعاطفون مع الإرهاب الإسلامي يخضعون لرقابة مشددة»، مضيفاً أنه لم يتم العثور على هاتف ذكي في زنزانة المشتبه به، موضحاً أن حيازة هاتف محمول في السجن أمر محظور، لكن لا يعاقب عليه القانون.
ويتردد في دوائر قضائية أن المشتبه به تطرف في السجن. ودخل المشتبه به السجن مرات متعددة بسبب ارتكابه جرائم، كما أنه هاجم موظفين قضائيين. وبحسب معلومات «برلينر مورغنبوست»، فإن دائرة حماية الدستور (مديرية الأمن العامة) في برلين، ذكرت في مذكرة داخلية أنها تعتبر هذا الرجل «خطراً على الأمن الداخلي لألمانيا».
إلى ذلك، داهمت وحدة مكافحة الإرهاب مسكن شاب صومالي (19 سنة) في ولاية بافاريا واصطحبت والدته إلى مركز التحقيقات. وذكرت مصادر النيابة العامة في ميونيخ أن الشاب الصومالي لم يكن في البيت لحظة مداهمته من قبل الشرطة، وأنه كان يبيت لدى صديق له. تولى رجال الأمن باللباس المدني اعتقاله لاحقاً في مدرسة للتأهيل المهني في بلدة كاوفبروين في منطقة الغوي البافارية. كما أطلق سراح الأم بعد تحقيق قصير معها. وذكر يواخيم ايتنهوفر، ممثل النيابة العامة في ميونيخ، أن الشاب متهم بالانتماء إلى تنظيم إرهابي خارجي هو ميليشيا «الشباب»، وبدعم أطراف الحرب القائمة في الصومال. وأشار النائب العام إلى أن رجال الأمن وقعوا على آثار المتهم بسبب التناقضات في أقواله أمام المحققين في دائرة اللجوء والهجرة. ويعيش الشاب الصومالي مع والدته وإخوته في بيت للاجئين في بلدة ريدن الصغيرة في بافاريا. وقدم الشاب طلب اللجوء السياسي بعد وصوله إلى ألمانيا سنة 2015. ثم أنجز بنجاح معاملة لم شمل عائلته. وذكر الصومالي في إفادته أمام دائرة اللجوء والهجرة أنه فقد والده في الحرب وأن الميليشيات أحرقت منزله.
وعبر رودي شيبن، من دائرة اللجوء في ريدن، عن دهشته لتورط الشاب الصومالي بالإرهاب. وقال شيبن إن الشاب كان هادئاً ومسالماً ومستعداً أكثر من غيره للاندماج بالمجتمع. وسبق للسلطات الأمنية الألمانية أن اعتقلت شاباً أفغانياً في السابق، يعيش في نفس بيت اللاجئين، بتهمة الانتماء إلى ميليشيات «طالبان» الأفغانية.
على صعيد درء خطر الإرهاب، قررت شرطة مدينة كولون إحاطة كاتدرائية كولون (الدوم) الشهيرة بسوار من الأعمدة الحديدية التي تقطع الشوارع المؤدية إليها. وقال متحدث باسم شرطة المدينة إن الأعمدة ستكون متحركة وتشمل مداخل شوارع «ترانكغاسه» و«دومفوروم»، إضافة إلى المدرجات المؤدية إلى الكنيسة ومدخل جسر المحطة الرئيسية.
وتأتي هذه الإجراءات قبل أقل من أسبوعين من افتتاح أسواق أعياد الميلاد أمام وخلف الكاتدرائية التي ترتفع إلى 157 متراً. وترى الشرطة في هذه الإجراءات حماية لزائري الكنيسة والأسواق التي تفتح عادة يوم 25 نوفمبر (تشرين الثاني) وتغلق قبل يوم من أعياد الميلاد في كل سنة.
وكان الإرهابي التونسي أنيس العامري نفذ عملية دهس في سوق لأعياد الميلاد في العاصمة برلين في وقت مماثل من العام الماضي. وأودت العملية بحياة 12 شخصاً وأدت إلى إصابة العشرات بجروح.
وسبق للمدينة أن عززت الحراسات ودوريات الشرطة في مركز المدينة وحول «الدوم» بالذات. واستخدم المسؤولون حجارة ضخمة قديمة، سبق أن استخدمت في بناء الكاتدرائية، كعوارض في مداخل الشوارع برغبة عدم إفساد منظر المدنية القديمة بالأعمدة. كما استخدمت الشرطة حاويات المياه البلاستيكية الضخمة وسيارات مكافحة الشغب بخراطيم المياه والشاحنات لسد الطرق أمام أي سيارة قد يستخدمها الإرهابيون في عملياتهم.



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.