مصر تعلن إجهاض «مخطط إرهابي موسع» لزعزعة استقرارها

بيان للداخلية: الإرهابي المقبوض عليه في هجوم الواحات ليبي الجنسية

قوات أمن مصرية قرب موقع هجوم الواحات (أ.ف.ب)
قوات أمن مصرية قرب موقع هجوم الواحات (أ.ف.ب)
TT

مصر تعلن إجهاض «مخطط إرهابي موسع» لزعزعة استقرارها

قوات أمن مصرية قرب موقع هجوم الواحات (أ.ف.ب)
قوات أمن مصرية قرب موقع هجوم الواحات (أ.ف.ب)

أفادت وزارة الداخلية المصرية في بيان اليوم (الخميس)، بأن إرهابيا مقبوضا عليه ممن شاركوا في هجوم على قوة للشرطة جنوب غربي القاهرة في الشهر الماضي، ليبي الجنسية ويدعى عبد الرحيم محمد عبد الله المسماري، مشيرة إلى إجهاض «مخطط إرهابي موسع» يستهدف المنشآت الحيوية ودور العبادة المسيحية.
ووقع الهجوم في منطقة الواحات بمحافظة الجيزة وقتل فيه 11 ضابطا وأربعة مجندين وفرد شرطة، بحسب بيان للوزارة صدر في اليوم التالي.
وأوضحت وزارة الداخلية أنه «استكمالاً لجهود وزارة الداخلية والقوات المسلحة في مجال ملاحقة العناصر الإرهابية الهاربة المتورطة في المواجهات مع القوات الشرطية بالمنطقة الصحراوية المتاخمة لطريق (أكتوبر-الواحات) بتاريخ 20 أكتوبر (تشرين الأول) 2017 وتوجيه ضربة قاصمة لأحد مواقع تمركزهم بالمنطقة الصحراوية المشار إليها بتاريخ 31 أكتوبر 2017 والتي أسفرت عن مصرع جميع تلك العناصر وعددهم (15 عنصرا) وهروب آخر وضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة (مدفع مضاد للطائرات – سلاح متعدد خاص بالمدرعات – قواذف وقذائف RPG – رشاشات وبنادق آلية وخرطوش – طبنجات – قنابل F1 – كمية كبيرة من الذخائر متنوعة الأعيرة)، فقد واصلت الأجهزة الأمنية جهودها بالتنسيق مع القوات المسلحة في تنفيذ الخطة الأمنية الموضوعة من خلال التوسع في عمليات تمشيط المنطقة الصحراوية المشار إليها والمناطق المتاخمة لها وتتبع خطوط سير العنصر الهارب باستخدام الأساليب التقنية الحديثة... حيث أمكن ضبطه وتبين أنه ليبي الجنسية ويدعى- عبد الرحيم محمد عبد الله المسماري (مواليد 5-10-1992 – يقيم بمدينة درنة بليبيا)».
وتابع البيان «وقد كشفت عمليات البحث والتحري عن الأبعاد التنظيمية لتحرك عناصر البؤرة المشار إليها إذ بدأوا تكوينها بمدينة درنة الليبية بقيادة الإرهابي المصري المتوفى- عماد الدين أحمد محمود عبد الحميد (الذي لقي مصرعه في القصف الجوي للبؤرة) وتلقيهم تدريبات بمعسكرات داخل الأراضي الليبية على استخدام الأسلحة الثقيلة وتصنيع المتفجرات... وقيامهم بالتسلل للبلاد لتأسيس معسكر تدريبي بالمنطقة الصحراوية بالواحات كنواة لتنظيم إرهابي تمهيداً لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية الوشيكة تجاه دور العبادة المسيحية وبعض المنشآت الحيوية في إطار مخططهم لزعزعة الاستقرار بالبلاد».
وأوضحت الوزارة في بيانها أنه «وفق معلومات قطاع الأمن الوطني إلى اضطلاع عناصر هذه البؤرة باستقطاب عدد (29) من العناصر التي تعتنق الأفكار التكفيرية بمحافظتي (الجيزة - القليوبية) تمهيداً لإلحاق بعضهم ضمن عناصر هذا التنظيم وتولى البعض الآخر تدبير ونقل الدعم اللوجيستي لموقع تمركزهم بالمنطقة الصحراوية حيث أمكن ضبطهم جميعاً عقب تتبع خطوط سيرهم وتحديد أوكار اختبائهم».
وأضاف البيان «أكدت المعلومات تورط بعض عناصر البؤرة المشار إليها في تنفيذ حادث استهداف حافلة تقل بعض المواطنين الأقباط أثناء توجههم لدير الأنبا صموئيل بالمنيا بتاريخ 26 مايو (أيار) 2017 إذ أثبت الفحص الفني سابقة استخدام بعض الأسلحة المضبوطة في تنفيذ ذلك الحادث».
وقالت الوزارة إن المعلومات وجهود تتبع العناصر الإرهابية المشار إليها والتي أسفرت عن القضاء عليهم وضبط المرتبطين بهم، أدت إلى إجهاض «مخطط إرهابي موسع يستهدف العديد من المنشآت الهامة والحيوية ودور العبادة المسيحية بهدف زعزعة أمن واستقرار البلاد».
واختتم بيان الداخلية المصرية أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة وتوالى نيابة أمن الدولة العليا مباشرة التحقيقات.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».