فرنسا بطموحات حذرة تسعى لمحو فضيحة مونديال 2010

طريقها يبدو مفروشا بالورود في دور المجموعات

المنتخب الفرنسي سيحظى بدعم مجموعة من العناصر الشابة في مونديال البرازيل
المنتخب الفرنسي سيحظى بدعم مجموعة من العناصر الشابة في مونديال البرازيل
TT

فرنسا بطموحات حذرة تسعى لمحو فضيحة مونديال 2010

المنتخب الفرنسي سيحظى بدعم مجموعة من العناصر الشابة في مونديال البرازيل
المنتخب الفرنسي سيحظى بدعم مجموعة من العناصر الشابة في مونديال البرازيل

بعد أربع سنوات من فضيحة كنيسنا في جنوب أفريقيا، عندما أضرب لاعبوها، تخوض فرنسا مونديال 2014 بطموحات حذرة، لكن مع نية استعادة ثقة جمهورها وبناء تشكيلة تمهد الطريق قبل كأس أوروبا 2016 التي تستضيفها على أرضها.
فتحت فرنسا صفحة جديدة عندما سمت قائدها السابق ديدييه ديشان مدربا في 2012 خلفا للوران بلان، فنجح في مسار التصفيات وأخمد نيران فترة أمضاها ريمون دومينيك مدربا بين 2004 و2010، خلقت توترات شديدة بين اللاعبين والجماهير والإعلام، ونتائج سيئة في البطولات الكبرى الأخيرة، لدرجة أنها لم تفز أي مرة في الدور الأول لكأس العالم 2010.
لم تعد فرنسا ذاك الفريق المرعب الذي ضم زين الدين زيدان، وتييري هنري، وديشان، وديفيد تريزيغيه، ولوران بلان، ومارسيل دوسايي، وليليان تورام، وغيرهم من تشكيلة إيميه جاكيه التي أحرزت مونديال 1998 على حساب البرازيل بثلاثية تاريخية، ثم توجت بلقب أوروبا 2000، فتراجع تصنيفها الدولي إلى المركز الـ16. لكن ديشان استطاع استدعاء تشكيلة متوازنة بين النجوم على غرار فرانك ريبيري (بايرن ميونيخ الألماني) وكريم بنزيمة (ريال مدريد الإسباني)، وبعض الوجوه الشابة القادرة على منحها السرعة والنشاط، وأن تكون معه نواة الفريق الذي سيشارك في البطولة القارية المقبلة على أرضه.
استفاد «دي دي» من جيل 1993 بطل العالم تحت 20 سنة والفريق الأولمبي، فظهرت أسماء جديدة على الساحة على غرار لاعب الوسط بول بوغبا نجم يوفنتوس الإيطالي الصاعد بسرعة الصاروخ، ولوكاس ديني (باريس سان جيرمان)، وأنطوان غريزمان (ريال سوسييداد الإسباني)، وكليمان غرونييه (ليون)، والياكيم مانغالا (بورتو البرتغالي)، وقلب الدفاع مامادو ساخو (ليفربول الإنجليزي) الذي منحه ديشان دورا إضافيا وعينه قائدا في المباريات التجريبية الأخيرة لأدائه داخل وخارج الملعب، في ظل غياب الحارس هوغو لوريس.
لكن أجواء ديشان تعكرت بعد استبعاده لاعب الوسط سمير نصري بطل إنجلترا مع مانشستر سيتي لعدم تقبله لعب دور البديل، فتقدم بشكوى ضد صديقة الأخير بعد أن وجهت إليه الشتائم لعدم اختياره، إذ كتبت أنارا أتانيس على موقع «تويتر»: «فرنسا إلى الجحيم.. ديشان إلى الجحيم.. بئس المدرب»، قبل أن تعود وتقدم اعتذارها. ويعلق ديشان على تشكيلته «سنحاول تقديم أفضل كأس ممكنة، لكن وجودي في هذا المنصب يجبرني على التفكير في ما قد يحصل في 2016».
لم يكن هامش الخطأ واردا في التصفيات بعد أن وقعت فرنسا مع إسبانيا حاملة اللقب وضمن مجموعة من خمسة منتخبات، فانزلقت مرة واحدة أمام لا روخا، لكنها كانت كافية لفقدان الصدارة والبطاقة المباشرة. وتجاوزت قطوع الملحق بمعجزة، بعد سقوطها أمام أوكرانيا ذهابا بهدفين، فقدمت أداء رائعا وملتهبا إيابا (3/صفر) لتبلغ النهائيات مرة ثانية على التوالي من باب الملحق.
لم ينفك نجم المنتخب السابق ورئيس الاتحاد الأوروبي الحالي ميشال بلاتيني عن القول إن «الحظ» رافق ديشان طوال حياته المهنية، فقد عرف كيف يدير لاعبيه من دون أي شائبة، ولديه حس تكتيكي خارق. ولطالما فرضت فرنسا احترامها على الساحة الدولية بفضل لاعبين أسطوريين، على غرار ريمون كوبا وبلاتيني وزيدان. اقتربت من التتويج عدة مرات، وأخفقت في المربع الأخير في 1982 و1986، لكنها انتظرت حتى 1998 على أرضها حتى تحرز لقبها العالمي الأول، واتبعته بكأس أوروبا 2000. كادت تكرر فعلتها في 2006، لكن ركلات الترجيح في النهائي أمام إيطاليا ونطحة زيدان مهدتا لفضيحة جنوب أفريقيا 2010.
في البرازيل 2014، وقعت بطلة أوروبا 1984 في مجموعة بالغة السهولة على الورق مع سويسرا والإكوادور وهندوراس، وفي حال صدارتها يتوقع أن يكون مشوارها في الدور الثاني أسهل حيث تواجه وصيف المجموعة الخامسة التي تضم الأرجنتين والبوسنة والهرسك وإيران ونيجيريا. وافتقدت فرنسا لحارسها الثاني ستيف مانداندا بعد تعرض حارس مارسيليا لإصابة واضطراره لوضع واق للرقبة والخلود للراحة لمدة 3 أسابيع، فاستدعى ديشان حارس سانت إيتيان ستيفان روفييه من الاحتياطيين السبعة وعينه حارسا ثانيا وراء هوغو لوريس (توتنهام الإنجليزي)، فيما أبقى المخضرم ميكايل لاندرو (باستيا) حارسا ثالثا.
قائد مجموعة، عامل لا يكل، وتكتيكي من الدرجة الأولى.. هكذا يمكن اختصار ديدييه ديشان بعد 20 سنة من عطاءات جعلته يجسد «ثقافة الفوز» بالإضافة إلى ملاك حارس يكون إلى جانبه دوما مع منتخب الديوك. في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، كادت مغامرة الرجل الذي وصف بـ«والد انتصار 1998» تنتهي بعد خسارة ذهاب الملحق أمام أوكرانيا صفر/2، لكن ابن الخامسة والأربعين نجح في لملمة جراح فريقه وضرب بقوة إيابا بمساعدة من هدفي المدافع ساخو، ذكرا بهدفي تورام في نصف نهائي مونديال 1998 أمام كرواتيا. بعد تحقيق التعادل على أرض إسبانيا بطلة العالم في أكتوبر (تشرين الأول) 2012 بهدف قاتل من أوليفييه جيرو، قال عنه بلاتيني «نابوليون كان يقول إنك بحاجة لجنود جيدين وللحظ كي تنتصر بالمعارك. وديدييه هكذا، كنت أسأل نفسي دوما إذا كان سقط في جرن ماء مقدس بعد ولادته».
لكن من المجحف إلصاق الحظ بمسيرة القائد الفرنسي الوحيد الذي رفع كأس العالم بعد مسيرة رائعة بدأها في عمر السابعة عشرة مع نانت وأحرز خلالها لقب الدوري المحلي مرتين مع مارسيليا ودوري أبطال أوروبا 1993، ثم الدوري الإيطالي ثلاث مرات مع يوفنتوس ودوري أبطال أوروبا 1996، ثم كأس إنجلترا مع تشيلسي في 2000 ووصافة دوري الأبطال مع فالنسيا في 2001، قبل أن يستهل مشواره التدريبي مع موناكو ويقوده إلى وصافة دوري أبطال أوروبا 2004، ثم ينتشل يوفنتوس من محنته بعد إسقاطه إلى الدرجة الثانية (2007) ويمنح مارسيليا لقبه الأول في الدوري بعد 18 سنة من الفشل (2010).
مقابل هذه النجاحات، عرف ديشان بعض الخيبات على غرار خسارة نهائي دوري الأبطال في 1997 و1998 و2001، والأهم من ذلك فشل التأهل إلى مونديال 1994 بعد الخسارة التاريخية أمام بلغاريا في التصفيات. ويلخص ديشان تفسيره للعبة كرة القدم «لا أستمتع باللعب، بل أستمتع بالفوز»، وهذا ما ينتظر منه الفرنسيون تحقيقه في البرازيل. من جهته، وبعد سقوطه في معركة الكرة الذهبية الأخيرة مع البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، ظهر تأثر فرانك ريبيري نفسيا من خلال تراجع أدائه على أرض الملعب، لكنه يبقى العلامة الفارقة في المنتخب الأزرق. وقدم ريبيري موسما رائعا في 2013 حيث أسهم في منح بايرن ميونيخ ثلاثية تاريخية، وتابع مشواره الناجح هذا الموسم محليا، لكن مع خروج بايرن المؤلم أمام ريال مدريد الإسباني من دوري الأبطال وحسم الفريق البافاري البوندزليغا مبكرا، لم يعد «فرانكي» الجناح المتوهج، فبدا ابن الحادية والثلاثين ظلا للاعب ألهب عشاق المستديرة في آخر سنتين. انكسر شيء ما في 13 يناير (كانون الثاني) الماضي في زيوريخ عندما كان ريبيري يعتقد نفسه المؤهل لحمل الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، لكن الجناح الأيسر اكتفى بأفضل لاعب في القارة الأوروبية، وهو يعول للتعويض مع بلاده في المونديال بعدما حمل ألوانها 81 مرة وسجل 16 هدفا. ولم تسعف الحالة البدنية ريبيري بعد ذلك، فخضع لجراحة لإزالة ورم دموي في أسفل ظهره مطلع فبراير (شباط) الماضي وغاب لفترات مع بايرن، لكن مدربه الإسباني جوسيب غوارديولا كشف في أبريل (نيسان) أن مشكلة ريبيري «في رأسه وليس في قدميه».
وأعلن ريبيري أنه سيخوض موندياله الثالث والأخير بعدما قدم مستوى خارقا في 2006 أسهم في الوصول إلى النهائي قبل السقوط أمام إيطاليا، قبل أن يشارك في فضيحة كنيسنا 2010 ويوقف ثلاث مباريات. وريبيري أصبح العنصر الأول في تشكيلة لوران بلان بين 2010 و2012، وعزز موقعه مع ديشان (6 أهداف و12 تمريرة حاسمة).
ونشأ ريبيري في منطقة فقيرة في بولونيي سور مير، وعانى في طفولته حادث سير مع عائلته لا تزال تشويهاته بادية على وجهه حتى الآن، وهو متزوج من وهيبة الجزائرية الأصل. أشهر إسلامه مطلقا على نفسه اسم بلال، وتمت ملاحقته لفترة طويلة مع زميله كريم بنزيمة بتهمة ممارسة الجنس مع قاصر. وكان الاتحاد الفرنسي لكرة القدم أعلن أمس عن خضوع نجم ريبيري لمزيد من الفحوص في أحد المستشفيات بسبب مشاكل مستمرة في ظهره. وقال الاتحاد الفرنسي إن النجم المحترف ضمن صفوف فريق بايرن ميونيخ الألماني توجه إلى أحد المستشفيات الجامعية لإجراء هذه الفحوص التي ينتظر أن يتوجه بعدها ريبيري إلى مدينة نيس جنوب فرنسا حيث سيخوض منتخب الديوك مباراة تجريبية أمام منتخب باراغواي اليوم الأحد. ولم يعلن الاتحاد الفرنسي عن مزيد من التفاصيل حول مدى اللياقة البدنية للاعب خط الوسط المتقدم لكن من غير المرجح أن يشارك ريبيري في مباراة باراجواي.
ولم يشارك ريبيري في المباراة الودية التي خاضها منتخب بلاده أمام منتخب النرويج الثلاثاء الماضي وانتهت بفوز فرنسا بأربعة أهداف نظيفة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».