«انتصار» ديمقراطي في الذكرى الأولى لانتخاب ترمب

دي بلازيو يتحدى الرئيس الأميركي فور انتخابه رئيساً لبلدية نيويورك

عمدة نيويورك بيل دي بلازيو يحيّي أنصاره بعد صدور نتائج الانتخابات مساء أول من أمس (رويترز)
عمدة نيويورك بيل دي بلازيو يحيّي أنصاره بعد صدور نتائج الانتخابات مساء أول من أمس (رويترز)
TT

«انتصار» ديمقراطي في الذكرى الأولى لانتخاب ترمب

عمدة نيويورك بيل دي بلازيو يحيّي أنصاره بعد صدور نتائج الانتخابات مساء أول من أمس (رويترز)
عمدة نيويورك بيل دي بلازيو يحيّي أنصاره بعد صدور نتائج الانتخابات مساء أول من أمس (رويترز)

حظي المعسكر الديمقراطي، مساء أول من أمس، بفوز في ثلاث جبهات انتخابية مهمة لحكام الولايات ورؤساء البلديات، وذلك بالتزامن مع الذكرى الأولى لفوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية.
واعتبر الديمقراطيون نتائج ليل الثلاثاء بمثابة رفض شعبي لما يطلق عليه معارضو الرئيس الأميركي سياسات ترمب «التقسيمية»، واختبار لنفوذه قبل المعارك الانتخابية المقبلة على مستوى الولايات وعلى المستوى الوطني.
وكانت الهزيمة الأكبر في فيرجينيا، الولاية التي تحد واشنطن وتعد مؤشرا للسياسات الوطنية، في وقت تستعد فيه البلاد لانتخابات مجلس الشيوخ العام المقبل قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2020، وشهدت المعركة على منصب حاكم ولاية فيرجينيا منافسة محتدمة، إلا أن الديمقراطي رالف نورثام هزم خصمه الجمهوري إد غيليسبي، محققا تقدما غير متوقع بتسع نقاط مئوية في الولاية الواقعة إلى جنوب واشنطن.
وفي نيوجيرسي، حقق المرشح الديمقراطي فيل مورفي فوزا سهلا بفارق 13 نقطة مئوية على الحاكم الجمهوري المنتهية ولايته كريس كريستي، الذي كان لوقت طويل حليفا لترمب.
أما رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو، فأعيد انتخابه على رأس المدينة ذات الكثافة السكانية الأكبر في الولايات المتحدة. ورأى كل من مورفي ونورثام في فوزهما، رفضا للاستقطاب الذي طبع إلى حد كبير حملة ترمب الانتخابية عام 2016، ومعظم سنته الأولى في البيت الأبيض. وأعلن مورفي: «وجهت اليوم نيوجيرسي رسالة لا لبس فيها إلى البلاد بأسرها مفادها: نحن أفضل من ذلك».
وتشكل النتائج إعادة إحياء لحظوظ الديمقراطيين الانتخابية، بعدما فشل الحزب في تحقيق فوز في عدة انتخابات محلية سابقة في عدد من الولايات هذا العام، ما أثار قلقا بشأن شعبية الحزب بين الأميركيين.
ووصف رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية، توم بيريز، في حديث أدلى به لشبكة «سي إن إن» الإخبارية، الانتخابات بأنها «استفتاء على القيم الأميركية». وأشارت اللجنة في بيان إلى أنها لم تفز في فيرجينيا ونيوجيرسي فقط، بل «في جميع الانتخابات بأنحاء البلاد» باحتفاظ الديمقراطيين بمقاعد في المجالس البلدية ومجلس النواب أو قلبها لصالحهم في ست ولايات أخرى.
وسعى ترمب سريعا إلى النأي بنفسه عن المرشح الجمهوري غيليسبي، الذي لم يشرك الرئيس في حملته في فيرجينيا. وكتب ترمب في تغريدة من كوريا الجنوبية حيث كان ضمن جولة آسيوية: «عمل إد غيليسبي بكد، ولكنه لم يؤيدني ولم يتبن ما أمثله». وأصر الرئيس على أنه مع استمرار الأداء الجيد للاقتصاد الأميركي: «سنستمر بالفوز».
ولكن بعض المحللين رأوا أن النتائج تشير إلى موجة ديمقراطية تلوح في الأفق. وقال مايكل ماكدونالد من جامعة فلوريدا لوكالة الصحافة الفرنسية، إن فيرجينيا كانت أشبه بـ«حمام دم» بالنسبة للجمهوريين.
ورغم أن غيليسبي بث إعلانات صعدت الجدل بشأن الانتماء العرقي والسلاح والهجرة غير الشرعية ومصير تماثيل رموز الكونفدرالية، فإن محاولته للنأي بنفسه عن ترمب تحديدا لم تعد بأي فائدة عليه. وقال ماكدونالد إن «ترمب يهيمن على السياسة الأميركية، ولذا من الصعب على أي جمهوري الهرب منه».
وفاقم فوز الديمقراطيين بمنصبي نائب حاكم فيرجينيا ونائبها العام، هزائم الجمهوريين في الولاية. وحظي الحزب بعدة مقاعد في مجلس مندوبي الولاية المكون من مائة مقعد، ما يهدد باحتمال فقدان الجمهوريين سيطرتهم على مجلس الولاية التشريعي.
من جانبه، تعهد بيل دي بلازيو بـ«التصدي» للرئيس دونالد ترمب. وقال متوجها إلى الرئيس المولود أيضا في نيويورك: «إذا خالفتم مبادئ مسقط رأسكم، فمدينتنا ستتصدى لكم»، وسط تصفيق مؤيديه في متحف بروكلين.


مقالات ذات صلة

عمالقة التكنولوجيا يخطبون ودّ ترمب… بالملايين

الولايات المتحدة​ مؤسس شركة «أمازون» الأميركية العملاقة جيف بيزوس متحدثاً في لاس فيغاس (أ.ب)

عمالقة التكنولوجيا يخطبون ودّ ترمب… بالملايين

اصطف مليارديرات صناعة التكنولوجيا الأميركيون، وآخرهم مؤسس «أمازون» جيف بيزوس، لخطب ود الرئيس المنتخب قبل عودته للبيت الأبيض من خلال تبرعات بملايين الدولارات.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب في ولايته الأولى رئيساً للولايات المتحدة يلوح بيده خلال اجتماع ثنائي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان في 28 يونيو 2019 (رويترز)

ترمب ينتقد قرار بايدن إرسال صواريخ تستهدف العمق الروسي ويصفه بالأحمق

موسكو ترحب بانتقادات دونالد ترمب لقرار جو بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى ضد أهداف داخل عمق الأراضي الروسية

هبة القدسي (واشنطن)
المشرق العربي وزيرا الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال إفادة صحافية مشتركة بعد مباحثاتهما في أنقرة الجمعة (رويترز)

«توافق عام» تركي - أميركي على مستقبل سوريا ما بعد الأسد

سيطر ملفان رئيسيان على مباحثات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في أنقرة؛ أولهما مستقبل سوريا ما بعد بشار الأسد، والثاني التباين حول مكافحة الإرهاب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

استطلاع: الأميركيون ليس لديهم ثقة كبيرة في اختيارات ترمب لأعضاء الحكومة

أظهر استطلاع جديد للرأي أن الأميركيين ليست لديهم ثقة كبيرة في اختيارات الرئيس المنتخب دونالد ترمب لأعضاء الحكومة، أو فيما يتعلق بإدارة ملف الإنفاق الحكومي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».