التهديد الكوري الشمالي يطغى على أول أيام جولة ترمب الآسيوية

بكين تسمح للرئيس الأميركي باستخدام «تويتر» خلال زيارته

ترمب وآبي يستعدان للعب الغولف خارج طوكيو أمس (أ.ف.ب)
ترمب وآبي يستعدان للعب الغولف خارج طوكيو أمس (أ.ف.ب)
TT

التهديد الكوري الشمالي يطغى على أول أيام جولة ترمب الآسيوية

ترمب وآبي يستعدان للعب الغولف خارج طوكيو أمس (أ.ف.ب)
ترمب وآبي يستعدان للعب الغولف خارج طوكيو أمس (أ.ف.ب)

وجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب من اليابان أمس، تحذيراً إلى كوريا الشمالية، مؤكداً أنه لا ينبغي «لأي ديكتاتور» أن يُسيء تقدير تصميم الولايات المتحدة، وذلك في اليوم الأول من جولة آسيوية يطغى عليها التهديد النووي الكوري الشمالي.
وقال ترمب بعد أن ارتدى سترة طيار أمام جنود أميركيين في القاعدة العسكرية الأميركية بيوكوتا، غرب طوكيو، المحطة الأولى في جولته التي تشمل خمس دول «لا ينبغي لأحد ولا لأي ديكتاتور ولا نظام ولا دولة أبدا أن تسيء تقدير الولايات المتحدة».
ورداً على هذه التصريحات، طلبت كوريا الشمالية من ترمب الامتناع عن الإدلاء بأي «ملاحظة غير مسؤولة»، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. وقالت صحيفة «رودونغ سينمون» إن ترمب «لم يعد بعد إلى جادة الصواب ويستفز بشكل خطير كوريا الشمالية بملاحظاته». وحذّرت من أنه «إذا ارتكبت الولايات المتحدة خطأ في تفسير الإرادة الصلبة لكوريا الشمالية، فستجد بيونغ يانغ نفسها مضطرة إلى أن تكون أول من يطلق العنان لعقاب حازم وبلا رحمة، من خلال حشد كل قواها».
وتأتي جولة ترمب في آسيا التي تستمر لأكثر من عشرة أيام، وهي الأطول في المنطقة بالنسبة لرئيس أميركي منذ ربع قرن، بعد أشهر من التصعيد الكلامي بين واشنطن وبيونغ يانغ، التي تطور برنامجها النووي بسرعة.
وبعد طوكيو وسيول، يتوجّه ترمب إلى الصين لينتقل بعدها إلى فيتنام لحضور قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا - المحيط الهادئ (أبيك)، ثم إلى مانيلا للمشاركة في رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان).
وأعلن ترمب أنّه سيلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين في فيتنام. ووصل ترمب إلى اليابان أمس برفقة زوجته ميلانيا، ونزل من الطائرة الرئاسية قبل توجهه لإلقاء التحية على الحشد الذي كان في انتظاره على المدرج. وقد استقبله وزير الخارجية الياباني تارو كونو.
وقال ترمب إن كوريا الشمالية «مشكلة كبيرة بالنسبة إلى بلدنا والعالم بأسره، ونريد أن نحلها».
وخصص ترمب بعض العبارات اللطيفة للشعب الكوري الشمالي. فقد قال للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية «أعتقد أنهم أشخاص جيدون جداً، هم يعملون بجدّ وأكثر حفاوة مما يعتقد الجميع». وأضاف: «آمل أن يصبح كل شيء على ما يرام بالنسبة للجميع».
وحرص ترمب منذ وصوله على طمأنة اليابان بالتزام واشنطن تجاه أمن هذا البلد الذي حلقت فوقه مرتين صواريخ كورية شمالية، والذي هدّدت بيونغ يانغ بـ«إغراقه». وقال ترمب «إن اليابان شريك ثمين وحليف حاسم» للولايات المتحدة.
بدوره، قال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي للصحافيين في طوكيو بعد وصول ترمب «أرحّب بالزيارة التاريخية للرئيس (الأميركي) إلى اليابان». وأضاف: «أريد أن أقوّي أكثر فأكثر روابط التحالف بين الولايات المتحدة واليابان القائم على أساس الثقة والصداقة مع الرئيس ترمب». وأشار إلى أنه يريد أن يناقش مع الرئيس الأميركي «مختلف التحديات الدولية، وأولها قضية كوريا الشمالية».
وكان آبي أقام علاقات وثيقة مع ترمب. وهو أول مسؤول أجنبي توجه لزيارته في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية قبل أن يتولّى مهامه الرسمية.
وبعد لقاء أول في برج ترمب في نيويورك، توجه المسؤولان للعب الغولف في منتجع يملكه ترمب في فلوريدا. وكرر ترمب «دبلوماسية الغولف» في الزيارة الثانية لآبي إلى الولايات المتحدة في فبراير (شباط).
وبعد تسعة أشهر على لعب الرجلين أول مباراة غولف، التقى ترمب وآبي أمس على العشب الأخضر في ملعب للغولف باليابان، ووقعا أمام وسائل الإعلام قبعة بيضاء كُتب عليها «دونالد وشنزو سيجعلان التحالف أكثر قوة». وقال ترمب قبل المباراة «سوف نستمتع». وانضمّ إليهما اللاعب المحترف هيديكي ماتسوياما.
عقب ذلك، كان من المتوقّع أن يقيم آبي مأدبة عشاء تكريماً لترمب، يحييها المغني الياباني بيكوتارو الذي انتشرت أغانيه بشكل واسع على الإنترنت. ويؤيد آبي الذي حقق مع تحالفه المحافظ فوزاً ساحقاً في الانتخابات التشريعية المبكرة في اليابان، سياسة ترمب التي تقضي بممارسة ضغوط قصوى على الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ - أون، وتطرح «كل الخيارات» على الطاولة، بما فيها الخيار العسكري.
يُشار إلى أن العلاقات بين الرئيس الأميركي ونظيره الكوري الجنوبي مون جاي - إن أقل دفئاً. ويعزو المحللون سبب هذا التباعد إلى دعوة مون جارته الشمالية إلى عقد شكل من أشكال الحوار.
وعشية زيارة ترمب للمنطقة، أجرت قاذفتا «بي - 1 بي لانسر» أميركيتان أسرع من الصوت تدريباً مشتركاً الخميس مع مقاتلات يابانية وكورية جنوبية، حسبما ذكرت القوات الجوية الأميركية. وحذّرت الاستخبارات الكورية الجنوبية، حسب وسائل إعلام محلية، من تحضير محتمل لإطلاق كوريا الشمالية صاروخاً جديداً.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» في عددها السبت، رسالة وجهها مسؤولون في البنتاغون إلى نواب أميركيين، يؤكدون فيها أن الطريقة الوحيدة لتحديد وتأمين المواقع النووية في كوريا الشمالية هي التدخل البري الأميركي.
على صعيد متصل، قال مسؤول حكومي صيني رفيع المستوى إن الرئيس الأميركي سيكون في مقدوره استخدام موقع التواصل الاجتماعي المحجوب في الصين «تويتر»، خلال زيارته الرسمية لبكين اعتباراً من الأربعاء المقبل، كما نقلت وكالة «رويترز».
يذكر أن الرئيس الأميركي، النشيط للغاية في موقع «تويتر»، الذي تثير تغريداته جدلاً واسعاً في مختلف أنحاء العالم، سيصل إلى الصين الأربعاء في زيارة رسمية تستمر حتى يوم الجمعة.
وقال شينغ زيجوانغ، نائب وزير خارجية الصين، إنه «بالنسبة لكيفية تواصل الرئيس ترمب مع مختلف أنحاء العالم (أثناء وجوده في الصين)، فهو أمر لا يحتاج إلى القلق بشأنه»، مضيفاً أنه تم اتخاذ الكثير من الإجراءات والاستعدادات لضمان استقبال حافل للرئيس الأميركي وزوجته في بكين.
يذكر أن موقع «تويتر» والعديد من مواقع التواصل الاجتماعي العالمية الشهيرة مثل «فيسبوك» و«آنستغرام» و«يوتيوب» و«غوغل» محظورة في الصين، ولا يمكن لمستخدمي الإنترنت في الصين الوصول إليها واستخدامها.
وبحسب تقارير إعلامية صينية، فإن السلطات في بكين حريصة على أن توفر للرئيس الأميركي نفس الاستقبال الدافئ الذي حصل عليه الرئيس الصيني شي جينبينغ وزوجته، خلال إقامتهما في ولاية فلوريدا في أبريل (نيسان) الماضي، بمناسبة عقد أول اجتماع ثنائي بين الرئيسين الأميركي والصيني آنذاك.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.