أقدم ملعب في السعودية يعود للواجهة خلال 18 شهراً

آل الشيخ أعلن حزمة قرارات لمعالجة أوجاع البنى التحتية للرياضة في البلاد

ملعب الأمير عبد الله الفيصل أقدم ملعب في البلاد سيكون جاهزاً لاستقبال الجماهير بعد عام ونصف العام تقريباً (تصوير: محمد المانع)
ملعب الأمير عبد الله الفيصل أقدم ملعب في البلاد سيكون جاهزاً لاستقبال الجماهير بعد عام ونصف العام تقريباً (تصوير: محمد المانع)
TT

أقدم ملعب في السعودية يعود للواجهة خلال 18 شهراً

ملعب الأمير عبد الله الفيصل أقدم ملعب في البلاد سيكون جاهزاً لاستقبال الجماهير بعد عام ونصف العام تقريباً (تصوير: محمد المانع)
ملعب الأمير عبد الله الفيصل أقدم ملعب في البلاد سيكون جاهزاً لاستقبال الجماهير بعد عام ونصف العام تقريباً (تصوير: محمد المانع)

وقف تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، أمام تباطؤ وتيرة تنمية البنية التحتية للرياضة السعودية بسبب تخلف عدد من الشركات عن تسليم المنشآت الرياضية في الوقت المحدد، وأحال ثلاث شركات أخرى للتحقيق؛ وذلك لوجود قصور في تنفيذ أعمالها، والبدء في اتخاذ الإجراءات النظامية لسحب المشاريع من مقاولي التنفيذ الذين تبين قصورهم في تأدية أعمالهم.
كما وجّه بالتحقيق في عملية توريد البوابات الإلكترونية لمشروع استاد الأمير عبد الله الفيصل بمحافظة جدة، ولضمان آلية العمل الجديدة وجّه بإنشاء مكتب في الهيئة العامة للرياضة تحت مسمى إدارة المشاريع، يرتبط برئيس مجلس إدارة الهيئة.
وبدت حزمة القرارات التي أعلن عنها آل الشيخ بمثابة مساع لمعالجة أوجاع البنى التحتية في البلاد، والتي تأخرت كثيرا وسط ضوء أخضر كبير من القيادة العليا في البلاد لتحقيق تطلعات الجماهير الرياضية السعودية وإسعادهم بإصلاح ما يحتاج إصلاحه وترتيب البيت الرياضي المحلي.
أول القرارات التي اتخذها رئيس الهيئة إحالة مكتب النعيم ومكتب التنمية ومكتب العربي للاستشارات الهندسية للتحقيق، بعد أن ثبت للهيئة تقصيرهم في أعمالهم وعدم الإيفاء ببنود العقود الموقعة مع الهيئة، والبدء في اتخاذ الإجراءات النظامية لسحب المشاريع من مقاولي التنفيذ الذين تبين قصورهم في تأدية أعمالهم، إضافة إلى سحب جميع المشاريع التابعة لشركة «الرياض للتشغيل والصيانة»، وهذه الشركة مشغلة لاستاد الملك فهد الدولي في العاصمة الرياض، ومدينة الملك سلمان الرياضية في محافظة المجمعة، وأندية الشباب والنصر والأهلي والاتحاد، وعدد من الأندية الأخرى علما بأن هذه الشركة هي إحدى أهم الشركات في السوق الرياضية التشغيلية.
كما وضع حدا لكل التكهنات التي دارت حول مصير استاد الأمير عبد الله الفيصل بمحافظة جدة، الذي دام تطويره تسع سنوات، ووجّه بإنهاء أعمال التطوير خلال مدة لا تتجاوز 18 شهرا، من تاريخه، على أن تتسع مدرجات الملعب لـ25 ألف متفرج، وكانت بداية المعاناة مع الملعب الشهير في جدة، وأحد أقدم الملاعب السعودية عندما أمر الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، بتوسعة الملعب ليستوعب أكبر عدد من جماهير المنطقة الغربية التي دائماً ما يحتضن هذا الملعب مواجهات المنتخب السعودي الأول، ونهائيات في المسابقات السعودية، ومنذ أن صدر قرار توسعة الملعب وحتى هذا اليوم والعمل يسير ببطء شديد بعد أن كانت الشركة المتعهدة بتطويره قد حددت 12 شهراً للانتهاء من أعمال التطوير.
غير أن الأعذار الواهية، والتبريرات المتلاحقة خلال تسع سنوات بأن البنية التحتية للملعب من ماء وكهرباء وصرف صحي تالفة بالكامل، إضافة إلى أن مباني الخدمات المحيطة شبه تالفة، وأصبحت تشكل خطراً على سلامة الملعب، وحينها وجّهت الهيئة باستبدال البنية التحتية للملعب بالكامل من كهرباء وتمديدات مياه وصرف صحي، وأعمدة تالفة، وهذه الأعمال لم تكن ضمن الجدول الزمني والمالي للمشروع وتم إقرارها، وعند بدء تركيب مظلة الملعب حدث احتكاك بين الآلة وجزء من المظلة وسقطت مظلة الدرجة الثانية، وتم إيقاف التركيب، واستعانت الهيئة في عهد الأمير نواف بن فيصل بشركة «دبليو إس بي» للتحقق من سلامة التصميم ولمراجعة التصميم.
وزف تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، البشرى لنادي الرائد ونادي أبها، في إنجاز منشأتي الناديين المتعثرة خلال مدة لا تتجاوز 18 شهرا، ولازمت معاناة تعثر منشأة الرائد لأكثر من ثماني سنوات، وتسلم ملفها أكثر من شركة لم تفلح في تشييدها، وظل السؤال لدى الرائديين عالقاً في هذه المدة الطويلة التي يرون فيها أعمدة خراسانية وأسوار شيدت من الزنك، وعمل متعثر ما بين شركة وطنية وأخرى صينية تسلمت العقد بالباطن لإكمال المشروع، حلم الرائديين كاد أن يتحول إلى كابوس مزعج، لولا تدخل هيئة الرياضة وإيقاف عبث الشركات وترسية المشاريع على شركات أخرى قادرة على إنجاز أعمال التشييد في الوقت المحدد.
وما مر على الرائديين ينطبق تماماً على الأبهاويين من معاناة استمرت سبع سنوات ما بين وعود ومماطلات وتعثر المقاول، واعتراضات من المواطنين في البدايات على موقع المنشأة، وظل نادي أبها طيلة السنوات الماضية يعيش ظروفا صعبة ومتأزمة بسبب عدم وجود مقر وملاعب وصالات رياضية نتيجة تأخر تسليم المنشأة الرياضية، التي استمر فيها العمل أعواما طويلة، وكان من المقرر تسليمها مطلع العام 2012، وناشد الأبهاويون هيئة الرياضة في وقت سابق للوصول إلى حل مع معاناتهم لعدم توفر بنية تحتية في ناديهم تكفي لتدريبات الفئات السنية والفريق الأول؛ مما دعاهم إلى استئجار ملاعب خاصة بمبالغ كبيرة لفرق كرة القدم، غير أن قرار رئيس الهيئة الأخير بعث السعادة في نفوس الأبهاويين، حينما ينتقلون إلى منشآتهم النموذجية في مدة لن تتجاوز 18 شهراً.
كما قرر رئيس هيئة الرياضة إنهاء إنارة منشأة نادي الطائي خلال أربعة أشهر، وهي المنشأة التي رفض الطائيون تسلمها على الرغم من تأخر موعد التسليم لأكثر من عام ونصف العام، بسبب عدم تركيب إنارة الملاعب، وكذلك مقاعد الجماهير التي يتجاوز عددها 3000 مقعد ظل مكانها شاغرا، كما لم يتم إنشاء الملعب الخاص بالبراعم، ما حدا بإدارة الطائي إلى رفض تسلمها رسميا، مشترطة اكتمال أعمال الإنشاء التي تعد أساسية في العقد المبرم بين الهيئة والمقاول، وهو ما تم في الأيام الأخيرة، غير أن إنارة الملاعب لم يتم تركيبها، حتى وجه تركي آل الشيخ في المؤتمر الصحافي الأخير بإنهاء جميع النواقص في منشأة «فارس الشمال» خلال مدة لا تتجاوز أربعة أشهر.
ومن حائل إلى القصيم؛ فقد وجه بالتحقيق في تعثر مشروع مدرجات نادي الحزم بمحافظة الرس، وتطوير إنارة مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز الرياضية بمدنية بريدة، وكانت الهيئة قد أقرت قبل ست سنوات توسعة مدرجات نادي الحزم، لكن فصول هذه التوسعة ظلت حتى يومنا هذا لم تنتهِ، في ظل تعثر جميع المقاولين الذين مروا على المشروع، رغم الميزانية الضخمة التي حددت للمدرجات وتجاوزت تتجاوز تسعة ملايين ريال، غير أن الحزماويين لم يروا بناء أعمدة المدرجات، ومن ثم هدمها بسبب عدم مطابقتها المواصفات القياسية، وأعيد بناؤها للمرة الثانية، ومن ثم هدمت للسبب ذاته، ولم يحرك المقاول ساكناً تجاه الأعمدة التي بنيت للمرة الثالثة، وظلت على ما هي عليه، حتى أنها أعاقت أعمال التطوير والتحسين في النادي وباتت تشكل خطراً على اللاعبين.
ويأتي تطوير إنارة مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز الرياضية بمدنية بريدة، بسبب ما دوّنه مدير المسابقات بالاتحاد الآسيوي بافيل لوزانوف من خلال ملاحظاته بأن إنارة الملعب ضعيفة، التي كادت أن تحرم نادي التعاون من المشاركة في دوري أبطال آسيا على ملعبه وبين جماهيره، حتى تدخلت إدارة الملعب وعاجلت هذه الإشكالية بمسكنات وقتية؛ لكي يمنح النادي القصيمي شرف المشاركة الأولى على ملعبه.
وكان من أهم الخطوات التي اتخذتها هيئة الرياضة لمواكبة التطور الرياضي إنشاء منصة لبيع التذاكر إلكترونياً، خلال خمسة أشهر من تاريخ عقد المؤتمر الصحافي الأخير، وتركيب بوابات إلكترونية في، استاد الملك فهد، ومدينة الملك عبد الله ببريدة، واستاد الأمير محمد بن فهد، مدينة الأمير عبد الله بن جلوي بالأحساء، وتطوير البوابات الإلكترونية لاستاد مدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة؛ كونها توفر كثيرا من الوقت والجهد على المشجع الذي سيصبح بإمكانه حجز مقعده قبل موعد المباراة بيوم أو أكثر والحضور قبل انطلاق المباراة بوقت قليل؛ إذ سيحصل على مقعده الخاص عبر الرقم المخصص له على تذكرة الدخول، وعدم الحاجة إلى حجز مقعد في وقت باكر كما كان متعارفا عليه في وقت سابق، كما أن الجماهير ستتمكن من حجز التذاكر إلكترونياً دون الحاجة إلى الوقوف في صفوف الانتظار الطويلة على شباك التذاكر.
كما تكمن أهمية البوابات الإلكترونية في كشف ومعالجة السلبيات التي تحدث في الملاعب، وسيحرص المشجع بعد تركيب البوابات الإلكترونية على الاحتفاظ بتذكرته، وذلك بعد عبوره الشريط الإلكتروني الأول الموجود على البوابة الرئيسية، كي يضمن له حقه في مقعده طوال وقت وجوده داخل الملعب، على أن يكون هناك مساعدات إرشادية من فريق عمل يوجه كل مشجع إلى مدرج فريقه؛ لتسهيل عملية وصوله إلى المقعد الخاص به كما هو معمول به في الملاعب الأوروبية في وجود فريق منظم ومتخصص لخدمة المشجعين طوال تواجدهم في المدرجات.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».