كيف سيجني الأخضر ثمار التأهل للمونديال «استثمارياً»؟

خبراء تسويق واقتصاديون يجيبون عن استفسار «الشرق الأوسط»

من احتفالات لاعبي المنتخب السعودي بالتأهل («الشرق الأوسط») - الأخضر سيجني فوائد استثمارية عدة بعد تأهله للمونديال - حافلة المنتخب السعودي ويبدو شعار «الخطوط السعودية» («الشرق الأوسط»)
من احتفالات لاعبي المنتخب السعودي بالتأهل («الشرق الأوسط») - الأخضر سيجني فوائد استثمارية عدة بعد تأهله للمونديال - حافلة المنتخب السعودي ويبدو شعار «الخطوط السعودية» («الشرق الأوسط»)
TT

كيف سيجني الأخضر ثمار التأهل للمونديال «استثمارياً»؟

من احتفالات لاعبي المنتخب السعودي بالتأهل («الشرق الأوسط») - الأخضر سيجني فوائد استثمارية عدة بعد تأهله للمونديال - حافلة المنتخب السعودي ويبدو شعار «الخطوط السعودية» («الشرق الأوسط»)
من احتفالات لاعبي المنتخب السعودي بالتأهل («الشرق الأوسط») - الأخضر سيجني فوائد استثمارية عدة بعد تأهله للمونديال - حافلة المنتخب السعودي ويبدو شعار «الخطوط السعودية» («الشرق الأوسط»)

بعد غياب 12 عاما عن الحدث الأشهر والأبرز كرويا في العالم، بلغ المنتخب السعودي نهائيات كأس العالم في روسيا 2018، وبعيدا عن الجانب الفني، تتزايد التساؤلات حول مدى إمكانية استفادة الأخضر «استثماريا» من ظهوره في الحدث العالمي.
ويقول خالد الربيعان الناقد الرياضي ومستشار التسويق الرياضي، إن ملف الاستثمار في هذا الجانب كبير جدا، ولكن يمكن اختصاره في التسويق الرياضي بالبحث المرتبط مباشرة باتحاد كرة القدم والمنتخب، والرعاة والشركاء الخاصون بالمونديال والمشاركة الرسمية فيه.
وزاد قائلاً: «بالإضافة إلى رعاة وشركاء التدريبات، منتجات المنتخب الوطني من قمصان وخلافه، البث التلفزيوني وحقوق مباريات الأخضر، والمداخيل من كل ذلك، هذه زاوية بها عمل كبير جداً خلال الفترة المقبلة».
وأضاف قائلاً: «الزاوية الأخرى هي كيفية ربط المنتخب السعودي من خلال الاتحاد بمؤسسات ووزارات أخرى، وتستطيع المملكة ككل أن تسوق لنفسها أكثر - ثقافة وتاريخا وعادات شعب وكرتها وفنها، وهكذا مثلما تفعل المنتخبات الرائدة في التسويق الرياضي».
ويرى الربيعان أن المنتخب السعودي بإمكانه الاستفادة من هذه المشاركة برفع عدد رعاة المنتخب قائلاً: «بالطبع وقد قلت في مناسبات كثيرة إن تاريخ رعاية المنتخب السعودي بدأ قبل منتخبات كثيرة جداً بفضل كأس العالم حيث كان أول الرعاة الكبار في مونديال 94، ثم ما تلا ذلك كون أكبر كمية رعاة تأتي في فترات كأس العالم».
ويؤكد الربيعان أن المنتخب الوطني مثله مثل النادي في كرة القدم، سلعة، وعليها إقبال، يزداد الإقبال عليها حينما تشتهر وتتألق وتشارك في محافل دولية وبطولات عالمية.
ويعتقد الربيعان أن هناك شركات بها إدارات تسويق محترفة بلغة السوق تتحين الفرص وتشعر بها، وهو ما يمكن للأخضر أن يستفيد منه.
ويواصل: «لو كنت صاحب مؤسسة كبيرة لسعيت من الآن لانتهاز الفرصة قبل أن تتغير الشروط والمقابل المالي مثلاً، والاتحاد السعودي لكرة القدم بدوره توجد به إدارة تسويق محترفة جداً، وبالطبع لن يفوتها التحرك في هذا الأمر لتزيد من مداخيل الاتحاد والمنتخب».
وعن المحفزات للشركات لرعاية المنتخب السعودي في كأس العالم يشير الربيعان إلى الحملات الإعلانية قبل المونديال خلال الفترة التحضيرية، وخلال المونديال وقت المباريات، وهي فترة كبيرة إعلانياً ومفيدة للشركات جداً لأن أغلب الشعب السعودي والأشقاء العرب سيشاهدون المباريات وبالتالي سيصل الإعلان للرعاة بشكل غير مسبوق، هذا حافز جيد جداً.
ويشدد الربيعان على أن هناك نقاطاً أخرى يمكن ابتكارها عند كل راعٍ - والابتكار مفتوح عند الجميع، هناك رعاة مثلاً يختارون أن يرافقوا المنتخب طيلة رحلته!! ويبثون لقطات ومقابلات ومعايشة للأجواء عند اللاعبين والتدريبات والمدربين والجمهور! وهي فترة إعلانية طويلة جدا بلغة السوق، ومداخيلها رائعة للغاية، باختصار كأس العالم فرصة، فقط يتطلب أن يكون الراعي ملماً باستراتيجيات التسويق الرياضي.
وبسؤال الربيعان عن كيفية استفادة الأخضر من الأضواء حتى بعد نهاية كأس العالم، يقول: «هذا يتوقف على نوعية المشاركة نفسها في المونديال! يعني فنياً، هو الأساس في هذه المرحلة، فلو كانت المشاركة فعالة فنياً وفيها جماليات وأهداف، ونتائج مشرفة، بالتأكيد هذه هي الأدوات التي ستساعد المنتخب السعودي على أن يستمر في البقاء في دائرة الضوء».
ويضيف قائلاً: «لا قدر الله لو حدث العكس، فإن هذه الأدوات التي أشرنا إليها ضعيفة وغير فعالة، وبالتالي يستلزم الأمر جهداً أكبر، وانتظار فعاليات أخرى ككأس الأمم الآسيوية وغيرها».
وبعد التعاقد مع الأرجنتيني باوزا وتعيين ماجد عبد الله وفرصة الاستفادة من وجودهم في الجانب الاقتصادي، يوضح الربيعان أنه بشكل عام التعاقد مع المدربين لا علاقة لها بالتسويق الرياضي ولا الرعاة، إلا في حالة واحدة فقط وهي التعاقد مع مدير فني بدرجة نجم شهير في عالم كرة القدم.
ويستدل الربيعان بتجربة ليفربول بالتعاقد مع يورجن كلوب، وقام كلوب بالتسويق للنادي ومنتجاته، وأيضاً مانشستر يونايتد سوق للنادي ولشعبيته أكثر عن طريق مورينيو إلى حد أنه أثر في سهم النادي وارتفاعه في سوق الأسهم العالمية، وحالة أتليتكو مدريد مع دييجو سيميوني أيضاً، في حالة المنتخب السعودي فباوزا ليس نجما لهذه الدرجة، وإن كان هناك وجه شهير إلى جانبه معه هو ماجد عبد الله الذي يمكن للمنتخب معه أن يسوق وقد يجذب رعاة، ولكن إلى حد ومستوى معين.
ويرى راشد الفوزان المحلل الاقتصادي أن المنتخب السعودي سيستفيد من المشاركة في كأس العالم من خلال رعاية الشركات له خلال المعسكر وتوفير أماكن التمرين والملابس وأشياء كثيرة يمكن للمنتخب الاستفادة منها وهذا جانب مهم جداً.
ويستطرد الفوزان قائلاً: «بالإمكان الاستفادة من اللاعبين أنفسهم، بمعنى أن يكون للاعبين جانب استثماري سواء بتيشيرت أو منتج معين وهذا أمر ممكن تسويقه»، ويواصل المحلل الاقتصادي بالقول إن الجمهور السعودي الذي سيغادر إلى روسيا بالإمكان الاستفادة منه من خلال تقديم مميزات كشركات الطيران والفنادق.
وبين الفوزان أن الهدف الأهم هو إبراز اسم السعودية وليس الهدف المالي في المقام الأول، فالمشاركة وأهميتها وقيمتها والقيمة المضافة له متمنياً أن يكون الهدف كما أورد هو إبراز اسم السعودية وتسويق البلد ككل فالهدف ليس الربح أو الخسارة فإن حصل إنجاز أمر جيد وإن لم يحصل وتم الصرف عليه هذا من وجهة نظري استثمار.
وأكد الفوزان أن مشاركة المنتخب السعودي في كأس العالم أمر مغرٍ لرعايته، فهو من المنتخبات التي صعدت إلى كأس العالم، ويواصل قائلاً: «المغري في رعاية المنتخب هو الجمهور السعودي الذي يحب الرياضة وهذا جيل الشباب الذي يشكل 70 في المائة من سكان المملكة»، مشيراً إلى أن الوجود مع الشباب سيفتح بوابات كثيرة وبالإمكان الاستفادة من الملاعب وتوفير مطاعم وخدمات فيها من قبل الشركات.
ويرى الفوزان أن على الاتحاد السعودي لكرة القدم التسويق للمنتخب وأن يسوق للشركات حتى تأتي لرعاية المنتخب وهذا أمر مهم، فالشركات لن تأتي لوحدها، مشيراً إلى أن الشركات لديها عروض ومغريات كثيرة لتوجيه استثماراتها وتحديداً في الجانب الرياضي، ويضيف قائلاً: «يجب على الاتحاد السعودي أن يكون لديه أنظمة وتشريعات وتسهيلات تشجع على الاستثمار منها المرونة والسرعة والديناميكية، وإجراءات واضحة وسريعة».
وعن استمرار الأضواء على المنتخب السعودي بعد كأس العالم يقول الفوزان إنها تعتمد على المستوى الرياضي في المملكة ومنها الدوري السعودي، ويجب تطوير الدوري من خلال تطوير الإيرادات المالية وكما نشاهد الآن الأندية جميعها تعاني ما عدا نادٍ أو ناديين وهذا يجعل الدوري لن يتطور في ظل عدم قدرة الأندية على جلب محترفين على مستوى عالٍ والاهتمام بالقاعدة السنية والملاعب وهي جميعها عوامل مهمة بتطوير الرياضة لذا يجب أن يكون هناك إنفاق واستثمار.
ويوضح الفوزان في نهاية حديثه أن الشركات لا تهتم بالأجهزة الفنية والإدارية ومن يقودها بل ينظر له ما هو تصنيفه وهل تقدم أو لا، فالمدرب في النهاية يمثل نفسه وفي أي لحظة قد يرحل، بينما المنتخب وتصنيفه هو الباقي.
من جانبه يقول عدنان المعيبد المتحدث الرسمي ورئيس اللجنة المالية بالاتحاد السعودي السابق لكرة القدم أن التأهل إلى نهائيات كأس العالم بحد ذاته سيعطي فائدة عظيمة للرياضة السعودية.
ويلفت المعيبد النظر إلى أن اسم المنتخب السعودي سيتردد في وسائل الإعلام ومن خلال القرعة بالإضافة إلى المشاركة بكأس العالم ورفع علم البلاد، فهذه من الناحية الإعلانية والدعائية مهمة جداً في جذب الاستثمار، ويستدل المعيبد إبان عمله في الاتحاد السعودي السابق لكرة القدم حيث قال: «عندما كنا نخاطب الشركات كانوا دائماً يربطون استمرار الرعاية والعطاء المالي المقدم بمدى تقدم المنتخب في مسيرته سواء في كأس الخليج أو كأس آسيا أو الوصول لكأس العالم، أي أن العقود مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بما سيصل إليه المنتخب».
ويجزم رئيس اللجنة المالية بالاتحاد السعودي لكرة القدم سابقاً أن التأهل لكأس العالم يعد دعوة لكل الشركات، وهذا ما نراه من الاتحاد الحالي الذي استطاع في فترة قصيرة جلب رعاة، وبعد التأهل إلى كأس العالم نرى الاتحاد السعودي لكرة القدم بالتعاون مع الهيئة العامة للرياضة يعملون على جلب رعاة كبار للمنتخب السعودي خلال الفترة القادمة وهذا سيعطي الرياضة السعودية زخما كبيرا.
ويواصل المعيبد حديثه كلما زادت الموارد المالية كلما استطعت تحقيق أهدافك فالموارد الاقتصادية مرتبطة بالأمور الفنية، فكلما تقدمت فنياً كلما كانت الموارد المالية أفضل، وكلما تقدمت فنياً زادت فرص الاستثمار وكلما استطعت جذب ومفاوضة رعاة جدد مع شركات تعيد منظومة الاستثمار بالرياضة للواجهة مرة أخرى، وذلك بعد غيابها الفترة الماضية نظير تعب الكثير من الشركات الكبيرة التي دخلت القطاع الرياضي.
ويشدد المعيبد أن وصول المنتخب إلى كأس العالم بعد سنوات طويلة من الغياب على أنه سيكون هناك تحول كبير في الاستثمار وهذا شيء جيد، حيث يقول المعيبد: «كلما تقدمت إلى الأمام أتتك الشركات» مستدلاً بتجربة الهلال وشركة المملكة، وأشار إلى أن الهلال أبرم عقداً كبيراً مع شركة المملكة، وهذا ارتبط ارتباط كامل بوصول الهلال إلى نهائي كأس آسيا.
وتطرق المتحدث الرسمي السابق ورئيس اللجنة المالية للاتحاد السعودي لكرة القدم أن على الاتحاد السعودي إعداد المنتخب بشكل جيد للوصول إلى المنصات الدولية والتي ستجعل وضعك في التفاوض أقوى ومجال المنافسة أفضل وتستطيع ترويج السلعة بشكل أفضل.
وعرج المعيبد للحديث أن محور التسويق يكمن في الإجابة على ثلاثة أسئلة، وهي ماذا تنتج ولمن تنتج وكيف تنتج، حيث يشير إلى أن الإجابة على هذه الأسئلة هي أننا نسوق لكرة سعودية متطورة وصلت لكأس العالم، وستكون في ملاعب موسكو والملاعب المتاحة للمنتخب السعودي، والإجابة على من ستكون للشركات وكل القطاعات منها القطاع الخاص الذي يستطيع أن يساهم ويكون اسمه موجوداً ضمن الرعاة.
وضرب مثالاً باستفادة الشركات من تأهل المنتخب لكأس العالم، منها «الخطوط السعودية» والتي سيسافر من خلالها المنتخب أو «الاتصالات السعودية» التي ستظهر على قميص الفريق خلال التدريبات، فجميع الشركات الراعية ستستفيد من هذه الفرصة.
ويرى أن المغري في رعاية المنتخب السعودي هو وضع المملكة الإقليمي وحجمها واقتصادها القوي، فهذه عوامل تحفز للشركات، بالإضافة إلى تطور الكرة السعودية فنياً وإعلامياً، وفي حال مقارنة الكرة السعودية بدول الجوار ودول الشرق الأوسط، فالسعودية متطورة من ناحية الأندية والاستثمارات والضخ المالي والتكنولوجيا مما جعل السعودية الأولى عربياً وفي مقدمة الدول الآسيوية. مختتماً حديثه أن استثماراً بهذه القيمة هو من طور الكرة السعودية إلى هذا الحد وتطوير المنظومة على كل المستويات من مدرجات الجماهير مروراً بالفئات السنية إلى الفريق الأول.


مقالات ذات صلة

الأخدود يعيد ترتيب أوراقه في معسكر أبو ظبي

رياضة سعودية فريق نجران يأمل تحقيق الاستفادة الكاملة من معسكره الخارجي (تصوير: عدنان مهدلي)

الأخدود يعيد ترتيب أوراقه في معسكر أبو ظبي

يقيم الفريق الأول لكرة القدم بنادي الأخدود معسكراً تحضيرياً في أبوظبي بدءا من اليوم الأحد ولمدة أسبوعين.

علي الكليب (نجران)
رياضة سعودية ترقب لانطلاق دوري تحت 21 عاما (الاتحاد السعودي)

اتحاد القدم السعودي يطلب مرئيات الأندية حول «دوري تحت 21 عاماً»

وجَّهت إدارة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم تعميماً لجميع الأندية، وذلك لإبداء مرئياتها تمهيداً لإطلاق دوري تحت 21 عاماً، الموسم الرياضي المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش يتألق بقميص الهلال (رويترز)

وكيل سافيتش: سيرجي سعيد في الهلال… ويتطلع لمونديال الأندية

أكد أوروس يانكوفيتش، وكيل اللاعب الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، أن الشائعات بأن لاعب الهلال سيعود قريباً إلى الدوري الإيطالي غير صحيحة.

مهند علي (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد لحظة مباركته لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

تتجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على تنظيم كأس العام 2030 و2034.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد أعطى الضوء الأخضر لعشرات الاستضافات للفعاليات العالمية (الشرق الأوسط)

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

تقف الرياضة السعودية أمام لحظة مفصلية في تاريخها، وحدث قد يكون الأبرز منذ تأسيسها، حيث تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهد العيسى (الرياض)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».