إسرائيل تعتقل 51 فلسطينياً في بلدة العيساوية المقدسية

الفلسطينيون: وسيلة جديدة لكسر شوكة الناس ودفعهم إلى الرحيل

TT

إسرائيل تعتقل 51 فلسطينياً في بلدة العيساوية المقدسية

نفذت الشرطة الإسرائيلية بمئات من أفرادها ومجنزراتها، وباستخدام طائرة مروحية تحوم طيلة الوقت في الجو، عملية احتلال من جديد في بلدة العيساوية التي تعتبر أحد أحياء مدينة القدس الشرقية المحتلة، وحولتها إلى ثكنة عسكرية طيلة 24 ساعة، وشنت عمليات دهم وتفتيش لعشرات المنازل، واعتقلت 51 من أبنائها، معظمهم من القاصرين الذين اقتيدوا للتحقيق لدى شرطة الاحتلال ومخابراته.
وكان الهدف المعلن لهذا الهجوم هو «الرد الحازم على المظاهرات العنيفة وقذف الحجارة على سيارات الشرطة في الأسبوع الماضي»؛ لكن الأهالي رأوا فيها استخدام أسلوب جديد من القمع هدفه «كسر شوكة أبنائنا الصغار، والقضاء على مكافحة الاحتلال، وبث اليأس في صفوف الناس لحملهم على الرحيل».
وقال رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب، إن قوات كبيرة من شرطة الاحتلال التي اقتحمت البلدة، وداهمت كثيرا من المنازل، وفتشت معظمها، اعتقلت الفتيان بشكل عشوائي، واعتبر الهجوم بمثابة «عقاب جماعي» ضد أهالي العيسوية.
وكان الهجوم البوليسي الإسرائيلي قد بدأ بعد منتصف ليلة الأحد – الاثنين. وجرى الاقتحام بواسطة قوات كبيرة، تصرفت وكأنها تعيد احتلال البلدة أو تتدرب على احتلال قرية.
وراحت القوات تنفذ الاعتقالات تقريبا في كل شارع، وداهمت المنازل وسط زعيق وشتائم وعمليات ترويع للأطفال، كما داهمت المحلات التجارية وراحت تحرر المخالفات للسائقين وتصادر المركبات. وكانت تساندها مروحية. وأقامت حواجز طيارة في كل شوارع القرية، وتمركزت على كافة مداخلها الرئيسية والفرعية.
وتم نقل المعتقلين بشاحنة خاصة بالشرطة، أحضرت مع القوات سلفا، وتم تحويل المعتقلين إلى كافة مراكز التحقيق والتوقيف في المدينة، من دون إبلاغ الأهالي بمكان احتجاز أبنائهم، علما بأن النسبة الأكبر من المعتقلين من الفتية ما بين 13 - 17 عاما. وبعد ساعات انسحبت القوات ثم عادت مع ساعة توجه التلاميذ إلى المدارس.
وبعدها، حضر مفتشو بلدية القدس الغربية إلى البلدة، وراحوا يصورون المحلات التجارية ويفحصون أوراقها، إضافة إلى تسليم بعض التجار استدعاءات لمراجعة البلدية، وإضافة إلى ذلك تقوم طواقم البلدية بتصوير المنشآت السكنية ومداهمة بعضها من دون سبب. كما قامت طواقم البلدية بإزالة الشعارات عن جدران القرية، ومصادرة مركبات مركونة في مواقف خاصة أمام منازل الأهالي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.