تقرير أميركي: «داعش» يجند رغم الهزيمة

تحذير من «أخطاء أوباما»

TT

تقرير أميركي: «داعش» يجند رغم الهزيمة

بينما حذرت افتتاحية صحيفة «واشنطن بوست»، أمس (الأحد)، الرئيس دونالد ترمب، بعد هزيمة تنظيم داعش، من «تكرار أخطاء» الرئيس السابق باراك أوباما في سوريا والعراق، قال تقرير أميركي إن «داعش» يظل يجند مزيدا من المؤيدين رغم هزيمته.
وقال رئيس المركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب، الذي أصدر التقرير، نيكولاس راسموسن: «لن تؤثر كثيرا خسائر (داعش) في الشرق الأوسط على التجنيد لعناصر جدد بعيدا، إلى ما وراء المنطق».
وأضاف راسموسن، في تلفزيون «سي سبان» الأميركي، أمس (الأحد)، أن الهزيمة لن تؤثر كثيرا «على قدرات (داعش) في تشجيع المتطرفين على تنفيذ هجمات إرهابية ضد مواطني الدول الغربية، وفي التمدد بعيدا إلى ما وراء الشرق الأوسط، وأشار إلى التمدد في الفلبين، وفي دول في أفريقيا.
وقال إن «(داعش) تنظيم يتكيف مع الظروف المختلفة بسهولة. وصار مسبقا يدرك أنه سيخسر المدن التي كان استولى عليها في سوريا والعراق... وهو الآن منشغل بممارسة نشاطات وسط الأجانب بغية تجنيدهم، لشن هجمات إرهابية نيابة عنه... يميز هذا (داعش) عن تنظيم القاعدة، الذي، عادة، يدقق بعناية في ولاء المرشحين للالتحاق بصفوفه». وأضاف رامسموسن: «إذا أعلن شخص انتماءه لـ(داعش)، وقال إنه يريد القيام بنشاطات إرهابية نيابة عنها، تقبله فورا».
وبالنسبة لخطر «داعش» على الولايات المتحدة، قال راسموسن إن الخطر ليس «الخلايا النائمة» لـ«داعش»، ولكن المواطنين الأميركيين الذين أوهمتهم «آيديولوجية داعش»، مشيرا إلى أن التنظيم الإرهابي «يواصل محاولاته للوصول إلى الطيران (خطف طائرات، أو تفجيرها) باعتباره أحد أولويات التنظيم التي تثير قلق الولايات المتحدة».
وبالنسبة لخطر «داعش» في أفريقيا، قال راسموسن إن التنظيم يخطط لاستخدام «الأرضية التي مهدتها له جماعة بوكو حرام، بهدف تعزيز وجوده في غرب أفريقيا». وإن مسلحي التنظيم يتدفقون إلى شمال أفريقيا أيضاً، إلى ليبيا والجزائر والمغرب، حيث يلتحقون بالمجاميع المتطرفة المحلية هناك.
وفي افتتاحيتها أمس، حذرت «واشنطن بوست» الرئيس ترمب، بعد هزيمة «داعش»، من تكرار أخطاء الرئيس السابق أوباما في سوريا والعراق، وقالت: «قد يؤمن ترمب بأنه يقدر على إخراج القوات الأميركية من العراق وسوريا، الآن وقد انهزم «داعش»، دون أن يؤذى مصالحنا الاستراتيجية في المنطقة. لكن، إذا فعل ذلك، سيكرر أخطاء أوباما. مثلما حدث في الماضي، إذا فشلنا في حماية أصدقائنا في المنطقة، وفي وضع ترتيبات سياسية جديدة في المنطقة، وخصوصاً في العراق وسوريا، سنمهد الطريق إلى مزيد من الحروب هناك، وإلى مزيد من الإرهاب، وإلى مزيد من التدخل العسكري الأميركي».



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».