6 آلاف عسكري اتحادي دخلوا كركوك بلا معركة

TT

6 آلاف عسكري اتحادي دخلوا كركوك بلا معركة

أفاد مصدر أمني مقرب من قيادة العلميات المشتركة، بأن مجموع القوات الاتحادية التي فرضت سيطرتها على محافظة كركوك وحقولها النفطية لا يتجاوز 6 آلاف مقاتل موزعين على الجيش والشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع وجهاز مكافحة الإرهاب.
وقال المصدر الذي فضّل عدم كشف هويته لـ«الشرق الأوسط»، إن القوات التي اشتركت في فرض السيطرة على كركوك تتألف من الفرقة المشاة 15 من الجيش العراقي، والكتيبة المدرعة 34 التابعة للفرقة التاسعة من الجيش أيضاً، إلى جانب الفرقة الخامسة من الشرطة الاتحادية. ويشير المصدر إلى اشتراك «القوة التكتيكية» في قوات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية.
وإلى جانب ذلك، يؤكد المصدر أن «قيادة العمليات الثانية في جهاز مكافحة الإرهاب بقيادة اللواء الركن معن السعدي كانت رأس الحربة في العملية التي استهدفت السيطرة على المنشآت النفطية في كركوك»، علماً بأن جهاز مكافحة الإرهاب يتكون من 3 قيادات للعمليات، يرأس القيادة الأولى اللواء فاضل برواري وهو من الضباط الكرد، ويرأس القيادة الثانية في الجهاز اللواء الركن معن السعدي، فيما يتولى اللواء الركن سامي العارضي قيادة العمليات الثالثة في الجهاز.
وخلافاً للاتهامات الكردية بمشاركة عناصر من قوات «الحشد الشعبي»، يؤكد المصدر أن الأخيرة «لم يسمح لها بدخول كركوك بناء على أوامر من القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي. وكانت الأوامر صدرت ببقائها في منطقة داقوق وقضاء طوزخورماتو». ويلمح المصدر إلى أن ما جرى أمس في كركوك «لا يمكن أن يصنّف ضمن العمليات العسكرية المعتادة، إنما ضمن ترتيبات معينة متفق عليها بين بعض أجنحة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني والحكومة العراقية». ويلفت إلى أن «القوات الاتحادية لم تواجه أي مقاومة من قبل قوات البيشمركة الكردية التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وبافل طالباني، نجل الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني».
في المقابل، ورغم استعدادها المعنوي لخوض المعارك ضد القوات العراقية، فإن الأسلحة التي تمتلكها قوات البيشمركة ليست متكافئة مع الأسلحة الحديثة التي تمتلكها القوات العراقية بما فيها الحشد الشعبي التي تستخدم جميعها أسلحة ومدرعات أميركية حديثة. وقال اللواء المتقاعد في وزارة البيشمركة والخبير العسكري، صلاح فيلي لـ«الشرق الأوسط»: «لم تكن هناك حرب بمعنى الكلمة، لأن قوات الاتحاد الوطني الكردستاني كانت متفقة مع بغداد وطهران بقيادة قاسم سليماني وسلمت كل هذه المناطق للحشد الشعبي».
ويؤكد فيلي أن المعركة التي شهدتها كركوك أمس بين الكرد والحشد الشعبي كانت تفتقد للتوازن، وأضاف: «حالياً ليس هناك وجود للقوات الكردية داخل كركوك، لكن تتمركز في المناطق الغربية والشمالية لكركوك»، مشيراً إلى أن قوات البيشمركة الموجودة في أطراف كركوك هي قوات وزارة البيشمركة والقوات التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، وهي قوات مدججة بالأسلحة الثقيلة ومدربة، وهي على أهبة الاستعداد لمواجهة أي هجمات، لكن الحشد الشعبي لم يتقدم باتجاه تلك المناطق.
وتقدر أعداد قوات البيشمركة التابعة لوزارة البيشمركة بعشرات الآلاف وتتألف من قوات الإسناد الأولى وقوات الزيرفاني (النخبة) والقوات الخاصة وقوات الأسايش (الأمن الكردي) وقوات مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس أمن الإقليم، وهي قوات ضخمة وتمتلك أسلحة ثقيلة ولديها إمكانية، حسب فيلي، لاستعادة السيطرة على كركوك خلال ساعات إذا حصلت على دعم أميركي أو من التحالف الدولي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.