للمرة الأولى منذ انطلاق الدوري السعودي للمحترفين، وعلى خلاف ما اعتاده متابعو الدوري السعودي، خلت مقاعد البدلاء من رؤساء الأندية وأعضاء مجالس الإدارات والإداريين وأعضاء الشرف.
ولن يسمح لرؤساء الأندية بالتواجد إلى جانب الأجهزة الفنية وإداريي الفريق الأول، بعد أن قرر اتحاد كرة القدم عدم السماح لرؤساء الأندية بالجلوس على مقاعد البدلاء في كافة المباريات التي تقام تحت مظلته، ابتداءً من منتصف الشهر الجاري، حرصاً من الاتحاد على توفير أعلى درجات التنظيم في مسابقاته، وتجنيب المباريات ما يخل بسلامة المنافسة أو التأثير عليها، وبعد التنسيق مع الهيئة العامة للرياضة.
كما قرر الاتحاد السعودي لكرة القدم منع أعضاء مجالس إدارات الأندية والمشرفين على الأجهزة الإدارية لفرق كرة القدم من الجلوس على مقاعد البدلاء، وعدم السماح بدخول الملعب إلا لحكام المباريات، والمراقب ومقيم الحكام ورجال الأمن والإسعاف والمصورين الذين يحملون بطاقات رسمية معتمدة من الجهة المنظمة، واللاعبين المسجلين في كشف المباراة والجهازين الفني والطبي في منافسات الدوري السعودي للمحترفين والمرحلة النهائية لكأس الملك، وكأس ولي العهد.
والتزم جميع رؤساء الأندية الـ14 بهذا القرار وتواجدوا في المقصورة الرئيسية للملاعب التي أقيمت عليها المباريات، فيما تواجد رؤساء آخرين على مقاعد الصحافيين، وكان آخر عهدهم بالجلوس على مقاعد البدلاء في الجولة الخامسة من الدوري السعودي للمحترفين، إذ جاء قرار اقتصار الدخول لأرضية الملعب على اللاعبين المسجلين في كشف المباراة والجهازين الفني والطبي، خلال فترة التوقف الأخيرة.
غير أن رئيس نادي الفيحاء سعود الشلهوب، ورئيس نادي الفيصلي فهد المدلج، سجلا أولى المخلفات التي ترصد على رؤساء الأندية، واستنكر الاتحاد السعودي لكرة القدم عدم انصياعهما للقرار الأخير بشأن عدم السماح لرؤساء الأندية وأعضاء مجلس إداراتها والمشرفين العامين بالنزول إلى أرضية الملعب، سواء قبل المباراة، أو بين شوطيها، أو بعد نهايتها، خلال المواجهة التي جمعت الفريقين ضمن منافسات الجولة السادسة.
ورفع الاتحاد السعودي لكرة القدم مخالفة رئيس نادي الفيحاء بنزوله إلى أرض الملعب قبل بدء المباراة إلى لجنة الانضباط للنظر في مخالفته، وفق ما ورد في تقرير رئيس لجنة مراقبي ومنسقي المباريات، بالإضافة إلى مخالفة رئيس نادي الفيصلي بنزوله بين شوطي اللقاء وأحيلت المخالفة الأخيرة من الاتحاد السعودي لكرة القدم إلى هيئة الرياضة، لما ورد في تقرير رئيس لجنة مراقبي ومنسقي المباريات بتجاوزه على قرار اتحاد القدم.
ولم تتوانَ الهيئة في الرد على تقرير رئيس لجنة مراقبي ومنسقي مواجهة الفيحاء والفيصلي الذي دون فيه مخالفة رئيس الفيصلي فهد المدلج، واعتبر رئيس الهيئة تركي آل الشيخ أن رئيس نادي الفيصلي لم يرتكب أي تجاوز ظاهر أو إساءة واضحة من قبل، مبيناً أن هناك سوء تنظيم من الجهة المنظمة للمباراة، ووجه بالتحقيق مع مسؤولي الملعب ورابطة دوري المحترفين في ذلك، وأكد آل الشيخ على أهمية تهيئة المكان المناسب في الملاعب لرؤساء الأندية، وتوفير المسارات الخاصة بوصولهم لغرف اللاعبين دون أي تعطيل وبما يحقق المصلحة العامة للجميع.
ومن جهته أكد سعود الشلهوب رئيس نادي الفيحاء احترامه قرار رئيس الهيئة العامة للرياضة بعدم جلوس رؤساء الأندية على دكة الاحتياط خلال المباراة مؤكدا أن جلوسه كان قبل المباراة بساعتين في ظل عدم وجود اللاعبين والحكام وحتى الجماهير باستثناء قلة من المصورين.
وأشار إلى أن المهندس سلمان نمشان رئيس لجنة منسقي ومراقبي المباريات توجه إليه وطلب منه مغادرة أرضية الملعب واتبعت التعليمات فورا وحقيقة التعميم الذي وصل لنا لم يذكر المدة الممنوع فيها رؤساء الأندية من التواجد في ملعب المباراة هل هي ساعة أو أقل أو وقت دخول اللاعبين وقدمت اسفي وخرجت من الملعب.
وشدد الشلهوب على أن مثل هذه التعليمات بحاجة إلى تنظيمات أكثر دقة.
وبين الشلهوب أنه لم يحضر أي مباراة لفريقه نهائيا منذ خمس سنوات باستثناء المباراة الأخيرة في الموسم الماضي بعد أن ضمن الفيحاء الصعود لدوري المحترفين أو في بعض المباريات التي تكون نتيجتها مجرد تحصيل حاصل.
وتابع قائلا: حقيقة هناك قرار من الأطباء بمنعي من مشاهدة المباريات في الملعب خوفا ً على صحتي التي ربما تسبب لي الضغط خصوصاً بعد تركيب «دعامات للقلب» وعملت أكثر من «قسطرة في الشرايين» وتواجدي في الملعب في مباراتنا أمام الفيصلي هو من أجل الاطمئنان على الفريق فقط ولكن فور دخول اللاعبين أرضية الملعب أتوجه إلى المنزل لمتابعة المباراة عبر التلفاز.
وقال: لم نوفق في مواجهتنا الأخيرة أمام الفيصلي ولم يكتبها الله لنا رغم ضياع العديد من الفرص التي كانت كفيلة الخروج بالنقاط الثلاث ولكن أعد جماهير الفيحاء أن القادم سيكون في أفضل حالاته وسيعود للانتصارات والابتعاد عن مراكز المؤخرة وطموحنا هو تحقيق نتائج مميزة ولو رجعنا للمباريات التي لعبناها نجد أن الفريق كان متجانساً وقدم مستويات جيدة أمام الهلال والاتحاد والنصر والتعاون ولكن للأسف لم نوفق وكرة القدم فوز وخسارة وكما ذكرت سنعيد حساباتنا في الجولات المقبلة وسنعمل على تصحيح أخطائنا وسنوقف مسلسل الهزائم.
وكانت الشرارة التي عجلت باتخاذ الاتحاد السعودي قرار منع رؤساء الأندية والإداريين من الجلوس على مقاعد البدلاء ظهرت في محافظة حفر الباطن، وأشعلت لهيب مواجهة الباطن بضيفه الأهلي في الجولة الرابعة، وما صاحبها من أحداث تسبب في طرد رئيس نادي الباطن ناصر الهويدي من ملعب المباراة في شوط المباراة الأول، وقررت لجنة الانضباط إيقافه أربع مواجهات وإلزامه بدفع غرامة مالية قدرها 40 ألف ريال، بعد تلفظه على حكم مواجهة فريقه مع الأهلي، كما أوقفت اللجنة نائب رئيس الباطن ثلاث مباريات، وإلزامه بدفع غرامة قيمتها 20 ألف ريال، لمحاولة تهجمه على حكم اللقاء بعد نهاية المباراة.
ويعتبر قضاة الملاعب أبرز المستفيدين من قرار منع رؤساء الأندية والإداريين من التواجد على الدكة، إذ تعتبر هذه الظاهرة في الدوري السعودي فقط، على خلاف ما يتبع المنافسات الأوروبية، والدوريات العالمية الأخرى، وحتى المنافسات العربية والخليجية، إذ يتواجد الرؤساء والإداريون في المنصة الرئيسية للملعب، لإبعاد الضغوط والحرج عن حكم اللقاء، وهذا ما يراه الخبير السابق في لجنة حكام اتحاد القدم السعودي هارد ويب، ويؤكد أن رؤساء الأندية يؤثرون سلباً على الحكام أثناء سير المباريات، بالإضافة إلى عدم أحقيتهم بالتواصل مع الحكام والاحتجاج على قراراتهم بعد نهاية المباريات.
وشدد هارد ويب على أهمية بناء ثقافة جديدة في الملاعب السعودية، بحيث ترسل جميع الملاحظات والاعتراضات من رؤساء الأندية عبر خطابات خطية للجنة الحكام، بدلاً من التواصل مع الحكم بصورة شخصية، وتوجيههم بصورة شخصية، مبيناً أن هذا هو العرف السائد، وما يجب القيام به، بإرسال جميع الملاحظات عبر القنوات الرسمية للعبة، من خلال الطرق الصحيحة.
واتفق الحكم السعودي السابق خليل جلال مع هارد ويب، وأكد أن الحكام السعوديين يجدون حرجا في تطبيق روح القانون على الرؤساء والإداريين حينما يحتجون على قرارات الحكم، ويرى جلال أن قرار منعهم من الجلوس على مقاعد البدلاء قرار صائب، كما هو في الدوريات المتقدمة، واستشهد بالأحداث التي صاحبت مواجهة الباطن والأهلي، وما حدوث من مشادة كلامية بين حكم اللقاء ورئيس الباطن، انتهت باستبعاد الأخير من الملعب، قبل أن يتم إصدار عقوبة الإيقاف بحقه وبحق نائبه الذي حاول التهجم على الحكم بعد نهاية اللقاء.
ومن الخطوات التي اتخذتها الهيئة العامة للرياضة في الفترة الأخيرة، قررت منع الدخول للمنشآت الرياضية، أو المباريات لكل من لا يلتزم بالزي المناسب، أو اللائق في ظل ما تحظى به مباريات كرة القدم، والألعاب الأخرى من نقل مباشر ومتابعة من مختلف الأعمار، الأمر الذي يستلزم الظهور بالزي المتوافق مع طبيعة المجتمع السعودي، وبما يتناسب مع الذوق العام، بعيداً عن كل ما يخل بذلك من ارتداء لملابس لا تليق بالظهور في أماكن عامة.
بيد أن في مباراتي الفتح والقادسية في محافظة الأحساء، والاتحاد وإحدى في محافظة جدة ضمن منافسات الجولة السادسة من الدوري السعودي للمحترفين شهدت مخالفة عدد من الجماهير، للقرار الخاص بمنع الدخول بالزي غير اللائق وكل ما يخل بذلك من ارتداء لملابس لا تليق بالظهور في أماكن عامة، وعليه وجه رئيس الهيئة تركي آل الشيخ بالتحقيق مع مسؤولي الملعبين عن هذه التجاوزات لضمان عدم تكرارها في المباريات الأخرى، في الوقت الذي تقيد فيه مسؤولي الملاعب الأخرى بالقرار الأخير.
بقيت الإشارة إلى أن الأمير عبد الرحمن بن سعود رئيس نادي النصر والأمير عبد الله بن سعد من أشهر من جلس على دكة البدلاء في تاريخ كرة القدم السعودية على مدار 60 عاما وذلك في الفترة التي لم يكن هناك مانعا من ذلك من قبل المسؤولين عن اتحاد الكرة.
رؤساء الأندية السعودية ومقاعد البدلاء... طلاق بائن
قضاة الملاعب والمدربون أكبر المستفيدين من قرار «منع الجلوس» على الدكة
رؤساء الأندية السعودية ومقاعد البدلاء... طلاق بائن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة