تشهد المرحلة الثامنة من بطولة إيطاليا في كرة القدم، مباراة الدربي التقليدية لمدينة ميلانو، في لقاء يتردد صداه هذه السنة حتى العاصمة الصينية بكين، مقر المالكين الجدد للناديين العريقين محليا وأوروبيا.
ويهمين التحضير لمباراة الدربي التي تقام اليوم بين إنتر وميلان على ملعب سان سيرو الشهير، على شوارع المدينة التي تعرف بكونها إحدى عواصم الموضة العالمية، وأيضاً إحدى المدن التي أنجبت فريقين من الأبرز على الصعيد الأوروبي.
إلا أن مباراة اليوم لن تكون فقط صراعا متجددا بين الغريمين التقليديين، بل سيضاف إليها بعد آخر هو التنافس بين ثريين صينيين: جانغ زيندونغ الذي اشترت مجموعته «سونينغ» نادي إنتر، ولي يونغهونغ الذي تملك مجموعته «روسونيري سبورت انفستمنت لوكس» نادي ميلان.
وفي الحي الصيني في مدينة ميلانو، والذي تقيم فيه غالبية الجالية الصينية (تعدادها نحو 29 ألف نسمة) في المدينة، ترتفع أعلام الناديين، ميلان ذي اللونين الأحمر والأسود وإنتر بلونيه الأزرق والأسود، على امتداد جادة باولو سابري في الحي.
وعلى بعد آلاف الكيلومترات في العاصمة الصينية بكين، يحضر الناديان أيضاً لما سيكون مسارا ممتدا على السنوات المقبلة.
وزار مسؤولون في نادي ميلان الجمعة بكين، حيث أطلقوا الفرع الصيني للنادي تمهيدا لتطوير شراكات تجارية. وقال المسؤول التجاري للنادي لورنزو جيورجيتي: «بوجود قاعدة هائلة من مشجعي كرة القدم في الصين، ثمة إمكانية كبيرة لنمو ميلان وكرة القدم المحترفة في الصين». ويسعى العملاق الآسيوي إلى التحول قوة كبرى في عالم كرة القدم خلال السنوات المقبلة، على أمل استضافة كأس العالم وإحراز لقبها للمرة الأولى في تاريخه. وجذبت أندية كرة القدم الصينية إلى صفوفها بعض الأسماء البارزة في عالم اللعبة بعقود مالية كبيرة، كما قام أثرياء صينيون بضخ أموال واستثمارات في أندية أوروبية. وأضاف جيورجيتي: «نتطلع قدما إلى احتضان المزيد والمزيد من الشركاء الصينيين الذين سيساعدوننا في رحلة العودة إلى الأمجاد!».
وتتحدر غالبية المقيمين الصينيين في ميلانو من مقاطعة تشيجيانغ في شرق الصين. وكبر الجيل الجديد منهم على حب كرة القدم ومتابعة مباريات الدوري الإيطالي الذي يعد من الأبرز أوروبيا وعالميا. وسيكون الكثير من هؤلاء ضمن سبعين ألف مشجع يتوقع حضورهم في مدرجات ملعب سان سيرو في ميلانو، لمتابعة مباراة بين عملاقين للكرة الأوروبية يسعيان إلى استعادة أمجاد الماضي، والعودة إلى المنافسة بقوة على الساحة المحلية التي هيمن عليها يوفنتوس في المواسم الماضية، وحتى الساحة الأوروبية.
وغاب ميلان عن الألقاب الأوروبية منذ فوزه بدوري الأبطال عام 2007 وكأس السوبر 2008، بينما أحرز إنتر لقب المسابقة الأوروبية الأم في 2010 للمرة الأخيرة. أما محليا، فأحرز ميلان لقب الدوري للمرة الأخيرة عام 2011، وإنتر في العام الذي سبقه. وخضع ميلان لعملية إعادة تأهيل شاملة منذ استحواذ يونغهونغ عليه في أبريل (نيسان) الماضي من مالكه السابق الملياردير الإيطالي سيلفيو برلوسكوني. وأنفق الثري الصيني نحو 740 مليون يورو لشراء النادي، وأضاف إليها 230 مليونا لضم لاعبين خلال فترة الانتقالات.
وعلى رغم هذه الاستثمارات الضخمة، لا يزال ميلان يعاني لإطلاق موسمه بشكل جيد، إذ يكتفي حاليا بالمركز السابع في ترتيب الدوري الإيطالي بعد سبع مراحل حقق فيها 12 نقطة فقط. أما مجموعة «سونينغ» فدفعت نحو 270 مليون يورو للاستحواذ على إنتر في صيف العام 2016. وأنهى النادي الموسم الماضي بشكل مخيب في المركز السابع في ترتيب الدوري، بمركز واحد خلف ميلان. إلا أن أنتر يقدم أداء أفضل هذا الموسم، وهو حاليا في المركز الثالث بعدما حقق ستة انتصارات وتعادل في سبع مباريات.
صدى دربي ميلانو يتردد في الصين
عملاقا الكرة الإيطالية والأوروبية يتطلعان إلى استعادة أمجاد الماضي
صدى دربي ميلانو يتردد في الصين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة