الاقتصاد يلعب دوراً خفياً في أزمة الروهينغا

الهند والصين أكبر المستفيدين

نسوة من مسلمي الروهينغا في أحد معسكرات اللاجئين في بنغلاديش (رويترز)
نسوة من مسلمي الروهينغا في أحد معسكرات اللاجئين في بنغلاديش (رويترز)
TT

الاقتصاد يلعب دوراً خفياً في أزمة الروهينغا

نسوة من مسلمي الروهينغا في أحد معسكرات اللاجئين في بنغلاديش (رويترز)
نسوة من مسلمي الروهينغا في أحد معسكرات اللاجئين في بنغلاديش (رويترز)

تواجه ميانمار، الدولة الصغيرة الواقعة في جنوب شرقي آسيا، حاليا انتقادات عالمية شديدة بسبب العنف المزعوم ضد مسلمي الروهينغا. ومن المثير للاهتمام ملاحظة أن بعضا من دول العالم، مثل الصين والهند وروسيا، قد رفضت توجيه الإدانة المحددة ضد العنف المستمر بحق أبناء تلك الطائفة.
فما الذي يجعل كل من الهند والصين تغضان الطرف عن الانتهاكات العسكرية لحقوق الإنسان في ميانمار؟
يحلل الخبراء الأسباب بأن هناك مصالح اقتصادية وتجارية كبيرة، إلى جانب المصالح الجيوسياسية والاستراتيجية الأخرى، التي تواصل تشكيل سياساتهما حيال ميانمار.
يقول السفير الهندي الأسبق جي. بارثاساراثي: «تلعب ميانمار دورا حاسما من كونها منطقة حيوية وعازلة بين الصين والهند، وتوفر منطقة راخين إمكانات اقتصادية هائلة لكلا البلدين. وتدور هذه المصالح بالأساس حول مشروعات البنية التحتية، وخطوط الأنابيب في المنطقة. وعلى الرغم من أن راخين لا تقع في قلب ميانمار من الناحية الجغرافية، فإنها منطقة حاسمة للغاية بالنسبة لاقتصاد البلاد. وولاية راخين هي منطقة شاسعة من الأراضي الزراعية وتتوافر فيها الموارد الطبيعية مثل النفط والغاز الطبيعي والموارد البحرية من خليج البنغال».
- الصين
ويرتبط اقتصاد ميانمار ارتباطا وثيقا بالصين المجاورة التي تعززت علاقات التجارة والطاقة والدفاع مع ميانمار منذ تسعينات القرن الماضي. وتعد الصين أيضا أكبر مستثمر أجنبي في ميانمار، مع إجمالي حجم الأعمال البالغ 25.3 مليار دولار. وإجمالا للقول، فإن الاستثمارات الأجنبية المباشرة من الصين تمثل نحو ربع إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة في ميانمار.
واستثمرت الصين بين عامي 1988 و2014 أكثر من 15 مليار دولار في الدولة التي يديرها الحكم العسكري، وذلك وفقا لتقارير وكالة «شينخوا» الصينية الرسمية، وأغلب هذه الاستثمارات كانت في قطاعي التعدين والطاقة. كما تواصل الصين إمداد النظام العسكري الحاكم في البلاد بالأسلحة والعتاد.
وتصدر ميانمار أكثر من نصف إنتاجها الزراعي عبر الحدود، مما يجعل من الصين أحد أكبر شركائها التجاريين. وهناك منطقة حرة قيد التطوير بالقرب من ميوز، على الحدود المشتركة بين الصين وميانمار.
وبالنسبة لولاية راخين، ضخت الصين مليارات الدولارات للاستثمار في الموانئ، والغاز الطبيعي والنفط في الولاية التي تعصف بها الأعمال العدائية.
وهناك مشروع تجاري عملاق في ولاية راخين، يقع على مساحة 1700 هكتار وبتكلفة تبلغ 2.3 مليار دولار بالتعاون مع الصين. وفور الانتهاء من هذا المشروع - خلال 20 إلى 30 عاما - فإن المنطقة التجارية سوف تغطي نحو 100 هكتار، كما ذكرت وكالة «شينخوا» الإخبارية. والمرحلة الأولى من المشروع سوف تنقسم إلى مناطق زراعية، وتنمية السياحة البيئية، ومناطق صناعية.
وعلى الرغم من أن الاستثمارات الأصلية قد تمت على مستوى الحكومات، فإن الشركات الخاصة شاركت في المشاريع منذ ذلك الحين، حيث أصبح المستثمر الصيني حائزا على نصيب الأسد من خلال اتحاد يضم خمسة أطراف بقيادة مجموعة سيتيك.
وفي أبريل (نيسان) من العام الحالي، تم افتتاح خط «ثيلونغ ميانمار - الصين» لأنابيب النفط والغاز الطبيعي، بتكلفة تبلغ 2.45 مليار دولار، وبطول 771 كيلومترا من ساحل ولاية راخين وحتى إقليم يونان في جنوب غربي الصين، مما يؤمن سبيلا رئيسيا لدى بكين لاستيراد النفط الخام من الشرق الأوسط، وتفادي مضيق مالقة المزدحم.
كما تملك الصين كذلك ميناء بحريا عميقا ومنطقة اقتصادية كبيرة بتكلفة 9 مليارات دولار في كياوكبيو إلى الجنوب من راخين، وهي منطقة مخصصة للصين حتى عام 2038.
ووفقا لتقرير صادر عن وكالة «رويترز»، فإن اتحاد سيتيك، الذي يضم ثلاث شركات صينية أخرى وشركة تايلاندية، قد اقترح الحصول على حصة تبلغ من 70 إلى 85 في المائة من المشروع مع النسبة المتبقية تحت سيطرة حكومة ميانمار. وسوف يكون الميناء المشار إليه من النقاط الاستراتيجية المهمة بالنسبة للبنية التحتية البحرية الخاصة بمبادرة «الحزام والطريق» الصينية، وسوف تستكمل المنشآت القائمة بالفعل في شيتاغونغ في بنغلاديش، وغوادار في باكستان، وكولومبو في سريلانكا. كما سوف توفر البديل كذلك، عن طريق البر، لنقل البضائع من الدول الغربية إلى الصين.
يقول ألكسندر دي ميرسان، الخبير في شؤون راخين والباحث لدى المدرسة الفرنسية للدراسات الشرقية، في تقرير نشرته صحيفة «ذي ستار»: «هذه المشروعات الصينية الضخمة في ولاية راخين قد أثارت اضطرابات عميقة لدى السكان المحليين الذين لم يشهدوا أي تداعيات إيجابية بسببها».
ووفقا إلى مجلة «الدبلوماسي»، فإن الاستثمارات الصينية في ميانمار لا تقارن أبدا بمثيلتها الهندية الضئيلة. وخلال السنة المالية 2015 – 2016، استثمرت الصين نحو 3.3 مليار دولار في ميانمار، في حين أن الاستثمارات الهندية هناك لم تتجاوز 224 مليون دولار فقط. وتتكرر القصة نفسها في بلدان أخرى بمنطقة جنوب شرقي آسيا. كما أن الناتج المحلي الإجمالي الصيني يفوق مثيله الهندي بخمس مرات. وعلى الرغم من أن النيات الصينية ليست «إيثارية» بأي طريقة من الطرق، فإن هذه الاستثمارات الأجنبية الهائلة تعكس عرضا سخيا لا يمكن لأي عضو من أعضاء رابطة الآسيان أن يرفضه.
- الهند
ولقد عطلت الهند علاقاتها مع ميانمار منذ فترة طويلة بسبب الحكم العسكري الديكتاتوري هناك. ولكن، مع إدراك نيودلهي أن ميانمار - وهي واحدة من أقرب الجيران للهند ومصدر كبير من مصادر الغاز الطبيعي إليها - باتت تطوف في المدار الصيني بصورة متزايدة، عمدت الهند إلى تغيير سياسة العزلة التي استمرت لفترة طويلة من الزمن، وبدأت في التعامل المباشر مع نظام الحكم العسكري هناك خلال السنوات القليلة الماضية، وحتى قبل أن تتخذ الديمقراطية موطئ قدم لها في ميانمار، واستمرار معارضتها للعقوبات الغربية المفروضة على البلاد.
ومع ارتفاع المكانة الصينية في المناطق المجاورة للهند، ومع الصين التي تبيع كل شيء ممكن من الأسلحة إلى الحبوب الغذائية هناك، إلى إظهار القوة في منطقة المحيط الهندي، أصبحت حكومة رئيس الوزراء الهندي أكثر تأكيدا وحزما الآن على اعتبار ميانمار من الأطراف المهمة في الخطة الهندية الرئيسية لاتصال دول رابطة الآسيان. والهند، وفق تطورها الاقتصادي والتكنولوجي والتنمية في قطاع الطاقة فضلا عن المزايا الجيوسياسية الأخرى، تعمل على توسيع وجودها في ميانمار.
ومع اعتبار حجم واقتراب هذين الاقتصادين الكبيرين، فإن التبادل التجاري بين الهند وميانمار لا يزال متأخرا كثيرا عن الصين، واليابان، وكوريا الجنوبية، وتايلاند هناك. ولا نغفل سنغافورة التي تحظى باستثمارات في ميانمار بنحو ملياري دولار.
يقول سونيل سيث، رئيس الغرفة التجارية الهندية الميانمارية المشتركة، إن «هدفنا الرئيسي هو مضاعفة التبادل التجاري إلى نحو 4 أو 5 مليارات دولار على مدى العامين أو الثلاثة المقبلة». ويبلغ حجم التبادل التجاري الحالي بين البلدين نحو ملياري دولار.
ويذكر أن ميانمار هي الدولة الوحيدة في رابطة الآسيان التي تشترك في الحدود البرية والبحرية مع الهند. ويشترك الجانبان في حدود برية بطول 1643 كيلومترا. وتساند الهند الطريق الآسيوي السريع الذي يربط ميانمار وكمبوديا وفيتنام. وحصلت شركة بونج لويد الهندية على عقد للمساعدة في تطوير أجزاء من الطريق السريع المشار إليه. كما تشارك الشركات الهندية أيضا في بناء وصيانة ميناء سيتوي ومحطة باليتوا للنقل المائي الداخلي.
وتسعى الهند أيضا وبقوة إلى تنفيذ مشروع كالادان متعدد الوسائط، وهو مشروع ميناء بري ونهري لنقل البضائع، وبالطبع هناك مبادرة «بيمستيك»، وهي مبادرة خليج البنغال للتعاون التكنولوجي والاقتصادي متعدد القطاعات.
ولقد أثر الخمول، والفرص الضائعة، وتكتيكات العمل الرديئة على العلاقات الاقتصادية الهندية مع ميانمار. ولقد عطف دبلوماسي أسبق من ميانمار على هذه النقطة في ندوة عقدت مؤخرا في يانغون حول سياسة «التوجه شرقا» الهندية والعلاقات الثنائية بين البلدين.
إن صادرات ميانمار إلى الهند تتألف بالأساس من المحاصيل الزراعية والأسماك. وفي الوقت الحالي، أكثر من 80 في المائة من إجمالي الإنتاج المحلي من المحاصيل البقولية والحبوب البالغة 1.2 مليون طن يذهب إلى الهند. وفي الأثناء ذاتها، تستورد البلاد أيضا المنتجات الدوائية، والصلب، والآلات والماكينات من الهند.
ولقد دفع التوسع في التعاون بين الصين وميانمار بالهند إلى زيادة التبادل التجاري مع مسؤولي حكومة ميانمار السياسيين والعسكريين. كما عرضت الهند توفير المساعدات العسكرية إلى ميانمار، في محاولة لمواجهة النفوذ الصيني الكبير هناك.
ولقد اختتم الجنرال مين أونغ لينغ، القائد العام للجيش في ميانمار، زيارة رسمية إلى الهند بلغت ثمانية أيام كاملة. ولقد مدت الهند البساط الأحمر خلال زيارة الجنرال الكبير، مما لفت انتباه بكين. ولقد أبرمت خلال الزيارة صفقة بقيمة 37.9 مليون دولار بشأن توريد الطوربيدات الهندية خفيفة الوزن إلى ميانمار. كما تعمل الهند أيضا على إمداد ميانمار بالتدريبات العسكرية في مجالات حفظ السلام، وأيدت محاولتها الانضمام إلى عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
- ميانمار تسعى للتوقف عن الاعتماد الكلي على الصين
وعلى الرغم من أن ميانمار لا ترغب في إغضاب الصين، وهي أكبر مستثمر لديها والشريك الدفاعي الرئيسي للبلاد، فإنها تشعر بقلق بالغ من الاعتماد الكبير على دولة أخرى. وبالنسبة إلى ميانمار، فإن تنويع مصالحها الاقتصادية في مقابل مزيد من المشاركات الهندية الفاعلة من شأنه الحد من النفوذ الصيني الهائل على اقتصاد البلاد.
يقول غوتام سين، المسؤول الكبير الأسبق في وزارة الخارجية الهندية: «لقد أدركت ميانمار أن تعزيز الروابط مع نيودلهي سوف يساعد في الحد من الاعتماد المفرط على بكين، ويؤدي في الأثناء ذاتها إلى تنويع محفظتها الاقتصادية المحلية. ويؤكد كذلك على حاجة الهند الملحة للتفاعل المتزايد مع جيرانها في المنطقة بعد حالة العزلة الممتدة والطويلة. وباعتبار أن الهند من أكبر الاقتصادات الآسيوية مع تعداد السكان الكبير البالغ 1.3 مليار نسمة، فإن الهند هي على الأرجح المرشح الأكثر تأهيلا لملء ذلك الفراغ».



وزير الصناعة السعودي يزور قطر لتعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها في القطاع

تصوير ليلي للعاصمة القطرية الدوحة (الشرق الأوسط)
تصوير ليلي للعاصمة القطرية الدوحة (الشرق الأوسط)
TT

وزير الصناعة السعودي يزور قطر لتعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها في القطاع

تصوير ليلي للعاصمة القطرية الدوحة (الشرق الأوسط)
تصوير ليلي للعاصمة القطرية الدوحة (الشرق الأوسط)

بدأ وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، الأربعاء، زيارة رسمية إلى دولة قطر؛ لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها في قطاعي الصناعة والتعدين، يرافقه نائب الوزير لشؤون الصناعة، المهندس خليل بن سلمة.

ووفق بيان صادر عن الوزارة، فإن الخريف يترأس وفد المملكة المشارك في الاجتماع الـ52 للجنة التعاون الصناعي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، المنعقد في الدوحة، ومن المقرر أن يلتقي عدداً من الوزراء والمسؤولين الحكوميين، كما يعقد اجتماعات مع المستثمرين في القطاع، إضافة إلى زيارات ميدانية لعدد من الشركات والمصانع.

يُذكر أن حجم الصادرات غير النفطية السعودية إلى دولة قطر، خلال عام 2023، بلغ نحو 4.2 مليار ريال (1.12 مليار دولار)، في حين تجاوز حجم الواردات 772 مليون ريال (205 ملايين دولار).

وتنوعت أهم صادرات وواردات المملكة إلى دولة قطر في عدد من الأنشطة الصناعية؛ من بينها السيارات ومواد البناء والمعادن الثمينة والمجوهرات، والآلات الثقيلة والإلكترونية، والكيماويات.


السودان وقطر يتفقان على إنشاء مصفاة للذهب في الدوحة

عمال ذهب يخرجون من منجم محلي بمحلية العبيدية بولاية نهر النيل بالسودان (رويترز)
عمال ذهب يخرجون من منجم محلي بمحلية العبيدية بولاية نهر النيل بالسودان (رويترز)
TT

السودان وقطر يتفقان على إنشاء مصفاة للذهب في الدوحة

عمال ذهب يخرجون من منجم محلي بمحلية العبيدية بولاية نهر النيل بالسودان (رويترز)
عمال ذهب يخرجون من منجم محلي بمحلية العبيدية بولاية نهر النيل بالسودان (رويترز)

اتفق السودان وقطر على إنشاء مصفاة للذهب في الدوحة، بالتعاون مع رجال أعمال قطريين من أجل معالجة صادرات السودان من المعدن الأصفر.

وذكرت وكالة السودان للأنباء، أن ذلك جاء خلال لقاء الفاتح عبد الله يوسف وزير التجارة والتموين السوداني، بوزير التجارة والصناعة القطري محمد حمد بن قاسم آل ثاني، على هامش اجتماعات النسخة الثالثة للمنتدى الاقتصادي والتعاون العربي مع دول آسيا وأذربيجان الذى استضافته قطر مؤخراً.

وأكد الوزيران خلال اللقاء أهمية التعاون المشترك بين البلدين في المجال التجاري، كما استعرض الجانبان مسألة تعزيز الشراكة بين البلدين بغرض عمليات الاستيراد والتصدير. وشدّد الوزير القطري على استعداد بلاده لـ«تقديم التسهيلات المطلوبة للعمل التجاري».

كانت الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة، كشفت أن صادرات الذهب للربع الأول من العام الحالي، قد تجاوزت ما قيمته 428 مليون دولار وتم توريده إلى بنك السودان المركزي.

وأكد المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة، محمد طاهر عمر، نقلاً عن «سونا» أن السياسات الأخيرة التي اتخذتها الشركة كان لها أثر كبير في تحفيز عمليات تصدير الذهب، موضحاً أن الشركة تتوقع أن تبلغ قيمة صادرات الذهب نحو 2.182 مليار دولار بنهاية 2024.

ويعتمد السودان في إنتاج الذهب على القطاع التقليدي الذي ينتج 90 في المائة من إجمالي الإنتاج.


ارتفاع التضخم يُهدد خطط تخفيض الفائدة: ماذا سيقرر «الفيدرالي» اليوم؟

مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في شارع الدستور في واشنطن - الولايات المتحدة (رويترز)
مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في شارع الدستور في واشنطن - الولايات المتحدة (رويترز)
TT

ارتفاع التضخم يُهدد خطط تخفيض الفائدة: ماذا سيقرر «الفيدرالي» اليوم؟

مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في شارع الدستور في واشنطن - الولايات المتحدة (رويترز)
مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في شارع الدستور في واشنطن - الولايات المتحدة (رويترز)

بعد ثلاثة تقارير متتالية أظهرت ارتفاعاً في التضخم يفوق التوقعات، يبدو أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي أصبحوا أكثر حذراً بشأن احتمال تخفيض أسعار الفائدة عام 2024. وبعد الانتهاء من اجتماعهم الأخير بشأن السياسة النقدية، الأربعاء، سيكون السؤال المطروح هو التالي: هل سيستمرون في الإشارة إلى تخفيضات أسعار الفائدة على الإطلاق هذا العام؟

ويتوقع المتداولون في «وول ستريت» الآن تخفيضاً واحداً فقط لسعر الفائدة في العام الجاري، والذي يبلغ الآن أعلى مستوى له منذ 23 عاماً عند 5.3 في المائة بعد 11 ارتفاعاً انتهت في يوليو (تموز) الماضي. وخفض المتداولون توقعاتهم بشكل حاد منذ بداية عام 2024، عندما كانوا يتوقعون أن يصل إلى ستة تخفيضات في أسعار الفائدة، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وخلال الاجتماع الفيدرالي الأخير الذي عُقد في 20 مارس (آذار)، توقع صانعو السياسة أنفسهم حدوث ثلاث تخفيضات للأسعار في 2024. وتؤدي تخفيضات الفائدة التي يقوم بها الفيدرالي بمرور الوقت إلى انخفاض تكاليف الاقتراض بالنسبة للمستهلكين والشركات، بما في ذلك قروض الرهن العقاري وقروض السيارات والبطاقات الائتمانية.

ولا يزال معظم الاقتصاديين يتوقعون حدوث تخفيضين هذا العام. لكن كثيرين يعترفون بأنه من المحتمل حدوث تخفيض واحد أو حتى عدم حدوث أي تخفيض على الإطلاق. والسبب في ذلك هو أن ارتفاع التضخم يثبت صعوبة أكبر مما توقع أي شخص تقريباً. ووفقاً للمقياس المفضل لدى الفيدرالي، وصل التضخم إلى معدل سنوي قدره 4.4 في المائة في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، ارتفاعاً من 1.6 في المائة في الربع الأخير من عام 2023، وهو أعلى بكثير من هدف الفيدرالي البالغ 2 في المائة.

وفي الوقت نفسه، يبدو الاقتصاد أكثر صحة ومعدلات التوظيف أقوى مما كان يتوقع معظم الاقتصاديين في هذه المرحلة. وظل معدل البطالة أقل من 4 في المائة لأكثر من عامين، وهي أطول فترة منذ الستينات. وخلال الربع الأول من العام، أنفق المستهلكون بوتيرة قوية. ونتيجة لذلك، أوضح رئيس الاحتياطي جيروم باول وغيره من مسؤولي الفيدرالي أنهم ليسوا في عجلة لخفض أسعار الفائدة الأساسية.

وخلال آخر تصريح له قبل أسبوعين، أشار باول إلى أن وتيرة ارتفاع الأسعار قد قوضت بشكل أساسي ثقة مسؤولي الفيدرالي بأن التضخم سيعود بثبات إلى هدفهم، مما يجعل خفض أسعار الفائدة في أي وقت قريب أقل احتمالاً. كما قال إن الفيدرالي لن يقدم على أي تخفيضات ما دام التضخم مرتفعاً. ومع ذلك، لم يذهب إلى حد الإشارة إلى أن أي زيادات جديدة في أسعار الفائدة قيد الدراسة.

وقال: «إذا استمر ارتفاع التضخم فيمكننا الحفاظ على المستوى الحالي (لأسعار الفائدة) لأطول فترة ممكنة».

ويتوقع معظم الاقتصاديين أن يكرر باول هذه الرسالة خلال المؤتمر الصحافي الذي سيعقده بعد انتهاء اجتماع الفيدرالي، الأربعاء. لكنه قد يذهب إلى أبعد من ذلك.

على سبيل المثال، خلال مؤتمره الصحافي الأخير في مارس، قال باول إن معدل الفائدة لدى الفيدرالي «من المحتمل أن يكون في ذروته»، وأنه «إذا تطور الاقتصاد على نطاق واسع كما هو متوقع، فمن المحتمل أن يكون من المناسب» البدء في خفض أسعار الفائدة هذا العام.

وإذا تجنب رئيس المجلس تكرار هذا الشعور هذه المرة، فقد يوحي ذلك بأن الفيدرالي أقل احتمالاً لخفض سعر الفائدة الأساسي هذا العام.

وقال كبير الاقتصاديين في «يو بي إس»، جوناثان بينغل: «إذا تم التخلي عن هذه (الرسالة)، فأعتقد أنها ستكون إشارة أقوى بكثير على أننا يجب أن نحافظ على أسعار الفائدة أعلى لفترة أطول».

وعلى الرغم من أن النمو الاقتصادي لم يتجاوز معدل 1.6 في المائة سنوياً في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، وهو تباطؤ مقارنة بالربع السابق، فإن إنفاق المستهلكين نما بوتيرة قوية، وهي علامة على أن الاقتصاد سيستمر في التوسع.

وأدت هذه القوة المستمرة إلى تكهنات بعض مسؤولي الفيدرالي بأن المستوى الحالي لأسعار الفائدة قد لا يكون مرتفعاً بالقدر الكافي لإحداث التأثير المهدئ للاقتصاد والتضخم الذي يحتاجون إليه. وإذا كان الأمر كذلك، فقد يضطر الفيدرالي حتى إلى العودة إلى زيادات أسعار الفائدة في مرحلة ما.

وقالت عضو مجلس محافظي المصرف الفيدرالي، ميشيل بومان، في أوائل أبريل (نيسان): «ما زلت أرى خطورة احتمال احتياجنا في اجتماع مستقبلي إلى زيادة الأسعار أكثر إذا تعثر التقدم في خفض التضخم أو حتى عكس الاتجاه».

وقد يعلن الفيدرالي أيضاً، الأربعاء، عن أنه سيبطئ وتيرة تخفيفه لإحدى أكبر سياساته في عصر «كوفيد - 19»: شرائه عدة تريليونات من سندات الخزانة وسندات مدعومة بالرهن العقاري، وهي جهود تهدف إلى استقرار الأسواق المالية، والحفاظ على انخفاض أسعار الفائدة طويلة الأجل.

ويسمح الاحتياطي الفيدرالي الآن باستحقاق 95 مليار دولار من تلك الأوراق المالية كل شهر، دون استبدالها. وانخفضت حيازاتها إلى نحو 7.4 تريليون دولار، انخفاضاً من 8.9 تريليون دولار في يونيو (حزيران) 2022 عندما بدأ في تخفيضها.

فمن خلال تقليص ممتلكاته، يستطيع الفيدرالي أن يساهم في الإبقاء على أسعار الفائدة الأطول أجلاً، بما في ذلك أسعار الفائدة على الرهن العقاري، أعلى مما كانت لتصبح عليه لولا ذلك. وذلك لأنه عندما يقلل من حيازاته من السندات، سيتعين على المشترين الآخرين شراء الأوراق المالية بدلاً من ذلك، وقد يتعين رفع أسعار الفائدة لجذب المشترين المطلوبين.

وخلال اجتماعه في مارس، وافق الفيدرالي على خفض وتيرة جولات الإعادة إلى نحو 65 مليار دولار شهرياً، وفقاً لمحضر الاجتماع.

وكانت آخر مرة خفض فيها المركزي ميزانيته العمومية في عام 2019، وفي أثناء قيامه بذلك، قام عن غير قصد بتعطيل الأسواق المالية، وتسبب في ارتفاع أسعار الفائدة قصيرة الأجل في سبتمبر (أيلول) من ذلك العام. ويتلخص هدفه في إبطاء وتيرة خفض ملكية السندات وتجنب اضطراب مماثل في السوق من خلال التحرك بشكل أكثر منهجية.


ترقباً لـ«الفيدرالي»... «بتكوين» تواصل الهبوط لليوم الثالث على التوالي

تراجعت قيمة العملة المشفرة الأكثر تداولاً في العالم بنحو 3.8 % إلى 57 ألف دولار (رويترز)
تراجعت قيمة العملة المشفرة الأكثر تداولاً في العالم بنحو 3.8 % إلى 57 ألف دولار (رويترز)
TT

ترقباً لـ«الفيدرالي»... «بتكوين» تواصل الهبوط لليوم الثالث على التوالي

تراجعت قيمة العملة المشفرة الأكثر تداولاً في العالم بنحو 3.8 % إلى 57 ألف دولار (رويترز)
تراجعت قيمة العملة المشفرة الأكثر تداولاً في العالم بنحو 3.8 % إلى 57 ألف دولار (رويترز)

في ظل ترقب المستثمرين لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة وصدور بيانات رئيسية من سوق العمل الأميركية، واصلت عملة «بتكوين» الرقمية، اليوم (الأربعاء)، الهبوط لليوم الثالث على التوالي، بعد أن سجلت في أبريل (نيسان) أسوأ أداء شهري منذ أواخر 2022. وحسب وكالة «رويترز»، تراجعت قيمة العملة المشفرة الأكثر تداولاً في العالم بنحو 3.8 في المائة إلى 57 ألف دولار في أحدث التداولات، وهو أدنى مستوى لـ«بتكوين» منذ أواخر فبراير (شباط)، فيما خسرت عملة «إيثريوم» نحو 2.6 في المائة إلى أدنى مستوى منذ منتصف أبريل، عند 2.8 ألف دولار.

كانت «بتكوين» قد هبطت بنحو 16 في المائة في أبريل متأثرةً بعملية جني أرباح من المستثمرين بعد ارتفاع هائل إلى مستويات غير مسبوقة تخطت 70 ألف دولار. ووفق الوكالة، فإنه من غير المتوقع أن يُجري «الاحتياطي الفيدرالي» أي تغيير في سعر الفائدة في وقت لاحق، وأصبح المستثمرون أكثر ميلاً إلى أن البنك المركزي قد لا يخفض أسعار الفائدة على الإطلاق هذا العام، مما وجَّه ضربة إلى الأصول الحساسة مثل العملات المشفرة وأسهم الأسواق الناشئة والسندات والسلع الأساسية. وبعد تثبيت أسعار الفائدة في مارس (آذار) الماضي عند 5.25 في المائة و5.50 في المائة، للاجتماع الخامس على التوالي، تترقب الأسواق العالمية يوم الأربعاء، نتائج اجتماع «الاحتياطي الفيدرالي» الذي يُعقد من 30 أبريل (نيسان) إلى 1 مايو (أيار).


الذهب يهبط إلى أدنى مستوى في 4 أسابيع وسط ترقب لقرار «الفيدرالي»

سبائك ذهبية (رويترز)
سبائك ذهبية (رويترز)
TT

الذهب يهبط إلى أدنى مستوى في 4 أسابيع وسط ترقب لقرار «الفيدرالي»

سبائك ذهبية (رويترز)
سبائك ذهبية (رويترز)

هبطت أسعار الذهب خلال تعاملات جلسة الأربعاء، إلى أدنى مستوى فيما يقرب من 4 أسابيع مع ترقب المستثمرين لقرار من مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) يمكن أن يوفر مزيداً من الدلالات حول الجدول الزمني لخفض أسعار الفائدة.

وتراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.1 في المائة إلى 2284.44 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 04:36 بتوقيت غرينتش، بعد أن سجل أدنى مستوى منذ الخامس من أبريل (نيسان) في وقت سابق من الجلسة. وتراجعت الأسعار بما يصل إلى 2 في المائة يوم الثلاثاء، بسبب ارتفاع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية.

وانخفضت أسعار المعدن النفيس بأكثر من 140 دولاراً بعد تسجيل مستوى قياسي بلغ 2431.29 دولار في 12 أبريل (نيسان). وهبطت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.4 في المائة إلى 2293.10 دولار للأوقية.

وينصبّ التركيز الآن على قرار السياسة النقدية الذي يُصدره «المركزي الأميركي» الساعة 18:00 بتوقيت غرينتش، وما تليه من تصريحات لرئيس البنك جيروم باول. ومن المتوقع أن يُبقي «الاحتياطي الاتحادي» على سعر الفائدة القياسي دون تغيير في النطاق بين 5.25 و5.5 في المائة.

ومع أن الذهب معروف بأنه وسيلة للتحوط من التضخم، تقلل أسعار الفائدة المرتفعة من جاذبية الاحتفاظ بذلك الأصل الذي لا يدر عائداً.

وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.3 في المائة إلى 26.37 دولار للأوقية، وزاد البلاتين 0.2 في المائة إلى 935.80 دولار. وتراجع البلاديوم 0.2 في المائة إلى 945.53 دولار، بعد أن سجل أدنى مستوى في نحو شهرين خلال الجلسة السابقة.


«التنمية الزراعية» و«المؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار» يوقعان مذكرة تفاهم لدعم الأمن الغذائي

خلال توقيع الاتفاقية بين «صندوق التنمية الزراعية» و«المؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات» (واس)
خلال توقيع الاتفاقية بين «صندوق التنمية الزراعية» و«المؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات» (واس)
TT

«التنمية الزراعية» و«المؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار» يوقعان مذكرة تفاهم لدعم الأمن الغذائي

خلال توقيع الاتفاقية بين «صندوق التنمية الزراعية» و«المؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات» (واس)
خلال توقيع الاتفاقية بين «صندوق التنمية الزراعية» و«المؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات» (واس)

وقَّع صندوق التنمية الزراعية مذكرة تفاهم مع المؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات -وهي مؤسسة متعددة الأطراف وعضو في مجموعة البنك الإسلامي للتنمية- بهدف توفير إطار عام لتسهيل التعاون بين الجانبين، والإسهام في دعم الأمن الغذائي، من خلال تأمين الاستثمار ضد المخاطر السياسية في الدول التي يعتزم الصندوق الاستثمار الزراعي فيها.

جاء هذا التوقيع، الثلاثاء، على هامش الاجتماعات السنوية لمجموعة «البنك الإسلامي للتنمية» لعام 2024، بمناسبة مرور 50 عاماً على إنشاء البنك، وذلك في مدينة الرياض.

كما تهدف مذكرة التفاهم إلى دعم المشاريع الزراعية في المملكة، من خلال ائتمان الواردات الاستراتيجية والتكنولوجية، بما يسهم في تعزيز سلسلة القيمة الزراعية الوطنية بتلك المجالات.

وتضمنت المذكرة عدداً من مجالات التعاون بين الصندوق والمؤسسة، من خلال تنظيم ندوات تعريفية ودورات تدريبية للتعريف بالتأمين الإسلامي، وتأمين ائتمان الصادرات، إضافة إلى التأمين على الاستثمار الأجنبي في الدول الأعضاء في «المؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات» أو في أي دولة أخرى، بالإضافة إلى تنظيم دورات تعريفية لموظفي الصندوق، للتعرف على نموذج عمل المؤسسة، وما تقوم بتقديمه من خدمات للدول الأعضاء.

وتأتي هذه المذكرة ضمن دور الصندوق في المساهمة بتعزيز الأمن الغذائي، وتأمين الاستثمار الخارجي، ودعم المشاريع الزراعية التي من شأنها تحقيق المستهدفات الوطنية وبناء الكوادر، بما يتوافق مع «رؤية 2030».

يذكر أن الصندوق هو مؤسسة ائتمانية حكومية متخصصة في تمويل مختلف مجالات النشاط الزراعي في جميع مناطق المملكة، للمساعدة في تنمية القطاع الزراعي، ورفع كفاءته الإنتاجية باستخدام أفضل الأساليب العلمية والتقنية الحديثة، وتقديم أفضل حلول التمويل المستدام للإسهام في تحقيق الاستراتيجية الزراعية.

بينما «المؤسسة الإسلامية» تهدف إلى توسيع نطاق المعاملات التجارية وتدفق الاستثمار بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، والتأمين على المخاطر التجارية والسياسية بتقديم منتجات متوافقة مع الشريعة الإسلامية، ونشر وتطوير صناعة التأمين الإسلامي، وتأمين ائتمان الصادرات وتأمين الاستثمار في الدول الأعضاء، إضافة إلى دعم المؤسسات الوطنية في الدول الأعضاء على بناء قدراتها الفنية والبشرية.


هل تنقل «توتال إنرجيز» أسهمها إلى بورصة نيويورك؟

بويان وإلى جانبه النائب روجيه كاروتشي خلال جلسة استماع حول التزامات «توتال» في مجلس الشيوخ الفرنسي بباريس (رويترز)
بويان وإلى جانبه النائب روجيه كاروتشي خلال جلسة استماع حول التزامات «توتال» في مجلس الشيوخ الفرنسي بباريس (رويترز)
TT

هل تنقل «توتال إنرجيز» أسهمها إلى بورصة نيويورك؟

بويان وإلى جانبه النائب روجيه كاروتشي خلال جلسة استماع حول التزامات «توتال» في مجلس الشيوخ الفرنسي بباريس (رويترز)
بويان وإلى جانبه النائب روجيه كاروتشي خلال جلسة استماع حول التزامات «توتال» في مجلس الشيوخ الفرنسي بباريس (رويترز)

أثارت شركة النفط والغاز الفرنسية العملاقة «توتال إنرجيز» ضجيجاً متزايداً بشأن نقل تداول أسهمها من بورصة باريس للأوراق المالية إلى بورصة نيويورك، مما يضيف مزيداً من الأحاديث عن الشركات الأوروبية العملاقة التي قد يجذبها حماس المستثمرين الأميركيين للاستثمار في شركات النفط والغاز إلى إدراج أسهمها ببورصة نيويورك.

وذكرت «بلومبرغ» أن شركة الطاقة الفرنسية العملاقة تدرس التحول «جزئياً لأن السياسات البيئية والاجتماعية والحوكمة في أوروبا لها وزن أكبر»، وفق ما قال الرئيس التنفيذي باتريك بويان، أمام جلسة استماع بمجلس الشيوخ الفرنسي، حول أهداف تغير المناخ، يوم الاثنين. وقال: «إننا نخسر المساهمين الأوروبيين»، بينما يشتري المستثمرون الأميركيون الأسهم.

وقال بويان، للمحللين، الأسبوع الماضي، إن الشركة ستدرس «بجدية» مثل هذه الخطوة، وستقدم نتائجها إلى مجلس الإدارة، في سبتمبر (أيلول)، متوسعاً في فكرة كشف عنها لأول مرة في مقابلة مع «بلومبرغ»، في وقت سابق من هذا الشهر.

ومن المؤكد أن تعليقات الرئيس التنفيذي لـ«توتال» ستسبب عدم ارتياح في البورصات الكبرى بأوروبا، حيث تزداد التكهنات حول مستقبل وجود شركة «شل» ببورصة لندن، في حين أن الإشارات، التي تظهر، هذا الأسبوع، على مقاومة المستثمرين عملية فصل الفحم المقترحة لشركة «غلينكور»، قد تثير الحديث عن إدراجها بالولايات المتحدة.

يقول إريك مير، رئيس شركة «آر.بي.سي كابيتال ماركتس» في فرنسا: «إن حديث أوروبا المثالي عن قواعد الحوكمة البيئية والاجتماعية والتجارة الحرة أو الأجور يبدو ساذجاً في مواجهة شركائها التجاريين الآخرين الذين يضعون مصالحهم الاقتصادية فوق كل اعتبار».

ووفق مذكرة اقتصادية أعدَّها المحللون بمجموعة «دويتشه بنك» المصرفية الألمانية، في مارس (آذار) الماضي، يرفض ثلث صناديق الاستثمار الأوروبية الاستثمار في مشاريع الوقود الأحفوري، مقابل عدد لا يكاد يُذكَر من الصناديق الأميركية الذي يتبنى الموقف نفسه.

ويظهر أثر التباين في مقاييس الحوكمة البيئية والاجتماعية على أداء أسهم الشركات الأوروبية والأميركية، حيث يجري تسعير سهم «توتال إنرجيز» بثمانية أمثال معامل الربحية المتوقع خلال عام من الآن، في حين يجري تسعير سهم مُنافستها الأميركية «إكسون موبيل» بمقدار 12 مِثل معامل ربحية الشركة خلال الفترة نفسها.


«دانة غاز» الإماراتية تعلن استئناف عملياتها في حقل كورمور بكردستان العراق

مهندسون في «دانة غاز» يتابعون العمل (من الموقع الإلكتروني لشركة دانة غاز)
مهندسون في «دانة غاز» يتابعون العمل (من الموقع الإلكتروني لشركة دانة غاز)
TT

«دانة غاز» الإماراتية تعلن استئناف عملياتها في حقل كورمور بكردستان العراق

مهندسون في «دانة غاز» يتابعون العمل (من الموقع الإلكتروني لشركة دانة غاز)
مهندسون في «دانة غاز» يتابعون العمل (من الموقع الإلكتروني لشركة دانة غاز)

أعلنت شركة دانة غاز للطاقة الإماراتية، الأربعاء، أنها اتخذت مع شركاؤها الخطوات اللازمة لاستئناف العمليات الإنتاجية من حقل كورمور في إقليم كردستان العراق على مراحل، مع تطبيق تدابير جديدة؛ لضمان تحقيق أقصى قدر من درجات السلامة لجميع العاملين والمرافق.

وأضافت «دانة»، في بيان، لبورصة أبوظبي، أن ذلك جاء بناء على الإجراءات الملموسة التي اتخذتها الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان لتعزيز الدفاعات في موقع كورمور بشكل جذري، بالإضافة إلى الالتزامات الصارمة من أعلى المستويات ضمن هذه السلطات.

كان الحقل قد تعرَّض لهجوم بطائرة مُسيّرة، يوم الجمعة، مما أدى إلى مقتل أربعة من موظفي المقاولين العاملين بالموقع، وإصابة آخرين، وتعليق الإنتاج بشكل مؤقت.

وقالت وزارتا الكهرباء والموارد الطبيعية بإقليم كردستان العراق، يوم السبت، إنهما تعملان مع شركاء لاستئناف العمليات في حقل كورمور للغاز، بعد أن توقفت الإمدادات إلى محطات توليد الكهرباء لينخفض الإنتاج بنحو 2500 ميغاواط.

ويملك كونسورتيوم اللؤلؤة، الذي يضم شركة «دانة غاز» الإماراتية للطاقة، وشركة نفط «الهلال» التابعة لها، حقوق استغلال «كورمور» و«جمجمال»؛ وهما من أكبر حقول الغاز بالعراق.

ويقع حقل كورمور للغاز بالقرب من الأراضي الخاضعة للسيطرة العراقية ومحافظة كركوك، إحدى المناطق المتنازع عليها بين حكومة بغداد وأربيل عاصمة إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي.

ويشهد العراق هجمات شبه يومية بطائرات مُسيّرة وصواريخ منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


«ألفاريز أند مارسال» العالمية للخدمات الاستشارية تفتتح مقرها الإقليمي في السعودية

صورة جوية للعاصمة السعودية الرياض (واس)
صورة جوية للعاصمة السعودية الرياض (واس)
TT

«ألفاريز أند مارسال» العالمية للخدمات الاستشارية تفتتح مقرها الإقليمي في السعودية

صورة جوية للعاصمة السعودية الرياض (واس)
صورة جوية للعاصمة السعودية الرياض (واس)

أعلنت شركة «ألفاريز أند مارسال» العالمية المتخصصة في تقديم الخدمات الاستشارية، عن الافتتاح الرسمي لمقرها الإقليمي في العاصمة السعودية الرياض.

وقالت الشركة في بيان صحافي، إن الافتتاح يعكس التزامها الراسخ تجاه المملكة ودعم رؤية السعودية 2030. وأضافت، أنها ملتزمة في دعم أجندة التحول الخاصة بالمملكة، عقب النمو الملحوظ الذي شهدته الشركة في البلاد، مع ارتفاع عدد الموظفين بمقدار ستة أضعاف خلال العام الماضي فقط.

وقال الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لدى «ألفاريز أند مارسال» برايان مارسال إن منهجية التحول الشاملة في المملكة تساهم في تعزيز الطلب على خدمات العلامة التجارية المميزة والقائمة على مبدأ إنجاز المهام، وذلك بسبب قدرة الشركة على حل المشكلات.

وذكرت الشركة في البيان أنها ستستضيف 13 خريجاً سعودياً في برنامج «بداية»، الذي يهدف لتطوير الخريجين. وتعليقاً على هذا الموضوع، قال المدير العام لدى «ألفاريز أند مارسال» في الشرق الأوسط، والرئيس المشارك للمنطقة جيمس ديرفن إن الشركة صممت برنامج «بداية» للخريجين بهدف تطوير الجيل القادم من القادة العمليين في مجال الاستشارات الإدارية، مسترشدين بمبادئ الشركة المتمثلة بالقيادة والعمل وتحقيق النتائج. مضيفاً أنه من المقرر أن يتلقى المشاركون تدريباً دقيقاً لمدة 12 شهراً، يشاركون خلالها في الأعمال الميدانية ضمن المشروع بإشراف من خبراء القطاع المتمرسين.

وكانت السعودية أعلنت، في فبراير (شباط) 2021، إيقاف التعاقد مع أي شركة أو مؤسسة تجارية أجنبية لها مقر إقليمي بالمنطقة في غير المملكة، ابتداء من مطلع العام الحالي (2024)، وذلك في إطار سعيها نحو توفير الوظائف والحد من التسرب الاقتصادي، وضمان أن المنتجات والخدمات التي يتم شراؤها من قِبَل الأجهزة الحكومية المختلفة يتم تنفيذها على أرض البلاد، وبمحتوى محلي مناسب، تماشياً مع مستهدفات استراتيجية «رؤية 2030».


«كابيتال إيكونوميكس»: الاقتصاد السعودي يخرج من دائرة الركود في الربع الأول

قالت «كابيتال» إن استمرار قوة الاقتصاد غير النفطي والتخفيف المنتظر لتخفيضات إنتاج الخام يعنيان أن النمو سيرتفع أكثر (واس)
قالت «كابيتال» إن استمرار قوة الاقتصاد غير النفطي والتخفيف المنتظر لتخفيضات إنتاج الخام يعنيان أن النمو سيرتفع أكثر (واس)
TT

«كابيتال إيكونوميكس»: الاقتصاد السعودي يخرج من دائرة الركود في الربع الأول

قالت «كابيتال» إن استمرار قوة الاقتصاد غير النفطي والتخفيف المنتظر لتخفيضات إنتاج الخام يعنيان أن النمو سيرتفع أكثر (واس)
قالت «كابيتال» إن استمرار قوة الاقتصاد غير النفطي والتخفيف المنتظر لتخفيضات إنتاج الخام يعنيان أن النمو سيرتفع أكثر (واس)

ذكرت مؤسسة «كابيتال إيكونوميكس» البحثية، يوم الأربعاء، أن الاقتصاد السعودي خرج من دائرة الركود، في الربع الأول من العام الحالي، متوقعة أن يواصل تعافيه، على مدار العام الحالي، وأن يحقق أداء أقوى قليلاً من معظم التوقعات الحالية.

وقالت المؤسسة، التي مقرُّها لندن، في تقرير اطلعت عليه «وكالة أنباء العالم العربي»، إن البيانات أظهرت نمو الناتج المحلي الإجمالي بمعدل 1.3 في المائة على أساس فصلي، بينما خفّت حدة وتيرة الانكماش على أساس سنوي من 4.3 في المائة، خلال الربع الأخير من العام الماضي، إلى 1.8 في المائة، خلال الربع الأول من هذا العام.

وفي وقت سابق يوم الأربعاء، كشفت الهيئة العامة للإحصاء السعودية أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للمملكة انكمش 1.8 في المائة على أساس سنوي، في الربع الأول من العام الحالي، وعَزَت ذلك إلى انكماش النشاط النفطي 10.6 في المائة، بينما سجلت الأنشطة غير النفطية نمواً 2.8 في المائة.

وأشارت «كابيتال» إلى أن البيانات أظهرت أن الأنشطة النفطية نَمَت 2.4 في المائة على أساس فصلي، في الربع الأول، إذ ارتفع إنتاج النفط بشكل طفيف من 8.98 مليون برميل في اليوم، خلال الربع الأخير من 2023، إلى 9.01 مليون برميل يومياً في الربع الأول.

وأضافت أن الأنشطة غير النفطية التي تشمل القطاع الخاص نَمَت 0.5 في المائة على أساس فصلي، في الربع الأول، بينما انكمشت الأنشطة الحكومية واحداً في المائة على أساس فصلي، مشيرة إلى أن أداء القطاع الخاص كان جيداً بدعم من إنفاق أقوى للمستهلكين.

وأوضحت أن استمرار قوة الاقتصاد غير النفطي، إلى جانب تخفيف منتظر لتخفيضات إنتاج الخام اعتباراً من يوليو (تموز) المقبل، يعنيان أن النمو الاقتصادي سيرتفع أكثر على أساس سنوي، خلال الفترة المتبقية من العام الحالي، متوقعة أن تسجل المملكة معدل نمو للناتج المحلي الإجمالي يبلغ 2.8 في المائة خلال 2024، وهو أعلى قليلاً من توقعات إجماع خبراء الاقتصاد.