شبكات البث التلفزيوني تضع مصالحها قبل مصالح الجماهير

«سكاي سبورتس» تفكر في إقامة بعض المباريات عشية «الكريسماس»

مباراة الذهاب بين ليفربول وأرسنال... «سكاي سبورتس» تفكر في إقامة مواجهة الإياب عشية «الكريسماس» («الشرق الأوسط»)  -   بينيتيز مدرب نيوكاسل اعترض على تغيير موعد مباراته (رويترز)
مباراة الذهاب بين ليفربول وأرسنال... «سكاي سبورتس» تفكر في إقامة مواجهة الإياب عشية «الكريسماس» («الشرق الأوسط») - بينيتيز مدرب نيوكاسل اعترض على تغيير موعد مباراته (رويترز)
TT

شبكات البث التلفزيوني تضع مصالحها قبل مصالح الجماهير

مباراة الذهاب بين ليفربول وأرسنال... «سكاي سبورتس» تفكر في إقامة مواجهة الإياب عشية «الكريسماس» («الشرق الأوسط»)  -   بينيتيز مدرب نيوكاسل اعترض على تغيير موعد مباراته (رويترز)
مباراة الذهاب بين ليفربول وأرسنال... «سكاي سبورتس» تفكر في إقامة مواجهة الإياب عشية «الكريسماس» («الشرق الأوسط») - بينيتيز مدرب نيوكاسل اعترض على تغيير موعد مباراته (رويترز)

لم يعد عدم اهتمام شبكات البث التلفزيوني بجمهور كرة القدم سراً، لذا لم يكن من الغريب أن نعرف أن شبكة «سكاي سبورتس» تقترح تغيير موعد مباراة أرسنال على ملعبه أمام ليفربول لتقام عشية عيد الميلاد في ما وصفته رابطة جمهور كرة القدم في إنجلترا بأنه «سقطة جديدة تعكس وضع مصالح شركات البث فوق مصالح الجمهور الذي يذهب للمباريات». ومع ذلك، كان قرار تغيير المباراة مفاجئاً على نحو ما، وحتى بمقاييس المعايير المعروفة لشبكات البث التلفزيوني لم يكن من السهل استيعاب مبررات هذا القرار.
ففي ظل الأجواء الاحتفالية لأعياد الميلاد، من المؤكد أن لاعبي كرة القدم لا يريدون اللعب في تلك الليلة، وحتى الجمهور، وبعضهم لديه التزامات أخرى وبعضهم سيضطر إلى القيام برحلة العودة من لندن إلى ليفربول في يوم سيشهد فوضى كبيرة في النقل والمواصلات، لا يرغب في السفر بكل تأكيد عشية عيد الميلاد. حتى الموظفون الذين يتعين عليهم العمل لتنظيم المباراة في هذا اليوم، لن يحصلوا على ما هو أكثر بكثير من الحد الأدنى للأجور في فترات عملهم، وبالتالي فمن شبه المؤكد أنهم لا يرغبون في العمل عشية عيد الميلاد. وفي هذا اليوم الاحتفالي الكبير الذي يشهد لمّ شمل الأسر وسط أجواء احتفالية، وما يتبع تلك الاحتفالات من قلق، لم يكن من المنطقي أن نضيف حالة إضافية من الارتباك عن طريق عرض مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز على شاشات التلفزيون.
ويتفق الجميع تقريباً، باستثناء شبكة البث التي تدفع 11 مليون جنيه استرليني مقابل نقل المباراة الواحدة، على أن إقامة المباراة عشية عيد الميلاد تعد فكرة سخيفة. وحتى قبل اتخاذ قرار نهائي في هذا الشأن، اشتكى الناديان اللذان سيخوضان تلك المباراة، وهما أرسنال وليفربول، وكذلك جمهور الفريقين، من إقامة المباراة في هذا الموعد. ورغم أن شبكة «سكاي سبورتس» لم تعترف علناً بأيٍّ من هذه المشكلات، فإن الدلائل المبكرة تشير إلى أنه من المرجح أن تستجيب الشبكة لهذا الإجماع على الرفض بالقول: «حسناً، سوف أقيم مباراة ثانية من الدوري الإنجليزي الممتاز في نفس اليوم، لتقام مباراتان في تلك الليلة بدلاً من إلغاء المباراة الأولى»!
وقالت متحدثة باسم شبكة «سكاي» إنها ليست في وضع يسمح لها بالتعليق على الأمر، نظراً إلى أنه لم يتم تحديد مواعيد المباريات التي ستقام في شهر ديسمبر (كانون الأول)، لكن سيتم الإعلان عن تفاصيل ذلك في غضون أسبوعين. وقالت رابطة جمهور كرة القدم: «في مناسبتين خلال السنوات الأخيرة [عامي 2011 و2016] جاء اليوم الذي يسبق ليلة أعياد الميلاد في يوم السبت. وفي هذين العامين، لم ينظم الدوري الإنجليزي الممتاز أي مباريات في ذلك اليوم، فيما يفترض أنه اعتراف بأهمية هذا التاريخ. لكن أن تنقل شبكات البث التلفزيوني المباريات لتقام عشية عيد الميلاد، ويوم الأحد، فإن ذلك يعد انتهاكاً صارخاً لتلك السياسة».
ويوم الاثنين الماضي، ظهر أن المباراة الثانية التي يجري النظر في تغيير موعدها لتقام عشية عيد الميلاد هي مباراة وستهام يونايتد أمام نيوكاسل، والتي من شبه المؤكد أن تقام في تمام الساعة الواحدة والنصف ظهراً، وهو ما يعني أن جمهور نيوكاسل يونايتد سيقطع رحلة لمسافة 560 ميلاً، مع العلم أنهم لا يملكون رفاهية السفر جواً من أجل العودة لمنازلهم سريعاً بعد انتهاء المباراة. ونتيجة لذلك، يمكننا أن نتوقع المزيد من القلق والإزعاج المبرر تماماً من قبل مجموعة من المشجعين نتيجة معاملتهم بازدراء وعدم اهتمام واضح من قبل من يحددون مواعيد المباريات. رافاييل بينيتيز مدرب نيوكاسل اعترض على تغيير موعد مباراته أمام وستهام، وطالب بالتقيد بالمواعيد المحدد مسبقاً.
وفي الحقيقة، قد لا تتقدم هذه الأندية بأي شكاوى بسبب المقابل المادي الكبير الذي تحصل عليه من شبّاك البث التلفزيوني. عندما دفعت شبكة «سكاي» و «بي تي سبورت» مبلغاً ضخماً بلغ 5.136 مليار جنيه استرليني مقابل نقل مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز في الصفقة الشهيرة التي وقعت في فبراير (شباط) عام 2015، كانت شبكة «سكاي سبورتس» هي من دفعت النصيب الأكبر من هذه الأموال، حيث دفعت 4.176 مليار جنيه استرليني، لكي تحصل على الغالبية العظمى من المباريات المتاحة، وكان من بينها مباراتان بعد ظهر يوم الأحد، تنطلق الأولى في الواحدة والنصف مساءً والثانية في الرابعة مساءً، وهي الأوقات التي حددتها الأندية التي كانت تدرك حجم المشاهدة المحتملة وتأمل في الحصول على أكبر قدر ممكن من الإيرادات من مقدمي العروض.
وفي خضم سعادتها الغامرة بالأموال الطائلة التي ستحصل عليها والتي تصل في الموعد المحدد، فإن الأندية لم تعرب خلال مفاوضات توقيع العقود عن أي شعور بعدم الرضا أو لم تفكر في الإصرار على وضع بنود تمنع شبكة «سكاي سبورتس» أو «بي تي سبورتس» من تغيير مواعيد المباريات، التي من شأنها أن تسبب إزعاجاً واضحاً للجمهور الذي يقطع مسافات طويلة ويتحمل أعباء مالية كبيرة من أجل مشاهدة المباريات.
ومن الواضح أيضاً أن هذه الأندية لم تدرك أن عشية عيد الميلاد في عام 2017 سوف تأتي يوم الأحد، وهو ما سيتسبب في بعض المشكلات المحتملة. وتمتلك شبكة «سكاي سبورتس» موعدين متاحين لإقامة المباراة عشية عيد الميلاد، يوم الأحد. ويمكن نقل أحد هذين الموعدين إلى ليلة الجمعة السابقة، لكن هذا سوف يترك الموعد الذي كان مقرراً لإذاعة مباراة يوم الأحد فارغاً دون بث أي مباراة كما كان مخططاً له من قبل. ولو قررت شبكة «سكاي سبورتس» إرضاء الجمهور ورابطة جمهور كرة القدم بعدم بث مباراة أرسنال أمام ليفربول أو أي مباراة أخرى عشية عيد الميلاد، فإن هذا يعني أنها بددت الـ11 مليون جنيه استرليني التي دفعتها مقابل بث هذه المباراة، وبكل تأكيد سوف تتردد «سكاي سبورتس» في اتخاذ مثل هذا القرار.
وفي الواقع، كان من السهل تجنب ذلك الموقف من الأساس، حيث كان يمكن لأرسنال وليفربول والأندية الـ18 الأخرى التي كانت تشكل الدوري الإنجليزي الممتاز في أثناء توقيع صفقة البث التلفزيوني أن تستبق هذا السيناريو وتتفق معاً على وضع بند في العقد يمنع عدم حدوث ذلك أبداً، لكنها لم تفعل ذلك، وكالعادة كان المشجعون هم من يعانون أكثر من غيرهم.
وقالت رابطة جمهور نادي ليفربول: «أُخبرت رابطة جمهور ليفربول بأن مباراة ليفربول أمام أرسنال، والتي كان مقررا لها أن تقام في 23 ديسمبر (كانون الأول)، سوف يتغير موعدها لتقام عشية عيد الميلاد»، مشيرة إلى أن هذا القرار سوف تكون له تداعيات كبيرة. وأضافت: «الرابطة تتواصل مع المسؤولين المعنيين لطرح قضيتنا لأنه من غير المقبول تماماً أن نتوقع أن يسافر المشجعون لمشاهدة المباراة في هذا الوقت. إن طرح هذا الاقتراح بتغييرٍ من هذا القبيل يُظهر مرة أخرى أنه لا يوجد أي اهتمام بالجمهور».
وأعلنت رابطة جمهور كرة القدم أنها ستواصل العمل مع مجموعات روابط المشجعين من أجل التواصل مع رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز وشبكات بث المباريات «لتسجيل استياءنا والسعي إلى المشاركة الكاملة في القرار وأن يتم التشاور مع الجمهور في تحديد المواعيد المستقبلية». أتمنى حظاً سعيداً لهذا الجمهور، لكن التاريخ يشير إلى أن آمالهم في أن يحظوا بقدر من الاهتمام وأن يتجاوزوا مرحلة الكلام والشكوى هو أمر أشبه بالمستحيل.


مقالات ذات صلة

ميكالي: أسعى لبناء جيل جديد لكرة القدم المصرية

رياضة عربية روجيرو ميكالي مدرب منتخب مصر للشباب (منتخب مصر)

ميكالي: أسعى لبناء جيل جديد لكرة القدم المصرية

يسعى البرازيلي روجيرو ميكالي، مدرب منتخب مصر للشباب، لبناء جيل جديد بعدما قاد الفريق لبلوغ كأس أمم أفريقيا لكرة القدم دون 20 عاماً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عربية جماهير الزمالك وجهت هتافات مسيئة في مواجهة النادي المصري (نادي الزمالك)

إيقاف طاهر لاعب الأهلي... وتغريم الزمالك بسبب الهتافات

قررت رابطة الأندية المصرية المحترفة لكرة القدم، الثلاثاء، إيقاف طاهر محمد طاهر مهاجم الأهلي مباراة واحدة، وتوقيع غرامة مالية كبيرة على الزمالك.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة سعودية العضوية الذهبية للاتحاد السعودي لكرة القدم بميثاق برنامج الواعدين (الشرق الأوسط)

اتحاد القدم السعودي يفوز بذهبية ميثاق الواعدين

أصبح الاتحاد السعودي لكرة القدم، الاتحاد العاشر الذي يحصل على عضوية المستوى الذهبي بموجب ميثاق الواعدين في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (كوالالمبور)
رياضة عربية الوحدات تأهل لثمن نهائي دوري أبطال آسيا 2 (نادي الوحدات)

«أبطال آسيا 2»: الوحدات إلى ثمن النهائي

بلغ الوحدات الأردني الدور ثمن النهائي لدوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم بتعادله مع سباهان أصفهان الإيراني 1 - 1.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية خوليان ألفاريز تألق وقاد أتلتيكو لفوز كاسح على سبارتا براغ (أ.ف.ب)

«دوري أبطال أوروبا»: فوز ثمين لميلان وكاسح لأتلتيكو

حقق كل من ميلان الإيطالي وأتلتيكو مدريد الإسباني فوزاً ثالثاً في خامس مباراة في دور المجموعة الموحدة لمسابقة دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (براغ)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.