أعلن الجيش التركي عبور بعض قواته الحدود مع سوريا وبدء عمليات الاستطلاع داخل إدلب، فيما تواصل فصائل من «الجيش الحر» معاركها مع عناصر «هيئة تحرير الشام» التي تتزعمها «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً).
وقالت رئاسة هيئة أركان الجيش التركي في بيان الاثنين، إنه تم البدء اعتباراً من يوم أول من أمس أنشطة استطلاعية لتأسيس نقاط مراقبة لخفض التصعيد في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، وإن الأنشطة الاستطلاعية تندرج في إطار التحرك العسكري الذي ستجريه القوات التركية في إدلب، بالتنسيق مع قوات باقي الدول الضامنة لمحادثات آستانة (روسيا وإيران).
وأشار البيان إلى أن تركيا وروسيا وإيران اتفقت على إنشاء مناطق خفض التصعيد في محادثات آستانة، بهدف إحلال وقف إطلاق النار، وإنهاء الاشتباكات، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، وتوفير الظروف الملائمة لعودة النازحين إلى ديارهم، وحل الخلافات بالطرق السلمية.
وأكد البيان أن الجيش التركي يواصل مهمته في إدلب في إطار قواعد الاشتباك المتفق عليها بين الدول الضامنة في آستانة.
في الوقت نفسه، نشر الجيش التركي أعداداً كبيرة من ناقلات الجنود والعربات المصفحة في قضاء ريحانلي بولاية هطاي المتاخمة لمحافظة إدلب استعداداً للانتقال إلى داخلها، حيث من المقرر بحسب اتفاق آستانة نشر 500 مراقب عسكري تركي داخل إدلب وعدد مماثل من كل من روسيا وإيران خارجها.
واستمرت التحركات العسكرية التركية في هطاي وقضاء ريحانلي، طوال ليلة أول من أمس وصباح أمس، واتجهت المعدات والعربات العسكرية إلى النقاط الحدودية مع سوريا، فور وصولها إلى قضاء ريحانلي.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن «الجيش السوري الحر» وبدعم من الجيش التركي يتقدم نحو إدلب دون مشكلات من أجل إقامة مناطق عدم الاشتباك في المحافظة.
وأضاف في الكلمة الختامية للاجتماع التشاوري الموسع لحزب العدالة والتنمية الحاكم في ولاية أفيون كاراهيصار (وسط) مساء أول من أمس، أنه تم البدء فعلياً في تطبيق مقررات اتفاق آستانة حول مناطق عدم الاشتباك في إدلب، وأن العملية الحالية تهدف إلى إقامة منطقة عدم الاشتباك وعدم تكرار نموذج حلب في إدلب، مشيراً إلى أن تركيا سوف تتولى حفظ أمن إدلب من الداخل، بينما روسيا ستكون من الخارج.
وأشار إلى وجود محاولات جادة لتأسيس دولة على طول الحدود الشمالية لسوريا، وأنه في حال التزمت أنقرة الصمت حيال ذلك، فإن تلك المحاولات ستتحقق، وقال: «إننا مضطرون إلى عرقلة الحزام الإرهابي المراد إنشاؤه من أقصى شرق سوريا إلى البحر المتوسط، فلا يمكننا السماح بتنفيذ هذا المشروع، ولو تحقق ذلك، فإننا سنواجه أحداثاً مماثلة لتلك التي حصلت في كوباني (عين العرب) السورية».
وشدد الرئيس التركي على أن بلاده لن تسمح أبداً بإقامة كيان إرهابي على حدودها سواء مع سوريا أو العراق، وتوعد المنظمات الإرهابية بأن بلاده لن تتردد في وضع حد لها دون إنذار مسبق.
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أكد السبت، أن هدف بلاده من نشر قوات في إدلب، هو «وقف الاشتباكات تماماً والتمهيد للمرحلة السياسية في سوريا».
مهمة استطلاعية للجيش التركي في إدلب قبل نشر مراقبين
مهمة استطلاعية للجيش التركي في إدلب قبل نشر مراقبين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة