الحكومة الإسبانية تمهد الطريق أمام الشركات للخروج من كاتالونيا

TT

الحكومة الإسبانية تمهد الطريق أمام الشركات للخروج من كاتالونيا

تمهد الحكومة الإسبانية الطريق أمام الشركات والبنوك للخروج من إقليم كتالونيا، الذي أجرى استفتاء على الانفصال عن إسبانيا يوم الأحد الماضي.
وقال وزير الاقتصاد الإسباني لويس دو جويندوز إن الشركات الإسبانية التي تريد نقل مقارها إلى أي مكان آخر في إسبانيا لن تحتاج إلا إلى موافقة مجلسها التنفيذي، دون حاجة إلى عقد اجتماع لجمعيتها العمومية للتصديق على مثل هذا القرار.
وكان بنك «بانكو ساباديل»، خامس أكبر بنوك إسبانيا، قد أعلن أمس رحيله عن إقليم كتالونيا والانتقال إلى مدينة أليكانتي جنوب شرقي إسبانيا.
وجاء هذا القرار في الوقت الذي تهدد فيه حكومة إقليم كتالونيا بإعلان استقلال الإقليم عن إسبانيا، رغم قرار المحكمة العليا الإسبانية باعتبار الاستفتاء الذي أجراه الإقليم أول أكتوبر (تشرين الأول) الحالي غير قانوني. في غضون ذلك، تلقى رئيس الشرطة الإقليمية في كتالونيا استدعاء من أحد قضاة مدريد، في إطار تحقيق في أعمال العنف السابقة على استفتاء الاستقلال، الذي أجري الشهر الجاري، بحسب بيان صحافي أصدرته إحدى المحاكم.
ويواجه جوسيب لويس ترابيرو اتهاما بدعم أنشطة تحريضية، سيما في 20 و21 من سبتمبر (أيلول) الماضي، عندما تدخل المتظاهرون الموالون للاستقلال في عمل قوات الأمن. وقد بذل أفراد من قوة الشرطة الوطنية (جيارديا سيفيل) مجهودا قبل عشرة أيام من استفتاء الأول من أكتوبر لمصادرة أوراق الاقتراع واعتقال السياسيين الموالين للاستقلال. واعترض المئات من المتظاهرين طريقهم لدى محاولتهم الخروج من مبنى خلال العملية. وبحسب الاتهامات فقد افترض المتظاهرون أن أفراد قوة الشرطة الكتالونية التي يديرها ترابيرو لن ينفذوا الأمر.
وأفادت وسائل إعلام أن ترابيرو مثل أمام المحكمة أمس بكامل زيه الرسمي، ويمكن أن يواجه السجن ما بين 10 و15 عاما.
وشهد الاستفتاء دعم أغلبية للانفصال عن إسبانيا، ولكن لم يشارك في الاستفتاء سوى 42 في المائة من الـ3.‏5 مليون ناخب المؤهلين.
وتريد حكومة كتالونيا إعلان النتائج، وخطط الاستقلال المحتملة، بعد غد الاثنين، لكن المحكمة العليا الإسبانية قضت أول من أمس بحظر عقد الاجتماع.
وفي سياق متصل، اعتذر ممثل الحكومة الإسبانية الرسمي في كتالونيا أمس عن تعامل الشرطة العنيف مع المحتجين، الذين كانوا يحاولون الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على الاستقلال، إذ قال أنريك ميلو في مقابلة تلفزيونية «حين أرى هذه الصور وحين أعرف أن هناك أناسا تعرضوا للضرب والدفع، بل إن شخصا نقل إلى المستشفى فلا يمكنني إلا أن أعبر عن أسفي لذلك، وأعتذر نيابة عن الضباط الذين تدخلوا». وهذه هي المرة الأولى التي يعتذر فيها مسؤول بحكومة مدريد عن الاشتباكات، ويمكن اعتبارها لفتة للمصالحة مع زعماء كتالونيا، الذين يعتزمون إعلان استقلال الإقليم عن إسبانيا من جانب واحد. وكانت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان قد أدانت رد فعل الشرطة بوصفه استخداما للقوة المفرطة ضد المدنيين.
وقالت متحدثة باسم برلمان كتالونيا إن زعيم الإقليم كارلس بودجمون سيتحدث أمامه يوم الثلاثاء. ولم يتضح ما إذا كان الاجتماع المقرر أن يعقده البرلمان بعد غد الاثنين سيبحث نتيجة الاستفتاء، أو إن كان الإقليم سيمضي في إعلان الاستقلال المحتمل عن إسبانيا. وقال راؤول روميفا، المسؤول بحكومة الإقليم لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) في وقت سابق إن برلمان كتالونيا سيتحدى حظرا قررته محكمة إسبانية، وسيجري يوم الاثنين مناقشة يمكن أن تؤدي إلى إعلان الاستقلال.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.