حزب المحافظين البريطاني يعقد مؤتمره وسط انقسام حول ماي و«بريكست»

تيريزا ماي وزوجها فيليب (يسار) خلال المؤتمر السنوي لحزب المحافظين في مانشستر أمس (غيتي)
تيريزا ماي وزوجها فيليب (يسار) خلال المؤتمر السنوي لحزب المحافظين في مانشستر أمس (غيتي)
TT

حزب المحافظين البريطاني يعقد مؤتمره وسط انقسام حول ماي و«بريكست»

تيريزا ماي وزوجها فيليب (يسار) خلال المؤتمر السنوي لحزب المحافظين في مانشستر أمس (غيتي)
تيريزا ماي وزوجها فيليب (يسار) خلال المؤتمر السنوي لحزب المحافظين في مانشستر أمس (غيتي)

أطلق حزب المحافظين الذي تتزعمه رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، مؤتمره السنوي في مدينة مانشستر أمس، وسط جدالات بشأن قيادة ماي والانقسامات حيال «بريكست».
وبعد أربعة أشهر من خسارتها أغلبيتها البرلمانية في الانتخابات المبكرة التي جرت في يونيو (حزيران)، لا تزال قبضة ماي على السلطة ضعيفة.
إلى ذلك تضاف تعقيدات عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الذي تسير مفاوضاته بوتيرة بطيئة للغاية، فيما لا يزال الوزراء في الداخل غير متفقين على شكل مستقبل بريطانيا بعد «الطلاق».
وقبيل وصولها إلى مانشستر (شمال غرب)، أقرت ماي بالأداء «المخيب» في الانتخابات، إلا أنها أكدت أن لديها برنامجاً تنوي الاستمرار فيه، فيما يُتوَقّع أن يركز المؤتمر على مسألة السكن. وقالت: «نعم، علينا التوصل إلى أفضل اتفاق بشأن (بريكست)، ولكن علينا كذلك التحرك هنا في الداخل لجعل هذا البلد منصفاً للعاملين العاديين».
إلا أن المعلقين سيراقبون عن كثب بروز أي مؤشرات تمرد داخل الحزب، لا سيما من قبل وزير الخارجية بوريس جونسون الذي ستتركز الأنظار عليه. ورأى العديد في قراره عرض رؤيته بشأن انفصال تام عن الاتحاد الأوروبي، قبل أيام فقط من خطاب ماي المهم عن «بريكست» الذي ألقته في إيطاليا، تحدياً لسلطتها.
وقال خبير السياسة من «جامعة ساري»، سايمن أشروود، إن «ماي بحاجة إلى المضي قدماً في المؤتمر دون أن تعرض موقعها إلى مزيد من الاهتزاز»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وضمَّنت ماي خطابها في مدينة فلورنسا الإيطالية عدداً من التنازلات، ما ساعد على تحريك محادثات «بريكست» التي كانت عالقة. ومع ذلك، يُستبعد أن يكون ذلك كافياً لتحريك المفاوضات المرتبطة بشق العلاقات التجارية في وقت لاحق هذا الشهر.
ولكن دعوتها لفترة انتقالية مدتها عامان، تسهم بريطانيا خلالهما في ميزانية الاتحاد الأوروبي، فشلت في تهدئة السجالات الداخلية بين أعضاء حكومتها. وأثارت دعوتها كذلك حرباً كلامية جديدة في الصحف بين حلفاء جونسون ووزير المالية فيليب هاموند، الذي يخشى من الانعكاسات السلبية التي قد يتسبب بها انسحاب قاس من التكتل على الاقتصاد.
وكان زعيم المحافظين السابق، ويليام هيغ، بين الداعين إلى التهدئة، محذراً من أن المستفيد الوحيد من الانقسامات هو زعيم حزب العمال جيريمي كوربين. إلا أن جونسون استغل مقابلةً عشية المؤتمر ليصعّد الضغط مجدداً، إذ أعطى تفصيلاً بشأن «خطوطه الحمراء» فيما يتعلق ببريكست، مؤكداً خصوصاً ضرورة تقليل مدة الفترة الانتقالية.
وقال لصحيفة «ذي صن» الشعبية إن «أكثر الناس لا يمكنهم فهم ماهية هذه الجدالات. لقد انسحبنا. صوتنا لأجل ذلك العام الماضي، فلنمضِ به». أما ماي، فنفت تقارير تشير إلى أنها تشعر بأنها مهددة من قبل وزير خارجيتها، وقالت عبر شبكة «بي بي سي»، أمس، إن «بوريس يدعم بشكل تام خطاب فلورنسا».
وكانت ماي دعت إلى الانتخابات في محاولة لتعزيز غالبيتها، إلا أنها خسرت مقاعد ما تركها تعتمد على حزب صغير من آيرلندا الشمالية للبقاء في الحكومة. ومع مرور الأسابيع دون أي تحدٍّ لقيادتها، ازدادت ثقتها، وباتت تؤكد أنها ترغب بخوض انتخابات عام 2022 كرئيسة للوزراء. وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد «يوغوف» لجريدة «ذي تايمز» هذا الأسبوع أن 71 في المائة من المشاركين يرون أن أداءها جيد، رغم أن 29 في المائة فقط يعتقدون أن بإمكانها الاستمرار لخوض انتخابات عام 2022.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».