بعد عشر سنوات على توقف «بولارويد» عن صناعة كاميرات تصوير الأفلام الفورية، وتسع سنوات على توقفها عن تصنيع الأفلام التي تستخدمها هذه الكاميرات، ها هي كاميرا «بولارويد» الفورية تعود اليوم، إلى حد ما.
وقد كُشف النقاب حديثاً عن «بولارويد وان ستيب 2 – One Step 2» (بثمن 99 دولاراً) والتي لا تحمل توقيع شركة «بولارويد»، على اعتبار أن هذه الأخيرة تحولت هذه الأيام إلى علامة تجارية ومجموعة من براءات الاختراع والملكيات الفكرية. لهذا السبب، بادرت «إمبوسيبل بروجكت»، الشركة التي بذلت، ومنذ البداية، جهوداً كبيرة للحفاظ على فيلم «بولارويد»، إلى تصنيع الكاميرا الجديدة.
أفلام فورية
وقد نشر موقع «ذا فيرج» الإلكتروني معلومات عن الكاميرا الجديدة، إذ إنها كاميرا لتصوير أفلام فورية تشبه الكثير مما سبقها، وهي متوافرة للطلبات المسبقة الآن، على أن يبدأ الشحن والتخزين في 16 أكتوبر (تشرين الأول). وتوفر الكاميرا الجديدة قلة قليلة من الميزات التكنولوجية الحديثة المريحة إذ إنها تتضمن مؤقتاً (نظام توقيت)، ويمكن للمستهلك أن يشحنها عبر وحدة «يو.إس.بي.»، وهذا كل ما فيها.
ويمكنها أن تصور أفلاما من نوع «آي تايب I - type » (16 دولاراً للرزمة) بثمانية ألوان، بالإضافة إلى الأبيض أو الأسود، والتي أطلقتها «إمبوسيبل بروجكت» العام الماضي لكاميرتها الفورية الخاصة «آي. 1».
كما يعتبر هذا الفيلم جزءا من عودة «بولارويد» التي لا يمكننا أن نتحمس كثيراً لها. وتعتزم «إمبوسيبل بروجكت» الكشف عن أفلام مختلفة (والكاميرا الجديدة) تحت اسم «بولارويد أوريجينالز». وبالإضافة إلى فيلم «آي. تايب» الجديد الذي تسوقه علامة «بولارويد» التجارية، سيتم طرح أفلام جديدة لكاميرات كـ»بولارويد أس.إكس. - 70»: «سبكترا»، والـ«وان ستيب» الأصلية، والـ«بولارويد 60».
انبعاث جديد
هذا «الانبعاث» الجديد هو الإنجاز الأكبر لـهدف «إمبوسيبل بروجكت» الأساسي. حين أعلنت «بولارويد» أنها تتخلى عن فيلمها عام 2008، استأجرت «إمبوسيبل بروجكت» مصنع الشركة المنهار واشترت المعدات المتبقية، ثم سلكت الاتجاه المعاكس، وأنتجت فيلم «بولارويد» وبدأت ببيعه، راسمة بذلك خط استمرارية لكثير من الأشخاص حول العالم الذين لا يزالون يستخدمون كاميرات «بولارويد» الكلاسيكية للتصوير.
وتابعت بولارويد، التي مرت بإفلاسين، مسيرتها من خلال ترخيص علامتها التجارية هنا وهناك لإنتاج الكاميرات الرقمية وغيرها من المنتجات. حتى أنها، وفي نقطة معينة، حاولت أن تعيد إنتاج كاميرات تصوير الأفلام الفورية، وكشفت عن «وان» في معرض «سي.إي.إس». 2010. ولكنها لم تحقق أرباحاً، مما أدى إلى اختفاء العلامة التجارية المخضرمة خلال السنوات التي تلت.
في أوائل هذا العام، اشترت الشركة الأم لـ«إمبوسيبل بروجكت» علامة «بولارويد» التجارية وملكيتها الفكرية. بعد اجتماع كل هذه العناصر تحت سقف «إمبوسيبل بروجكت»، ولدت «بولارويد أوريجينال» من جديد. لا يمكن الجزم ما إذا كانت «وان ستيب 2» تستحق كل هذه المعاناة دون أن نجربها، ولكن يمكن القول إن كاميرا «آي.1» الفورية من «إمبوسيبل بروجكت» تعد انعكاساً كلياً لإرث «بولارويد».
وفي حال كانت «وان ستيب 2» تشبه «آي.1» ولو ببعض تفاصيلها، يمكننا حينها أن نعتبرها بداية جديدة جيدة.