أهالي العسكريين يلوحون بإحالة قضية تصفية أبنائهم إلى «العدلي»

TT

أهالي العسكريين يلوحون بإحالة قضية تصفية أبنائهم إلى «العدلي»

هدد أهالي العسكريين اللبنانيين الذين سقطوا اعتباراً من عام 2012 في مناطق شرق البلاد، وبالتحديد في عرسال ورأس بعلبك، على يد المجموعات المتطرفة، بخطوات تصعيدية، في حال رفض مجلس الوزراء إحالة ملفات أبنائهم إلى المجلس العدلي، والمباشرة بالتحقيق فوراً.
وحذر محاميا الأهالي، يوسف روفايل وبولس حنا، من «قيام الأهالي بخطوات تصعيدية ضد الحكومة، إذا لم تستجب لطلبهم»، وعقدا مع مجموعة من أهالي العسكريين مؤتمراً صحافياً أمام قصر العدل، في بيروت.
ولفت روفايل إلى حصول «تعديات إرهابية في الجرود، بدأت منذ عام 2012، واستمرت حتى عام 2017، وقد تم خلالها خطف وقتل وأسر مدنيين وعسكريين»، وقال: «لقد وكلنا أهالي الشهداء، فتقدمنا بطلب إلى وزيري الدفاع والعدل لطرح إحالة الموضوع إلى المجلس العدلي، يستطيع من خلاله الأهالي أن يتخذوا صفة الادعاء الشخصي لما لديهم من معلومات وشهود حول القضية».
وأضاف: «راجعنا الوزيرين، وطلبنا لقاءهما، إلا أنهما لم يستجيبا لإعطائنا موعداً. وفيما لم يحرك وزير الدفاع ساكناً، اتصل بنا وزير العدل البارحة سائلاً عما نريده، فطالبنا بإحالة الملف إلى المجلس العدلي، فأجاب بأن ذلك لن يحصل، ووافق على نقل الجواب إلى الأهالي».
وشدد روفايل على أن «جلسات مجلس الوزراء التي تنعقد ليست أهم من دم الشهداء»، واعداً الأهالي والرأي العام بـ«القيام بخطوات تصعيدية ضد الحكومة»، مؤكداً أنه «لا أحد يعلم إلى أين ستصل الأمور»، وقال: «لن نتراجع مهما طال الزمن، ومهما تعرضنا لضغوط».
بدوره، أوضح المحامي حنا أن «المادة 355 أصول جزائية، وما يليها، تلزم الحكومة بإحالة الملف إلى المجلس العدلي، وهو أعلى سلطة قضائية، ويتألف من 5 قضاة من محكمة التمييز»، مشدداً على أن «قضية من هذا الحجم لا تعالج بمحكمة أقل».
وفيما أكد العميد محمد طبيخ، والد النقيب أحمد طبيخ، ثقته برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي أمر بفتح تحقيق في موضوع معركة عرسال، معرباً عن أمله في «وصول التحقيق إلى مبتغاه، لجهة معاقبة الجناة قتلة أبنائنا»، طالب مجلس الوزراء بـ«إحالة ملفات التحقيق إلى المجلس العدلي، والمباشرة بالتحقيق فوراً، وبإصدار الأحكام بحق الموقوفين الإرهابيين وتنفيذها، وإنزال عقوبة الإعدام بهم، أمثال بلال وعمر ميقاتي، وغيرهما»، وقال: «لا نقبل أن تكون هناك خطوط حمر تعيق التحقيق لصالح أحد».
كما حثّ طبيخ القضاء على «التحقيق مع كل من أخطأ أو قصد وحرض على الجيش، وتواطأ مع الإرهابيين، ومول العصابات بالمال لشراء الأسلحة والذخائر والمتفجرات، وكل من نقل إليهم المواد الغذائية ومواد البناء لبناء مراكز عسكرية وخنادق ودشماً بواسطة التهريب».
وقال والد العسكري علي الحاج حسن، الذي قتلته إحدى الجماعات المتطرفة: «نحن تحت القانون، إذا كان هناك من عدل، وإلا فالساحة مفتوحة على كل الاحتمالات».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».