دبت الحياة من جديد في ملاعب كرة القدم السعودية، بعد توقف طويل بسبب خوض المنتخب السعودي الأول، المرحلة الأخيرة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2018، المقرر إقامته صيف العام المقبل، حيث نجح المنتخب السعودي في اقتناص بطاقة التأهل الثانية عن مجموعته بجوار اليابان.
وسجلت إقالة المدرب الوطني سامي الجابر من منصبه التدريبي في نادي الشباب، نفسها في مقدمة أحداث الجولة الثالثة، لأن هذا القرار بدا متسرعاً مع خوض الفريق 3 مباريات فقط على صعيد الدوري، ومباراة يتيمة في بطولة كأس ولي العهد فاز فيها الفريق، وتأهل نحو دور الثمانية بعد إقصائه الباطن.
وبدأ الجابر علاقته مع نادي الشباب في الموسم الماضي، حيث وقَّعت إدارة النادي معه عقداً يمتد 3 سنوات، بدعم شرفي كبير من الأمير خالد بن سلطان، الرئيس الفخري، إلا أن الظروف الإدارية والمالية للفريق ساهمت في تدني نتائج الفريق، وعدم تحميل الجابر المسؤولية الكاملة، حيث ودع الفريق في الموسم الماضي ثنائي حراسة المرمى وليد عبد الله ومحمد العويس، إضافة إلى منع الفريق من التسجيل في فترة الانتقالات الشتوية.
وواصل الجابر بقاءه في منصبه على رأس الجهاز الفني للفريق، مطلع هذا الموسم، حيث قاده في معسكر هولندا الإعدادي، وبدأ مشواره بنتيجة محبطة، وخسر أمام فريق «أُحد» بهدفين لهدف، قبل أن تعزز الإدارة صفوف النادي بالثنائي ناصر الشمراني والعراقي سعد الأمير، لينجح في تحقيق الفوز في المباراة الثانية أمام القادسية، قبل أن يخسر أمام الباطن بهدفين لهدف، وتنتهي العلاقة بين الطرفين.
وطوى سامي الجابر رحلته التدريبية الثانية في الملاعب السعودية، دون أن يتمكن من وضع بصمته بصورة فعالة، حيث كانت تجربته الأولى مع فريق الهلال خلال موسم 2013 - 2014، إلا أنه لم يكمل المشوار بعد موسم ودعه دون أي بطولات، لكن الفريق نجح في التأهل لدور ربع الثمانية في دوري أبطال آسيا تحت قيادته.
وتمكن فريق الباطن من مواصلة حضوره في صدارة لائحة دوري المحترفين السعودي، بعدما حقق انتصاره الثالث على التوالي، رافعاً رصيده للنقطة التاسعة، وهو الرصيد ذاته الذي يملكه فريق الهلال، الذي يدافع عن لقبه بصورة مميزة حتى الآن.
وأطاح فريق الباطن بفريق الشباب على أرضه بعد أسبوع من خروجه من بطولة كأس ولي العهد على يد الشباب، قبل أن يأخذ الثأر سريعاً في دوري المحترفين، ويحقق العلامة الكاملة بتسع نقاط.
ويعتمد الباطن، الذي يقوده المدرب البرتغالي ماتشادو، على عدد من لاعبيه البارزين، يتقدمهم الثلاثي البرازيلي في خط الهجوم تراباي أديسون وجورجي سيلفا وجوناثان بينتيس، حيث يتصدر هذا الثلاثي قائمة هدافي الفريق برصيد هدفين لكل لاعب.
وواصل الباطن ظهوره المميز هذا الموسم الذي بدا فيه مختلفاً، حيث تجاوز الاتحاد على أرضه في مدينة جدة في الأسبوع الأول، وذلك بثلاثة أهداف لهدف، قبل أن يفوز على «أُحد» في مدينة حفر الباطن بثنائية دون رد، وأخيراً انتصاره على نظيره الشباب في الجولة الثالثة.
وشهدت منافسات الأسبوع الثالث من دوري المحترفين السعودي، ظهوراً أول لعدد من اللاعبين المحترفين غير السعوديين في منافسات البطولة، وذلك لأسباب مختلفة، إما لتأخر وصول بطاقاتهم، أو لتوقيع الأندية مع هذه الأسماء خلال فترة التوقف الأولى، التي كانت خلالها فترة الانتقالات الصيفية متاحة قبل أن تغلق أبوابها.
في فريق الهلال؛ شهدت مباراته الماضية أمام نظيره «أحد» التي فاز فيها بهدف يتيم دون رد، مشاركة أولى للعماني الدولي علي الحبسي، بعدما فضل مدرب الفريق دياز إراحة عدد من الأسماء الأساسية، ليتمكن الحبسي من الحضور لاعباً أساسياً، بعدما جلس في المباريات السابقة على مقاعد البدلاء. وفي «الهلال» أيضاً شهدت المباراة ذاتها مشاركة أولى للمهاجم الفنزويلي ريفاس، بعد التوقيع معه في الأيام الأخيرة من فترة الانتقالات.
وشهدت مباراة النصر والأهلي، التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، حضوراً أول لمحترفي النصر، يتقدمهم الدولي المصري حسام غالي، إضافة إلى الدولي المغربي سعد لكرو، الذي ظهر للمرة الأولى لاعباً أساسياً، وكذلك مواطنه محمد فوزير، الذي شارك في شوط المباراة الثاني؛ أما الأهلي فقد كانت المباراة الأولى لمحترفه النيجيري المدافع غودفري أبوابونا، الذي غاب عن المباريات السابقة لمرضه.
أما القادسية، فقد شهدت مباراته أمام غريمه التقليدي الاتفاق، حضوراً أول للمدافع الجزائري رياض كنيش، ولاعب خط الوسط الغاني محمد فتاو، الذي وقع مع الفريق، خلال فترة التوقف الأخيرة؛ في حين ظهر المهاجم الأرجنتيني رودريغو ساليناس للمرة الأولى مع فريقه الاتفاق بعد التوقيع معه مؤخراً.
وشهدت مباراة فريق الفيصلي أمام الاتحاد الحضور الأول للبرازيلي روجيريو كوتينهو والزيمبابوي تينداي ندورو، كما شارك مع فريق الفتح لاعبه البرازيلي جواو بيدرو للمرة الأولى، بعد أن غاب عن المباريات السابقة لعدم وصول بطاقته الدولية، وأخيراً حضر المحترف المصري محمود عبد الرزاق الشهير بشيكابالا، وذلك بعد توقيع الرائد معه خلال فترة التوقف الأخيرة.
وخلت قمة الأسبوع الثالث التي جمعت الأهلي والنصر من الحضور الجماهيري المأمول والمتوقع لأهمية المباراة، وجماهيرية الفريقين، خصوصاً أنها تقام على ملعب الملك عبد الله الشهير بـ»الجوهرة المشعة»، حيث جرت العادة أن تشهد المباريات التي تقام عليه حضوراً جماهيرياً كبيراً.
وسجلت مواجهة الأهلي مع النصر، التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، حضور 10 آلاف متفرج، وهو رقم متواضع مقارنة بنوعية المباراة وأهميتها وجماهيرية الفريقين، إلا أن الأوضاع الفنية للفريقين قد تبدو أحد الأسباب التي ساهمت في تواري الجماهير وغيابها عن المدرجات.
وبصورة عامة، فقد سجلت الجولة الثالثة تراجعاً كبيراً في رقم الحضور الجماهيري لجميع مباريات هذه الجولة، حيث حلت في المركز الأخير بعد الجولتين الأولى والثانية؛ وبحسب موقع إحصاءات رابطة دوري المحترفين السعودي، فإن الجولة الثانية كانت الأكثر حضوراً جماهيرياً، بنحو 36 ألف متفرج، في حين جاءت الجولة الأولى في المركز الثاني بـ34 ألف متفرج، وحلت الجولة الثالثة في المركز الأخير بـ19 ألف متفرج.
ويتوقع أن يرتفع الحضور الجماهيري للجولة الرابعة، التي سيقام فيها عدد من المباريات المهمة، يأتي في مقدمتها قمة الأسبوع التي تجمع بين الاتحاد والهلال في كلاسيكو الكرة السعودية، إضافة إلى قمة مدينة بريدة التي تجمع بين التعاون وغريمه التقليدي الرائد، والتي ستفتح فيها أبواب المدرجات أمام الجماهير احتفالاً باليوم الوطني السعودي.
وبات فريق الرائد وحيداً، بين فرق دوري المحترفين السعودي، دون تحقيق أي انتصار حتى الآن، مع إسدال الستار على منافسات الأسبوع الثالث، حيث يقبع الفريق في مؤخرة لائحة ترتيب الدوري، دون أي رصيد نقطي، بعدما خسر أمام القادسية ثم الفيصلي، وفي الجولة الأخيرة خسر أمام الفتح بهدف يتيم دون رد.
وتنتظر الفريق مواجهة مهمة، مطلع الأسبوع المقبل، تجمعه بغريمه التقليدي التعاون، وهي المباراة التي قد ترمي بالمدرب الجزائري توفيق روابح، خارج أسوار النادي، حال تعثر الفريق وخسارته المباراة الرابعة على التوالي.
ويتوقع أن يصبح توفيق روابح، المدرب السابق لفريق التعاون لفترة طويلة، ثاني الراحلين عن فرق دوري المحترفين السعودي، وذلك حال خسارة الفريق أمام غريمه التقليدي، وهي الخسارة التي ستطلق سياط النقد لإدارة النادي، وتشعل المدرجات الحمراء بالغضب الجماهيري الكبير.
ويسعى فريق الرائد للخروج من مباراته بالنقاط الثلاث، وتحقيق فوزه الأول هذا الموسم، بعدما فشل حتى الآن في تحقيق الانتصار، أو حتى التعادل، رغم خوضه مباريات ليست ذات صعوبة كبيرة، أو أمام فرق مرشحة لاقتناص اللقب.
دوري المحترفين: إقالة صادمة ووجوه جديدة وحضور مخيب للكلاسيكو
خطر الإبعاد يهدد المدرب روابح في الجولة الرابعة
دوري المحترفين: إقالة صادمة ووجوه جديدة وحضور مخيب للكلاسيكو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة