بلير: بريطانيا لا تحتاج إلى الانفصال للتصدي للهجرة

شدد على ضرورة التراجع عن قرار «بريكست»

TT

بلير: بريطانيا لا تحتاج إلى الانفصال للتصدي للهجرة

قال رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، أمس، إن بريطانيا يمكنها وضع قيود جديدة صارمة بشأن الهجرة الوافدة من الاتحاد الأوروبي دون الخروج منه فعلياً.
وأشار كثير من البريطانيين إلى المخاوف من تأثير المستويات المرتفعة للهجرة على الخدمات العامة والإسكان كعامل في تصويتهم لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء العام الماضي. وقالت حكومة المحافظين برئاسة تيريزا ماي إن حرية حركة مواطني الاتحاد الأوروبي الوافدين إلى بريطانيا ينبغي أن تنتهي.
واتهم كثير من مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حكومة بلير، بالمسؤولية عن تدفق عدد كبير من المهاجرين من الاتحاد الأوروبي منذ عام 2004. وكانت حكومة بلير سمحت لمواطني الدول الشيوعية السابقة بالاستقرار الفوري في بريطانيا، رغم فترة الانتقال الطويلة التي تطبقها دول أخرى من أعضاء الاتحاد.
وكتب بلير، الذي أشار إلى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يمكن وقفه ويتعين ذلك، في صحيفة «صنداي تايمز» أنه «لا يوجد بديل ممكن لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون إيجاد حلول للمظالم التي أدت إليه. ومن المفارقات، أنّه ينبغي أن نحترم نتيجة الاستفتاء لتغيير ذلك». وأضاف بلير الذي رأس حكومة حزب العمال لعقد من الزمن منذ عام 1997: «يمكننا التخلص من الأشياء التي يشعر الناس أنها مضرة، فيما يتعلق بالهجرة الأوروبية عن طريق تغيير السياسة المحلية، وأيضاً الاتفاق على تغيير مبدأ حرية الحركة داخل أوروبا». ورداً على سؤال بشأن اقتراحات بلير، قال وزير الدفاع مايكل فالون، إن الحكومة ينبغي أن تمضي في تطبيق الخروج من الاتحاد الأوروبي. وقال لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «اتخذ البلد قراره، نحن نغادر الاتحاد الأوروبي الآن. وهذا يعني أن حرية الحركة ينبغي أن تنتهي... يتعين فرض قيود على القادمين إلى هنا».
وذكرت وثيقة حكومية مسربة في الأسبوع الماضي أن بريطانيا تدرس إجراءات تقييد الهجرة للجميع باستثناء العمالة عالية المهارة من الاتحاد الأوروبي، وهي الخطط التي وصفتها بعض الشركات بالمقلقة.
وذكر تقرير نشره معهد بلير للتغيير العالمي، أمس، أن الحكومة يمكنها اتخاذ خطوات تشمل تسجيل مهاجري الاتحاد الأوروبي عند وصولهم لمعرفة مدى مطابقتهم لقواعد الاتحاد الأوروبي بشأن العثور على فرصة عمل. وقال التقرير إن مهاجري الاتحاد الأوروبي يمكن أيضاً أن يضطروا لتقديم أدلة على وجود عرض عمل، قبل السماح لهم بدخول بريطانيا، وإنه من الممكن منع الذين لا يملكون تصريحاً للإقامة من الاستئجار أو فتح حساب مصرفي أو الحصول على مزايا اجتماعية.
ويقترح التقرير أيضاً تطبيق قيود مؤقتة على الهجرة عندما تتأثر الخدمات، وهي نسخة مشددة من اتفاق طرحه رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون قبل الاستفتاء.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».